أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - قضايا ثقافية - حامد الضبياني - -غريبٌ في دفتر الوطن-














المزيد.....

-غريبٌ في دفتر الوطن-


حامد الضبياني

الحوار المتمدن-العدد: 8402 - 2025 / 7 / 13 - 01:59
المحور: قضايا ثقافية
    


في وطني أموت...
القوت يُقتلُ قبل أن يصلَ رغيفًا،
الجوعُ يركضُ في بطني،
يصرخُ:
"جوعٌ أنا... أريد المزيد!"
لكنَّ خزائنهم ممتلئةٌ بي،
بأشلائي،
بصوتي الذي لم يُسمع.

في وطني،
يأكلون كلَّ شيء...
حتى الذكرى،
حتى الدعاء،
حتى خرائطَ الطفولة في دفاترنا،
ثم يقولون:
"من أنتم؟"

أنا الغريبُ،
ابنُ هذا التراب الذي يتبرؤون منه إذا ما تلطخ بدماء فقرنا،
أنا الساكنُ في زاوية الوطن...
بلا وطن،
تحت سقفٍ من السماء،
وفرشةٍ من الانتظار.

في وطني،
الكرسيُّ هو الآية،
والسلطةُ قرآنٌ مزورٌ لا يخضعُ للقراءة.
والنائبُ يتقن الفتوى:
"من يشكُ الجوعَ... زنديق!"
ومن يمدُّ يده ليأكل...
يُقطعُ اسمهُ من قائمة البشر.

في وطني،
تُمنحُ الملياراتُ لشحاذٍ خارجي،
ويُمنعُ الدواءُ عن أمّي،
لأنها لم تكن ضمن تحالفٍ دولي،
ولم تمشِ في مؤتمرٍ صحفي،
ولم توقّع على خراب الوطن.

في وطني،
تُضربُ الطبولُ لزفافِ مسؤولٍ جديد،
ونحن نُزفُّ كلَّ يومٍ
إلى قبورٍ بلا شواهد،
بلا دموع،
بلا وطن.

أنا الغريبُ...
غريبٌ في دفتر النفوس،
غريبٌ في التاريخ،
غريبٌ في النشيد الوطني،
غريبٌ في لائحة المستحقين...
غريبٌ عن الغُرباء الذين صاروا أصحاب الدار.

في وطني...
أتنفسُ بحذر،
فربما الهواءُ خاضعٌ للخصخصة،
وربما الزفيرُ يستوجب تصريحًا،
وربما الأملُ ممنوعٌ من التداول.

في وطني...
أضحكُ كأحمد مطر،
وأبكي كأن السيابَ لم يمت،
بل توزّع في عيوننا،
وفي حبرنا،
وفي نشيدنا الممنوع من الصرف.

في وطني...
لا شيء يعادِلُ الخيانة،
إلا السكوت.



#حامد_الضبياني (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- -حينَ يتقاضى الغريب وتُسلب يدُ الحارس خبزَها-
- خرابٌ بني على الوهم: سردية الفوضى ومأساة الدولة الموءودة
- -حين يكتب القيدُ البيان: الإعلام العربي بين بوق السلطان وصرخ ...
- -كردستان.. نداء القلب الواحد-
- انتفاضة الظل على صانعه: العراق بين احتضار النفوذ وولادة القر ...
- حين يُدفن الحرف حيًّا... مرثية التعليم في العراق
- -الريح تهدر من الجنوب... هل آن أوان النهاية-
- العزف على وتر الدم... حين تتحول المواكب إلى نارٍ تأكل الوطن
- وهج الدم الهادر… دروس الحسين التي لا تموت
- -رقصة النهاية في ميدان الدخان: أوكرانيا بين أنياب الدب وأطيا ...
- طعنة غُربة
- حين تُطوى الراية قبل أن تذبل... عن إعادة رسم خرائط القوة بين ...
- الفنان العراقي.. صوت الوطن المنفي
- -حين يصير المجد تهمة... ويُؤخذ التاريخ من مأتمٍ لا ينتهي-
- -حين تعزف الدولة على لحن فنائها: عزاءٌ لوطنٍ يُقصف من داخله-
- العراق… صندوقٌ فارسيُّ الأختام
- الطبيب الذي خلع عباءته… وصار جزارًا في معطفٍ أبيض .
- -ويحَ مَن آذى عائشة... فالعرضُ عرضُ نبيٍ والأذى أذًى للسماء- ...
- -مزرعة البروكرات... حين أُطفئت شموعُ العقل وأُشعلت قناديلُ ا ...
- العلم الذي يُغتال... وأمة تنزف ضوءها .


المزيد.....




- البحرين تضبط 4 صيادين بعد كشف أسلوب صيد ممنوع في قعر البحر
- بعد شهر من -مادلين-، أسطول الحرية يطلق -حنظلة- إلى غزة
- كوريا الشمالية تؤكد دعمها -غير المشروط- لروسيا ضد أوكرانيا
- جايير بولسونارو -ترامب المناطق الاستوائية-
- -السفينة حنظلة-.. من سفينة صيد إلى رمز تضامني لكسر الحصار عل ...
- -حزب أميركا-.. مسار جديد لإيلون ماسك بعد انهيار تحالفه مع تر ...
- المحرَر المبعد إسحاق عرفة: حرية القدس قريبة ومدينون بحريتنا ...
- الشرطة الألمانية تمنع مظاهرة لمتضامنين مع فلسطين من السير في ...
- مظاهرة في إيطاليا لمطالبة الحكومة بوقف التعاون التجاري والسي ...
- نسخة من -جوراسيك بارك-.. هل يمكن إحياء طائر الموا العملاق؟


المزيد.....

- أسئلة الديمقراطية في الوطن العربي في عصر العولمة(الفصل الساد ... / منذر خدام
- أسئلة الديمقراطية في الوطن العربي في عصر العولمة(الفصل الثال ... / منذر خدام
- أسئلة الديمقراطية في الوطن العربي في عصر العولمة(الفصل الأول ... / منذر خدام
- ازمة البحث العلمي بين الثقافة و البيئة / مضر خليل عمر
- العرب والعولمة( الفصل الرابع) / منذر خدام
- العرب والعولمة( الفصل الثالث) / منذر خدام
- العرب والعولمة( الفصل الأول) / منذر خدام
- مقالات في الثقافة والاقتصاد / د.جاسم الفارس
- مقالات في الثقافة والاقتصاد / د.جاسم الفارس
- قواعد اللغة الإنكليزية للأولمبياد مصمم للطلاب السوريين / محمد عبد الكريم يوسف


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - قضايا ثقافية - حامد الضبياني - -غريبٌ في دفتر الوطن-