نعمة المهدي
الحوار المتمدن-العدد: 8466 - 2025 / 9 / 15 - 11:46
المحور:
الادب والفن
إهداء
إلى روحي التي لم ترحل عني وإن غابت عن عيني…
كم كانت الحياةُ معي وهي إلى جانبي بهيّةً، نقيّةً كصفاء نهرٍ وقت الفجر… كنا نبني أيامنا على المحبة، ونغرس ساعاتنا في أرض التفاهم، ونُظلِّل ليالينا بوفاءٍ لا يعرف زيفاً. كانت أنفاسي معها أوسع من الدنيا، وكانت ابتسامتها تملأ فراغ الكون كله، فإذا بالحياة تبدو سهلة مهما اشتدّت قسوتها.
لكنها رحلت… ومع رحيلها انطفأ كل شيء. صارت الغرفة حصني وملاذي، أختبئ بين جدرانها كطفلٍ فقد صدر أمّه. صارت الوحدة سكني، والدموع صلاتي، والليل طويل لا يُقاس بساعات بل بأنين القلب. حتى الصلاة، ما عادت تخلو من شرودٍ يحمل اسمها، وما عدت أملك قلباً يستقيم في حضرة الدعاء إلا لها.
أنا اليوم غريبٌ بين الناس، أُحادثهم ولا أسمع نفسي، أمشي ولا أعرف أين تضع قدماي موطئها. صارت الدنيا ضيّقة، ثقيلة، كأنها بلا هواء. هي لم تكن زوجةً فقط، بل كانت المعنى الذي يحفظ للحياة طعمها، فإذا بالمعنى يرحل، وتبقى الحياة جسداً بلا روح.
وها أنا بعد رحيلها… أعيش جسداً في الدنيا، وروحي معلّقة حيث ترقد هي بسلام.
رحيل الأحبة لا يُطفئ حضورهم، بل يجعلنا نعيش معهم بطريقةٍ أخرى… في الذاكرة والروح.
#نعمة_المهدي (هاشتاغ)
ترجم الموضوع
إلى لغات أخرى - Translate the topic into other
languages
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟