أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - قضايا ثقافية - حامد الضبياني - استري نفسكِ… قبل أن يفضحكِ هاتفكِ!














المزيد.....

استري نفسكِ… قبل أن يفضحكِ هاتفكِ!


حامد الضبياني

الحوار المتمدن-العدد: 8418 - 2025 / 7 / 29 - 19:34
المحور: قضايا ثقافية
    


في زمنٍ تهاوت فيه الأسوارُ بين الحياء والتجرد، وبين الأمان والانكشاف، تخرج الصورة من الهاتف كرصاصةٍ لا يمكن استرجاعها، وتصير ذكرى حميمة عالقة على شاشات الغرباء، وفضيحة تلوكها ألسن لا تعرف الرحمة. لم نعد نعيش عصرَ المفاتيح والمكاتيب، بل زمن السحب والإرسال، والسرقة بلحظة عين، والفضيحة بكبسة زر.
يا أختي… إنكِ تعيشين في شرقٍ لا يرحم المرأة إن سقطت، ولا يصفح عنها إن تعثرت، ولا يسامحها حتى لو كانت الضحية. الشرق الذي ما زال ينحر سمعة المرأة إن غادرت صورتُها هاتفها، ولو بالغلط، ولو سرقًا، ولو خيانةً من أقرب الناس. الشرق الذي مات فيه الحياء… وذُبحت فيه المروءة… وتحوّل كثيرٌ من رجالِه إلى ذئاب رقمية تفتك بستر البنات، وتلتهم حطام أسرٍ بأكملها.
ولذلك، يا أيتها العراقية الأبية، يا حفيدة شبعاد وخولة بنت الأزور، لا تخوني نفسكِ وتمنحي الهاتفَ ما لا يجب أن يراه أحدٌ سواكِ أو زوجكِ في لحظات الصدق. لا تحتفظي بصورٍ لكِ في ملابس النوم، أو تلك التي تُظهر خصوصيتكِ الجسدية والحميمية، حتى وإن كانت لحظة ثقة مع زوجٍ، أو لحظة إعجابٍ بالنفس.فثقتكِ قد تُخان، وهاتفكِ قد يُسرق، وصورتكِ قد تُعرض للبيع في سوقٍ لا يعرف الضمير. والأنكى من ذلك… أن لا أحد سيغفر لكِ حين يحدث ما لا يُحمد عقباه. سيقولون: "هي من صورّت"، "هي من حفظت"، "هي من أرادت"، وستُنسى كل الجرائم التي ارتُكبت بحقكِ… ليبقى الجُرم في نظرهم أنتِ.فكيف ترضين أن تضعي حياتكِ بين أزرارٍ صغيرة، وشاشةٍ قد تُكسر أو تُسرق أو تُخترق؟
لماذا تخاطرين بما لا يُعوّض؟لماذا تنامين على قنبلة قد تنفجر في أي لحظة وتحرِق سمعتكِ إلى الأبد؟نحن في زمنٍ لا يحتمل الثقة، لا في هواتف، ولا في تطبيقات، ولا حتى في بعض البشر.
زمنٌ صار فيه المجرم مختبئًا خلف اسمٍ مستعار، أو في جروب خفيٍّ يتداول فضائح النساء ضاحكًا بلا حياء.زمنٌ صرنا نرى فيه بناتنا وأخواتنا ضحايا ابتزازٍ وفضيحةٍ بسبب لحظة ضعفٍ، أو غفلة، أو استهتار.فكوني أذكى من لحظة الإعجاب بالذات، وأشد وعيًا من لحظة لهوٍ أو ثقة زائدة.
وإن اضطررتِ للخروج في أماكن مزدحمة، أو في مواصلات عامة، فاحملي هاتفًا بسيطًا "تلفون الصرصر"، واتركي هاتفكِ الذكي في البيت.
فكل ما في هاتفكِ أغلى من أن تضعيه في جيبٍ قد يُسحب، أو يسقط، أو يُخترق.صورتكِ، خصوصيتكِ، ماضيكِ، رسائلكِ، صوتكِ،ضحكتكِ… لا تساويها كل هواتف الدنيا.تذكّري دومًا أن مجتمعنا لا يعذر، بل يدين. لا يفهم، بل يشمت. لا ينصف، بل يذبح.وأنكِ حين تسقطين، لا أحد سيهتم إن كنتِ ضحية… بل سيغرسون فيكِ ألف سهم، ويقولون "هي السبب".خذيها مني…نصيحة مُرّة، لكنها صادقة:استري نفسكِ… قبل أن يعرّيكِ هاتفكِ.احفظي جسدكِ وصورتكِ كأنكِ تحفظين الوطن.ولا تمنحي الأمان لعالم لا يعرف الأمان.فأنتِ ابنة العراق… أرض العفاف والستر والوقار.ولا تستحقين أن تُعلَّقي على جدار الشماتة، لأنكِ صدّقتِ لحظة أمان كاذبة.
احفظي كرامتكِ… ولا تنسي أن الستر تاجُ الحياة.



#حامد_الضبياني (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- فيروز تودّع نغمة قلبها.. حين بكى الصباح في حضن الوطن
- شمشونا... رماد ملكةٍ لم تولد، وسؤالٌ يمشي في شوارع بابل
- من باع الخور والنفط والأرض
- -المرشح الراقص والناخب الطيّب: من جوبي البرلمان إلى حفلة الد ...
- -الفن العراقي... بين ضوء الماضي وظل الحاضر-
- قفي أيتها الملكة.. فالساقطون لا يرون الهامات المرتفعة
- من أندلسِ تطوان إلى نبضِ بغداد: شهرزاد الركينة… نشيدُ الفنّ ...
- -أنا الحرف الذي لا يركع… هذا بعض ما كنته يا سائلين عن حامد ا ...
- -اخوتنا درع العراق… حين يكون العراقي ظلاً لأخيه-
- من دفتر فكتوريا... حيثُ تنوح الأرقام وتبكي الدولة.
- تَجَلّيات الحضارة الإغريقية بين وهج البدايات ومرآة التأثير ا ...
- ضحكة التريليون… وبكاء الخدعة الكبرى
- ملحمة جلجامش أقدم من تراتيل أنخيدوانا… ولكن لكل بداية معراجه ...
- إنخيدوانا وصوت الأدب الأول من معابد العراق
- عباس الويس.. لوكس التحدي في عتمة السرد
- حين احترقنا.. كان المسؤول يُهدي -لكزس- لعشيقته
- بُكاءُ الجَمرِ في نُزولِ المطرِ المُتَرب
- العراق حين يقصف قلبه: من يقصف الكرد
- تحت الطاولة... فوق الأعناق: حين تفاوض إيران على رقاب عشاقها
- حمورابي حين خطّ القانون على صخرة العدالة


المزيد.....




- بسرعة ودقة.. شاهد لحظة اقتحام مستودع وسرقة مجوهرات بمليون دو ...
- زلزال عنيف بقوة 8.8 درجة يوقظ المحيط ويهدد قارات العالم في ل ...
- لماذا يُعتبر قرار ستارمر الاعتراف بدولة فلسطينية، تغيّراً في ...
- وسط معارضة إسرائيلية وأمريكية.. بارو يعلن أن 15 دولة أخرى تع ...
- إسرائيل تبدأ ترحيل ناشطي سفينة -حنظلة- بعد محاولتهم كسر الحص ...
- تسعة أشهر على فيضانات فالنسيا.. مظاهرات تطالب باستقالة الحكو ...
- ألمانيا تطلق خطة مشتريات دفاعية ضخمة -بهدف تعزيز قدراتها ال ...
- عمليات إخلاء وتحذيرات من تسونامي عبر دول المحيط الهادي
- هندسة المناخ: باحثون من جامعة واشنطن قاموا -سرا- بتجربة مثير ...
- إسرائيل ومحمد: عرض مسرحي عن علاقة الأبناء بالآباء وصدمات الط ...


المزيد.....

- أسئلة الديمقراطية في الوطن العربي في عصر العولمة(الفصل الساد ... / منذر خدام
- أسئلة الديمقراطية في الوطن العربي في عصر العولمة(الفصل الثال ... / منذر خدام
- أسئلة الديمقراطية في الوطن العربي في عصر العولمة(الفصل الأول ... / منذر خدام
- ازمة البحث العلمي بين الثقافة و البيئة / مضر خليل عمر
- العرب والعولمة( الفصل الرابع) / منذر خدام
- العرب والعولمة( الفصل الثالث) / منذر خدام
- العرب والعولمة( الفصل الأول) / منذر خدام
- مقالات في الثقافة والاقتصاد / د.جاسم الفارس
- مقالات في الثقافة والاقتصاد / د.جاسم الفارس
- قواعد اللغة الإنكليزية للأولمبياد مصمم للطلاب السوريين / محمد عبد الكريم يوسف


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - قضايا ثقافية - حامد الضبياني - استري نفسكِ… قبل أن يفضحكِ هاتفكِ!