حامد الضبياني
الحوار المتمدن-العدد: 8529 - 2025 / 11 / 17 - 14:52
المحور:
قضايا ثقافية
أوجاعي…
قافلةُ أقدارٍ
تسيرُ بلا قافلة،
تتعثرُ بصوتي
كلما حاولتُ أن أقول
إنني ما زلتُ هنا،
وأن هذا الخراب
ليس آخر أشكالي.
أوجاعي…
أقفاصٌ حديدية
تتدلّى من سقف الروح،
كلما تحركتُ قليلًا
اهتزَّ الليلُ
وسقطتْ منه نجمةٌ
كانت تراقبني
كي لا أسقط وحدي.
أنا مدينةٌ
تبني خرائبها
بالعتمة،
وتُزيّن أبوابها
برائحة ماضٍ
لم يُدفَن جيّدًا،
وتتدربُ على الحياة
كما يتدرّب السجينُ
على التظاهر بالنوم
والسلاسلُ
تتآكلُ من فرط اليأس.
حتى المرأةُ التي أحببتُها
محاصرة،
كأنها نافذةٌ
أُغلقتْ بإحكام
على صرخةٍ
لم تُسمع بعد،
ترقبُ سلامًا
من جهةٍ
تعرفُ أنها لن تأتي،
وتكتبُ ما تبقّى من أحلامها
على ورقٍ أصلع،
وتخبّئُ جثّةَ الأمل
في كتابٍ ممزق،
كأنها تُشيّعُ ذاتها
في روايةٍ
تنتحرُ كلّما قرأها أحد.
وأنا…
أجمعُ فتات روحي
من أرضٍ
لا تعترفُ بالناجين،
وأبكي…
لا لأنّ البكاء نجاة،
بل لأنه الصوتُ الوحيد
الذي لم يهرب
مني.
أتوهّمُ الخلود
في كلماتِ شاعرٍ
تذوّقَ الموتَ
قبل أن يكتبه،
فعرفَ
أن الشمسَ تموتُ
حين تحبُّ البرد،
وأن البردَ يحترقُ
حين يشتاقُ للدفء،
وأن القمرَ
يصنعُ ظلامه بيده
ليختبرَ كيف يعودُ
من العدم.
أكتب…
كأنني أرمّمُ جدارًا
يقفُ بيني
وبين انهياري،
وأمحو…
كأنني أحاولُ
أن أُعيد ترتيبَ وجعي
بطريقةٍ
يستطيع القلبُ
أن يتحمّلها.
وفي النهاية…
لا أجدني،
إلا في ظلٍّ
لم يعد يشبهني،
وفي صمتٍ
مصلوبٍ
على باب الروح،
ينتظرُ أحدًا
لا يعرف أنه لن يجيء.
#حامد_الضبياني (هاشتاغ)
ترجم الموضوع
إلى لغات أخرى - Translate the topic into other
languages
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟