رانية مرجية
كاتبة شاعرة ناقدة مجسرة صحفية وموجهة مجموعات
(Rania Marjieh)
الحوار المتمدن-العدد: 8535 - 2025 / 11 / 23 - 11:15
المحور:
الادب والفن
يا موت…
يا حدًّا يقف عند تخوم الوجود
لا ليُرهبنا،
بل ليذكّرنا
أن كل لحظةٍ نعيشها
هي هديةٌ مؤقتة
تتوهّج في يد الزمن.
نراك قادمًا من بعيد،
لا كظلامٍ كما يتخيّل الناس،
بل كسؤالٍ قديم
يحمل في طيّاته حكمةً لا نفهمها بعد…
ونتحيّر أمامك
كما يتحيّر الضوء
حين يلامس نافذةً
لا يعرف ما خلفها.
تمهّل…
فالإنسان ضعيفٌ بما يكفي
ليتأثر بنسمة،
وقويٌّ بما يكفي
ليقوم بعد كل انكسار
وكأنه خُلق من صبرٍ أعمق
من جراحه.
نحتاج وقتًا
لنرتّب ما تبقّى في القلب،
لنمنح كلماتنا الأخيرة
حقّها من الصدق،
ولنودّع أحلامًا صغيرة
لم تجد وقتًا لتنضج.
يا موت…
نحن لا نرفض حضورك،
ولا نخاصم قدرك،
لكننا نرجوك الحكمة:
اقترب كما يقترب المساءُ الهادئ،
لا يُطفئ النهار،
بل يغيّر نبرته فقط،
ليترك للعالم فرصة
أن يلتقط أنفاسه.
لسنا نطلب خلودًا،
فالخلود أكبر من طاقتنا،
لكننا نطلب
أن تكمل أرواحنا ملامحها،
أن نقول للحياة:
كُنّا على قدرها،
وعشناها بامتنان،
وسمّينا الأشياء بأسمائها،
ولم نترك يومًا
مضى دون أن نحمله في القلب.
فتمهّل…
فعبق الوجود فينا
لم يقل كلمته الأخيرة بعد.
وفي كل قلبٍ هنا
ضوءٌ صغير
يستحق أن يستمر قليلًا،
قليلًا فقط…
قبل أن ينتقل
إلى جهةٍ أخرى من السلام.
#رانية_مرجية (هاشتاغ)
Rania_Marjieh#
ترجم الموضوع
إلى لغات أخرى - Translate the topic into other
languages
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟