أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - رانية مرجية - قراءة أدبية في مجموعة -قصص قصيرة جداً- لرانية مرجية بقلم د. عادل جوده /العراق/ كركوك















المزيد.....

قراءة أدبية في مجموعة -قصص قصيرة جداً- لرانية مرجية بقلم د. عادل جوده /العراق/ كركوك


رانية مرجية
كاتبة شاعرة ناقدة مجسرة صحفية وموجهة مجموعات

(Rania Marjieh)


الحوار المتمدن-العدد: 8520 - 2025 / 11 / 8 - 09:32
المحور: الادب والفن
    


ببراعة الشاعرة وحساسية السارد، تنسج رانية مرجية في مجموعتها "قصص قصيرة جداً" عالماً من التشظي والانتظار، حيث تتحول مفردات المنفى والوطن والغياب إلى كائنات حية تتحاور مع الذات الواقعة بين فكي الغربة والانتظار.
هذه النصوص القصيرة التي تشبه الومضات أو الأنفاس، تلامس أعماق النفس الإنسانية في علاقتها مع المكان والهوية والذاكرة.
// الوطن ككائن حي
يظهر الوطن في هذه المجموعة ليس كمكان جغرافي فحسب، بل ككائن ينبض بالحياة، يتألم وينتظر ويراسل المغتربين.
في "وطنٌ مؤجل" نجد مفارقة مؤلمة:
العائد من المنفى لا يجد البحر في مكانه، وكأن الوطن نفسه تأخر عن موعده مع أبنائه.
إنها إشارة ذكية إلى أن الوطن ليس مجرد أرض ثابتة، بل هو علاقة متطورة قد تتبدل مع طول الغياب.
// المنفى كحالة وجودية
تتقصى مرجية في نصوصها أبعاد المنفى الوجودية، فليست الغربة مجرد ابتعاد عن المكان، بل هي انفصال عن الذات.
في "مرآة" تصل الذات إلى درجة من الاغتراب عن نفسها، فحين تقف أمام المرآة ترى وجهاً يشبهها لكنه لا يبتسم حين تبتسم.
إنها صورة قوية تعبر عن تشظي الهوية في المنفى، حيث يفقد الإنسان انسجامه مع ذاته.
// الحوار مع العناصر
تميزت المجموعة بحوارات عميقة مع العناصر الطبيعية، فـ"الموجة" تجيب على سؤال البقاء بأن "كل الموجات تعود لوطنها"، و"الغيمة" توصي نسيمها بعدم مسح دمع فلسطين.
هذه الحوارات تحول العناصر من جماد إلى كائنات شاعرة تشارك الإنسان همّه الوجودي.
// الذاكرة كملاذ أخير
في "رماد" تقدم الكاتبة رؤية عميقة للضوء الداخلي، فحين تنطفئ الشمعة في المنفى، يدرك الراوي أن الضوء كان يأتي من قلبه لا منها. إنها إشارة إلى أن جوهر الوطن يحمله الإنسان في داخله، وأن الذاكرة تصبح الملاذ الأخير حين تتعذر العودة المادية.
// اللغة كحنين
تمتاز لغة مرجية بالشاعرية العالية والاقتصاد اللغوي، حيث تستخدم الكلمات كفراشات تلامس الجرح بلطف لكنها تترك أثراً عميقاً. في "حبر على الحدود" تصل الذروة حين تصل الرسالة إلى الوطن بيضاء، لأن "الوطن فهم المعنى دون حروف".
إنها صورة مؤثرة عن العلاقة التي تتجاوز اللغة بين الإنسان ووطنه.
// الغياب الحاضر
تكشف المجموعة عن مفارقة الغياب الحاضر، ففي "غياب" يقول الراحل:
"أنا الراحل الذي ما غادر يوماً"، وكأن الغياب الجغرافي لا يعني الغياب الوجداني.
وفي "منفى داخلي" نجد أن حمل الوطن في الصدر يسبب ضيقاً في التنفس، لكنه يرفض وضعه خارج القلب.
// الخاتمة كبداية
تختتم المجموعة بـ"نبض" حيث يدرك الإنسان أنه وصل حين يتوقف القلب عن النبض، وكأن الوصول الحقيقي هو في الموت والعودة الأبدية إلى حضن الوطن.
إنها خاتمة مفتوحة تترك القارئ في حيرة بين الأمل واليأس، بين الانتظار والوصول.
هذه المجموعة ليست مجرد نصوص أدبية بل هي أناشيد حزن وأمل رسائل من منفى إلى وطن، من ذات مشتتة إلى هوية ضائعة. إنها تذكرنا أن الوطن ليس مكاناً نعيش فيه، بل هو المكان الذي يعيش فينا.
--
مجموعة قصص قصيرة جداً – بقلم: رانية مرجية
1️⃣
وطنٌ مؤجَّل
حين عادَ من المنفى، لم يجد البحرَ في مكانه…
جلسَ على الشاطئ القديم، يرسمه بدمعةٍ ويقول:
«ما زال الوطن ينتظرنا… لكننا أبطأنا الطريق.»
2️⃣
ظلّ الطريق
مشى عكسَ الريح، كي لا تضيعَ رائحةُ ترابِ أمه،
وحين وصلَ حدودَ الغياب،
قال له ظلُّه: «هنا تبدأُ العودة.»
3️⃣
نداء
صرختُ في السماء: “أما زلتَ هناك يا وطني؟”
تساقطَ المطرُ جواباً…
غسَلَ وجهي بالحنين، وتركَ في عينيّ خارطةً لا تنتهي.
4️⃣
مرآة
وقفتُ أمام المرآة أبحث عني،
رأيتُ وجهاً يشبهني،
لكنّه لم يبتسم حين ابتسمت…
أدركتُ أنني الغريب في ملامحي.
5️⃣
عودة القمر
قال المنفى: “هنا بيتك الجديد.”
ابتسم القمر في حقيبتي وقال:
“الوطن لا يُنقل… يُنتظر.”
6️⃣
حبرٌ على الحدود
كتبَ رسالةً إلى الوطن،
أغلقها بختمِ دمعه،
وعندما وصلت… كانت الورقة بيضاء،
فالوطنُ فهم المعنى دون حروف.
7️⃣
غياب
نامَ تحت سماءٍ غريبة،
وحين سألَه القمرُ عن اسمه،
أجاب: «أنا الراحل الذي ما غادرَ يوماً.»
8️⃣
رماد
أشعلَ شمعةً في المنفى،
وحين انطفأت،
أدركَ أن الضوءَ كان يأتي من قلبه لا منها.
9️⃣
صلاة تراب
حين صلّى للسماء،
أجابَه التراب:
“أنا أيضاً أشتاق لأقدامك.”
🔟
موجة
رآها تقترب من الشاطئ وتعود.
سألها: «لماذا لا تبقين؟»
قالت: «كل الموجات تعودُ لوطنها.»
11️⃣
مِحراث
حرثَ أرضاً قاحلة بدموعه،
وحين أنبتت،
كانت أول زهرةٍ تشبه وجهَ أمه.
12️⃣
وصيّة غيمة
قالت الغيمة لنسيمها:
«إن مررتَ بفلسطين، لا تمسحْ دمعَها…
دع المطرَ يُكملُ الحكاية.»
13️⃣
منفى داخلي
حملَ وطنه في صدره،
كلما تنفّس ضاق.
لكنّه أبى أن يضعه خارج القلب.
14️⃣
نافذة
فتحَ نافذةَ الغياب،
فدخلَ الوطنُ مع رائحةِ الخبز…
وحين أغلقها، بقي الضوءُ عالقاً بين أصابعه.
15️⃣
الحكاية الأخيرة
سأل الطفلُ جدَّته:
«هل مات الوطن يا جدّة؟»
ابتسمت وهي تغزل العلمَ بخيوطٍ من الأمل:
«الوطنُ لا يموت… نحن فقط ننام.»
16️⃣
نبض
كلّما دقّ قلبُه،
ظنّ أن الوطنَ يناديه.
وحين توقّف…
أدركَ أنه وصل.
17️⃣
غربة الماء
في المنفى،
شربَ من النهر… فبكى.
كان طعمه يشبه الغياب.
18️⃣
بقايا خريطة
على الجدار القديم،
رسمَ الوطنَ بخطوطٍ مرتجفة،
وفي الصباح، اختفى الرسم…
لكن رائحته بقيت على الجدار.
19️⃣
صمت الطيور
حين عاد إلى القرية،
كانت العصافيرُ ترفرف بلا صوت.
همس: «حتى الأجنحة صارت حذرة من الحنين.»
20️⃣
ظلّي الآخَر
حين أطفأتِ الشمسُ آخرَ أنفاسها،
هرولَت الظلالُ لتلتحقَ بأصحابها..
إلّا ظلّي ظلّ واقفًا ينتظرني،
كأنّه أدركَ أني غادرتُ قبلهُ منذ زمن.
🕯️ خاتمة المجموعة:
هذه القصص العشرون تجمع ما بين الوطن، الذات، الغياب، والمنفى



#رانية_مرجية (هاشتاغ)       Rania_Marjieh#          


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حين تعلّم النور أن يتكلم
- لفراشة كرمز للوعي والعبور قراءة فلسفية تأويلية في كتاب “قالت ...
- ✦ الفراشة كرمز للوعي والعبور قراءة فلسفية تأويلية في ...
- «حين يتكلم الصمت: دروس في الإنسانية من مصنعٍ صغير»
- الكاتبة رانية مرجية تحاور الأديبة الفلسطينية رولا خالد غانم ...
- - أميرة- الرواية التي تلد فلسطين من رحم الذاكرة
- الفتاة التي سرقت الشمس
- تعب الوعي… حين تصبح الروح ساحة حرب
- غزة… حين تنبعث من قلب الرماد
- لا تحفر لي حفرة
- حين يفكّر الله فينا… ينهزم اليأس
- قراءة في قصيدة -وجع- للشاعرة رانية مرجية بقلم د. عادل جوده/ ...
- حين تتحد الأرواح رغم اختلاف الأسماء
- ‏قراءة ادبية ‏ قي قصسدة ارحمنا يا الله للشاعرة رانية مرجية & ...
- الذين باركوا القتل رواية رانية مرجية 2 ...
- رولا.. الرواية التي تنسج الحلم الفلسطيني بخيوط الوجع والكرام ...
- قراءة في قصة -الصدق أحلى يا أصحابي- للدكتورة سيما صيرفي
- بعد موت أمي
- ‏قراءة الأدبية لرواية -الذين باركوا القتل- ‏ للكاتبة رانية م ...
- قراءة أدبية (( ملحمة الرماد والنبض) ) لرانية فؤاد مرجية بقلم ...


المزيد.....




- مصر.. علاء مبارك يثير تفاعلا بتسمية شخصية من -أعظم وزراء الث ...
- الفيلم الكوري -أخبار جيدة-.. حين تصنع السلطة الحقيقة وتخفي أ ...
- بالاسم والصورة.. فيلم يكشف قاتل شيرين أبو عاقلة
- السباق نحو أوسكار 2026 ينطلق مبكرًا.. تعرف على أبرز الأفلام ...
- إطلاق الإعلان الترويجي الأول للفيلم المرتقب عن سيرة حياة -مل ...
- رئيس فلسطين: ملتزمون بالإصلاح والانتخابات وتعزيز ثقافة السلا ...
- السباق نحو أوسكار 2026 ينطلق مبكرًا.. تعرف على أبرز الأفلام ...
- شاهد رجل يقاطع -سام ألتمان- على المسرح ليسلمه أمر المحكمة
- مدينة إسرائيلية تعيش -فيلم رعب-.. بسبب الثعابين
- اتحاد الأدباء يحتفي بشوقي كريم حسن ويروي رحلته من السرد إلى ...


المزيد.....

- الذين باركوا القتل رواية ... / رانية مرجية
- المسرواية عند توفيق الحكيم والسيد حافظ. دراسة في نقاء الفنون ... / د. محمود محمد حمزة
- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة. الطبعة الثانية / د. أمل درويش
- مشروع مسرحيات مونودراما للسيد حافظ. اكسبريو.الخادمة والعجوز. ... / السيد حافظ
- إخترنالك:مقال (الثقافة والاشتراكية) ليون تروتسكي. مجلة دفاعا ... / عبدالرؤوف بطيخ
- المرجان في سلة خوص كتاب كامل / كاظم حسن سعيد
- بيبي أمّ الجواريب الطويلة / استريد ليندجرين- ترجمة حميد كشكولي
- قصائد الشاعرة السويدية كارين بوي / كارين بوي
- ترجعين نرجسة تخسرين أندلسا / د. خالد زغريت
- الممالك السبع / محمد عبد المرضي منصور


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - رانية مرجية - قراءة أدبية في مجموعة -قصص قصيرة جداً- لرانية مرجية بقلم د. عادل جوده /العراق/ كركوك