حامد الضبياني
الحوار المتمدن-العدد: 8519 - 2025 / 11 / 7 - 13:58
المحور:
قضايا ثقافية
خلقنا من طينٍ يشبهُ الحلم،
من شهقةِ اللهِ الأولى،
حين قالَ: كونا... فكانَ العشقُ نَفَسًا،
وكانتِ المرأةُ مرآةَ الخلقِ،
والرجلُ ظِلّها الماطرُ بالحنين.
في البدءِ كانت المودّةُ صلاة،
وكانت الرحمةُ غيمةً
تسقي الأرواحَ إذا عطشت،
وكان الأوكسيتوسينُ نهرًا خفيًّا
يجري بين القلوبِ دون اسمٍ،
يُذيبُ المسافاتِ،
ويعلّمُنا أنَّ اللمسةَ وطن،
وأنَّ النظرةَ بيت،
وأنَّ القُربَ معجزة.
لكنّ العاصفةَ جاءتْ بلا استئذان،
ارتجفَ البيتُ،
وانكمشَ الضوءُ في فنجانٍ بارد،
تدحرجَ الحنانُ من فوقِ الطاولة،
وتسلّلَ المللُ من ثقبِ الكبرياء،
فغابتِ الطمأنينةُ،
وماتت الثقةُ على وسادةٍ
من غبارِ النسيان.
النشوز... ليس صرخةً،
بل موتٌ بطيءٌ يزحفُ في المساء،
ظلٌّ يطولُ في الغياب،
تجريفُ نهرٍ من الودِّ
حتى آخرِ قطرةِ دفء،
صمتٌ يُطفئُ المصابيحَ
واحدًا تلو الآخر،
حتى يغدو الليلُ بلا نجمة.
النشوز... هو أن تنامَ القداسةُ
في فراشِ العادة،
أن ينسى القلبُ صوته،
أن تتباعدَ الأرواحُ
وهي ما تزالُ تتعانقُ بالأجساد،
أن يذبلَ الندى
فوقَ أزهارِ الكلام،
ويغدو الحبُّ مجرّدَ عادةٍ
تُؤدّى كطقسٍ قديمٍ
دونَ خشوع.
وفي النهاية...
لا يموتُ الحبُّ بالغياب،
بل حين يلتقي العاشقان
ولا يجدان شيئًا يقولانه،
حين يغدو اللقاءُ
صمتًا من زجاج،
وحين نكتشفُ
أننا فقدنا الطريقَ إلى اللمسة،
وأنَّ الضوءَ الذي كان يسكننا
عادَ إلى السماء.
#حامد_الضبياني (هاشتاغ)
ترجم الموضوع
إلى لغات أخرى - Translate the topic into other
languages
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟