الكونفدرالية الديمقراطية للشغل.. ما قبل المؤتمر الوطني السابع وما بعده


أحمد رباص
الحوار المتمدن - العدد: 8546 - 2025 / 12 / 4 - 04:47
المحور: الحركة العمالية والنقابية     

الكونفدرالية الديمقراطية للشغل.. ما قبل المؤتمر السابع وما بعده


ما قبل المؤتمر الوطني
مع اقتراب انعقاد مؤتمرها الوطني، اهتزت وتزعزعت أركان الكونفدرالية الديمقراطية للشغل (CDT)، أكبر اتحاد نقابي في المغرب، بسبب موجة من الاحتجاجات. فبين الصراعات الداخلية على القيادة ومقاومة أعضائها، مرت المنظمة بأزمة شرعية عميقة عرضت وحدتها للخطر.
هبت رياح احتجاجية على الاستعدادات للمؤتمر الوطني لسيديتي. ارتفعت عدة أصوات للتنديد بالصراعات من أجل النفوذ ومحاولات ضمان مواقع داخل القيادة المستقبلية. وذكرت التقارير أن هذه التوترات تسببت في انقسام عميق بين مؤيدي ومنتقدي بقاء عبد القادر الزاير على رأس المنظمة.
يعود نشوب هذه الأزمة التنظيمية إلى المؤتمرات الجهوية المختلفة، حيث لوحظت مناورات منسوبة لبعض أعضاء المكتب الوطني. الهدف المثبت: فرض قوائم مصممة خصيصا وإغلاق التجمعات لخدمة أجندات محددة ودرء أي مفاجآت عند رفع الوصاية.
وفي آسفي، كانت صلاحية المؤتمر الجهوي محل نزاع شديد. واتهم الكاتب الوطني لنقابة التعليم، الذي أشرف على تنظيمه، بتلاعبات مختلفة، بما في ذلك نقل المؤتمر إلى مدرسة واستبعاد المناضلين لصالح المقربين منه.
في جهة الشرق، وصل الصراع إلى ذروته تحت تأثير التوجيهات القادمة "من الأعلى"، مما أثار معارضة شديدة من خلايا القواعد، العازمة على رفض أي قرار محدد مسبقا وأي بيروقراطية تنظيمية معينة.
ولم يسلم المكتب الجهوي بالرباط من هذه الاضطرابات. رفضت القاعدة الحفاظ على الوضع الراهن وطعنت في شرعية الكاتب الجهوي المتهم بإعطاء الأولوية لمصالحه الشخصية. وهو متهم على وجه الخصوص بعرقلة تجديد الأطر داخل مكتب الرباط وطلب الحماية من السلطات الوطنية عبر التحالفات القائمة على توزيع الامتيازات والريع النقابي.
والأهم من ذلك هو أن المناضلين أدانوا أساليب الحكامة الغامضة، سواء في ما يتعلق بانتخاب المكاتب الجهوية أو الاستعدادات للمؤتمر الوطني السابع. هكذا انتفضوا على ما اعتبروه مشروعا لتفكيك التنظيم النقابي، والتضحية به على مذبح الطموحات الشخصية وتطلعات القيادة، في تحدٍ لإرادة القواعد.
ويتفاقم هذا الانجراف بسبب انتشار التيارات الانتهازية في العديد من القطاعات، ولا سيما قطاع التعليم، على الرغم من كونه أحد ركائز الكونفدرالية. ويشير الناشطون، المصممون على طي الصفحة، إلى التأثير المستمر للأطر الذين تقاعدوا لفترة طويلة، ولكنهم واصلوا ممارسة السيطرة على القرارات في أگادير ومكناس وسيدي قاسم وفاس. استراتيجيتهم المفترضة؟ العمل على إبقاء عبد القادر الزاير على رأس مركزية السيديتي للحفاظ على نفوذهم الخاص في الهياكل الوطنية والإقليمية. لكن انتخاب لهوير ككاتب عام جديد رغم تقاعده لن يخيب آمالهم الضيقة إن استطاعوا جره إلى صفهم.
ما بعد المؤتمر الوطني
أثار تصريح القيادي باتحاد الشغل، حفيظ حفيّظ، جدلا واسعا على منصات التواصل الاجتماعي. يأتي الجدل على خلفية تصريح أدلى به عن الشأن التونسي في مؤتمر عمالي بالمغرب، والمقصود به المؤتمر الوطني السابع للكونفدرالية الديمقراطية للشغل المنظم ببوزنيقة في نهاية الأسبوع الأخير.
كما ذكّر حفيظ حفيّظ بتوجّه الهيئة الإدارية إلى إعلان الإضراب العام في تونس يوم 5 دجنبر، ممّا أثار حفيظة منتقدي المنظمة الشغيلة حول خفايا الحديث عن شأن داخلي في بلد تتسم علاقاته مع تونس بنوع من الفتور الدبلوماسي منذ سنوات.
وندّد نقابيون معارضون للمكتب التنفيذي الحالي للمنظمة التونسية بتصريح القيادي حفيظ حفيّظ، خاصّة أنّه تطرق إلى الشأن الداخلي في تجمّع عمالي ببلد أجنبي. ووصف معارضو قيادة الاتحاد تصريح حفيّظ بـ”التدخل السياسي الحزبي الفج” والذي يتعارض مع الخطاب النقابي.
كما تساءلوا عن دوافع مهاجمة السلطة السياسية في تونس من بلد غارق في التطبيع وتغيب عنه أبسط مظاهر الديمقراطية والحرية.
ورغم ما قيل عن عن بلادنا على لسان منتقدي حفيظ لم تخرج للسيديتي عن صمتها لحد كتابة هذه السطور.