أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - رانية مرجية - المرأة العربية… حين يصبح الأمان ترفًا والعدالة معركة














المزيد.....

المرأة العربية… حين يصبح الأمان ترفًا والعدالة معركة


رانية مرجية
كاتبة شاعرة ناقدة مجسرة صحفية وموجهة مجموعات

(Rania Marjieh)


الحوار المتمدن-العدد: 8538 - 2025 / 11 / 26 - 00:08
المحور: حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات
    


في الوقت الذي يفاخر فيه العالم بخطواته نحو الحداثة، ويحتفل بشعارات المساواة وحقوق الإنسان، تمضي المرأة العربية في طريقٍ يبدو أكثر وعورةً كلما حاولت أن تكون ذاتها.

وفي اليوم العالمي لمناهضة العنف ضد المرأة، يتقدّم سؤال لا يملك أحدٌ رفاهية تجاهله:

كيف غدا الأمان ترفًا لا تنعم به كل النساء؟ ولماذا تتحول العدالة إلى معركة تخوضها المرأة كما لو أنها تطلب المستحيل؟



هذا السؤال ليس نظريًا، بل يولد من واقع تتكرر فيه الاعتداءات والانتهاكات، وتتبدّل القصص دون أن يتبدّل جوهر الألم.

العنف… ظاهرة تتجذر لا حادثة تتكرر


العنف ضد المرأة العربية ليس تفصيلاً في الهامش، ولا خطأً فرديًا في سلوكٍ منحرف.

إنه ظاهرة ممتدة تعكس اختلالًا في ميزان القيم، وانحيازًا اجتماعيًا قاتلًا، وتقاليد تُفرغ الحياة من معناها حين تُمارَس باسم الشرف أو السلطة أو الخوف.



إن أشكال العنف وإن اختلفت—جسدي، نفسي، اجتماعي، اقتصادي—إلا أن مصدرها واحد:

ثقافة ترى في المرأة كائنًا يجب ضبطه لا تمكينه، وتُخضع وجودها لمعايير تُناقِض حقها الطبيعي في الاختيار والأمان.



امرأة تُحاسَب لأنها موجودة.

وأخرى تُؤذى لأنها قررت.

وثالثة تُواجه الضغوط لأنها قالت “لا”.



هذه الحكايات ليست فردية؛ إنها مرآة تعكس وجعًا عربيًا مشتركًا.

الإعلام العربي… بين مسؤولية التنوير وإغراء الصورة


الإعلام بقوته وقدرته على تشكيل الوعي لعب دورًا مزدوجًا:



إعلامٌ كرّس النمطية


لسنوات طويلة، قدّم الإعلام المرأة في صورة المستهلكة أو الضعيفة أو الضحية، ما جعل ألمها مادة تفاعلية لا قضية حقوقية.

هكذا يتحوّل العنف إلى خبر عابر، تُناقشه الشاشات ثم تنساه.



وإعلامٌ آخر حمل مسؤولية التغيير


ظهرت منصات ووجوه إعلامية وأقلام جادة أعادت تعريف دور الإعلام في حماية النساء:

ففتحت ملفات مغلقة، وسلطت الضوء على القصص التي حاول المجتمع دفنها تحت الخوف، وقادت حملات ضغط لتغيير قوانين أو تعديلها.



والمطلوب اليوم أكبر


لم يعد مطلوبًا من الإعلام أن ينقل، بل أن يحلل ويكشف ويفكك البنية التي تسمح بإعادة إنتاج العنف.

لماذا يستمر العنف؟


1. ثقافة الوصاية


ثقافة تعتبر المرأة مشروع قاصر، حتى وإن بلغت أعلى الدرجات العلمية والمهنية.

وصاية تتجاوز الرعاية لتصبح سلطة لا تعترف بحق المرأة في تقرير حياتها.



2. قوانين لا تواكب الواقع


رغم التقدم في بعض الدول، لا تزال القوانين في دول أخرى عاجزة عن الردع أو الحماية أو توفير مسارات آمنة للشكوى.



3. الصمت… الشريك الخفي للعنف


الصمت الاجتماعي—سواء باسم العيب أو الخوف أو “درء الفضيحة”—هو اليد التي ترفع الغطاء عن المعتدي وتضع العبء على الضحية.

المرأة العربية… حين يكون الأمل فعل مقاومة


ورغم هذا المشهد، تواصل المرأة العربية فعل ما تجيده عبر التاريخ: النهضة من الرماد.

هي لا تطالب بامتيازات ولا تطلب استثناءات؛

ما تطلبه بسيط وعادل:

أن تحيا بكرامة،

أن تُعامل كبشر كامل الحقوق،

أن يكون القانون سندًا لا عائقًا،

وأن يكون المجتمع حاضنة لا محكمة.



إن قدرة المرأة العربية على النهوض ليست دليلًا على قبول الألم، بل دليلًا على رفضه… ورفض أن يكون قدرًا.

اليوم العالمي لمناهضة العنف… دعوة لمراجعة الضمير


هذا اليوم ليس مناسبة للتزيين الرمزي، بل مِنصّة للمحاسبة.

مرآة نرى فيها حقيقة أن العنف ضد المرأة ليس حدثًا يُستنكر وينتهي، بل مسألة مصيرية تحدد شكل المستقبل الذي نريد أن نمنحه لأبنائنا وبناتنا.



إن حماية المرأة ليست رفاهية، وليست منّة من أحد؛

إنها شرط نهضة وطنية،

ومؤشر حضاري،

وأساس لأي مجتمع يطمح للعدل وللاستقرار.



فالمرأة ليست تفصيلًا في رواية الأمة؛

إنها الرواية كلها… وإذا لم يُحمى قلب المجتمع، فلن يستقيم جسده



#رانية_مرجية (هاشتاغ)       Rania_Marjieh#          


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قراءة نقدية موسّعة لرواية “الخطّ الأخضر” بين السرد والذاكرة… ...
- **استراتيجية القراءة والكتابة
- يزن… ذلك الجزء من الأم الذي لم يغِب يومًا
- حين تنحرف السياسة عن الإنسان… وتخسر الدول معناها
- تركتُ كلّ شيءٍ خلفي… واتّبعتُ ضميري وقلبي
- يا موت… مهلًا، ألا تتعب؟
- ما نتعلّمه حين نتوقف عن الهرب من الحقيقة
- قصيدة: بيتُ لحم… حين تنهض الأرض بوجوه النساء
- **قراءة نقدية في كتاب «أسلاك كهرباء مكشوفة للريح والمطر» ليا ...
- “سامر… حين اكتشف أن الظلّ ليس قدرًا”
- إيمان خطيب ياسين… امرأة صنعت حضورها بالصدق لا بالمنصب
- حين يحمل الجسدُ الوطن ملحمة إنسانية عن الذين هُجِّروا كي لا ...
- إنسان للإنسان إنسانإنسان للإنسان إنسان
- اسمع مني… إذا بدك تكون محبوب عند “شلل” الأحزاب العربية
- مقال: فلسطين… بين مطر غزة ونار الضفة، والعالم يواصل صمته الم ...
- آدم: موسيقى خرجت من قلبٍ كان يظنّه العالم خطراً
- لا تُقارن نفسك بأحد… لأنّ لكلّ روح طريقها
- فلسطينيو الداخل: وجعٌ يحاور العالم
- الخيط الذي لم ينقطع: قصة فتاة أعادت اختراع معنى النجاة
- وطنٌ يعلّم أبناءه الحلم… ثم يجرّدهم من حقّ الحلم


المزيد.....




- العالم العربي : أي ثغرات قانونية في حماية المرأة ؟
- تظاهرة في إسطنبول تدعو تركيا للانضمام مجددًا إلى اتفاقية منا ...
- الجامعة العربية والأمم المتحدة تبحثان التعاون في مجال حقوق ا ...
- الأمم المتحدة: -أخطر الأماكن على النساء منازلهنّ-
- العنف ضد النساء بفرنسا.. 1283 امرأة تعرضن للاغتصاب أو محاولة ...
- لبنان في صلب حملة الـ16 يومًا لمناهضة العنف ضد المرأة.. ما ا ...
- لبنان: “عون” يمنح الجنسية لرئيس الفيفا والأمهات ينتظرن العدا ...
- العنف الرقمي ضد النساء: جرائم خلف الشاشات
- للعدالة وجوه كثيرة .. بيان حملة 16 يوم لإنهاء العنف ضد النسا ...
- اليوم العالمي للقضاء على العنف ضد المرأة : اضطهاد يطارد النس ...


المزيد.....

- الحقو ق و المساواة و تمكين النساء و الفتيات في العرا ق / نادية محمود
- المرأة والفلسفة.. هل منعت المجتمعات الذكورية عبر تاريخها الن ... / رسلان جادالله عامر
- كتاب تطور المرأة السودانية وخصوصيتها / تاج السر عثمان
- كراهية النساء من الجذور إلى المواجهة: استكشاف شامل للسياقات، ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- الطابع الطبقي لمسألة المرأة وتطورها. مسؤولية الاحزاب الشيوعي ... / الحزب الشيوعي اليوناني
- الحركة النسوية الإسلامية: المناهج والتحديات / ريتا فرج
- واقع المرأة في إفريقيا جنوب الصحراء / ابراهيم محمد جبريل
- الساحرات، القابلات والممرضات: تاريخ المعالِجات / بربارة أيرينريش
- المرأة الإفريقية والآسيوية وتحديات العصر الرقمي / ابراهيم محمد جبريل
- بعد عقدين من التغيير.. المرأة أسيرة السلطة ألذكورية / حنان سالم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - رانية مرجية - المرأة العربية… حين يصبح الأمان ترفًا والعدالة معركة