أوكرانيا: خطة ترامب ستُناقش في سويسرا


أحمد رباص
الحوار المتمدن - العدد: 8534 - 2025 / 11 / 22 - 23:50
المحور: الارهاب, الحرب والسلام     

من المقرر أن يجتمع مسؤولون أوكرانيون وأمريكيون قريبا في سويسرا لمناقشة خطة دونالد ترامب لإنهاء ما يقرب من أربع سنوات من الغزو الروسي لأوكرانيا، وهي المبادرة التي تكافح كييف وحلفاؤها الأوروبيون من أجل إيجاد رد فعل عليها.
تُنظر كييف بقلق بالغ إلى هذه الخطة، المكونة من 28 نقطة، لأنها تتضمن عدة مطالب روسية رئيسية مؤلمة جدا: تنازل أوكرانيا عن أراضيها، وقبول تقليص حجم جيشها، والتخلي عن عضويتها في حلف شمال الأطلسي (الناتو). مع ذلك، تُقدم الخطة لكييف ضمانات أمنية غربية لمنع أي هجمات روسية أخرى.
أعلن رستم عمروف، رئيس مجلس الأمن الأوكراني، عبر صفحته على فيسبوك، السبت، “سنبدأ في الأيام المقبلة مشاورات في سويسرا بين كبار المسؤولين الأوكرانيين والأمريكيين بشأن المعايير المحتملة لاتفاقية السلام المستقبلية”.
من جانبه، وقّع زيلينسكي مرسوما يقضي بتشكيل الوفد المُكلّف بالمشاركة في المحادثات مع واشنطن، ومستقبلًا مع موسكو. سيقود هذا الوفد مساعده الأيمن، الرئيس أندريه يرماك، ويضم، من بين آخرين، السيد عمروف، ورؤساء أجهزة الأمن والمخابرات، ورئيس هيئة الأركان العامة. باختصار، نحن أمام وفد عسكري بالأساس.
في علاقة بالخطة الأمريكية، أمهل دونالد ترامب أوكرانيا حتى 27 نوفمبر الجاري، يوم عيد الشكر، للرد على الحلول المقترحة. وصرح الرئيس الأمريكي أمام كاميرات التلفزيون: “سيكون عليهم أن يرضوا بالحلول، وإن لم يرضوا، فليواصلوا القتال “.
من جانبه، قال فلاديمير بوتبن، يوم أمس الجمعة، إن النص الأمريكي “يمكن أن يشكل أساسا لتسوية سلمية نهائية” للصراع الذي بدأ في عام 2022. وقال إنه مستعد “لمناقشة شاملة لجميع تفاصيل” النص الذي أعدته واشنطن.
وفي حال الرفض الأوكراني، هدد بمواصلة الفتوحات الإقليمية على الجبهة، حيث يتمتع جيشه بالامتياز.
وفي مواجهة ضغوط مزدوجة من الولايات المتحدة وروسيا، بدأ زيلينسكي هو الآخر مشاورات مع حلفائه الرئيسيين في أوروبا.
وبحسب قصر الإليزيه، تحدث الرئيس الفرنسي ماكرون والمستشار الألماني فريدريش ميرز وكير ستارمر، يومه السبت، عن الخطة الأميركية، على هامش قمة العشرين في جوهانسبرغ.
والتقى الزعماء الثلاثة، الذين كانوا قد التقوا يوم الثلاثاء في برلين، مجددا حوالي الساعة 1:15 بعد الظهر بالتوقيت المحلي (11:00 صباحا بتوقيت غرينتش) قبل أن يتوسع الاجتماع ليشمل رؤساء دول وحكومات أوروبية آخرين كانوا متواجدين في جوهانسبرغ، بحسب المصدر نفسه.
من جهته، رد نائب الرئيس الأميركي جيه دي فانس على الانتقادات الموجهة للخطة، مشيرا إلى أنها “تستند إما إلى فهم ضعيف للإطار أو إلى تفسير خاطئ لبعض الحقائق الحاسمة على الأرض”.
وأضاف: “هناك وهم مفاده أن النصر سيكون في متناول اليد إذا قدمنا ​​المزيد من المال أو المزيد من الأسلحة أو فرضنا المزيد من العقوبات”.
ونشرت وسائل الإعلام، بما في ذلك وكالة فرانس برس، هذه المقترحات الأمريكية التي تكرر العديد من المطالب القديمة من جانب الكرملين، في وقت تعاني فيه الرئاسة الأوكرانية من زعزعة استقرارها بسبب فضيحة فساد واسعة النطاق تورط فيها مقربون من زيلينسكي، وفي وقت يتراجع فيه الجيش على الجبهة، وفي وقت يتعرض فيه السكان لانقطاع واسع النطاق للتيار الكهربائي بسبب الضربات الروسية.
وأشار زيلينسكي يوم الجمعة إلى أن أوكرانيا “قد تواجه خيارا صعبا للغاية: فقدان الكرامة أو خطر فقدان شريك رئيسي”، مضيفا أن بلاده تمر “بواحدة من أصعب اللحظات في تاريخها”.
وبحسب النص الأميركي، فإن المنطقتين في حوض دونباس التعديني والصناعي، دونيتسك ولوغانسك (شرق)، وكذلك شبه جزيرة القرم التي ضمتها أوكرانيا في عام 2014، “سيتم الاعتراف بها بحكم الأمر الواقع على أنها روسية، خاصة من قبل الولايات المتحدة”، وستحصل موسكو على أراض أوكرانية أخرى لا تزال اليوم تحت سيطرة كييف.
كما ستشهد روسيا نهاية لعزلتها عن العالم الغربي مع إعادة اندماجها في مجموعة الثماني والرفع التدريجي للعقوبات، فضلاً عن رغبتها في إبعاد كييف إلى الأبد عن حلف شمال الأطلسي المنصوص عليه في الدستور الأوكراني.
ويجب على كييف أن تحد من حجم جيشها إلى 600 ألف جندي وتكتفي بالحماية التي توفرها الطائرات المقاتلة الأوروبية المتمركزة في بولندا، في حين يلتزم حلف شمال الأطلسي بعدم نشر قوات في أوكرانيا.
لكن مسؤولا أميركيا قال إن الخطة تتضمن ضمانات أمنية من واشنطن وحلفائها الأوروبيين تعادل تلك التي يقدمها حلف شمال الأطلسي في حالة وقوع هجوم مستقبلي.