أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - قضايا ثقافية - حامد الضبياني - -المرشح الراقص والناخب الطيّب: من جوبي البرلمان إلى حفلة الديمقراطية!-














المزيد.....

-المرشح الراقص والناخب الطيّب: من جوبي البرلمان إلى حفلة الديمقراطية!-


حامد الضبياني

الحوار المتمدن-العدد: 8416 - 2025 / 7 / 27 - 13:07
المحور: قضايا ثقافية
    


في بلادٍ تلبسُ السياسة فيها دشداشة، وتخيطُ الديمقراطية من خيوط الطبول والـ"هيوه"، يبدو أن المشهد الانتخابي العراقي بات لا يُشبه إلا نفسه، نسخة محلية طريفة من برنامج عالمي فاشل، حيث يتحوّل المرشّح إلى نجم فلكلور شعبي، لا يُقاس ببرنامجه أو خبرته أو حتى لغته العربية، بل بقدرته على الضرب بالرِجل على الأرض، ورجّ الساحة الانتخابية بهزّ الخصر لا الفكر.في أوروبا – حيث يحضر السياسي بربطة عنق ونظرة غائرة في الأفق – يُمتحن المرشح بما كتب لا بما رقص، يُسأل عمّا سيفعل في ملف الصحة لا عن قدرته على تصفيق الأيدي لفرقة موسيقية، ويخضع لمناظرة لا لـ"معازف عشائرية". هناك، يبذل السياسي جهده ليقنع الناخب بأنه سيخفض الضرائب، لا أنه سيشتري شيخ العشيرة بسيارة من مال مجهول النسب، موصوفٍ في السجلات بـ"السحت الحلال".في العراق، يخرج المرشّح بجلابية مغسولة بماء الوجه لا بماء الوطن، يلوّح للجمهور بسبابة مرفوعة ويقول: "بأمر الله سأخدمكم!" ثمّ يُكمل الرقص بين الجموع، وبين أنغام الطبل يتحوّل إلى مهرّج مبجّل، وكأن الوطن مهرجان، والكرسي صالة زفاف، والناخبون هم شهود الزور في حفلة تنصيب لا تستدعي سوى تصفيق جماعي، وركلات على الإيقاع.هل أصبح المواطن العراقي من الترف، أن يتعامل مع السياسي كما يتعامل الطفل مع مهرّج السيرك؟ لا يهمه إن كان لصاً أو فاسداً، ما دام يُضحكه في حفلته الانتخابية، أو يرسل له "بچيتات" المندي والدجاج المشوي كأصواتٍ مسبقة الدفع؟..هل بلغ بنا الدجل السياسي أن نُعيد انتخاب رجلٍ سرق نصف ميزانية محافظة، لأنه تبرع بسيارة للشيخ؟ شيخ بدوره اعتبرها "هبة من رب العالمين"، دون أن يكلّف نفسه قراءة فقرة واحدة من الدستور أو البرنامج المفقود؟!..يبدو أن المرشّح العراقي بات أشبه بـ"دي جي سياسي"، مهمته إشعال حفلات لا إنارة الشوارع، توزيع "بكجات" لا دفاتر إسكان، وتحويل المأساة إلى كرنفال مصطنع فيه المواطن آخر من يعلم، وأول من يُصفق.في أوروبا، المواطن ينتخب مرشحه بناء على مناظرة تحاكي العقول، وهنا يُنتخب على وقع دبكة تعصر الأرض، ويُعاد انتخاب اللص لأنه "ابننا وسترنا الله عليه". في أوروبا يُقاس السياسي بعدد المشاريع، وهنا بعدد الـ"جوبات" التي رقص فيها على طريقة "تحت الكرفان... فوق البرلمان".قد يقول قائل: "لكن المواطن العراقي أفاق، ولم تعد تمر عليه هذه التمثيليات". فنرد عليه بابتسامة ساخرة: "صدقت... ولكن لماذا إذن لا يزال الذيل يتصدر؟! وهل رأيتَ ذيلاً استقام؟"..ترى، كم تحتاج مدينة عراقية من طبل لتتحول إلى مدينة أوروبية؟ كم تحتاج شوارعنا من هيوه لتصبح مخططة ومرقّمة؟ كم نحتاج من بزخ انتخابي ليُصدق أحد أن السياسي عندنا يمثل شعبًا لا فرقة رقص شعبية؟!
أيها العراقي...
انتبه، فقد صارت الحنفية نفسها تُركّب بالاستيراد السياسي، والمرحاض مزيّن بديكور تمويلي من لجنة النزاهة، والبيت صار يزغرد كلما أغلق المرشح خط هاتفه بعد الفوز، ليعود بعد أربع سنوات بمكبر صوت و"مكس" جديد من وعود قديمة.هكذا هي ديمقراطيتنا الحديثة:مرشح برتبة مطرب، وناخب برتبة راقص احتياطي، وشعب بأسره يتحول إلى فرقة دبكة تنتظر أن يُطلق أحدهم "الجوبي الرسمي" للحملة القادمة.
فيا أبناء هذا الوطن العميق كأنينه…افتحوا عيونكم على أصوات العقول، لا أصوات المجوز.
واختاروا من يقودكم بعقل لا من "يقلّبكم" على أنغام المزمار.وإن لم تجدوا مرشحًا من طينة النزاهة، فلا تصوتوا حتى لا تتّسع رقصة الفساد!
وأخيرًا...
لا تجعلوا يوم الانتخابات مهرجانًا، فتُصبح السنوات الأربع التالية… عزاء طويلًا للكرامة.



#حامد_الضبياني (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- -الفن العراقي... بين ضوء الماضي وظل الحاضر-
- قفي أيتها الملكة.. فالساقطون لا يرون الهامات المرتفعة
- من أندلسِ تطوان إلى نبضِ بغداد: شهرزاد الركينة… نشيدُ الفنّ ...
- -أنا الحرف الذي لا يركع… هذا بعض ما كنته يا سائلين عن حامد ا ...
- -اخوتنا درع العراق… حين يكون العراقي ظلاً لأخيه-
- من دفتر فكتوريا... حيثُ تنوح الأرقام وتبكي الدولة.
- تَجَلّيات الحضارة الإغريقية بين وهج البدايات ومرآة التأثير ا ...
- ضحكة التريليون… وبكاء الخدعة الكبرى
- ملحمة جلجامش أقدم من تراتيل أنخيدوانا… ولكن لكل بداية معراجه ...
- إنخيدوانا وصوت الأدب الأول من معابد العراق
- عباس الويس.. لوكس التحدي في عتمة السرد
- حين احترقنا.. كان المسؤول يُهدي -لكزس- لعشيقته
- بُكاءُ الجَمرِ في نُزولِ المطرِ المُتَرب
- العراق حين يقصف قلبه: من يقصف الكرد
- تحت الطاولة... فوق الأعناق: حين تفاوض إيران على رقاب عشاقها
- حمورابي حين خطّ القانون على صخرة العدالة
- -حين انطفأت شمعة بغداد ونام الجمل في الظلام-
- الحسينُ بين دمعِ الخلود... وبدعِ الجهالة
- -غريبٌ في دفتر الوطن-
- -حينَ يتقاضى الغريب وتُسلب يدُ الحارس خبزَها-


المزيد.....




- مع اشتداد إعصار -ميليسا-.. جامايكا تستعد لتهديد من أسوأ عاصف ...
- ترامب يُعلق على اختبار روسيا لصاروخ يحمل رؤوسا نووية.. ويرد ...
- لولا يتوقع -حلا نهائيا- للأزمة التجارية بين البرازيل والولاي ...
- عمار سردار.. العقل المدبر لهجمات إيرانية على أهداف إسرائيلية ...
- فنزويلا: مناورات أميركا في ترينيداد وتوباغو استفزاز لبدء حرب ...
- هجمات بمسيّرات تستهدف العاصمة الروسية.. وإغلاق مطارين
- لغز في بحر الصين الجنوبي.. حادث مزدوج يهز البحرية الأميركية ...
- نار -تشتعل- بين الحريديم وسموتريتش.. غليان في إسرائيل
- خلف ركام غزة.. نشاط إسرائيلي -غامض- يثير المخاوف
- -سفاح الوجوه- يرعب نيويورك.. هجمات غامضة بلا دافع


المزيد.....

- الفاكهة الرجيمة في شعر أدونيس / د. خالد زغريت
- المفاعلة الجزمية لتحرير العقل العربي المعاق / اسم المبادرتين ... / أمين أحمد ثابت
- في مدى نظريات علم الجمال دراسات تطبيقية في الأدب العربي / د. خالد زغريت
- الحفر على أمواج العاصي / د. خالد زغريت
- التجربة الجمالية / د. خالد زغريت
- الكتابة بالياسمين الشامي دراسات في شعر غادة السمان / د. خالد زغريت
- أسئلة الديمقراطية في الوطن العربي في عصر العولمة(الفصل الساد ... / منذر خدام
- أسئلة الديمقراطية في الوطن العربي في عصر العولمة(الفصل الثال ... / منذر خدام
- أسئلة الديمقراطية في الوطن العربي في عصر العولمة(الفصل الأول ... / منذر خدام
- ازمة البحث العلمي بين الثقافة و البيئة / مضر خليل عمر


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - قضايا ثقافية - حامد الضبياني - -المرشح الراقص والناخب الطيّب: من جوبي البرلمان إلى حفلة الديمقراطية!-