حامد الضبياني
الحوار المتمدن-العدد: 8532 - 2025 / 11 / 20 - 22:36
المحور:
قضايا ثقافية
انسحبي…
لكن بهدوءٍ يشبهُ ارتجافةَ وردةٍ
خافت أن يوقِظها النسيم.
اسحبي سكينكِ من عمقي،
لا لأنّي أخاف الوجع،
بل لأنّي تعبتُ من حملِ جرحٍ
يبتسم كلّما ناديتُ اسمكِ.
أعرفُ…
أنّ الحبَّ بلا كرامةٍ
يمشي إلى قدره
مكبَّلًا بخنجرٍ مسموم،
وأنّ العاشقَ حين يفرطُ في الطيبة
يصبحُ سهلَ القتل،
سهلَ النسيان،
وسهلَ الغياب.
أحبكِ…
كرجلٍ يصنعُ الهيبة من نبضه،
ويضيعُ هيبتَه أمام امرأةٍ
تجيد اقتلاع اليقين من صدره
بلمسةٍ واحدة.
انسحبي من كل أركان بيتي،
من ثيابي المعلّقة،
ومن الكوبِ الذي كنتِ تملئينه
بدفء يديكِ،
ومن نافذتي التي ما زالت
تربّي ظلالكِ على ضوء المساء.
انسحبي…
فرسمكِ ما زال يتردّد في كلماتي،
كما لو أنّ اللغةَ
لا تعرف أن تكتبَ إلا بكِ،
ولا تتنفّس إلا حين تمرّين
على حروفها.
انسحبي…
وسأبقى هنا،
أرتّبُ فوضى قلبٍ تعلّمَ بكِ،
وعاشَ بكِ،
ويحاول الآن أن ينسى…
دون أن ينسى.
إنْ كان الرحيلُ قدَرًا،
فليكن رقيقًا مثلكِ،
ولأترك لكِ البابَ الأخير
كي تغلقيه بهمس،
لا بطعنة.
لأنّي رغم كل شيء… ما زلتُ أحبّك.
#حامد_الضبياني (هاشتاغ)
ترجم الموضوع
إلى لغات أخرى - Translate the topic into other
languages
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟