أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - قضايا ثقافية - حامد الضبياني - -حينَ يتقاضى الغريب وتُسلب يدُ الحارس خبزَها-














المزيد.....

-حينَ يتقاضى الغريب وتُسلب يدُ الحارس خبزَها-


حامد الضبياني

الحوار المتمدن-العدد: 8401 - 2025 / 7 / 12 - 21:59
المحور: قضايا ثقافية
    


لمن كان على الجبهات، يحمل على كتفه خندقًا، وفي قلبه علمًا ممزق الأطراف لا يزال يشمّ رائحة البارود… لمن كان اسمه محفورًا على رمال الصحراء وجدران الموصل، ودفاتر القتال في البصرة وبادية السماوة، يعود الوطن الآن ليمنحه صمتًا مدوّيًا، وينظر إليه من علٍ وكأنه نكرة، وكأن تلك السنين التي تركها خلفه لا تساوي توقيعًا ولا قرارًا ولا مادة دستورية.تقول السيدة طيف سامي، وزيرة المالية، إن صرف حقوق المتقاعدين من الجيش السابق بحاجة إلى "قانون". يا للعجب! كأن المادة (٣٦) سقطت من السماء، وكأن المادة (١٤) و(١٣) نسخت من ورقٍ تالف لا يقرأه أحد، وكأن عشر سنوات أو تزيد من إقرارها لم تكن كافية لإنضاج تشريع، أو نضوج ضمير! وإن كان القانون مطلبًا مقدّسًا، فلِمَ انطلقت المليارات من خزائن العراق لتجوب اليمن ولبنان وسوريا وإيران؟ هل حمل أولئك تفويضًا قانونيًا؟ هل جرحوا في تراب هذه الأرض؟ أم أن القانون لا يعمل إلا حين يكون العراقي هو المنتظر على باب العدل؟ما الذي تغيّر؟ رئيس الوزراء الذي كان يومًا يتغنى بحقوق المتقاعدين أصبح اليوم يتقن فن التجاهل... يتحدث عن أولويات ويضعهم في ذيل القائمة، وكأن الشيخ الذي أفنى عمره في خنادق الدفاع هو عبء على الدولة لا روحٌ سكنت ملامح العراق يومًا.الفرق شاسعٌ بين من دافع ومن تاجر، بين من نزف على الحدود ومن اقتات على فتات السفارات. أولئك الذين كان الوطن لباسهم لم يكونوا موظفين، لم يكونوا تجار حرب، بل أبناء ترابٍ كان وما زال مهددًا، وها هو يُهدى على طبقٍ باردٍ لكل طامعٍ خارجي تحت مسمى "التعاون" و"الدعم المشترك".يُقال إن بعض الرواتب تُصرف دون تشريع… نواب، ومدراء، وفضائيون بعدد أيام السنة، وكلهم ينهشون من مال الشعب، دون مساءلة، دون صوتٍ واحد يسأل: من أنتم؟ ولِمَ أنتم؟ وبأي شريعة تتقاضون قوت أطفالٍ يتضوّرون على الأرصفة؟ أما حين يتعلق الأمر بجندي متقاعد، بجسمٍ أكلته الرطوبة في المعسكرات القديمة، يُفتح الدستور وتُستنفر النصوص، ويُصبح القانون سيفًا لا يُشهر إلا بوجه العراقي الفقير.أين هي مسؤوليتكم؟ أين نخوتكم إن تبقى منها شيء؟ إن كنتم تتحدثون عن القانون، فلتبدأوا بإغلاق أبواب الفساد التي تعلمون مفاتيحها جيدًا. إن كنتم تدّعون الحرص، فلتنظروا إلى عوائل أولئك المقاتلين الذين لا يجدون ثمن دواء أو قبر كريم.أليست الخيانة أن تنكر من حماك؟ أليس الظلم أن تحرم من وهبك الأمان؟ إن لم تخافوا من الله، فاخشوا دعاء أمّ سهرت على صورة ابنها الشهيد… إن لم تهتز ضمائركم، فاستحوا من تراب هذا الوطن الذي كان طاهرًا قبل أن تلوّثوه بصفقاتكم وسكوتكم.كفى، فالوطن ليس مزرعةً تُباع لأسواق الخارج، وليس خزانةً تُفتح على مزاج سياسي. الوطن جنديٌ أنهكه الانتظار، وأبٌ خجله أبناؤه، ومقاتلٌ سُرقت سنينه، وكل ما أراده هو أن يُدفن على أرضٍ تستحقه.
كفى … فكأنما الغريب يتقاضى، والحارس يُحرَم من حقِّه في التنفس.



#حامد_الضبياني (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- خرابٌ بني على الوهم: سردية الفوضى ومأساة الدولة الموءودة
- -حين يكتب القيدُ البيان: الإعلام العربي بين بوق السلطان وصرخ ...
- -كردستان.. نداء القلب الواحد-
- انتفاضة الظل على صانعه: العراق بين احتضار النفوذ وولادة القر ...
- حين يُدفن الحرف حيًّا... مرثية التعليم في العراق
- -الريح تهدر من الجنوب... هل آن أوان النهاية-
- العزف على وتر الدم... حين تتحول المواكب إلى نارٍ تأكل الوطن
- وهج الدم الهادر… دروس الحسين التي لا تموت
- -رقصة النهاية في ميدان الدخان: أوكرانيا بين أنياب الدب وأطيا ...
- طعنة غُربة
- حين تُطوى الراية قبل أن تذبل... عن إعادة رسم خرائط القوة بين ...
- الفنان العراقي.. صوت الوطن المنفي
- -حين يصير المجد تهمة... ويُؤخذ التاريخ من مأتمٍ لا ينتهي-
- -حين تعزف الدولة على لحن فنائها: عزاءٌ لوطنٍ يُقصف من داخله-
- العراق… صندوقٌ فارسيُّ الأختام
- الطبيب الذي خلع عباءته… وصار جزارًا في معطفٍ أبيض .
- -ويحَ مَن آذى عائشة... فالعرضُ عرضُ نبيٍ والأذى أذًى للسماء- ...
- -مزرعة البروكرات... حين أُطفئت شموعُ العقل وأُشعلت قناديلُ ا ...
- العلم الذي يُغتال... وأمة تنزف ضوءها .
- العقدة الخالدة: سردية الكراهية المتجذّرة ضد العرب منذ فجر ال ...


المزيد.....




- -خليلي جمالك-..مصورة تستكشف الجانب -القبيح- لمعايير الجمال ف ...
- -الكاهي والقيمر-.. فطور عراقي أصيل يجذب الآلاف كل صباح في قل ...
- على خلفية اشتباكات السويداء.. الداخلية السورية تُعلن عزمها - ...
- خبراء يرجحون ثوران براكين بحرية في وقتٍ قريبٍ، فهل يدعو ذلك ...
- هل تتبع الحكومة الألمانية نهجا جديدا في التعاطي مع الإسلام؟ ...
- صواريخ تاوروس الألمانية فتيل نزاع جديد محتمل في أوروبا
- ذوو الشهيدين -العريس والمغترب- يروون تفاصيل جريمة المزرعة ال ...
- ماذا يقول الإيرانيون عن الاتفاق النووي بعد 10 أعوام على توقي ...
- كثافة التواصل ووسائل هزيمة الشعور بالوحدة
- من هو الأجدر بجائزة نوبل للسلام أكثر من ترامب؟


المزيد.....

- أسئلة الديمقراطية في الوطن العربي في عصر العولمة(الفصل الساد ... / منذر خدام
- أسئلة الديمقراطية في الوطن العربي في عصر العولمة(الفصل الثال ... / منذر خدام
- أسئلة الديمقراطية في الوطن العربي في عصر العولمة(الفصل الأول ... / منذر خدام
- ازمة البحث العلمي بين الثقافة و البيئة / مضر خليل عمر
- العرب والعولمة( الفصل الرابع) / منذر خدام
- العرب والعولمة( الفصل الثالث) / منذر خدام
- العرب والعولمة( الفصل الأول) / منذر خدام
- مقالات في الثقافة والاقتصاد / د.جاسم الفارس
- مقالات في الثقافة والاقتصاد / د.جاسم الفارس
- قواعد اللغة الإنكليزية للأولمبياد مصمم للطلاب السوريين / محمد عبد الكريم يوسف


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - قضايا ثقافية - حامد الضبياني - -حينَ يتقاضى الغريب وتُسلب يدُ الحارس خبزَها-