أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - رانية مرجية - محمد بركة… حين فشل الزعيم في أن يكون بين الناس














المزيد.....

محمد بركة… حين فشل الزعيم في أن يكون بين الناس


رانية مرجية
كاتبة شاعرة ناقدة مجسرة صحفية وموجهة مجموعات

(Rania Marjieh)


الحوار المتمدن-العدد: 8522 - 2025 / 11 / 10 - 00:43
المحور: المجتمع المدني
    


في السياسة، كما في الحياة، لا يكفي أن تكون لك سيرة نضالية، بل أن تظلّ صادقًا مع الناس الذين آمنوا بك.
محمد بركة، الذي كان يومًا رمزًا يساريًا ونائبًا تقدّميًا وصوتًا عاليًا في وجه التمييز، صار اليوم وجهًا رمزيًا لمرحلة فقدت اتصالها بالناس.
لقد فشل، نعم فشل، لأن القيادة التي تتحدث من فوق الجماهير لا يمكنها أن تمثّلهم، مهما كانت نواياها طيبة.



اللجنة التي صارت ظلًا لنفسها

لجنة المتابعة العليا للجماهير العربية وُلدت من وجع الناس في الثمانينات، وكانت وقتها صوت الكرامة الجماعية، ومظلة الوحدة الوطنية.
لكن في عهد محمد بركة، تحوّلت إلى مؤسسة بيروقراطية تصدر بيانات خالية من الروح.
لم تعد اللجنة في الشارع، ولم تعد ترى الشارع أصلًا.
بينما كانت القرى تُهدم والدم يسيل في الشوارع، اكتفت القيادة بالتصريحات والمداولات، وكأنها حكومة مصغّرة تخشى الغضب الشعبي أكثر مما تواجه السلطة.



فوقية مغطّاة بالخبرة

محمد بركة سياسي مخضرم، هذا لا يختلف عليه أحد.
لكن الخبرة حين تفقد التواضع، تتحول إلى غطرسة.
أسلوبه في إدارة اللجنة — المليء بالتعالي والوصاية — جعلها تبدو وكأنها شركة سياسية خاصة، لا بيتًا وطنيًا مفتوحًا للجميع.
كم من شباب وشابات طُردوا من الدوائر السياسية بصمت لأنهم لم “يُجيدوا لغة الكبار”!
كم من صوت صادق تم تهميشه لأن محمد بركة اعتبر نفسه “الأدرى” بمصلحة الناس؟

تلك الفوقية هي التي قتلت روح لجنة المتابعة، وجعلت الناس يشعرون بأن القيادة تتحدث إليهم، لا معهم.



غياب الميدان… وغياب الوجدان

في زمن تفاقمت فيه الجريمة، وازدادت الاعتقالات، واشتدت سياسات الهدم، كان الناس ينتظرون لجنة المتابعة أن تقودهم إلى الميدان.
لكنها لم تأتِ.
لم نرَ محمد بركة إلا في مؤتمرات وتصريحات، بعد أن يكون الحدث قد مضى.
القيادة الحقيقية لا تلهث خلف الحدث، بل تصنعه.
وهنا بالضبط فشل بركة: لأنه اختار أن يكون متحدثًا رسميًا بدل أن يكون مناضلًا.



فشل جيلٍ كامل من القيادات

محمد بركة ليس وحده في هذا الفشل.
إنه جزء من جيلٍ سياسي اعتقد أن الجماهير تُقاد بالمجاملات، وأن النضال يُدار من الغرف المغلقة.
جيلٌ لم يفهم أن الشارع تغيّر، وأن الناس لم تعُد تنتظر الزعيم الذي يُلقي الخطبة، بل القائد الذي يمشي بينهم.
بركة اختار أن يبقى فوق، والناس اختارت أن تمضي دونه.
وهذا هو الحكم الشعبي الذي لا يُنقض.



الخاتمة: نهاية مرحلة وبداية وعي

اليوم، حين تنظر إلى لجنة المتابعة، ترى مؤسسة فقدت بريقها، وشخصياتها القديمة تحاول التمسّك بماضٍ لم يعُد يُلهم أحدًا.
لكن من بين هذا الرماد، يولد وعي جديد، جيل جديد لا يسأل عن اللجان، بل يصنع لجانه بنفسه.
ربما يكون هذا هو الدرس الأهم من فشل محمد بركة:
أن لا أحد، مهما كان تاريخه، يملك الناس إلى الأبد.

الكرامة لا تحتاج إلى تصريح من لجنة،
ولا إلى توقيع من رئيس،
الكرامة تُصنع حين يقرر الناس أن يقودوا أنفسهم…
بصوتهم، بوجعهم، وبصدقهم.



#رانية_مرجية (هاشتاغ)       Rania_Marjieh#          


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ✨ ما بين جرسٍ وهلال (Between a Bell and a Crescent)
- رنين بشارات… حين يتكلّم الصدق بصوتٍ مسرحيّ
- 🎭 “الحانة تعبانة”… حين يقف الإنسان في البار ليواجه ن ...
- قراءة أدبية في مجموعة -قصص قصيرة جداً- لرانية مرجية بقلم د. ...
- حين تعلّم النور أن يتكلم
- لفراشة كرمز للوعي والعبور قراءة فلسفية تأويلية في كتاب “قالت ...
- ✦ الفراشة كرمز للوعي والعبور قراءة فلسفية تأويلية في ...
- «حين يتكلم الصمت: دروس في الإنسانية من مصنعٍ صغير»
- الكاتبة رانية مرجية تحاور الأديبة الفلسطينية رولا خالد غانم ...
- - أميرة- الرواية التي تلد فلسطين من رحم الذاكرة
- الفتاة التي سرقت الشمس
- تعب الوعي… حين تصبح الروح ساحة حرب
- غزة… حين تنبعث من قلب الرماد
- لا تحفر لي حفرة
- حين يفكّر الله فينا… ينهزم اليأس
- قراءة في قصيدة -وجع- للشاعرة رانية مرجية بقلم د. عادل جوده/ ...
- حين تتحد الأرواح رغم اختلاف الأسماء
- ‏قراءة ادبية ‏ قي قصسدة ارحمنا يا الله للشاعرة رانية مرجية & ...
- الذين باركوا القتل رواية رانية مرجية 2 ...
- رولا.. الرواية التي تنسج الحلم الفلسطيني بخيوط الوجع والكرام ...


المزيد.....




- وفاة فتاة دهسًا أثناء ممارستها الجري في كانساس واعتقال مشتبه ...
- منظمات المجتمع المدني العربي بإسطنبول: التكاتف إنقاذ لغزة
- اغتصبوني عدة مرات وصوروني عارية.. أسيرة فلسطينية محررة تكشف ...
- توثيق تعذيب جنسي ممنهج لفلسطينيين في سجون الاحتلال
- المجلس النرويجي للاجئين: 20 مليون سوداني بحاجة لمساعدات وننا ...
- الأورومتوسطي: التصديق على قانون إعدام الأسرى خطوة خطيرة لتعم ...
- محكمة تركية تصدر 8 أوامر اعتقال في تحقيق مراهنات كرة القدم
- الأمم المتحدة: ملايين اللاجئين يواجهون شتاء قارسا بعد تراجع ...
- التضامن مع المعتقلين السياسيين في مصر واجب وطني
- الأمم المتحدة: ملايين اللاجئين يواجهون شتاء قارسا بعد تراجع ...


المزيد.....

- أسئلة خيارات متعددة في الاستراتيجية / محمد عبد الكريم يوسف
- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - رانية مرجية - محمد بركة… حين فشل الزعيم في أن يكون بين الناس