أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - رانية مرجية - إنسان للإنسان إنسانإنسان للإنسان إنسان














المزيد.....

إنسان للإنسان إنسانإنسان للإنسان إنسان


رانية مرجية
كاتبة شاعرة ناقدة مجسرة صحفية وموجهة مجموعات

(Rania Marjieh)


الحوار المتمدن-العدد: 8531 - 2025 / 11 / 19 - 15:47
المحور: المجتمع المدني
    


في زمنٍ تتسارع فيه التحوّلات وتتراجع فيه القيم، يبدو سؤال الإنسانية أكثر إلحاحًا من أي وقت مضى:

كيف نُبقي إنسانيتنا حيّة وسط عالمٍ يزدحم بالخوف، ويتّسع فيه الفراغ الروحي أكثر مما تتّسع المدن؟



لقد تعلّمت من تجارب الحياة أن الإنسان لا يُعرَف بما يرفعه من شعارات، بل بما يزرعه من أثر.

فالقوة ليست في القسوة، ولا في رفع الجدران، بل في القدرة على أن نرى الآخر كما هو:

مخلوقًا هشًّا، يبحث عن الأمان، ويحمل أسرارًا لا يعرفها أحد، ويخوض معاركه بصمتٍ لا يسمعه أحد.



إنّ أعظم ما يمكن أن يقدّمه الإنسان للإنسان ليس مالًا ولا جاهًا، بل قلبًا لا يحكم، وأذنًا تُصغي، ويدًا تمتدّ قبل أن تُسأل.

فالرحمة ليست رفاهية أخلاقية؛ إنها ضرورة لئلا يتحوّل هذا العالم إلى مكان لا يُطاق.



لقد بات واضحًا أن الانقسام لا يولّد إلا المزيد من الانقسام، وأن الخوف يصنع أوهامًا أكبر من الحقيقة نفسها.

أما اللقاء، فبإمكانه أن يكسر دائرة الشك، وأن يعيد تعريف الإنسان للإنسان.

فما يجمع البشر أكثر بكثير مما يفرّقهم:

الألم الذي يعبر القارات، الحُلم الذي لا يحتاج ترجمة، والبحث الدائم عن معنى يجعل الحياة تستحقّ أن تُعاش.



إن عبارة “إنسان للإنسان إنسان” ليست دعوة مثالية، بل دعوة واقعية لقراءة العالم بعين أقل حدّة وأعمق فهمًا.

هي محاولة لاستعادة البساطة التي تاهت في زحمة العنف، واستعادة الصدق الذي ضاع بين الأصوات المرتفعة، واستعادة ذلك الإحساس النبيل بأن وجودنا مرتبط بوجود الآخرين، وأن الإنسان لا يكتمل وحده.



إنّني أكتب لأقول إن العالم، رغم ظلامه، ما زال قابلًا للشفاء.

وأن الإنسان، مهما أثقلته التجارب، قادر على أن يضيء لغيره طريقًا كان معتمًا.

وأن كل كلمة صادقة وكل خطوة رحيمة هي استثمار في مستقبل أقل قسوة وأكثر عدلًا.



وحين أسأل نفسي: ما الذي يجعل الإنسان إنسانًا؟

أجد الإجابة في تلك اللحظات الصغيرة التي لا يراها أحد:

حين يمسح أحدهم دمعة غريب،

حين ينهض شخص لمساعدة آخر سقط،

حين يختار قلبٌ محبةً رغم جراحه.



هذه التفاصيل البسيطة هي التي تصنع معنى الحياة، وهي التي تصنع عالمًا يُمكن أن نؤمن به من جديد.



إنّ الإنسان، في نهاية المطاف، هو دواء الإنسان.

وبقدر ما نمنح، بقدر ما نكتشف أننا نحن أنفسنا الذين ننقذ أرواحنا، ونحن نظن أنّنا ننقذ سوانا



#رانية_مرجية (هاشتاغ)       Rania_Marjieh#          


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- اسمع مني… إذا بدك تكون محبوب عند “شلل” الأحزاب العربية
- مقال: فلسطين… بين مطر غزة ونار الضفة، والعالم يواصل صمته الم ...
- آدم: موسيقى خرجت من قلبٍ كان يظنّه العالم خطراً
- لا تُقارن نفسك بأحد… لأنّ لكلّ روح طريقها
- فلسطينيو الداخل: وجعٌ يحاور العالم
- الخيط الذي لم ينقطع: قصة فتاة أعادت اختراع معنى النجاة
- وطنٌ يعلّم أبناءه الحلم… ثم يجرّدهم من حقّ الحلم
- طولكرم… مدينةٌ تعلّم القلب كيف يقف دون خوف
- مار جريس… الفارس الذي يفضح خوف العالم
- الامتنان… فلسفة حياة ومرآة للروح الإنسانية
- لقاء لا يُنسى مع المناضلة الفلسطينية ليلى خالد
- حين عدتُ من الموت… أدركتُ الحقيقة التي يخشاها الجميع
- رولا غانم.. حين ينهض الوطن من بين سطور امرأة
- قصة: حين ينهض الصمت ويقول اسمه
- الإيزيديون… حين تُضيء الكلمة طريق الإنسان
- رواية الحصاد… حين يُزهر الوطن في قلب الطفولة
- 🎭 مسرح لا يسألهم عمّا نقص… بل عمّا يلمع
- قراءة في قصة -مفتاحٌ لا يَصدأ-: للكاتبة رانية فؤاد مرجية  ...
- ليان... حين تقع القلوب في امتحان الإنسانية
- محمد بركة… حين فشل الزعيم في أن يكون بين الناس


المزيد.....




- الأمين العام للأمم المتحدة: الفلسطينيون الناجون في غزة ينعون ...
- تونس.. مئات الأطباء يتظاهرون أمام البرلمان للمطالبة بزيادة ا ...
- ألمانيا تحاكم 5 متهمين بارتكاب جرائم حرب في سوريا
- بالسّم ودون استئناف.. نقاش إسرائيلي يكشف تفاصيل مشروع قانون ...
- بالسم ودون استئناف.. نقاش إسرائيلي يكشف تفاصيل مشروع قانون إ ...
- قصف إسرائيلي وراء الخط الأصفر والأونروا تحذر من تفاقم الأوضا ...
- الأمم المتحدة تطالب بموارد إضافية للتكفل بمئات آلاف النازحين ...
- إطلاق حملة وطنية شعبية لمواجهة ووقف إقرار الاحتلال قانون إعد ...
- أبو هولي يحذر من تداعيات أزمة -الاونروا- المالية ويطالب الدو ...
- قصف إسرائيلي وراء الخط الأصفر والأونروا تحذر من تفاقم الأوضا ...


المزيد.....

- أسئلة خيارات متعددة في الاستراتيجية / محمد عبد الكريم يوسف
- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - رانية مرجية - إنسان للإنسان إنسانإنسان للإنسان إنسان