رانية مرجية
كاتبة شاعرة ناقدة مجسرة صحفية وموجهة مجموعات
(Rania Marjieh)
الحوار المتمدن-العدد: 8529 - 2025 / 11 / 17 - 16:24
المحور:
الادب والفن
كلّ رحلة إنسانية تبدأ من نقطة لا يعرفها أحد، وتنتهي في مكان لا يتوقّعه أحد.
ولأنّنا نجهل تفاصيل الرحلة، نخدع أنفسنا فنقارن بداياتنا بنهايات الآخرين، وظلالنا بأضوائهم، وكلماتنا بأصداء نصوص لم نعرف ألم ولادتها.
لكنّ الحقيقة البسيطة، العميقة، التي يغفل عنها الكثيرون هي:
أنّ لكلّ روح زمنًا، ولكلّ خطوة سببًا، ولكلّ إنسان شكلًا من أشكال القدر لا يشبه آخر.
لا أحد يتأخر.
لا أحد يسبق.
كلّ ما في الأمر أنّنا نسير في طرق مختلفة، نتعلّم دروسًا مختلفة، ونسقط وننهض بإيقاعات لا تتطابق.
أيّها الكتّاب والكاتبات…
لا تجعلوا المقارنة تُطفئ أصواتكم.
الكتابة ليست سباقًا، بل صداقة مع الذات،
ومعركة مع الصمت،
وجسرًا نمدّه بيننا وبين العالم.
ما يخرج من قلوبكم لا يمكن أن يُشبه ما خرج من قلوب غيركم،
لأنّ القلوب ليست قوالب،
والأرواح ليست مشاريع مكررة.
اكتبوا كما تشعرون، لا كما يُنتظر منكم.
اكتبوا بما تتّسع به أرواحكم، لا بما يريده مقياسٌ ما.
فالنصّ الذي يشبه صاحبه… يلمس الناس.
والنصّ الذي يتصنّع… يمرّ دون أثر.
لا تُقارن نفسك بأحد.
لأنّك لا تعرف كم بذل الآخر ليصل،
ولا تعرف ماذا خسر،
ولا ماذا أخفى خلف نجاحه.
ولأنّك إن انشغلت بحياة غيرك…
ستفوتك حياتك أنت.
انظر إلى ما لديك.
إلى الكلمة التي تختبئ في صدرك،
إلى الحلم الذي يخاف أن يولد،
إلى الإيقاع الخاص الذي يتشكّل بداخلك.
هذه الأشياء الصغيرة—إن حافظت عليها—تصبح أجنحة.
وأجنحة الإنسان لا تُقارن…
هي إمّا تُفتح، أو لا تُفتح.
اكتب. وامنح نفسك الوقت. واسمح لخطواتك أن تنضج.
فما كان لك لن يأخذه أحد.
وما ليس لك مهما ركضت إليه… لن يكون لك.
وتذكّر في النهاية:
أجمل ما في الإنسان أنّه لا يشبه أحدًا.
وأجمل ما في الكتابة أنّها تكشف هذا الاختلاف.
وأجمل ما فيك… أنّك أنت.
#رانية_مرجية (هاشتاغ)
Rania_Marjieh#
ترجم الموضوع
إلى لغات أخرى - Translate the topic into other
languages
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟