|
نَقْد الكُولُونْيَّالِيَّة: -الْجُزْءُ الثَّالِثُ-
حمودة المعناوي
الحوار المتمدن-العدد: 8374 - 2025 / 6 / 15 - 19:05
المحور:
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
_ إنْكَار الْإِنْسَانِيَّةِ فِي الكُولُونْيَّالِيَّة: تَبْرِير الِإسْتِغْلَال عَبَّر التَّجْرِيدُ مِنْ الْكَرَامَةِ
إنَّ الْقُدْرَةَ عَلَى إنْكَارٍ إِنْسَانِيَّة مَجْمُوعَة كَامِلَةً مِنْ الْبَشَرِ لِتَبْرِير إسْتِغْلَالَهُمْ وَقَمْعُهُم، كَمَا حَدَّثَ فِي الْحِقْبَة الكُولُونْيَّالِيَّة، لَا تُمَثِّلُ مُجَرَّد خَطَأ أَخْلَاقِيّ، بَلْ هِيَ نَتِيجَةُ لِعَمَلِيَّة تَجْرِيد مِنْهُجي مِنْ الْكَرَامَةِ وَالِإعْتِرَاف بِالْآخَر. هَذِهِ الْعَمَلِيَّةِ تُعَدّ إشْكَالِيَّة فَلْسَفِيَّة عَمِيقَة حَوْل أُسِّس التَّعَايُش الْبَشَرِيّ وَحُقُوقُ الْإِنْسَانِ الْمُتَأَصِّلَة. 1. آليَات نَزَع الْإِنْسَانِيَّة (Dehumanization) تَعَدّ نَزَع الْإِنْسَانِيَّة الْأَدَاة الْمِحْوَرُيَّة الَّتِي مَكَّنَتْ الكُولُونْيَّالِيَّة مِنْ تَبْرِير أَفْعَالِهَا. لَمْ يَكُنْ الْأَمْرُ مُجَرَّدُ وَصْفٍ، بَلْ عَمَلِيَّة نَشِطَة لِتَشْكِيْلِ وَعْيّ الْمُسْتَعْمَر وَالْمُجْتَمَع الْمُسْتَعْمَر نَفْسِه: التَّصْنِيفُ الْبَيُولُوجِيّ الزَّائِف: قَامَتْ عُلُوم مِثْلُ عِلْمِ الْأَعْرَاق الزَّائِف بِتَصْنِيف الْبَشَرِ إلَى أَجْنَاسِ مُخْتَلِفَة، وَزَعَمَتْ وُجُود تَدَّرُجٍ طَبِيعِيّ فِي الْقُدُرَاتِ الْعَقْلِيَّةِ وَالْأَخْلَاقِيَّةِ، مَعَ وَضْعِ الْأُورُوبِّيِّين فِي القِمَّةِ. هَذَا التَّصْنِيفِ أَضْفَّى شَرْعِيَّةٍ عِلْمِيَّة عَلَى فِكْرَة أَنَّ الشُّعُوبَ الْمُسْتَعْمَرَة أَدْنَى بَيُولُوجِيَا، وَبِالتَّالِي فَهِيَ لَا تَمْلِكُ نَفْسٌ الْحُقُوقِ أَوْ الْكَرَامَةِ. التَّصْوِيرُ الْحَيَوَانِيّ وَاللاَّإَنْسَانِيّ: غَالِبًا مَا صَوِّرَتْ الْخِطَابَات الِإسْتِعْمَارِيَّة الشُّعُوب الْمُسْتَعْمَرَة عَلَى أَنَّهَا حَيَوَانِيَّة، مُتَوَحِّشَة، غَرِيزِيَّة، أَوْ غَيْرَ عَقْلَانِيَّة. هَذَا التَّصْوِيرِ يَضَعَهُمْ خَارِجَ دَائِرَةِ البَشَرِ الَّذِينَ تَنْطَبِق عَلَيْهِمْ الْقَوَانِين الْأَخْلَاقِيَّة. فَإِذَا لَمْ يَكُونُوا بَشَرًا بِالْمَعْنَى الْكَامِل، يُصْبِح إسْتِغْلَالَهُمْ أَوْ قَتَلَهُمْ أَقَلّ إثَارَّة لِلذَّنْب. الطُّفُولَة وَالبِدَائِيَّة: تَصْوِير الشُّعُوب الْمُسْتَعْمِرَة كـَأَطْفَالٍ كِبَارٍ أَوْ بِدَائِيّيْن أَزَاح عَنْهُمْ مَسْؤُولِيَّة تَقْرِير مَصِيرِهِمْ وَحَقُّهُمْ فِي الِإسْتِقْلَالِ. وَبِهَذَا، تُصْبِح السَّيْطَرَة الِإسْتِعْمَارِيَّة فِعْلٌ أَبَوَيْ يَهْدِفُ إِلَى تَعْلِيم هَؤُلَاءِ الْأَطْفَالِ أَوْ تَوْجِيهُهُمْ نَحْو النُّضْج، حَتَّى لَوْ كَانَ ذَلِكَ بِالْقُوَّة. مَحْوٌ التَّارِيخ وَالثَّقَافَة: تَدْمِير أَوْ تَهْمِيش الثَّقَافَات، اللُّغَات، وَ التَّقَالِيد الْمَحَلِّيَّة لِلشُّعُوب الْمُسْتَعْمَرَة كَانَ جُزْءًا مِنْ نَزْعِ إِنْسَانِيَّتِهِمْ. فَبِدُون تَارِيخِهِمْ وَهَوِيَّتِهَم الثَّقَافِيَّة، يُصْبِحُون مُجَرَّد لَوْحَة بَيْضَاء جَاهِزَة لِإِعَادَة التَّشْكِيلُ مِنَ قَبْل الْمُسْتَعْمِر المُتَحَضِّر. 2. تَدَاعِيَّات نَزَعَ الْإِنْسَانِيَّةُ عَلَى الِإعْتِرَافِ بِالْآخَر تَطْرَحُ عَمَلِيَّة نَزْع الْإِنْسَانِيَّة إشْكَالِيَّة عَمِيقَة حَوْل أُسِّس الِإعْتِرَاف بِالْآخَر (Recognition of the Other) وَحَقُّهُ فِي الْكَرَامَةِ الْإِنْسَانِيَّةِ: غِيَاب الِإعْتِرَاف الْوُجُودِيّ: الْفَلْسَفَة الْحَدِيثَة، خَاصَّةً بَعْدَ هِيغِل، تُؤَكِّدُ أَنَّ كَرَامَةُ الْإِنْسَانِ تَتَأَسس عَلَى الِإعْتِرَافِ الْمُتَبَادَل. عِنْدَمَا يُحَرِّمُ شَخْصٍ أَوْ مَجْمُوعَةً مِنْ الِإعْتِرَافِ بِإِنْسَانِيَّتِهِم، يُصْبِحُ وُجُودِهِمْ الْوُجُودِيّ نَفْسِه مُهَدِّدًا. الكُولُونْيَّالِيَّة لَمْ تُنْكِرْ فَقَطْ حُقُوقِهِمْ، بَلْ أَنْكَرَتْ وُجُودِهِمْ كَذَوَات مُسْتَقِلَّة وَذَات قِيمَة. الْأَخْلَاقِ الْمَحْدُودَة بِالذَّاتِ: إنَّ نَزْعَ الْإِنْسَانِيَّة يَسْمَح لِلْمُسْتَعْمِر بِتَطْبِيق الْأَخْلَاقِ عَلَى نَفْسِهِ وَعَلَى مَجْمُوعَتِه فَقَطْ، بَيْنَمَا تُعَلَّق أَوْ تُلْغَى هَذِهِ الْأَخْلَاقِ تَمَامًا عِنْدَ التَّعَامُلِ مَعَ الْآخَرِ الَّذِي جُرِّدَمِنْ إِنْسَانِيَّتِهِ. يُصْبِح الْآخَر مَوْضُوعًا لِلِإسْتِغْلَالِ، لَا ذَاتًا أَخْلَاقِيَّة تَسْتَحِقّ الِإحْتِرَام. فَلْسَفَة الْكَرَامَةِ الْإِنْسَانِيَّةِ: تُشَدَّد مُعْظَم الْفَلْسَفَات الْأَخْلَاقِيَّة عَلَى أَنَّ الْكَرَامَةِ الْإِنْسَانِيَّةِ مُتَأَصِّلَةً فِي كُلِّ فَرْدٍ لِمُجَرَّدِ كَوْنِهِ إنْسَانًا. الكُولُونْيَّالِيَّة تَحْدُت هَذَا الْمَفْهُومِ الأَسَاسِيّ، وَأَظْهَرَتْ كَيْفَ يُمْكِنُ لِقِوَّى السُّلْطَةِ أَنْ تَتَلَاعَب بِهَذَا الْمَفْهُومِ لِخِدْمَة مَصَالِحِهَا. 3. الْأثَار النَّفْسِيَّةِ وَالِإجْتِمَاعِيَّةِ لَمْ يَقْتَصِرْ تَأْثِير نَزَع الْإِنْسَانِيَّةُ عَلَى تَبْرِير الِإسْتِغْلَال، بَلْ تَرَكَ أثَارًا عَمِيقَة عَلَى الشُّعُوبِ الْمُسْتَعْمِرَة: أَزْمَة الْهُوِيَّة وَالذَّات: الشُّعُوبِ الَّتِي تُجَرَّد مِنْ إِنْسَانِيٍّتِهَا قَدْ تَسْتَوْعِب هَذِهِ التَّصَوُّرَاتِ السَّلْبِيَّةِ عَنِ نَفْسَهَا، مِمَّا يُؤَدِّي إلَى أَزْمَة هَوِيِّة، شُعُور بِالدُّونِيَّة، وَفُقْدَانُ الثِّقَة بِالذَّات وَبِالثِّقَافة الْأَصْلِيَّة. الْعُنْف الْمُسْتَمِرّ: التَّجْرِيدُ مِنْ الْإِنْسَانِيَّةِ يُمَهِّدُ الطَّرِيقَ لِلْعُنْف الْمَادِّيَّ وَالْمَعْنَوِيَّ. عِنْدَمَا لَا تُرَى الضَّحِيَّة كَإِنْسَان، تُصْبِح أَعْمَالِ العُنْفِ ضِدِّهَا أَقَلّ إِثَارَّةً لِلْوِجْدَان الْأَخْلَاقِيّ. إنَّ إنْكَارَ إِنْسَانِيَّة مَجْمُوعَة كَامِلَةً مِنْ الْبَشَرِ لِتَبْرِير إسْتِغْلَالَهُمْ هُوَ عَمَلِيَّةُ مُعَقَّدَة تَتَجَاوَز مُجَرَّد الْخَطَأ الْأَخْلَاقِيّ إِلَى مُسْتَوَى فَلْسَفِيّ عَمِيق. إنَّهَا تَتَضَمَّنُ بِنَاء أَيْدْيُولُوجِيّاً يَهْدُفُ إِلَى إِلْغَاءِ الِإعْتِرَاف بِالْآخَر كَذَات مُتَسَاوِيَةٌ فِي الْكَرَامَةِ وَالْحُقُوق. هَذَا التَّجْرِيدُ مِنْ الْإِنْسَانِيَّةِ لَمْ يُبَرِّر الْمُمَارَسَات الِإسْتِعْمَارِيَّة فَحَسْبُ، بَلْ تَرَكَ نُدُوبًا عَمِيقَة فِي وَعِيّ الْمُسْتَعْمِر وَالْمُسْتَعْمَر عَلَى حَدِّ سَوَاءٍ، وَيَبْقَى سُؤَالًا فَلْسَفِيًّا حَيَوِيًّا حَوْل كَيْفِيَّةِ بِنَاءِ عَالِمٌ يَقُومُ عَلَى الِإعْتِرَافِ الْمُتَبَادَل وَالْكَرَامَة الْمُتَأَصِّلَة لِكُلِّ إنْسَانٍ
_ كَيْفَ يُمْكِنُ إسْتَعَادَة الْكَرَامَة وَالذَّات بَعْد قُرُونٌ مِنْ التَّشْوِيه؟
إسْتَعَادَة الْكَرَامَة وَالذَّات بَعْدَ تَارِيخِ مِنْ نَزْعِ الإِنْسَانِيَّةُ هِيَ عَمَلِيَّةُ مُعَقَّدَة وَطَوِيلَة الْأَمَد، تَتَطَلَّب جُهُودًا مُتَعَدِّدَة الْأَوْجَهَ عَلَى الْمُسْتَوَيَات الْفَرْدِيَّة، الْمُجْتَمَعِيَّة، وَالوَطَنِيَّة: 1. الِإعْتِرَاف وَالْإِنْصَاف التَّارِيخِيّ: الِإعْتِرَاف الرَّسْمِيّ: يَجِبُ عَلَى الدُّوَلِ الِإسْتِعْمَارِيَّةِ السَّابِقَة وَ المُؤَسَّسَات الْمَعْنِيَة أَنْ تَعْتَرِفَ عَلَانِيَة بِالْجَرَائِم وَالظُّلْمِ الَّذِي حَدَثَ، وَأنْ تَتَحَمَّل الْمَسْؤُولِيَّة الْأَخْلَاقِيَّة عَنْ هَذِهِ الْأَفْعَال. التَّعْوِيضات (Reparations): يُمْكِنُ أَنْ تَشْمَلَ التَّعْوِيضات الْمَالِيَّةِ، إعَادَة الْأُصُول الثَّقَافِيَّةِ وَالْفَنِّيَّةِ المَسْلُوبَة، أَوْ التَّعْوِيضات الْمَعْرِفِيَّة (دَعْم الْبَحْث وَالتَّعْلِيمُ فِي الْمُجْتَمَعَاتِ الْمُتَضَرِّرَة). الْهَدَف لَيْسَ فَقَطْ تَعْوِيض الخَسَائِر، بَلْ إسْتَعَادَة الْكَرَامَةِ (Dignity Restoration) مِنْ خِلَالِ الِإعْتِرَاف بِالضَّرَر وَتَمْكِين الْمُتَضَرِّرين مِنْ تَحْدِيدِ سُبُل التَّعْوِيض. الْمُصَالَحَة وَالْحَقِيقَة: إنْشَاء لِجَان لِلْحَقِيقَة وَالْمُصَالَحَةُ، عَلَى غِرَار مَا حَدَثَ فِي جَنُوبِ إفْرِيقْيَا، لِلسَّمَاح لِلضَّحَايَا بِسَرْد قَصَصِهِمْ، وَتَوْثِيق الْحَقَائِق التَّارِيخِيَّة، وَمُحَاوَلَة بِنَاء جُسُور لِلشِّفَاء. 2. إعَادَة بِنَاء الْهُوِيَّة الثَّقَافِيَّة وَالْمَعْرُفِيَّة: إزَالَةُ إسْتِعْمَار، التَّعْلِيم وَالْمنَاهِج: إعَادَةُ صِيَاغَة الْمَنَاهِج الدِّرَاسِيَّة لِتَشْمَل تَارِيخِ الشُّعُوبِ الْمُسْتَعْمَرَة مِنْ وَجْهَة نَظَرِهِمْ، وَالِإحْتِفَاء بِلُغَاتِهِمْ وَثَقَافَاتِهِمْ وَمَعَارِفِهِمْ التَّقْلِيدِيَّة، بَدَلًا مِنْ التَّرْكِيزِ عَلَى السَّرْدِيُّات الِإسْتِعْمَارِيَّة. إحْيَاءُ اللُّغَات وَالثَّقَافَات: دَعْمَ جُهُودِ إحْيَاء اللُّغَات الْمَحَلِّيَّة، الْفُنُون، الْمُوسِيقَى، وَالتَّقَالِيد الَّتِي تَمَّ قَمْعُهَا، كَجُزْء أَسَاسِيّ مِنْ إسْتَعَادَة الْهُوِيَّة وَالِإعْتِزَاز بِالذَّات. الْعَدَالَة الْمَعْرِفِيَّة: الِإعْتِرَاف بِقِيمَة الْمَعَارِف الْمَحَلِّيَّة وَ التَّقْلِيدِيَّة كَأَنْظِمَّة مَعْرِفِيَّةٍ صَالِحَة وَ مُهِمَّة، وَدَمُجها فِي حَلِّ الْمُشْكِلَات الْمُعَاصِرَة مِثْلُ الزِّرَاعَةِ الْمُسْتَدَامَة، الطِّبّ التَّقْلِيدِيّ. 3.الشِّفَاء النَّفْسِيّ وَالِإجْتِمَاعِيّ: الدَّعْم النَّفْسِيّ الْمُجْتَمَعي: تَوْفِيرُ خَدَمَات الصِّحَّةِ النَّفْسِيَّةِ الَّتِي تُرَاعِي الصَّدَمَات الْمُتَوَارَثَة وَالسِّيَاق الثَّقَافِيّ لِلْمُجْتَمَعَات. تَمْكِين الْأَصْوَات: تَشْجِيع الْأَفْرَاد وَالمُجْتَمَعَات عَلَى سَرْدِ قَصَصِهِمْ، وَكِتَابَة تَارِيخِهِمْ، وَالتَّعْبِيرِ عَنْ تَجَارِبِهِمْ، مِمَّا يُسَاعِدُ عَلَى مُعَالَجَةِ الصَّدَمَات وَبِنَاء سَرْدِيات ذَاتِيَّةٌ إِيجَابِيَّة. بِنَاء الْقُدْرَةِ عَلَى الصُّمُودِ (Resilience): تَعْزِيز الآلِيَّات الْمُجْتَمَعِيَّة الَّتِي تُسَاعِدُ الْأَفْرَادِ وَالْجَمَاعَاتِ عَلَى التَّكَيُّفِ مَع التَّحَدِّيَات وَتَجَاوَزْ الصَّدَمَات. 4. التَّمْكِين السِّيَاسِيّ وَالِإقْتِصَادِيّ: تَعْزِيز الْحُكْم الذَّاتِيّ وَ السِّيَادَة: ضَمَانُ حَقِّ الشُّعُوب فِي تَقْرِيرِ مَصِيرُهَا الْكَامِل، وَ تَطْوِير أَنْظِمَة حَوْكَمَّة دِيمُقْرَاطِيَّة وَشَفَّافَة تُمَثِّلُ مَصَالِح جَمِيع الْمُوَاطِنِين. التَّنْمِيَة الِإقْتِصَادِيَّة الْعَادِلَة: مُعَالَجَة التَّفَاوُتَات الِإقْتِصَادِيَّةِ النَّاتِجَةِ عَنِ الِإسْتِغْلَال الِإسْتِعْمَارِيّ، وَبِنَاء إقْتِصَادِات مَحَلِّيَّةِ قَوِيَّة تَخْدِمُ شُعُوبِهَا بَدَلًا مِنْ التَّبَعِيَّةِ الْخَارِجِيَّة. 5. الْحِوَار الْعَالَمِيّ وَالنَّقْد الذَّاتِيّ: نَقْد الْمَرْكَزِيَّة الْغَرْبِيَّة: إسْتِمْرَار نَقْد الْمَرْكَزِيَّة الْغَرْبِيَّةِ فِي الْعِلْمِ، الْأَخْلَاق، وَالْفَلْسَفَة، وَتَشْجِيع الْحِوَار الْعَالَمِيّ الْمُتَكَافِئ بَيْنَ مُخْتَلِفِ الْحَضَارَات وَالثَّقَافَات. الْوَعْي الْمُسْتَمِرّ: يَجِبُ أَنْ يَكُونَ هُنَاكَ وَعِيّ دَائِم بِأَنْ عَمَلِيَّة إسْتَعَادَة الْكَرَامَة وَالذَّاتُ هِيَ عَمَلِيَّةُ مُسْتَمِرَّة وَلَيْسَتْ حَدَثًا وَاحِدًا، وَأنْ أثَار الِإسْتِعْمَار قَدْ تَظْهَرُ بِأَشْكَال جَدِيدَة تَتَطَلَّب إسْتَجَابَات مُسْتَمِرَّةً. إنْ إسْتَعَادَة الْكَرَامَة وَالذَّات لَيْسَتْ مُجَرَّدَ مَشْرُوعٌ فَرْدِيٌّ، بَلْ هِيَ مَشْرُوعُ جِمَاعِي وَسِيَاسِيّ وَثَقَافِيّ وَأَخْلَاقِيّ عَمِيق، يَتَطَلَّب إلْتِزَامًا طَوِيل الْأَمَد بِمُعَالَجَة إرْث الظُّلْم وَبِنَاء مُسْتَقْبِل يَقُومُ عَلَى الِإعْتِرَافِ الْمُتَبَادَل، الْمُسَاوَاة، وَالْعَدَالَة الْحَقِيقِيَّة.
_ مَسْؤُولِيَّة الأَجْيَال الْحَالِيَّة عَنْ إرْثِ الكُولُونْيَّالِيَّة: إشْكَالِيَّة أَخْلَاقِيَّة مُعَاصِرَة
إنَّ السُّؤَالَ عَمَّا إذَا كَانَتْ الأَجْيَال الْحَالِيَّةِ فِي الدُّوَلِ الْمُسْتَعْمِرَة تَتَحَمَّل مَسْؤُولِيَّة أَخْلَاقِيَّة عَنْ أَفْعَالِ أَسْلَافُهَا، وَمَا هُوَ نِطَاق هَذِهِ الْمَسْؤُولِيَّةِ، هُوَ أَحَدُ أَكْثَر الْإِشْكَالِيَّات الْأَخْلَاقِيَّة إلْحَاحًا وَتَعْقِيدٌا فِي عَالَمِ مَا بَعْدَ الِإسْتِعْمَار. لَا تُوجَدُ إجَابَة بَسِيطَة أَوْ إجْمَاعٍ كَامِل عَلَيْهَا، لَكِنْ النَّقَّاش الْفَلْسَفِيّ الْمُعَاصِر يَمِيل نَحْوِ الْإِقْرَارِ بِشَكْلٍ مِنْ أشْكَالِ الْمَسْؤُولِيَّة، وَإِنْ كَانَ يَخْتَلِفُ فِي طَبِيعَتِهَا وَنَطَاقِهَا. 1. أَنْوَاع الْمَسْؤُولِيَّة الْأَخْلَاقِيَّة فِي هَذَا السِّيَاق: الْمَسْؤُولِيَّة السَّبَبِيَّة (Causal Responsibility): الأَجْيَال الْحَالِيَّةِ لَمْ تَتَسَبَّبْ مُبَاشَرَةً فِي أَفْعَالِ الِإسْتِعْمَار. مِنْ غَيْرِ الْمَنْطِقِيِّ تَحْمِيل شَخْصٌ وُلِدَ الْيَوْم مَسْؤُولِيَّة مُبَاشَرَةً عَنْ مَذَابِح وَقَعَتْ قَبْلَ قَرَنَ أَوْ أَكْثَر. الْمَسْؤُولِيَّة الْجَمَاعِيَّة (Collective Responsibility): يُمْكِنُ الْقَوْلُ أَنَّ الدُّوَلَ كَكِيانَات جَمَاعِيَّة مُسْتَمِرَّة عَبَّر الزَّمَن تَتَحَمَّل مَسْؤُولِيَّة عَنْ أَفْعَالِهَا الْمَاضِيَةِ، لِأَنَّهَا تَسْتَفِيدُ مِنْ إرْث تِلْكَ الْأَفْعَالِ. الْمَسْؤُولِيَّةُ عَنْ الْإِرْثِ (Legacy Responsibility): هَذَا هُوَ النَّوْعُ الْأَكْثَر قَبُولًا. الأَجْيَال الْحَالِيَّة لَيْسَتْ مَسْؤُولَةٌ عَنْ إرْتِكَابِ الْأَفْعَال، لَكِنَّهَا مَسْؤُولَةٌ عَنْ الْإِرْثِ الْمُسْتَمِرّ لِتِلْكَ الْأَفْعَالِ وَعَنْ الِإسْتِفَادَةِ مِنَ هَيَاكِل الظُّلْم الَّتِي خَلَقَتْهَا. هَذَا الْإِرْثُ يَتَجَلَّى فِي الِإسْتِفَادَةِ الْمَادِّيَّة وَالِاقْتِصَادِيَّة. كَوْن الدُّوَلِ الِإسْتِعْمَارِيَّةِ السَّابِقَةِ لَا تَزَالُ تَسْتَفِيدُ مِنْ الثَّرَوَات الْمُتَرَاكِمَة مِنْ الِإسْتِغْلَالِ، وَالهَيَاكِل الِإقْتِصَادِيَّة الْعَالَمِيَّة الَّتِي فَضَلَتْهَا الْإمَتَيْازَات غَيْرَ المُبَرِّرَة (Unjust Enrichment): الأَجْيَال الْحَالِيَّةَ قَدْ تَكُونُ وَرِثَتْ إمْتِيَازَات إجْتِمَاعِيَّة، إقْتِصَادِيَّة، أَوْ مَعْرِفِيَّة نَاجِمَّة عَنْ النَّظَّامِ الِإسْتِعْمَارِيّ السَّابِقُ، مِمَّا يَضَعُهَا فِي وَضْعِ أَفْضَلُ عَلَى حِسَابِ مَنْ عَانَوا. الْإِرْثُ الْمُؤَسَّسَي وَالْإِيدَيُولُوجِيّ: الأَنظِمةُ الْقَانُونِيَّة، التَّعْلِيمِيَّة، الثَّقَافِيَّة، وَحَتَّى التَّصَوُّرَات الْعُنْصُرِيَّة أَوْ الْمَرْكَزِيَّة الْغَرْبِيَّة قَدْ تَكُونَ لَا تَزَالُ جُزْءًا مِنْ الْبِنْيَة الْمُجْتَمَعِيَّة، مِمَّا يُدِيم أشْكَالًا مِنْ التَّمْيِيزِ أَوْ عَدَمِ الْمُسَاوَاة. الظُّلْم الْمُسْتَمِرّ (Ongoing Injustice): حَيْث تَسْتَمِرّ بَعْضِ أشْكَالٍ الِإسْتِغْلَالِ أَوْ التَّمْيِيزِ النَّيُوكُولُونْيَّالِيَّة الَّتِي تَتَّصِلُ مُبَاشَرَة بِالظُّلْم التَّارِيخِيّ. 2. نِطَاق الْمَسْؤُولِيَّة الْأَخْلَاقِيَّة لِلْإِجْيَال الْحَالِيَّة: إذَا كَانَتْ هُنَاكَ مَسْؤُولِيَّة، فَنِطَاقِهَا يَتَرَكز عَلَى مُعَالَجَةِ الْإِرْث الْمُسْتَمِرّ لِلظُّلْم وَلَيْس مُعَاقَبَة الأَجْيَال الْحَالِيَّةِ عَلَى ذُنُوبٍ لَمْ تَرْتَكِبَهَا. هَذَا يَشْمَلُ الْمَسْؤُولِيَّةُ عَنْ الْمَعْرِفَةِ وَالِإعْتِرَافِ. الِاعْتِرَاف الصَّرِيحَ هُوَ وَاجِبٌ أَخْلَاقِيّ حَتْمِيّ للِإعْتِرَاف بِالْجَرَائِم وَالظُّلْمِ الَّذِي حَدَثَ، وَالِإبْتِعَادِ عَنِ أَيْ مُحَاوَلَات لِإِنْكَار أَوْ تَبْرِير الِإسْتِعْمَار. التَّثْقِيف وَالتَّوْعِيَة: ضَمَان تَعْلِيم الْأَجْيَالِ الْجَدِيدَةِ عَنْ التَّارِيخِ الِإسْتِعْمَارِيّ بِشَكْل نَقْدِيّ وَشَامِل، بِمَا فِي ذَلِكَ مُعَانَاة الشُّعُوب الْمُسْتَعْمَرَة. تَفْكِيك السَّرْدِيُّات الِإسْتِعْمَارِيَّة: تَحَدَّي الْقَصَص الْوَطَنِيَّة الَّتِي تَمَجَّد الْمَاضِي الِإسْتِعْمَارِيّ وَ تَتَجَاهِل أثَاره السَّلْبِيَّة. الْمَسْؤُولِيَّةُ عَنْ التَّغْيِيرِ الْمُؤَسَّسَي وَالسِّيَاسَاتِي: إزَالَةُ إسْتِعْمَار الْمُؤَسَّسَات: الْعَمَلِ عَلَى تَغْيِيرِ الْهَيَاكِل الْمُؤَسَّسِيَّة الأَكَادِيمِيَّة، الْقَانُونِيَّة، الِإقْتِصَادِيَّة الَّتِي قَدْ تَكُونُ لَا تَزَالُ تَحْمِل تَحَيُّزَات أَوْ تُفَضَّلَ مَصَالِح مُعَيَّنَةٍ عَلَى حِسَابِ أُخْرَى بِنَاءً عَلَى إرْثِ الِإسْتِعْمَار. مُرَاجَعَة السِّيَاسَات الْحَالِيَّة: التَّأَكُّدِ مِنْ أَنَّ السِّيَاسَات الْخَارِجِيَّة وَالتِّجَارِيَّة وَالمُسَاعَدَات لَا تُسَاهِمُ فِي أشْكَالِ جَدِيدَةٍ مِنْ النَّيو-كُولُونِيّاليَّة أَوْ إدَامَةِ التَّبَعِيَّة. الْمَسْؤُولِيَّةُ عَنْ الْعَدَالَةِ التَّعْوِيضيَّة (Reparative Justice): هَذَا هُوَ الْجَانِبُ الْأَكْثَر إِثَارَّة لِلْجَدَل، لَكِنْ هُنَاكَ دَعَوَات مُتَزَايِدَة لِتَطْبِيق أشْكَالٌ مِنْ التَّعْوِيضِ. 3. هَلْ يَجِبُ أَنْ تَشْمَلَ التَّعْوِيضات الْجَوَانِبِ الْمَادِّيَّة، الثَّقَافِيَّة، الْمَعْرِفِيَّة؟ نَعَمْ، يَرَى الْعَدِيدِ مِنَ الْفَلَاسِفَةِ وَالْمُفَكِّرِينَ فِي مَجَالِ مَا بَعْدَ الِإسْتِعْمَار أَنَّ الْمَسْؤُولِيَّةَ عَنْ الْإِرْثِ يَجِبُ أَنْ تَتَجَسَّدُ فِي أشْكَالِ مَلْمُوسَة مِنْ التَّعْوِيضِ، وَاَلتِي لَا تَقْتَصِرُ عَلَى الْجَانِبِ الْمَادِّيّ. التَّعْوِيضات الْمَادِّيَّةِ وَالِإقْتِصَادِيَّة: الِإسْتِثْمَار فِي التَّنْمِيَةِ الْمُسْتَدَامَة: دَعْم مَشَارِيع التَّنْمِيَةِ الَّتِي تَعَزُّز الِإكْتِفَاء الذَّاتِيّ وَالسِّيَادَة الِإقْتِصَادِيَّة لِلدُّوَل الْمُتَضَرِّرَة، بَدَلًا مِنْ الْمُسَاعَدَات الْمَشْرُوطَةَ الَّتِي تُدِيم التَّبَعِيَّة. إعَادَةُ هَيْكَلَّة الدُّيُونُ: إلْغَاء أَوْ إعَادَة هَيْكَلَّة الدُّيُونُ الْمُتَرَاكِمَةِ عَلَى الدُّوَلِ الَّتِي كَانَتْ مُسْتَعْمَرَة، وَاَلَّتِي غَالِبًا مَا تَكُونُ نَاجِمَّة عَنْ هَيَاكِل إقْتِصَادِيَّة مَوْرُوثَّة مِنْ الِإسْتِعْمَار. التَّعْوِيضُ عَنْ الِإسْتِغْلَالِ التَّارِيخِيّ لِلْمَوَارِد: يُمْكِنُ أَنْ يَشْمَلَ ذَلِكَ أشْكَالًا مِنْ الِإسْتِثْمَار فِي الْقِطَّاعَات الَّتِي تَضَرَّرَتْ. التَّعْوِيضات الثَّقَافِيَّة: إعَادَة الْمُمْتَلَكَات الثَّقَافِيَّة: إعَادَة الْقَطْع الْأَثَرِيَّة، الْأَعْمَال الْفَنِّيَّةِ، وَالرِّفَات الْبَشَرِيَّةِ الَّتِي سُلِبَتْ خِلَالَ الْفَتْرَةِ الِإسْتِعْمَارِيَّة وَتُوجَد حَالِيًّا فِي مَتَاحِف وَمُؤَسَّسَات غَرْبِيَّة. هَذَا لَيْسَ مُجَرَّدَ إسْتِرْدَاد لِمُمْتَلَكَّاتْ، بَلْ هُوَ إسْتَعَادَة لِلْكَرَامَة وَالْهُوِيَّة وَالذَّاكِرَةُ الْجَمْعِيَّة. دَعْم الثَّقَافَات الْمَحَلِّيَّة: الْمُسَاهَمَةِ فِي حِفْظِ وَإِحْيَاء اللُّغَات، الْفُنُون، وَالتَّقَالِيد الَّتِي تَضَرَّرَتْ أَوْ قَمْعِت. .التَّعْوِيضات الْمَعْرِفِيَّة: دَعْم الْبَحْث وَالتَّعْلِيم: الِإسْتِثْمَار فِي الْمُؤَسَّسَات التَّعْلِيمِيَّة وَ الْبَحْثِيَّة فِي الْجَنُوبِ الْعَالَمِيّ، وَتَشْجِيع تَطْوِيرَ مَنَاهِجِ تَعْكِس مَنْظُورًات عَالَمِيَّةُ وَمُتَنَوِّعَة إزَالَةُ إسْتِعْمَار الْمَنَاهِج: الْعَمَلِ عَلَى تَغْيِيرِ الْمَنَاهِجِ فِي الدُّوَلِ الْمُسْتَعْمَرَة لِتَشْمَل تَارِيخ الِإسْتِعْمَار بِشَكْل نَقْدِيّ وَصَرِيح، وَ لِتَعْتَرِف بِإِسْهَامَات الْحَضَارَات الْأُخْرَى فِي الْمَعْرِفَةِ الْإِنْسَانِيَّة. الِإعْتِرَاف بِالْمَعَارِف الْمَحَلِّيَّة: تَقْدِير الْمَعَارِف التَّقْلِيدِيَّة وَ مَعَارِف الشُّعُوبِ الْأَصْلِيَّةِ كَأَنْظِمَّة مَعْرِفِيَّةٍ صَالِحَة وَمُسَاهِمَة فِي حِلِّ الْمُشْكِلَات الْعَالَمِيَّة. لَا يُمْكِنُ لِلْإِجْيَال الحَالِيَّةِ أَنْ تَحْمِلَ ذَنْب أَفْعَال أَسْلَافُهَا بِشَكْلٍ مُبَاشِرٍ، لَكِنَّهَا تَتَحَمَّل مَسْؤُولِيَّة أَخْلَاقِيَّة عَنْ الْإِرْثِ الْمُسْتَمِرّ لِلظُّلْم الَّذِي خَلْفَهُ الِإسْتِعْمَار وَعَنْ الِإسْتِفَادَةِ مِنَ الْإمَتَيْازَات النَّاجِمَة عَنْهُ. هَذِهِ الْمَسْؤُولِيَّةِ تَتَطَلَّب الِإعْتِرَاف، التَّثْقِيف، التَّغْيِير الْمُؤَسَّسَي، وَبِشَكْلٍ مُتَزَايِد، أشْكَالًا مَلْمُوسَة مِنْ التَّعْوِيضِ، مَادِّيَّة، ثَقَافِيَّة، وَمَعَرْفِيَّة. الْهَدَفُ لَيْس مُعَاقَبَة الْمَاضِي، بَلْ بِنَاءً مُسْتَقْبِل أَكْثَر عَدْلًا وَإِنْصَافًا، يُعَالِج الظُّلْم التَّارِيخِيّ وَيُقِيم الْعَلَاقَاتِ بَيْنَ الشُّعُوبِ عَلَى أُسُسٍ مِنَ الِإحْتِرَام وَالِإعْتِرَاف الْمُتَبَادَل بِالْكَرَامَة الْإِنْسَانِيَّة.
_ الْمُصَالَحَة وَالْعَدَالَة الِإنْتِقَالِيَّة فِي سِيَاقِ الْإِرْث الْكُولُونْيَّالِي : تَحَدِّيَات وَآفَاق
إنَّ تَحْقِيقَ الْمُصَالَحَة وَالْعَدَالَة الِإنْتِقَالِيَّة فِي سِيَاقِ الْإِرْث الْكُولُونْيَّالِي هُوَ أَحَدُ أَصْعَب التَّحَدِّيَات الْأَخْلَاقِيَّة وَالسِّيَاسِيَّةِ الَّتِي تُوَاجِهُ العَالَمُ اليَوْمَ. فَالْكُولُونْيَّالِيَّةِ لَمْ تَكُنْ مُجَرَّد حَدَث عَابِر، بَلْ نِظَامًا شَامِلًا أَحْدَث تَشَوُّهات عَمِيقَة فِي الْعَلَاقَاتِ بَيْنَ الْبَشَرِ وَالدُّوَل، وَخَلَّف نُدُوبًا نَفْسِيَّة وَمَادِّيَّة وَثَقَافِيَّة لَا تَزَالُ قَائِمَةً. 1. تَحْقِيقُ الْمُصَالَحَة وَالْعَدَالَة الِإنْتِقَالِيَّة فِي سِيَاقِ الْإِرْث الْكُولُونْيَّالِي: الْمُصَالَحَةُ وَالْعَدَالَة الِإنْتِقَالِيَّة (Transitional Justice) هُمَا مَفْهُومَانِ مُتَرَابِطَان يَهْدِفان إلَى مُعَالَجَةٍ مَظَالِم الْمَاضِي وَبِنَاء مُسْتَقْبَل أَكْثَر عَدْلًا. فِي سِيَاقِ مَا بَعْدَ الِإسْتِعْمَار، يُمْكِنُ أَنْ تَتَحَقَّقَ الْمُصَالَحَة وَالْعَدَالَةُ مِنْ خِلَالِ مَجْمُوعَةٌ مِنَ الآلِيَّات: الِإعْتِرَافُ الرَّسْمِيّ وَالِإعْتِذَار: . الْحَقِيقَة (Truth-Telling): الْخُطْوَةِ الْأُولَى هِيَ الِإعْتِرَاف الصَّرِيح وَالْعَلَنِي بِالْجَرَائِم وَالظُّلْمِ الَّذِي إرْتَكَبَتْهُ القِوَّى الِإسْتِعْمَارِيَّة. يَجِبُ أَنْ يَشْمَلَ ذَلِك الْكَشْف الْكَامِلِ عَنْ الْحَقَائِقِ التَّارِيخِيَّة، بِمَا فِي ذَلِكَ الْمَذَابِح، الِإسْتِغْلَال، وَالتَّدْمِير الثَّقَافِيّ. قَدْ يَتِمُّ ذَلِكَ عَبَّرَ لِجَان الْحَقِيقَة وَالْمُصَالَحَة، الَّتِي تُتِيح لِلضَّحَايَا سَرْد قَصَصِهِمْ وَتَوْثِيق مُعَانَاتِهِمْ. الِإعْتِذَارُ الرَّسْمِيّ: يَجِبُ أَنْ تُقَدِّمَ الدُّوَلِ الِإسْتِعْمَارِيَّةِ السَّابِقَة إعْتِذَارًا رَسْمِيًّا وَصَادِقًا عَنْ أَفْعَالِهَا، يَعْكِس فَهْماً لِلضَّرَرِ الَّذِي لَحِقَ بِالضَّحَايَا وَشُعُوراً بِالنَّدَمِ، وَلَيْسَ مُجَرَّدُ تَصْرِيحَات سِيَاسِيَّة خَالِيَةً مِنْ المُحْتَوَى الْأَخْلَاقِيّ. الْعَدَالَةُ التَّعْوِيضِيَّة (Reparative Justice): . التَّعْوِيضُ الْمَادِّيّ: قَدْ يَشْمَلُ إعَادَة الْأُصُول الْمَالِيَّة الْمَسْرُوقَة، الِإسْتِثْمَارِات فِي الْبِنْيَةِ التَّحْتِيَّةِ وَالتَّعْلِيم وَالصِّحَّةُ فِي الدُّوَلِ الْمُتَضَرِّرَة، أَوْ إعَادَة هَيْكَلَة الدُّيُونُ الَّتِي غَالِبًا مَا تَكُونُ إرْثًا إسْتِعْمَاريا. الْهَدَفُ لَيْسَ فَقَطْ "دَفَعَ ثَمَنَ"، بَلْ الْمُسَاهَمَةِ فِي التَّنْمِيَةِ وَالتَّمْكِين. إعَادَةُ الْمُمْتَلَكَات الثَّقَافِيَّة: إعَادَة الْآلَافِ مِنَ الْقَطْعِ الْأَثَرِيَّة، الْأَعْمَال الفَنِّيَّة، وَالرِّفَات الْبَشَرِيَّةِ الَّتِي سُلِبَتْ مِنْ الْمُسْتَعْمَرَات وَتُوجَد حَالِيًّا فِي مَتَاحِف وَمُؤَسَّسَات غَرْبِيَّة. هَذَا يُمَثِّلُ إسْتَعَادَة لِلْكَرَامَة، الْهُوِيَّة، وَالذَّاكِرَة الْجَمْعِيَّة. التَّعْوِيض المَعْرِفِيّ: الِإسْتِثْمَار فِي الْمُؤَسَّسَات التَّعْلِيمِيَّة وَ الْبَحْثِيَّة فِي الْجَنُوبِ الْعَالَمِيّ، وَدَعْم تَطْوِيرَ مَنَاهِجِ تَعْكِس تَارِيخِ الشُّعُوبِ الْمُسْتَعْمَرَة وَمَعَارِفَهَا التَّقْلِيدِيَّة، وَتَحَدِّي الْمَرْكَزِيَّة الْغَرْبِيَّةِ فِي إنْتَاجِ الْمَعْرِفَة. إصْلَاحُ الْمُؤَسَّسَات وَتَغْيِير الْخَطَّاب: إزَالَة إسْتِعْمَار الْمَنَاهِج التَّعْلِيمِيَّة: إعَادَة صِيَاغَة الْكُتُب المَدْرَسِيَّة فِي كُلِّ مَنْ الدُّوَل الْمُسْتَعْمِرَة وَالْمُسْتَعْمَرَة سَابِقًا لِتَقْدِيم تَارِيخ أَكْثَرَ دِقَّةً وَشُمُولِيَّة، يَعْتَرِفُ بِالْمُعَانَاة وَ الْإسْهَامًات مِنْ جَمِيعِ الْأَطْرَاف. إصْلَاحَات قَانُونِيَّة وَسِيَاسِيَّة: مُرَاجَعَة الْقَوَانِين وَالسِّيَاسَات الَّتِي قَدْ تَكُونُ لَا تَزَالُ تَحْمِل إرْثًا إسْتِعْمَاريا مِنْ التَّمْيِيزِ أَوْ الْهَيْمَنَة. تَغْيِيرُ السَّرْدِيُّات الْوَطَنِيَّةِ: الْعَمَلِ عَلَى تَفْكِيك السَّرْدِيُّات الَّتِي تُمَجِّدُ الْمَاضِي الِإسْتِعْمَارِيّ أَوْ تُقَلَّلُ مِنْ شَأْنِ أثَارِه، وَبِنَاء سَرْدِيات وَطَنَية أَكْثَر شُمُولِيَّة وَنَقْدِيَّة. الْعَدَالَة الرَّمْزِيُّة وَالتَّذْكِير: إزَالَة الرُّمُوز الِإسْتِعْمَارِيَّة: تَغْيِير أَسْمَاء الشَّوَارِع، إزَالَة التَّمَاثِيل، وَتَفْكِيك النَّصْب التِّذْكَارِيَّة الَّتِي تُمَجِّدُ شَخْصِيَّات أَوْ أَحْدَاثًا إسْتِعْمَارِيَّة. إقَامَةُ مَتَاحِف أَوْ مَعَارِضٌ: إنْشَاء مِسَاحَات تِذْكَارِيٌّة وَمَتَاحف تَحْكِي قَصَص الِإسْتِعْمَار وَتَوَثَّق مُعَانَاة الضَّحَايَا. 2. التَّحَدِّيَات الْأَخْلَاقِيَّةِ الَّتِي تُوَاجِهُ جُهُود إعَادَة بِنَاء الْعَلَاقَات: عَلَى الرَّغْمِ مِنْ أَهَمِّيَّةِ هَذِه الآلِيَّات، فَإِنَّ تَحْقِيقَ الْمُصَالَحَة وَ الْعَدَالَةِ فِي سِيَاقِ الْإِرْث الْكُولُونْيَّالِي يُوَاجِهُ تَحَدِّيَات أَخْلَاقِيَّة هَائِلَة: إشْكَالِيَّة مَسْؤُولِيَّة الأَجْيَال الْحَالِيَّة: الذَّنْب الْمَوْرُوث: كَيْفَ يُمْكِنُ تَحْمِيلُ الأَجْيَال الْحَالِيَّةِ فِي الدُّوَلِ الْمُسْتَعْمِرَة مَسْؤُولِيَّة عَنْ أَفْعَالِ لَمْ يَرْتَكِبُوهَا بِشَكْلٍ مُبَاشِرٍ؟ يَرْفُض الْكَثِيرُون هَذَا الْمَفْهُومِ، مُعْتَبَرَيْن أَنَّهُ ظُلْمٌ لِلْإِجْيَال الْمُعَاصِرَة. مُقَاوَمَة الِإعْتِرَاف: هُنَاك مُقَاوَمَة قَوِيَّةٌ فِي بَعْضِ الدُّوَلِ الِإسْتِعْمَارِيَّةِ لِلِإعْتِرَاف الْكَامِل بِالْمَاضِي، خَشْيَةَ أَنْ يَفْتَحَ ذَلِكَ الْبَابِ لِمُطَالَبَاتّ بِالتَّعَوُّيضًات الضَّخْمَةُ أَوْ أنْ يُشَوِّه الصُّورَة الذَّاتِيَّة لِلدَّوْلَة. تَحْدِيدُ نِطَاق التَّعْوِيضِ: مَنْ يُعَوِّض وَمَنْ يُعَوِّض؟ تُثَار أَسْئِلَةٌ حَوْل تَحْدِيد الْأَفْرَادِ أَوْ الْجَمَاعَاتِ أَوْ الدُّوَلِ الَّتِي تَسْتَحِقُّ التَّعْوِيضَ، لَاسِيَّمَا فِي ظِلِّ تَغَيَّر الْحُدُود الدَّيْمُوغْرَافِيَّة وَالسِّيَاسِيَّةِ عَبَّر الزَّمَنِ. مَا هُوَ حَجَم التَّعْوِيض؟ تَحْدِيدِ حَجْمِ التَّعْوِيضات الْمَادِّيَّةِ وَالْمَعْنَوِيَّةِ هُو تُحَدّ كَبِير، خَاصَّةً وَإِنْ أثَار الِإسْتِعْمَار لَا تُقَاسُ بِالْمَال فَقَطْ. تَجَنُّبُ الِإسْتِعْمَار الْجَدِيدِ فِي عَمَلِيَّةِ الْمُصَالَحَة: خَطَر فَرْض الْحُلُول: يَجِبُ أَنْ تَكُونَ عَمَلِيَّة الْمُصَالَحَة وَالْعَدَالَة بِقِيَادَة الشُّعُوب الْمُتَضَرِّرَة نَفْسِهَا. هُنَاكَ خَطَرٌ أَخْلَاقِيّ يَتَمَثَّلُ فِي أَنَّ تَقَوُّمَ الدُّوَلِ الِإسْتِعْمَارِيَّةِ السَّابِقَة بِفَرْض حُلُول لِلْمُصَالَحَة تَتَنَاسَبُ مَعَ مَصَالِحِهَا هِيَ، مِمَّا يُعِيدُ إنْتَاج دِينَّامِيكِيَّة الْهَيْمَنَة الْقَدِيمَة. التَّرْكِيزِ عَلَى الْجَانِبِ الْمَادِّيَّ فَقَطْ: قَدْ تُرْكَز بَعْضِ الدُّوَلِ الْمُسْتَعْمِرَة عَلَى التَّعْوِيضات الْمَادِّيَّةِ فَقَطْ لِتَجَنُّب التَّعَامُلِ مَعَ الْأبْعَاد الْأَخْلَاقِيَّة وَالثَّقَافِيَّة الأَعْمَق لِلظُّلْم. أَزْمَةِ الْهُوِيَّة فِي كِلَا الطَّرَفَيْن: التَّعَامُلِ مَعَ الْمَاضِي الْمُظْلِم: قَدْ يَكُونُ مِنْ الصَّعْبِ عَلَى الدُّوَلِ الِإسْتِعْمَارِيَّةِ السَّابِقَةِ أَنَّ تُعِيد تَقْيِيم سَرْدِيَاتِهَا الْوَطَنِيَّةِ الَّتِي بُنِيَتْ عَلَى تَمْجِيد الْمَاضِي، وَالِإعْتِرَاف بِالظُّلْمِ الَّذِي إرْتَكَبَتْهُ. هَذَا يُمْكِنُ أَنْ يُؤَدِّيَ إلَى أَزْمَة هَوِيِّة وَطَنيِّة. بِنَاء هَوِيِّة مَا بَعْدَ الضَّحِيَّةِ: بِالنِّسْبَةِ لِلشُّعُوب الْمُسْتَعْمَرَة سَابِقًا، التَّحَدِّي هُو إسْتَعَادَة الْكَرَامَة وَالذَّاتِ دُونَ الْوُقُوعِ فِي دُورِ الضَّحِيَّة الدَّائِم، وَبِنَاء هَوِيِّة إِيجَابِيَّة وَمُسْتَقْبَليَّة التَّبَايُنِ فِي الْأَوْلَوِيات وَالتَّوَقُّعَات: قَدْ تَكُونُ أَوْلَوِيَّات الْمُصَالَحَةُ وَالْعَدَالَة مُخْتَلِفَةٌ بَيْنَ الدُّوَلِ الِإسْتِعْمَارِيَّةِ السَّابِقَة وَالدُّوَل الْمُتَضَرِّرَة مَثَلًا، قَدْ تُرْكَز الدُّوَل الْمُسْتَعْمِرَة عَلَى الِإعْتِذَارِ الرَّمْزِيّ، بَيْنَمَا تُرْكَز الدُّوَل الْمُتَضَرِّرَة عَلَى التَّعْوِيضِ المَادِّيِّ أَوْ إسْتَعَادَة الْأُصُول. إنَّ تَحْقِيقَ الْمُصَالَحَة وَالْعَدَالَة الِإنْتِقَالِيَّة فِي سِيَاقِ الْإِرْث الْكُولُونْيَّالِي لَيْسَ مُجَرَّدَ مُهِمَّة سِيَاسِيَّة أَوْ قَانُونِيَّة، بَلْ هُوَ مَشْرُوعٌ أَخْلَاقِيّ وَفُلَسفي عَمِيقٍ يَتَطَلَّب مُوَاجَهَة صَادِقَة لِلْمَاضِي، وَتَحَمُّلًا لِلْمَسْؤُولِيَّة عَنْ الْإِرْثِ الْمُسْتَمِرّ لِلظُّلْم، وَ الِإلْتِزَام بِبِنَاء عَلَاقَات مُسْتَقْبَلِيَّة تَقُومُ عَلَى الِإعْتِرَافِ الْمُتَبَادَل، الِإحْتِرَام، وَالْعَدَالَة الْحَقِيقِيَّة. يَتَطَلَّبُ ذَلِكَ شَجَاعَة أَخْلَاقِيَّة مِنْ جَمِيعِ الْأَطْرَافِ لِتَجَاوُز الْإِنْكَار وَالْمُصَالَح الضَّيِّقَة نَحْوِ عَالِمٍ أَكْثَر أَنْصَافًا.
_ إشْكَالِيَّة إسْتِمْرَار الْإِرْث الْأَخْلَاقِيّ الْكُولُونْيَّالِي
لَا تَزَالُ أشْكَالٌ مِنْ الِإسْتِعْمَار الْجَدِيد (Neocolonialism) قَائِمَة الْيَوْم بِشَكْل وَاسِع، وَهِي تَنْتَهَك الْقِيَمِ الْأَخْلَاقِيَّةِ بِإسْتِمْرَار تَحْتَ غِطَاءِ الْهَيْمَنَة الِإقْتِصَادِيَّة، السِّيَاسِيَّة، وَ الثَّقَافِيَّة. يُعَدّ الِإسْتِعْمَار الْجَدِيد إمْتِدَادًا لِلْإِرْث الْكُولُونْيَّالِي، وَ لَكِنَّهُ يَتَمَيَّزُ بِآلِيَات أَكْثَرَ دِقَّةً وَغَيْر مُبَاشَرَة، مِمَّا يَجْعَلُهُ أَكْثَر صُعُوبَةً فِي التَّمْيِيزِ وَالْمُعَالَجَة. 1. كَيْفَ تَخْتَلِفُ أشْكَال الِإسْتِعْمَار الْجَدِيدِ عَنْ الِإسْتِعْمَار التَّقْلِيدِيّ؟ يَكْمُنُ الِإخْتِلَاف الْجَوْهَرِيُّ فِي أَنَّ الِإسْتِعْمَار التَّقْلِيدِيّ كَان يَتَسَمّ بـالسَّيْطَرَة الْمُبَاشَرَة: إحْتِلَال عَسْكَرِيّ، إدَارَة سِيَاسِيَّة مُبَاشَرَة، وَفَرْض قَوَانِين الْإِمْبِرَاطُورِيَّة. . السِّيَادَة الظَّاهِرَة: الدُّوَل الْمُسْتَعْمِرَة تُعْلِن صَرَاحَة سِيَادَتِهَا عَلَى الْأَرَاضِي الْمُسْتَعْمَرَة . الِإسْتِغْلَال الْوَاضِح: نَهْب الْمَوَارِد وَالْعَمَالَة بِشَكْلٍ مُبَاشِرٍ وَ مَكْشُوف. أَمَّا الِإسْتِعْمَار الْجَدِيد، فَيُعْمَل بِطُرُق أَكْثَر خَفَاء وَدِقَّة: . السَّيْطَرَة غَيْرُ الْمُبَاشَرَةِ: لَا يُوجَدُ إحْتِلَال عَسْكَرِيّ مُبَاشِرٌ أَوْ إدَارَة سِيَاسِيَّة صَرِيحَة. الدُّوَل الْمُسْتَعْمَرَة نَظَرِيًّا مُسْتَقِلَّة وَلَهَا سِيَادَة. . التَّبَعِيَّة الْخَفِيَّة: يَتُمُّ الْحِفَاظُ عَلَى التَّبَعِيَّةِ مِنْ خِلَالِ آلِيَّات إقْتِصَادِيَّة، سِيَاسِيَّة، ثَقَافِيَّة، وَ تِكْنُولُوجِيَّة مُعَقَّدَة. . الِإسْتِغْلَال المُقَنَع: يَتِمّ إسْتِغْلَال الْمَوَارِد وَالْعِمَالَة مِنْ خِلَالِ آليَات السُّوق، الدُّيُون، وَشُرُوط الْمُسَاعَدَات، مِمَّا يَجْعَلُ الِإسْتِغْلَال يَبْدُو مَشْرُوعًا أَوْ طَبِيعِيًّا. 2. أشْكَالٌ الِإسْتِعْمَار الْجَدِيد الْيَوْم وَإنْتِهَاكَاتِهَا الْأَخْلَاقِيَّة: الْهَيْمَنَة الِاقْتِصَادِيَّة (Economic Neocolonialism): . الْقُرُوض الْمَشْرُوطَة وَالدُّيُون: الْمُؤَسَّسَات الْمَالِيَّة الدَّوْلِيَّة مِثْل صُنْدُوقُ النَّقْدِ الدَّوْلِيُّ وَالْبَنْكُ الدَّوْلِيُّ تَقَدَّم قُرُوضا مَشْرُوطَةٌ بِفَرْض سِيَاسَات إقْتِصَادِيَّة مِثْل بَرَامِج التَّكَيُّف الْهَيْكَلِيّ تَخْدُم مَصَالِح الدُّوَل الْمُتَقَدِّمَة وَالشَّرِكَات مُتَعَدِّدَة الْجِنْسَيْات. غَالِبًا مَا تُؤَدَّي هَذِهِ السِّيَاسَاتِ إِلَى خَفْضِ الْإِنْفَاق الِإجْتِمَاعِيّ، خَصْخَصَّة الْخِدْمَات، وَفَتْح الْأَسْوَاق أمَام السَّيْطَرَة الْأَجْنَبِيَّة، مِمَّا يَزِيدُ مِنْ فَقْرٍ الدُّوَل الْمَدِينَة وَتَبَعِيَّتِهَا. . الِإنْتِهَاكُ الْأَخْلَاقِيّ: إنْتِهَاك حَقّ الدُّوَلِ فِي تَقْرِيرِ مَصِيرُهَا الِإقْتِصَادِيّ، وَإِدَامَة الْفَقْر وَالتَّفَاوُت، وَفَرْض أَجْنَدات لَا تَتَنَاسَبُ مَعَ إحْتِيَاجَات الْمُجْتَمَعَات الْمَحَلِّيَّة. مِثَال: عِنْدَمَا تُجْبَر دَوْلَة عَلَى خَفْضِ الدَّعْم عَنْ السِّلَعِ الْأَسَاسِيَّة أَوْ خِدْمَاتٍ الصِّحَّة وَالتَّعْلِيم كَشَرْط لِلْحُصُولِ عَلَى قَرْضِ، مِمَّا يُؤَثِّرُ سَلْبًا عَلَى الْفِئَات الْأَكْثَر ضَعْفًا. . الِإسْتِغْلَال الْمُفْرِط لِلْمَوَارِد الطَّبِيعِيَّة: الشَّرِكَات مُتَعَدِّدَة الْجِنْسَيْات، بِدَعْمٍ مِنْ الْحُكُومَاتِ الْقَوِيَّة، تَسْتَحْوِذ عَلَى حُقُوقِ إسْتِغْلَال الْمَوَارِد الطَّبِيعِيَّة مِثْلَ الْمَعَادِنِ، النَّفْط، الْغَابَات بِأَسْعَار بَخْسَة، مَع تَجَاهَل الْأثَار البِيئِيَّة وَالِإجْتِمَاعِيَّة عَلَى الْمُجْتَمَعَات الْمَحَلِّيَّة. . الِإنْتِهَاك الْأَخْلَاقِيّ: نَهْب الْمَوَارِد الْوَطَنِيَّة، تَدْمِير الْبِيئَة، إنْتِهَاكِ حُقُوقِ الشُّعُوبِ الْأَصْلِيَّةِ فِي أَرَاضِيِهَا وَمَوَارِدَهَا، وَإِدَامَة التَّبَعِيَّة الِإقْتِصَادِيَّة. . شُرُوطُ التِّجَارَةِ غَيْرَ الْعَادِلَة: تُفْرَض شُرُوط تِجَارِيَّة غَيْر مُتَكَافِئَة تَفْرِضُ عَلَى الدُّوَلِ النَّامِيَة تَصْدِير الْمَوَادِّ الْخَامِّ بِأَسْعَار مُنْخَفِضَة وَإسْتِيرَاد الْمُنْتَجَات الْمُصَنَعَة بِأَسْعَار مُرْتَفِعَة، مِمَّا يُعِيقُ تَطَوُّرها الصِّنَاعِيّ. . الِإنْتِهَاك الْأَخْلَاقِيّ: إدَامَة التَّفَاوُت الِإقْتِصَادِيُّ الْعَالَمِيُّ، وَمَنَع الدُّوَل مِنْ تَحْقِيقِ التَّنْمِيَة الْمُسْتَقِلَّة. الْهَيْمَنَة السِّيَاسِيَّة (Political Neocolonialism): . التَّدَخُّلِ فِي الشُّؤُونِ الدَّاخِلِيَّةِ: مُمَارَسَة الضَّغْط السِّيَاسِيّ، الدِّبْلُومَاسِيّ، أَوْ حَتَّى التَّدَخُّل الْخَفِيّ مِثْل دَعْم مَجْمُوعَات مُعَيَّنَةً أَوْ زَعْزَعَة إسْتِقْرَار حُكُومَات لَا تَتَمَاشَى مَعَ الْمَصَالِحِ الْغَرْبِيَّة. . الِإنْتِهَاك الْأَخْلَاقِيّ: إنْتِهَاك السِّيَادَة الْوَطَنِيَّة، حَقّ الشُّعُوب فِي تَقْرِيرِ مَصِيرُهَا، وَتَقَويض الدِّيمُقْرَاطِيَّات النَّاشِئَة. . دِبْلُومَاسِيَّة الدُّيُونُ (Debt-trap Diplomacy): تَقْدِيم قُرُوض كَبِيرَة لِدُوَل نَامِيَةً لَا تَسْتَطِيعُ سَدًّادها، بِهَدَفِ كَسْب نُفُوذ سِيَاسِيّ أَوْ السَّيْطَرَةَ عَلَى أُصُولِ إسْتِرَاتِيجِيَّة فِي حَالِ عَدَمِ السَّدَاد. . الِإنْتِهَاك الْأَخْلَاقِيّ: إسْتِغْلَال ضَعْف الدُّوَل لِتَحْقِيق مَكَاسِب إسْتِرَاتِيجِيَّة غَيْر أَخْلَاقِيَّة. . التَّحَكُّمِ فِي الْمُؤَسَّسَات الدَّوْلِيَّة: اسْتِخْدَام النُّفُوذِ فِي الْمُنَظَّمَاتِ الدَّوْلِيَّةِ كالْأُمَمِ الْمُتَّحِدَةِ، البَنْكَ الدَّوْليَّ، صُنْدُوقُ النَّقْدِ الدَّوْلِيُّ لِفَرْض أَجْنَدات تَخْدُمُ مَصَالِح الْقِوَّى الْكُبْرَى، بَدَلًا مِنْ تَعْزِيزِ التَّعَاوُنِ الْمُتَكَافِئ. الِإنْتِهَاكُ الْأَخْلَاقِيّ: تَقْوِيض مَبَادِئ الْعَدَالَة الدَّوْلِيَّة وَالْمُسَاوَاةِ بَيْنَ الدُّوَلِ. الْهَيْمَنَة الثَّقَافِيَّة وَالْمَعْرُفِيَّة (Cultural and Epistemic Neocolonialism): فَرَضَ النَّمَاذِج الثَّقَافِيَّة: نَشْر الْقَيِّم، أَنْمَاط الْحَيَاة، وَالْمُنْتَجَات الثَّقَافِيَّة الْغَرْبِيَّة عَبَّر وَسَائِلِ الْإِعْلَامِ، التَّعْلِيم، وَالتِّكْنُولُوجْيَا، مِمَّا يُؤَدِّي إلَى تَهْمِيش الثَّقَافَات الْمَحَلِّيَّة وَفِقْدَان التَّنَوُّع الثَّقَافِيّ. الِإنْتِهَاك الْأَخْلَاقِيّ: إضْعَاف الهُوِيَات الثَّقَافِيَّة، وَتَدْمِير الْمَعَارِف التَّقْلِيدِيَّة، وَتَقَويض حَقُّ الشُّعُوب فِي الْحِفَاظِ عَلَى تَرَاثها الثَّقَافِيّ. هَيْمَنَة الْمَعْرِفَة الْغَرْبِيَّة: إسْتِمْرَار هَيْمَنَة الْمَنَاهِج الْبَحْثِيَّة وَ النَّظَرِيَّات الْغَرْبِيَّةِ فِي الْأَوْسَاطِ الأَكَادِيمِيَّة الْعَالَمِيَّة، وَتَهْميش الْمَعَارِفِ غَيْر الْغَرْبِيَّة مَا يُعْرَفُ بِـالِإسْتِعْمَار المَعْرِفِيّ أَوْ الكُولُونْيَّالِيَّة الإِبِسْتِيمُولُوجِيَّة Epistemological) colonialism) الِإنْتِهَاكُ الْأَخْلَاقِيّ: إدَامَة فِكْرَّة تَفَوُّق الْمَعْرِفَة الْغَرْبِيَّة، وَمَنَع تَطَوُّر أَنْظِمَة مَعْرِفِيَّة مُتَنَوِّعَة، وَتَقْيِيد قُدْرَّة الْمُجْتَمَعَات عَلَى إِنْتَاجِ الْمَعْرِفَة الْخَاصَّةِ بِهَا. أَبْحَاث الْهِليكوَبَتَر/الْبَارَّاشوت: بَاحِثُونَ مِنْ الدُّوَل الْغُنْيَة يَذْهَبُونَ إلَى الدُّوَل النَّامِيَة لِجَمْع الْبَيَانَات أَوْ العَيْنَات، ثُمَّ يَعُودُونَ لِبِلَادِهِمْ لِتَحْلِيلِهَا وَنَشْرِهَا دُونَ إشْرَاكٍ حَقِيقِيٍّ أَوْ فَائِدَةٍ لِلْمُجْتَمَعَات الْمَحَلِّيَّةُ، أَوْ حَتَّى الِإعْتِرَاف بِإِسْهَامَاتِهِم 3. كَيْفِيَّة تَمْيِيز وَمُعَالَجَة هَذِهِ الْأَشْكَالِ الْجَدِيدَة أَخْلَاقِيًّا: يَتَطَلَّب تَمْيِيز الِإسْتِعْمَار الْجَدِيد وَمُعَالَجَتِه أَخْلَاقِيًّا يَقَظَة نَقْدِيَّة وَإلْتِزَامًا بِمَبَادِئ الْعَدَالَة وَالْإِنْصَاف: التَّمْيِيز: . فَحَص دَيْنٌاميكَيَّات الْقُوَّةُ: هَلْ الْعَلَاقَة مُتَكَافِئَة أَمْ أَنَّ هُنَاكَ طَرَفًا يَمْتَلِكُ قُوَّةً مُفْرِطَة وَيَسْتَغِلَّهَا لِفَرْض إرَادَتِه؟ . تَحْلِيل الْمَصَالِحِ الْحَقِيقِيَّةِ: مَا هِيَ الْمَصَالِحِ الْحَقِيقِيَّةِ وَرَاء الْمُسَاعَدَة، الِإسْتِثْمَار، أَوْ التَّبَادُل الثَّقَافِيّ؟ هَلْ تَهْدِفُ إِلَى التَّنْمِيَةِ الْمُشْتَرَكَةِ أَمْ إلَى إسْتِدَامَةِ التَّبَعِيَّةَ؟ . مَنْ يَسْتَفِيد حَقًّا؟ هَلْ تَعُودُ الْفَوَائِد بِشَكْل عَادِلٌ عَلَى جَمِيعِ الْأَطْرَافِ، أَمْ تَتَرَكَّز فِي أَيْدِي القِوَّى المُهَيْمِنَة أَوْ النَّخب الْمَحَلِّيَّةَ الْمُرْتَبِطَة بِهَا؟ . التَّأْثِيرِ عَلَى السِّيَادَة وَالتَّقْرِير الذَّاتِيّ: هَلْ تُؤَدَّي هَذِهِ الْمُمَارَسَات إلَى تَقْوِيض قُدْرَة الدَّوْلَةُ عَلَى إتِّخَاذِ قَرَارَاتِهَا الْمُسْتَقِلَّةِ، أَوْ تُضْعِفُ سَيْطَرَتِهَا عَلَى مَوَارِدِهَا وَشُؤُونِهِا الدَّاخِلِيَّة؟ الْمُعَالَجَة الْأَخْلَاقِيَّة: . النَّقْد وَالْوَعْي: تَعْزِيز الْوَعْي النَّقْدِيّ بِأَشْكَال الِإسْتِعْمَار الْجَدِيدِ مِنْ خِلَالِ التَّعْلِيم، الْبَحْث، وَالْإِعْلَام. فَكّ الِإرْتِبَاطِ بَيْنَ الْأَيْدُيُولُوجِيَّات المُبَرِّرَة وَالْمَمَارَسَات الْفِعْلِيَّة. . تَعْزِيز السِّيَادَة وَالتَّقْرِير الذَّاتِيّ: دَعْم حَقّ الدُّوَل النَّامِيَةِ فِي صِيَاغَةِ سِيَاسَاتِهَا الِإقْتِصَادِيَّةِ، السِّيَاسِيَّة، وَالثَّقَافِيَّة الْمُسْتَقِلَّة، بَعِيدًا عَنْ الْإمْلَاءات الْخَارِجِيَّة. . مُطَالَبَة بِالْعَدَالَة الِإقْتِصَادِيَّة الْعَالَمِيَّة: الدَّعْوَةِ إِلَى نِظَام تِجَارِي وَمَالِي دَوْلِيّ أَكْثَر عَدْلًا وَإِنْصَافًا، وَإعَادَة هَيْكَلَة الدُّيُونُ، وَإِنْهَاء شُرُوط الْقُرُوض الْمُجْحِفَة. . إزَالَة إسْتِعْمَار الْمَعْرِفَة وَالثَّقَافَة: دَعْم إنْتَاج الْمَعْرِفَةِ مِنْ الْجَنُوبِ الْعَالَمِيّ، وَتَعْزِيز التَّنَوُّعِ الثَّقَافِيِّ، وَمُقَاوَمَة الْهَيْمَنَة الثَّقَافِيَّة عَبَّر التَّبَادُل الثَّقَافِيّ الْمُتَكَافِئ. . الْمُسَاءَلَة الْأَخْلَاقِيَّة: مُسَاءَلَة الشَّرِكَات مُتَعَدِّدَة الْجِنْسَيْات وَ الدُّوَلِ الْقَوِيَّة عَنْ إنْتِهَاكِاتِهَا البِيئِيَّة، الْعُمَّالِيَّة، وَحُقُوقُ الْإِنْسَانِ فِي الدُّوَلِ النَّامِيَة. . بِنَاء التَّحَالُفات الْعَالَمِيَّةُ: تَعْزِيزِ التَّعَاوُنِ بَيْنَ الدُّوَلِ النَّامِيَة لِمُوَاجَهَةِ التَّحَدِّيَاتِ الْمُشْتَرَكَة وَالضَّغْط مِنْ أَجْلِ نِظَام عَالِمِي أَكْثَر عَدْلًا. خُلَاصَةُ الْقَوْلِ: الِإسْتِعْمَار الْجَدِيدِ هُوَ حَقِيقَةٌ وَاقِعَة تَنْتَهِكُ الْقِيَمِ الْأَخْلَاقِيَّةِ الْأَسَاسِيَّة لِلْإِنْسَانِيَّة. إنَّه يَتَطَلَّب يَقَظَة مُسْتَمِرَّة وَتَفْكِيكُا لِأشْكَالِهِ الْمُخْتَلِفَة، وَمُعَالَجَة أَخْلَاقِيَّة تَبْدَأ بِالِإعْتِرَاف بِالظُّلْم، وَتَسْتَمِرُّ فِي الْمُطَالَبَةِ بِالْعَدَالَة، وَتَنْتَهِي بِبِنَاء عَالِمٌ يَقُومُ عَلَى الْمُسَاوَاةِ وَالْاإحْتِرَامِ الْمُتَبَادَلِ بَيْنَ جَمِيعِ الشُّعُوبِ وَالدُّوَل.
#حمودة_المعناوي (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
نَقْد الكُولُونْيَّالِيَّة -الْجُزْءِ الثَّانِي-
-
نَقْد الكُولُونْيَّالِيَّة - الْجُزْءِ الْأَوَّلِ-
-
الْعِلْمُ و الْأَخْلَاق: الْمَرْكَزِيَّة الْغَرْبِيَّة
-
التَّنْمِيَط الثَّقَافِيّ وَالْقِيَمِيّ -الْجُزْءِ الثَّانِي
...
-
التَّنْمِيط الثَّقَافِيّ والقِيَمِيّ -الْجُزْءُ الْأَوَّلُ-
-
حَوْسَبَة القَرَارَات الْأَخْلَاقِيّة -الْجُزْءُ الثَّانِي-
-
حَوْسَبَة القَرَارَات الْأَخْلَاقِيّة -الْجُزْءُ الْأَوَّلُ-
-
الْفَجْوَة الرَّقْمِيَّة -الْجُزْءُ الثَّانِي-
-
الْفَجْوَة الرَّقْمِيَّة -الْجُزْءُ الْأَوَّلُ-
-
الهُوِيَّات الرَّقْمِيَّةِ : -الْجُزْءُ الثَّالِثُ-
-
الهُوِيَّات الرَّقْمِيَّةِ : -الْجُزْءُ الثَّانِي-
-
الهُوِيَّات الرَّقْمِيَّةِ -الْجُزْءُ الْأَوَّل-
-
الْعِلْمُ وَالْأَخْلَاق : الْوَاقِع الِإفْتِرَاضِي
-
أَخْلَاقِيَّات الذَّكَاءُ الِإصْطِنَاعِيّ -الْجُزْءُ الثَّان
...
-
أَخْلَاقِيَّات الذَّكَاءُ الِإصْطِنَاعِيّ -الْجُزْءُ الْأَوّ
...
-
الْعَقْل التِّقَنِيّ ؛ -الْجُزْءِ الثَّانِي-
-
الْعَقْل التِّقَنِيّ -الْجُزْءِ الْأَوَّلِ-
-
الوَعِي الإِيْكُولُوجِيّ: -الْجُزْءُ الثَّانِي-
-
اللاَّوَعِي الإِيْكُولُوجِيّ: -الْجُزْءُ الْأَوَّلُ-
-
عِلْمُ النَّفْسِ الإِيْكُولُوجِيّ
المزيد.....
-
فيديو متداول لـ-فرار شخصيات إيرانية بارزة- بعد النزاع مع إسر
...
-
مقتل رئيس جهاز استخبارات الحرس الثوري الإيراني
-
حادثة تحطم منطادين سياحيين في أكسراي تودي بحياة شخص وإصابة 3
...
-
-واشنطن بوست-: مسؤول سوري كبير سابق يعترف بأن الأسد شخصيا أم
...
-
-نشوة البداية وخيبة النهاية-.. لواء إسرائيلي يكشف عن شلل ستع
...
-
مصادر عبرية: هجوم إيراني يمني وشيك على إسرائيل
-
تطورات الحرب الإسرائيلية الإيرانية في مرآة الصحافة الفارسية
...
-
روسيا تسلم أوكرانيا جثث 1200 من قتلى الحرب
-
لماذا يستولي جيش الاحتلال على منازل الفلسطينيين في الضفة؟
-
ما وراء -طوارئ ترامب- الزائفة
المزيد.....
-
الآثار العامة للبطالة
/ حيدر جواد السهلاني
-
سور القرآن الكريم تحليل سوسيولوجي
/ محمود محمد رياض عبدالعال
-
-تحولات ظاهرة التضامن الاجتماعي بالمجتمع القروي: التويزة نمو
...
/ ياسين احمادون وفاطمة البكاري
-
المتعقرط - أربعون يوماً من الخلوة
/ حسنين آل دايخ
-
حوار مع صديقي الشات (ج ب ت)
/ أحمد التاوتي
-
قتل الأب عند دوستويفسكي
/ محمود الصباغ
-
العلاقة التاريخية والمفاهيمية لترابط وتعاضد عالم الفيزياء وا
...
/ محمد احمد الغريب عبدربه
-
تداولية المسؤولية الأخلاقية
/ زهير الخويلدي
-
كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج
/ زهير الخويلدي
-
معالجة القضايا الاجتماعية بواسطة المقاربات العلمية
/ زهير الخويلدي
المزيد.....
|