أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - رانية مرجية - إيمان خطيب ياسين… امرأة صنعت حضورها بالصدق لا بالمنصب














المزيد.....

إيمان خطيب ياسين… امرأة صنعت حضورها بالصدق لا بالمنصب


رانية مرجية
كاتبة شاعرة ناقدة مجسرة صحفية وموجهة مجموعات

(Rania Marjieh)


الحوار المتمدن-العدد: 8532 - 2025 / 11 / 20 - 15:03
المحور: القضية الفلسطينية
    


هناك أشخاص يمرّون في حياتنا مروراً سريعاً، لا يتركون أثراً ولا ذكرى.
وهناك أشخاص يكفي أن تلتقي بهم مرة واحدة لتشعر بأنك أمام روح مختلفة.
إيمان خطيب ياسين واحدة من هؤلاء الذين يتركون في القلب انطباعاً عميقاً يصعب أن يمحى.

لا أكتب عنها كمتابعة من بعيد، بل كإنسانة عرفتها عن قرب بين عامَي 2017 و2020، خلال سنوات عملي في شركة المراكز الجماهيرية، قبل أن أُكمل عملي حتى شهر ديسمبر 2024، حين أنهيت رحلتي كـ ناطقة إعلامية للمجتمع العربي بعد سنوات طويلة من الالتصاق المباشر بقضايا الناس.
كانت تلك السنوات كافية لأن أرى معدنها الحقيقي، ولأدرك أن الصدق يمكن أن يكون خياراً يومياً، وأن السياسة يمكن أن تبقى إنسانية إذا حملتها قلوب صادقة مثل قلبها.



امرأة بوجه واحد… لا تعرف الأقنعة

في العمل الجماهيري، لا يمكن للإنسان أن يخفي حقيقته.
الأزمات، ضغوط الوقت، كثافة اللقاءات، وحضور الناس… كلها تختبر المرء وتكشفه كما هو.

وإيمان كانت دائماً وجهها واحد:
لا تتصنّع ثباتاً، ولا تغيّر موقفاً وفق الجمهور، ولا ترفع صوتها إن لم يكن ذلك ضرورياً.
كانت امرأة تقول الحقيقة كما تشعر بها، وتعمل بما تمليه عليها قيمها قبل أي اعتبار آخر.

في اللقاءات الميدانية وورشات العمل والحوارات مع المجتمع، كنت أراها تحتضن الناس دون تمييز، وتشجّعهم دون أن تدّعي القوة، وتسمعهم قبل أن تتكلم.
قدرتها على الاحتواء لم تكن أداءً سياسياً، بل طبيعة أصلية فيها.



من قلب المجتمع… إلى قلب البرلمان

إيمان ليست ابنة الصالونات السياسية، بل ابنة العمل الاجتماعي، ونتاج سنوات طويلة من العمل مع النساء، والشباب، والعائلات، والبيوت المهمشة.
لذلك، حين دخلت الكنيست، لم تدخل لتُجرّب السياسة، بل لتواصل دورها الطبيعي: خدمة الناس، ولكن من موقع أشمل وأوسع.

دخلت البرلمان ومعها لغة الناس، وهمّ الناس، وحاجاتهم اليومية.
لم تتغيّر، ولم تتعالَ، ولم تفصل نفسها عن بيئتها، بل ظلّت تُعبّر عنهم كما لو أنها ما زالت في المركز الجماهيري، تستقبل الجمهور وتسمع شكواهم.



قوانين ومبادرات… تمسّ الإنسان قبل السياسة

إيمان كانت نائبة نشيطة وحاضرة، خصوصاً في الملفات الاجتماعية، وشاركت بدور فاعل ضمن إطار عمل القائمة العربية الموحدة التي دفعت بعدة قوانين مهمة. ومن أبرزها:

قانون الكهرباء – مبادرة النائب وليد طه

كان النائب وليد طه هو المبادر الرئيسي لهذا القانون، وقد قاد مسار تشريعه بكل شجاعة ومهنية.
وكنتم — كحزب وكتكتل سياسي — حاضرين بقوة في دعم هذا القانون، بمن فيهم إيمان، التي كانت جزءاً من هذا الموقف الجماعي داخل القائمة العربية الموحدة.

هذا القانون، الذي مكّن آلاف البيوت العربية غير المرخّصة من الاتصال بشبكة الكهرباء، لم يكن مجرد نصّ تشريعي، بل تحوّل إنساني واجتماعي أنصف عائلات عاشت سنوات طويلة خارج الاهتمام الرسمي.

حماية المستهلكين الضعفاء

شاركت في تعديلات تلزم الشركات بتسجيل المكالمات مع الزبائن والاحتفاظ بها، حمايةً للمسنين والعرب وذوي الإعاقة من الاستغلال والاحتيال الهاتفي.
قانون صغير في شكله… كبير في أثره.

تخصيص ساعات للنساء في البرك الطبيعية

مبادرة هدفت إلى تمكين النساء المحافظات — عربيات ويهوديات — من استخدام الأماكن الطبيعية بأمان وحرية، دون إقصاء.

العنف ضد النساء… والعدالة الاقتصادية

عملت على تعزيز النقاش حول العلاقة بين الفقر والعنف، مؤكدة أن تمكين المرأة اقتصادياً جزء أساسي من حمايتها واستقلالها.



مواقف ثابتة… دفعت ثمنها دون تردّد

إيمان ليست من السياسيين الذين يبحثون عن الكلام الآمن.
كانت مواقفها واضحة وثابتة:
• رفضت قانون المواطنة ولمّ الشمل لأنه يمزّق العائلات ويعاقب الناس على هويتهم.
• رفضت استغلال قضايا النساء لأغراض قومية ضيقة، ورفضت تحويل أجساد النساء إلى أدوات للمزايدات السياسية.

هذه المواقف لم تكن سهلة، لكنها كانت صادقة… تنبع من ضمير حيّ لا يساوم.



لماذا تبقى إيمان في القلب؟

بعد سنوات طويلة من العمل الجماهيري والإعلامي — انتهت في ديسمبر 2024 — أستطيع أن أقول إن إيمان واحدة من أكثر الشخصيات التي تركت بصمة حقيقية في مسيرتي.

لأنها:
• لا تتغيّر بين غرفة صغيرة ومنصّة كبيرة.
• تؤمن بالإنسان قبل الانتماء.
• تشجّع كل من حولها وتمنحهم القوة.
• تمتلك جرأة المبادرة لا رفاهية الانتظار.
• تقول الحقيقة دون حسابات ضيّقة.

إيمان ليست خطاباً ولا صورة، بل قصة امرأة أدخلت إلى السياسة شيئاً من الطهارة الإنسانية التي نفتقدها.



ختاماً

إيمان خطيب ياسين ليست فوق النقد، لكنها امرأة نادرة اختارت أن تكون صادقة في زمن تتغيّر فيه الوجوه بسرعة.
امرأة دخلت السياسة من باب الخدمة لا من باب الظهور، فبقيت قريبة من الناس، ومن همومهم، ومن أصواتهم التي كثيراً ما تُهمَل.

وحين يسألني أحد:
“من هي إيمان بالنسبة لك؟”

أجيب:
هي امرأة مشت في طريق السياسة بضمير ثابت… ففتحت لنا جميعاً نافذة أوسع نحو الأمل



#رانية_مرجية (هاشتاغ)       Rania_Marjieh#          


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حين يحمل الجسدُ الوطن ملحمة إنسانية عن الذين هُجِّروا كي لا ...
- إنسان للإنسان إنسانإنسان للإنسان إنسان
- اسمع مني… إذا بدك تكون محبوب عند “شلل” الأحزاب العربية
- مقال: فلسطين… بين مطر غزة ونار الضفة، والعالم يواصل صمته الم ...
- آدم: موسيقى خرجت من قلبٍ كان يظنّه العالم خطراً
- لا تُقارن نفسك بأحد… لأنّ لكلّ روح طريقها
- فلسطينيو الداخل: وجعٌ يحاور العالم
- الخيط الذي لم ينقطع: قصة فتاة أعادت اختراع معنى النجاة
- وطنٌ يعلّم أبناءه الحلم… ثم يجرّدهم من حقّ الحلم
- طولكرم… مدينةٌ تعلّم القلب كيف يقف دون خوف
- مار جريس… الفارس الذي يفضح خوف العالم
- الامتنان… فلسفة حياة ومرآة للروح الإنسانية
- لقاء لا يُنسى مع المناضلة الفلسطينية ليلى خالد
- حين عدتُ من الموت… أدركتُ الحقيقة التي يخشاها الجميع
- رولا غانم.. حين ينهض الوطن من بين سطور امرأة
- قصة: حين ينهض الصمت ويقول اسمه
- الإيزيديون… حين تُضيء الكلمة طريق الإنسان
- رواية الحصاد… حين يُزهر الوطن في قلب الطفولة
- 🎭 مسرح لا يسألهم عمّا نقص… بل عمّا يلمع
- قراءة في قصة -مفتاحٌ لا يَصدأ-: للكاتبة رانية فؤاد مرجية  ...


المزيد.....




- بعد توقيع ترامب مشروع قانون إبستين.. إليكم ما الذي يمكن أن ي ...
- ما هو موسم السفر -السري- في أوروبا.. ولِمَ أصبح القاعدة؟
- تتضمن -تنازلا عن أراض-.. مصدر يكشف لـCNN بعض تفاصيل خطة ترام ...
- بيتر سالزمان يحقّق إنجازاً تاريخياً بالطيران ببدلة مجنّحة فو ...
- -التهديد ما زال خلف الجدار-.. فيديو - قلق في شمال إسرائيل من ...
- -ماتت ابنتي وابنتاها- .. إسرائيل تقصف غزة مجددا وحماس تعلن - ...
- إيطاليا: فندق يديره مهاجرون في صقلية
- أمين كساسي.. وجه بارز للنضال ضد تجارة المخدرات في فرنسا
- كالاس: يجب إشراك الأوكرانيين والأوروبيين في أي خطة للسلام في ...
- زيارة تاريخية واستقبال مهيب لبن سلمان في واشنطن وترامب يعلن ...


المزيد.....

- الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين والموقف الصريح من الحق التاريخي ... / غازي الصوراني
- بصدد دولة إسرائيل الكبرى / سعيد مضيه
- إسرائيل الكبرى أسطورة توراتية -2 / سعيد مضيه
- إسرائيل الكبرى من جملة الأساطير المتعلقة بإسرائيل / سعيد مضيه
- البحث مستمرفي خضم الصراع في ميدان البحوث الأثرية الفلسطينية / سعيد مضيه
- فلسطين لم تكسب فائض قوة يؤهل للتوسع / سعيد مضيه
- جبرا نيقولا وتوجه اليسار الراديكالي(التروتسكى) فى فلسطين[2]. ... / عبدالرؤوف بطيخ
- جبرا نيقولا وتوجه اليسار الراديكالي(التروتسكى) فى فلسطين[2]. ... / عبدالرؤوف بطيخ
- ااختلاق تاريخ إسرائيل القديمة / سعيد مضيه
- اختلاق تاريخ إسرائيل القديمة / سعيد مضيه


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - رانية مرجية - إيمان خطيب ياسين… امرأة صنعت حضورها بالصدق لا بالمنصب