زهر النرجس والجلنار _ فصل من روايتي (النرجس والرمان)


عباس علي العلي
الحوار المتمدن - العدد: 5885 - 2018 / 5 / 27 - 04:45
المحور: الادب والفن     

زهر النرجس والجلنار

أودع كل المبالغ التي وجدت في الصندوق باسمه في مصرف تجاري بناء على نصيحة المحامي الذي أبى أن يتقاضى شيئا مقابل أتعابه، معتبرا أن هذا المبلغ هو ثمن عمر الرجل وأمه وثمن المرارة والعوز والفقر الذي أصابهم, وزوده برسالة إلى صديق محامي في كركوك بناء على ما توفر من عنوان لأهل (خضر) وهذا أسمه الحقيقي كما ورد في سجلات الأوراق وفي دفتر النفوس، وطلب من نرجس أن تذهب معه بعد أن تم عقد زواجهما أصوليا على أن لا يتم الدخول حى موعد (فرحة الزهرة)، وبالذات ليلة المولد رفعا للإحراج وهم في سفر قد يستغرق عدة أيام, ترك صديقه محمد الأطرم محله وخرج من الصباح الباكر متوجها إلى بغداد ومنها إلى كركوك يحمل جبلا من التساؤلات يريد من يجيب عليها, لا يرغب بمال ولا بمكسب سوى الإجابة لماذا فعلتم بي هذا .
وصل كركوك مساء دون أن يشاهدها من قبل أو يتصور يوما أنه سيكون ضيفا على أهلها الذين هم أهله وعشيرته وجذره, لا يعرف أحد إلا ما بيده من رسالة لا يمكن أن يحد هذا الشخص إلا صباحا في المحكمة, أستدل على نزل خانه قريب واستأجر غرفة له وغرفة لنرجس التي شاركت سيدة أخرى في غرفة مزدوجة بعد أن فشل في العثور على ما يريد, قبلت نرجس بالوضع ولا سيما أنها ليلة واحدة ومع سيدة محترمة يبدو عليها أنها موظفة أو صاحبة مهنة محترمة, استراحا قليلا ونزلا لوسط المدينة يبحثون عن عنوان أو شخص يدلهم على ما يريدون .
نرجس المتعلمة كان لها وجهة نطر تتلخص بأن لا يذهب مباشرة إلى المحامي ولا إلى عنوان الحاج عبد الرحمن دون أن يجمعا معلومات مهمة من الناس القريبين منهم، خاصة أن العنوان تجاري وكثيرا من في السوق يعرفون التجار ويعرفون معلومات مهمة عنهم، حتى لا يكون في وضع غير قادر على التخلص منه لو حدث سوء فهم, نزل الاثنان وتوجهوا بواسطة ربل إلى مكان قرب السوق وأول ما سألت الحوذي عن عائلة عبد الرحمن أجابها ألله يرحمه كان رجلا كريما من أصل كريم ترك وراءه سمعه طيبة وأملاك كثيرة، نصف سوق الحبوب له ولأولاده وإخوانه, سألته هل تعرف عبد الله شقيقه قال الرجل مات من زمان ولا أحد يعرف شيء عنه, أنه خضر عبد الله كما في دفتر النفوس .
مر على محلات الحاج عبد الرحمن كما وصف لهم الحوذي وجد الكثير من الناس فيه لكنه أشار إلى شاب يشبهه تماما وكأنه نسخه منه، تعجبت نرجس من الأمر وأصبح إيمانها قويا بأنها مقبلة على أناس محترمين دخلت لوسط المحل تبعها خضر الذي لفت أنظار الناس له كونه يشبه قدوري أبن حاج عبد الرحمن شبه قوي، حينها ساد الصمت داخل العلوة التي ضمت الكثير من الخلق والكثير من البضاعة، لتقطع نرجس الصمت وتسأل عن الحاج عبد الرحمن, تقدم شاب بعمر أبو الياس ذو لحية خفيفة أبيض الوجه أزهر قريب الشبه أيضا به ليسألها عن طلبها وعينه لا تفارق خضر يتفحص ملامحه .
هناك صورة قديمة جدا للمرحوم عبد الله مع المرحومة الزايره وجدتها مخبأ بين أغراضها ومع الأوراق والفلوس لكنها واضحة جدا وكبيرة نوعما, أخرجتها من خلف العباءة دون أن يعرف بها خضر وأعطتها للشاب أبن الحاج عبد الرحمن لتسأله إن كان يعرف من في الصورة, بادر فورا وبدون تردد هذا عمي عبد الله وهذه امرأة عمي مريم الله يرحمها عندنا نسخة ثانية من الصورة يحتفظ بها أبي منذ زمن في غرفته, أشارت بيدها إلى أبو الياس وهذا أبن عمك خضر العبد الله وأنا زوجته .
عائلة خضر كبيرة جدا له من الأعمام الأشقاء خمسة ومن غير الأشقاء ناهيك عن العمات والأقرباء، للحد الذي جعل من دار الحاج عبد الرحمن على سعتها وكبر مساحة الجزء المخصص للضيوف لا يتسع للعشرات من الوافدين يتقدمهم الأعمام وأبناء الحاج عبد الرحمن وأبناء العمومة محتفلين بخضر، الذي أحيا ذكر عمهم المرحوم عبدا الله الذي كان أوسطهم عمرا والأعز على قلب جدهم خضر الأشهب، الذي توارثوا منه هذه السحنة من البشرة حتى أضحت لقبا لهم, الكل ترك أعماله وجاء محتفيا به, سأله عمه عمر عن ماذا يعمل قال بفخر أبيع الشاي أمام صحن العباس ووالدتي كانت تجمع لكم الإيجارات مقابل سكنها بالمجان في دار جدي خضر .
لم تنجو نرجس أيضا من الكم الهائل من الأسئلة من عائلة زوجها عن عمله وعن أصلها وفصلها وكيف تعرفت عليه وأين يسكنون، فقط واحدة من العجائز وتبدو عليها ملامح الوقار والهيبة انتهرت جميع الناس وطردتهن من الغرفة واحتضنتها وسألتها عن أم خضر وكيف أحوالها، أخبرتها بالتفصيل فبكيت وأبكت الحاضرات وترحمن عليها قالت كانت سيدة ولا كل السيدات عفيفة ذات أنفه وكبرياء لم يستطع أحد أن يهزما أو يشتريها بمال, رفضت كل الأملاك والأموال التي كانت ترسل لها بعد وفاة أخي لتعيش حرة تأكل من عرق يديها بالرغم من أنها بنت أصول وجاه, ليرحمها الرب .
مع أذان الظهر تهيأ الجميع للصلاة ينظر خضر بين الوجوه حائرا ماذا يعمل فهو لا يعرف الوضوء تماما كما لا يعرف من الصلاة غير سورة الفاتحة، قام وحاول أن يقلد الموجودين فأنتبه له أحدهم وقال كيف تتوضأ قالها؟ بصراحة أنا لا أعرف الوضوء ولم أصلي غير مرات قليلة وبالتحديد منذ أيام لا أعرف غير الفاتحة, قال سأعلمك فقط تابعني, توضأ وذهب معهم لصلاة الجماعة التي تقام في مسجد قريب قال له أحدهم هذا (جامع أبيك) بنيناه بما تراكم له من أموال من حصته وسمي بجامع عبد الله الأشهب، شعر بعظيم الفخر أنه ليس لقيط أو كما يشاع عنه وهو طفل صغير يسخر منه رفاقه في اللعب .
تذكر أيام طفولته عندما تتركه أمه مع أبناء الجيران يلعب معهم كان البعض يسمعه كلاما جارحا ويسألونه عن أبيه باستهزاء، فينزوي باكيا أو يدخل دارهم ويقفل الباب عليه لتعود أمه في المساء يخبرها، فتقول له قل لهم أن أبي ذهب عند الله وأسمه عبد الله, لم يعرف إلا هذه الجمل البسيطة التي يدافع بها عن نفسه, كما توصيه أمه دوما أن لا يحقد على أحد لأنهم لا يصدقون أن أبوك مع الله وعند الله، ومن يشتمك أبتسم بوجهه ولا تجازيه إلا بالخير حتى يرضى عنك أبوك ويفتخر عندما تكبر وتجتمعان سويا, أحس اليوم وهو في الجامع أن والدته لم تكذب عليه ابدا ولم تضحك على براءته، وأنه الآن يضمه إلى صدره وأن فخور بخضر كما أخبرته سابقا .
نرجس التي أحست أن كل الأبواب قد فتحت أمامها وأن هواجس الخوف قد تبددت من أن ينكر أهل خضر ولدهم أو تحدث مشاكل قد تعيق المهمة التي جاء من أجلها, تركية الحاجة تركية عمة زوجها كانت من الطيبة أشعرتها أنها جزء منهم ومن حياتهم, كانت حريصة أن تبدي لها كل المحبة والود الحقيقي, سألتها عن زواجها من أبن أخيها قلت لها عمة القصة طويلة ولا أرغب أن يعرفها غيرك وأنت بعدها حرة الآن نحن فقط متزوجان على الورق وبيننا عقد شرعي، ولم يتم الدخول لأن أم خضر توفيت من فترة قريبة ولا يجوز أن يتم زواجنا وما زال خضر ملكوم من فقدان والدته, ربت على كتفها وترحمت على الأموات وبدأ الجميع يحضرون على مائدة العداء كأنهم في عرس .
لم يتوقع أحد من الحاضرين هذه المفاجأة بعد أكثر من أربعين عاما الكبار قد يتذكرون عبد الله ولكن الشباب وصغار السن يتساءلون عن سر غياب العم عبد الله وعن هذه المفاجأة وعن خضر بالذات، الذي قلب سكون العائلة وجمعهم صغارا وكبار, بدأت التساؤلات تثار هنا هناك عن فتح الدفاتر القديمة وعن أسرار الكبار, النساء كما الرجال ساقهم شيء من الفضول لمعرفة الحكاية وكيف أستدل خضر عليهم وما السبب الذي منعه هذه السنين الطوال من أن يأت, كل منشغل بالبحث عن أجوبة وخضر قلبه معلق عند نرجس يريد أن يعرف منها ما يحصل في الداخل أو يخبرها بما يحصل معه .
الجميع في دار الحاج عبد الرحمن الخضر منشغل بأمر الضيف خاصة مع أنتهاء فترة صلاة المغرب وتفرق العائلة بعد أن قضوا النهار كله محتفلين بالوافد الجديد، كل يطلب أن يكون المعزب التالي للضيف وبإلحاح لو جمع الأيام المطلوبة قد يجد نفسه وقد أصبح من أهالي كركوك, تعذر بعشرات الحجج لغرض التلفت من هذه الالتزامات, عمر بن الحاج عبد الرحمن هو أكثرهم من كان بحاجة إلى أن ينفرد بابن عمه, هو الأخر يضمر حكاية لا يريد لأحد أن يعرف تفاصيلها, تفرق الجميع منهم من ذهب إلى دارهم ومنهم من ذهب إلى غرفة نومه بدأت الأعداد تتقلص, أخبر الحاج عمر أكبر أولاده أن الحاج خضر بحاجة للاستراحة وعليهم أن يهيئوا له غرفة نومه .
نرجس وحدها كانت تشعر بالحرج خاصة وأن الحاجة تركية لم تتكلم بخصوص وضعها, كيف ستقضي الليلة وقد يضعها أهل زوجها بغرفة واحدة لأنهم يعرفون أنه زوجها فقط, ازدادت الحيرة والاضطراب بادي على وجهها عندما سمعت أصوات الرجال وخضر معهم في داخل الدار وقريب من الغرفة التي تجلس فيها, طرق خفيف على الباب وصوت أبو الياس نرجس خانم أنا وأبن عمي الحاج عمر يريد السلام عليك, دخل الاثنان وزوجة الحاج عمر ووالدته التي كانت جالسة ضمتهم جلسة عائلية بعد أن أغلق الحاج عمر الباب خلفه .
دار الحديث وتشعب منذ البداية عن غربة والده عبد الله وعن رفضه الموافقة على أن يعود لكركوك بعد أن زار كربلاء للمرة الأولى في حياته, يسرد الحاج عمر هذه التفاصيل كما سمعها من والده, الذي لم ينقطع أبدا عن زيارة أخيه وحتى بعد أن توفي بقيت الحاجة مريم على عهد زوجها ووعده, لم تكن هناك أسباب مفهومة على إصرارها على البقاء في كربلاء, نزل الجد إليه وحاول ولكنه طلب وبكل أدب الابن النجيب من أبيه أن يسمح له البقاء هنا, قرر الحاج خضر في وقتها أن يشتري السكن الذي أختاره وزوجته, لم يرغب أن يكسر له إرادة فهو حر ولم يعد قاصرا ومن حقه أن يختار لا يجبر على شيء إلا العبيد, عاش بعدها فترة قصيرة أيام معدودات حتى وصل خبر وفاته .
الكثير من هذه المعلومات يسمع بها لأول مرة كان يظن أنه أمرا لا يمكن البوح به من والدته هو الذي يمنع أن تتكلم أو أن تفصح له عن نسبه وعن أهله, يقدر تماما أن والده ووالدته كان عندهم عذر أو مبرر محترم منعهم من أن يتصرفا بصورة طبيعية كما الحال عند باق الناس, العجيب أنه لم يسأل في يوم ما من الأيام عن والدته وأهلها وهو لا يعرف لها أخ ولا أخت ولا قريب, عاش الاثنان كأنهما غريبين ومن كوكب أخر, تواردت أسئلة متعددة في باله أحب لو أن الزايره حية ليسألها ليعاتبها... ليقول لها لماذا يا أمي, ليس هناك ما يعيب نحن بشر كباق الناس من حقنا أن تكون لنا كما لغيرنا عوائل وأهل وناس تتفقدنا, ناس نفتخر بهم أنهم أهلنا دمنا ولحمنا, لكن من يجيب لا يستطيع الإجابة ملك الموت سرق له لسانه وسمعه وبصره .
طلب الحاج عمر من خضر أن يستريح الليلة وأن يقضيها على أمل الحديث غدا، كان متعبا من طول هذا اليوم الصاخب ولأن أثار التعب ظاهره عليه وهو لم يألف هذه المظاهر وغدا سيكون يوم للحساب والمحاسبة, قالت نرجس أنها غدا ستكون عند العمة تركية منذ الصباح, وطلبت من عمر أن يصطحب زوجها معه لدار عمته لتناول الغداء, قال أعرف وقد كلمتني الحجية تركية وإن شاء الله سيكون كل شيء على ما يرام, نهض الجميع واصطحبت أم عمر معها نرجس قالت لها عندي أمر هام معك, تركوا أبو الياس وحده وكل شيء جاهز بما فيه ملابس نوم جديدة وسرير مزدوج , تمنى الجميع له ليلة سعيدة .
في الممشى الذي يفصل غرفة نوم خضر والركن القصي حيث غرفة العمة أم عمر همست في أذن نرجس وقالت أنت اليوم تنامين معي هكذا أخبرتني الحاجة تركية أنتم ما زلتم على الورق, تنفست الصعداء وقالت لها عمة أنتم حقا أكثر من أهل أتمنى لو كنت أبنتك أو ابنة الحاجة تركية لأنكم تماما كالمرحومة والدتي, تتصرفون معي وكأني لحمكم ودمكم, قالت نعم وأنت لحمنا ودمنا وأبوح لك بسر, بنيتي الحاجة مريم رحمها الله تكون شقيقتي الوحيدة نحن الاثنان فقط هو ما ترك أبونا من بعده لا عم ولا خال ولا أخ فقط أنا والحاجة مريم, لم يتسنى لي أن أراها إلا من أكثر من عشر سنوات وأنا غير مسموح لي بالسفر وأنت ترين عكازي بعدما وقعت وتهشمت قدمي .
يا لك من زمن يا له من دهر يفرق ويجمع ويشتت ويأت أخيرا ليصلح ما خربته الأيام، كم أنت كبيرة يا زايره مريم تتركين هذا العز وهذا البذخ والحياة الراقية وفاءً لرجل لم تمضي معه أكثر من عام, تهبين عمرك لغيرك وتشربين المر كأنه عسلا مصفى, نادرا ما تجود النفوس بما جادت به الزايره مريم, لقد عشت معها أياما قليلة كانت أما وأختا وإنسانا يحمل طهر الكون كله وهي لا تعرف من أنا,ما قصتي, لا تعرف تأريخي أبيضا أم ملوثا لكنها تعرف أنني مجرد إنسان يبحث عن روح الإنسانية، ضمتني وسلمتني أسرارها وهي بالكاد تعرف لي أسما نرجس فقط، قد أكون صادقة فيه أو كاذبة لكنها بحسها النبيل قرأت كل شيء عني سألت السماء عني قالت أنت طيبة وأصيلة يوم ودعتني وأعطتني مفاتيحها يا رب كم أنت رائع حينما تجود بفيضك وحنانك وترحمك علينا .
أصرت العمة تركية أن يتم زواج خضر ونرجس هذه الأيام وأن يكون الزواج في دارها وبحضور كل العائلة والأقرباء, لم يتردد خضر بالموافقة وحدها نرجس كانت ممتنعة وبشدة لا يمكن أن تتجوز في هذه الأيام مهما كلف الأمر لا يمكنها أبدا، أنها أيام الحزن لم يبقى كثيرا عن شهر ربيع الأول إلا شهر وكم يوم, العمة والأم الزايره مريم أكيد روحها ستبارك وستفرح في علياء الله لكنها أيضا لا تقبل أن يكون زواج وحيدها في شهر الأحزان، يكفي أنها عاشت الحزن على مدى كامل عمرها, أعدكم أن يكون زواجنا هنا فقط لننهي أولا الكثير والكثير من الأشياء ما زال أمامنا متسع من الوقت .
تبلغ خضر من أبن عمه وأبن خالته الحاج عمر أن صافي حسابه غير مصاريف بناء الجامع والإنفاق عليه من حصة والده ووالدته أكثر من خمسين ألف دينار محفوظة له، من حقه أن يتصرف بها من الآن ومن حقه أيضا أن يستلم أدارة حصته من الأملاك والخان والعلوة أو يخول أحد عنه, جلب معه كافة السجلات والحسابات القديمة والجديدة وطلب من عمته أن تستدعي أعمامه الباقين كي يجهزوا له ما يمكن أن يساعده لبناء أسرة وحياة جديدة تعويضا عن ما فات، وتعويضا عن المشتبه به مما في رقبتهم من حصة العم عبد الله, غير مصدق تماما ما يسمع، خمسون ألفا هذا كثير يا الله كيف يمكنني أن أقنع نفسي أن هذا المال كله لي وحلالي ويمكنني أن أنفقه بالعقل, قالت له نرجس لا يهم فقط اسأل نفسك هل أنت سعيد بها أم سعيد بعودتك للجذور .