حامد الضبياني
الحوار المتمدن-العدد: 8545 - 2025 / 12 / 3 - 23:33
المحور:
قضايا ثقافية
غِبتَ…
فأدركتُ أنَّ الكونَ
ليس سماءً فوقنا
ولا أرضًا تحت خطونا،
بل كائنٌ هشٌّ
ينهارُ إذا اختفى شخصٌ واحدٌ
نعرفه بالحب.
غِبتَ…
فتغيّرَ شكلُ الهواء.
صار يمرُّ من صدري
كفكرةٍ لم تُكتمل،
وكأنَّ رئتي
تبحثان عن معنى للتنفس
غير اسمك.
يا أنت…
يا غيابًا يمشي بين الأشياء
كأنه قانونٌ جديدٌ للفيزياء،
يحركُ الوقت
ويعطّلُ حركةَ النور
ويتركُ العالمَ معلَّقًا
على احتمالاتٍ لا تُفصح.
أُحدّثُك الآن
من داخلِ هدوءٍ صاخب،
من جرحٍ لا يتألم
لكنه يفكر…
يفكر في سببِ رحيلك،
وفي معنى أن يختفي صوت
كان يربطني بالوجود
كما تربطُ الجاذبيةُ التفاحةَ بالأرض.
يا من لا يزالُ قلبي
يتدرّبُ ليلًا
على طريقةِ العودة،
وكأنَّ الحبَّ
درسٌ فلسفيٌّ
يحتاجُ إلى إعادةِ شرحٍ
كلّما غاب صاحبه.
تعال…
لا لأن الليلَ طويل،
بل لأن الأسئلة
تتمدّدُ داخلي
مثل حبرٍ يرفضُ الجفاف،
ولأنني صرتُ أخشى
أن يتحوّل الشوقُ
من شعورٍ
إلى نظرية.
أعودُ إلى تفاصيلك
كما يعودُ الفيلسوفُ
إلى أولِ سؤالٍ
جرّهُ إلى الحيرة:
من نحن
حين لا نكون مع من نُحب؟
غِبتَ…
لكني أفهم الآن
لماذا يستيقظُ العاشقُ
على حافةِ فكرةٍ
لا تشبه أحدًا
سوى الذي غاب.
#حامد_الضبياني (هاشتاغ)
ترجم الموضوع
إلى لغات أخرى - Translate the topic into other
languages
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟