أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - قضايا ثقافية - حامد الضبياني - -اخوتنا درع العراق… حين يكون العراقي ظلاً لأخيه-














المزيد.....

-اخوتنا درع العراق… حين يكون العراقي ظلاً لأخيه-


حامد الضبياني

الحوار المتمدن-العدد: 8414 - 2025 / 7 / 25 - 02:12
المحور: قضايا ثقافية
    


في وطن اسمه العراق، حيث تسير الحضارات جنبًا إلى جنب مع الشهادة، ويجتمع النخل والماء والبردي والطين ليصنعوا هوية اسمها "نحن"، لم يكن العراقي يومًا يسأل أخاه: من أي طائفة أنت؟ ولا من أي مذهب جئت؟ بل كانت الكلمة الأولى إذا ما رأى فيك وجعًا: "انهض، أنا أخوك".يا أبناء الرافدين، يا أبناء النهرين اللذين شقّا قلب الأرض ليصنعوا الحياة، يا من وحدتكم الفرات كما وحدتكم دجلة، وتآلفت قلوبكم تحت سقف بيت من شعر، أو ظل نخلة، أو فوق جبلٍ أعزلٍ يحرس كرامة تراب هذا الوطن.كنا وما زلنا إذا ما صاح أحدنا بـ"وا عراقاه"، نترك كل شيء وراءنا، لا نسأل عن اللقب ولا العشيرة ولا القومية، نهرع بفطرتنا، كما تهرع النار إلى القش، نفديه بأرواحنا، ونطفئ وجعه بكفوفنا، لأننا نعرف يقينًا أن الوطن حين يُستصرخ، لا يحتاج إلى هوية بل إلى رجولة.في الجنوب، حيث يُولد الطيبون على ضفاف الأهوار، وفي الشمال، حيث الجبال تهمس بأناشيد التاريخ، وفي الوسط حيث النهر يعانق السهول، كنا وما زلنا إخوةً في الطين والملح، في الحزن والفرح، في الغربة والوطن.
قالها أجدادنا في الملمات: "الجار للجار ولو جار"، وقالتها النسوة في عزّ الشدة: "النخوة ما تسأل عن دين"، وروى التاريخ أن العراقي إن انتخى، كان كمن أطلق غضب الفرات في وجه الغزاة. من شعلان أبو الجون إلى ضاري، من ثورة العشرين إلى جبال كردستان التي آوت الثوار، نحن أبناء المحنة والوحدة.أيها العراقيون، دعونا نُعيد للعراق صورته الأصيلة، لا تلك التي يُراد لها أن تُجزأ وتُفتت وتُباع بحفنة دولارات من خلف الحدود. دعونا نعد إلى سكة واحدة، نغلق أبواب الطائفية، نطفئ نار الفتنة، ونقول للمسيء: لا مكان بيننا لمن يزرع الكراهية.فالعراق ليس جغرافيا فحسب، بل هو قلب ينبض بالإباء من زاخو إلى الفاو، من مندلي إلى الرطبة. العراق روح تهيم في قصائد الجواهري وفي أعمدة سومر وأصوات المضايف. العراق ليس فقط دولة، بل هو نخوة ونذالة لا تجتمع، فإن وجدت الأولى غابت الثانية.اليوم، ونحن نمرّ بما نمرّ به من تحديات أمنية واقتصادية واجتماعية، ليس لنا إلا بعضنا البعض. فجيشنا الباسل، وشرطتنا الساهرة، بحاجة إلى سواعدنا لا إلى خطاباتنا فقط. بحاجة إلى أن نقف معهم، لا خلف الشاشات، بل خلف المتاريس، ندعمهم بالكلمة والموقف، نحرس ظهرهم من الخذلان، ونضع أيدينا بأيديهم لطرد الفاسدين، ومحاسبة السارقين، واسترجاع الوطن من فم الذئب.ولا تنسوا: "إذا تكاتف اثنان، لا يغلبهما ألف"، فكيف إذا تكاتف ثلاثون مليونًا؟ كيف إذا عادت عيون النجف تحتضن كتف دهوك؟ وإذا صافحت كف الموصل جبهة البصرة؟..دعونا نتذكر أن أبناء العراق ليسوا غرباء في بعضهم، بل أبناء رحمٍ واحد، عشائر تشعبت لتظل قريبة، لا لتتناحر. ودماء سقت هذا التراب كانت دومًا لا تسأل عن الاسم ولا عن القومية، بل تسأل: أين العراق؟ فأنا له فداء.احذروا تلك الأيدي التي تُفرّق لتستفيد، وتُشعل لتُحكم، وتُفسد لتنهب. إنهم يتبعون مبدأ "فرّق تَسد"، ونحن نرد عليهم بمبدأ "توحّد تنجو"، فبيننا وبينهم جبل من الوعي، وسدّ من الحكمة.أيها الإخوة، الوطن لا يُبنى بالتحسر، بل بالتكاتف. لنترك القيل والقال، ولنرفع الصوت من أجل الوحدة، من أجل أبنائنا، من أجل أرضنا التي بدأت تستغيث.العراق يناديكم.. فهل من مجيب؟.فكونوا له كما كان لكم..وكونوا كما عهدكم.. أشجاراً لا تنحني للعاصفة، وسيوفًا لا تصدأ في غمدها.
لأننا ببساطة... نحن العراق.



#حامد_الضبياني (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- من دفتر فكتوريا... حيثُ تنوح الأرقام وتبكي الدولة.
- تَجَلّيات الحضارة الإغريقية بين وهج البدايات ومرآة التأثير ا ...
- ضحكة التريليون… وبكاء الخدعة الكبرى
- ملحمة جلجامش أقدم من تراتيل أنخيدوانا… ولكن لكل بداية معراجه ...
- إنخيدوانا وصوت الأدب الأول من معابد العراق
- عباس الويس.. لوكس التحدي في عتمة السرد
- حين احترقنا.. كان المسؤول يُهدي -لكزس- لعشيقته
- بُكاءُ الجَمرِ في نُزولِ المطرِ المُتَرب
- العراق حين يقصف قلبه: من يقصف الكرد
- تحت الطاولة... فوق الأعناق: حين تفاوض إيران على رقاب عشاقها
- حمورابي حين خطّ القانون على صخرة العدالة
- -حين انطفأت شمعة بغداد ونام الجمل في الظلام-
- الحسينُ بين دمعِ الخلود... وبدعِ الجهالة
- -غريبٌ في دفتر الوطن-
- -حينَ يتقاضى الغريب وتُسلب يدُ الحارس خبزَها-
- خرابٌ بني على الوهم: سردية الفوضى ومأساة الدولة الموءودة
- -حين يكتب القيدُ البيان: الإعلام العربي بين بوق السلطان وصرخ ...
- -كردستان.. نداء القلب الواحد-
- انتفاضة الظل على صانعه: العراق بين احتضار النفوذ وولادة القر ...
- حين يُدفن الحرف حيًّا... مرثية التعليم في العراق


المزيد.....




- -على إسرائيل إنهاء المهمة-.. هل تصريح ترامب يغلق باب التفاوض ...
- برنامج الأغذية يقول إن ثلث أسر قطاع غزة لا يأكلون لأيام، ومص ...
- وزير فرنسي: مشكلات الأمن بغرب أفريقيا لم تعد تخصنا
- غوتيريش: الكلمات لا تطعم أطفال غزة الجياع
- 1.3 مليون نازح سوداني يعودون إلى ديارهم وسط دمار شامل ونداءا ...
- اشتعال الحدود بين تايلاند وكمبوديا.. أحكام عرفية وقصف متبادل ...
- تصدعات خطيرة في الدولة وإسرائيل أمام سؤال البقاء
- الاعتراف الأوروبي بفلسطين.. شيك بلا رصيد في مواجهة الفيتو ال ...
- عاجل | الحرس الثوري الإيراني: مقتل عنصر وإصابة آخر باستهداف ...
- مصدر لـCNN: مراجعة حكومية أمريكية لم تجد دليلا على سرقة -حما ...


المزيد.....

- أسئلة الديمقراطية في الوطن العربي في عصر العولمة(الفصل الساد ... / منذر خدام
- أسئلة الديمقراطية في الوطن العربي في عصر العولمة(الفصل الثال ... / منذر خدام
- أسئلة الديمقراطية في الوطن العربي في عصر العولمة(الفصل الأول ... / منذر خدام
- ازمة البحث العلمي بين الثقافة و البيئة / مضر خليل عمر
- العرب والعولمة( الفصل الرابع) / منذر خدام
- العرب والعولمة( الفصل الثالث) / منذر خدام
- العرب والعولمة( الفصل الأول) / منذر خدام
- مقالات في الثقافة والاقتصاد / د.جاسم الفارس
- مقالات في الثقافة والاقتصاد / د.جاسم الفارس
- قواعد اللغة الإنكليزية للأولمبياد مصمم للطلاب السوريين / محمد عبد الكريم يوسف


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - قضايا ثقافية - حامد الضبياني - -اخوتنا درع العراق… حين يكون العراقي ظلاً لأخيه-