أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - محفوظ بجاوي - الحجاب: عادة اجتماعية أم فريضة دينية؟














المزيد.....

الحجاب: عادة اجتماعية أم فريضة دينية؟


محفوظ بجاوي

الحوار المتمدن-العدد: 8387 - 2025 / 6 / 28 - 17:49
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


لطالما شغل الحجاب حيّزًا واسعًا من النقاش الديني والاجتماعي والثقافي، ليس فقط في المجتمعات الإسلامية، بل في الخطابات الفكرية العالمية، حيث تتقاطع فيه قضايا الدين، الهوية، والحرية الفردية.
إذا نظرنا إلى الحجاب من زاوية تاريخية وسوسيولوجية، يمكن أن نفهم ظهوره كاستجابة لظروف زمانية ومكانية معينة. في المجتمعات القديمة، كانت البنية التحتية بدائية، والمرافق الصحية خارج المنازل، ما كان يعرض النساء لمواقف تهدد خصوصيتهن وكرامتهن. في هذا السياق، نزلت آيات تتعلق بستر الجسد لتوفير نوع من الحماية والتمييز الأخلاقي في بيئة قبلية تُحكم بمعايير غير مستقرة.
لكن التاريخ ليس نصًا جامدًا، بل نهر يتغيّر مجراه باستمرار. ومع تطور الحضارة الإنسانية، وخصوصًا في ظل النهضة العلمية والعمرانية، تغيّرت طبيعة الحياة اليومية. المنازل أصبحت مأهولة بمرافق صحية متقدمة، والفضاء العام صار محكومًا بقوانين تحمي الأفراد من التعدي على خصوصيتهم، نساءً ورجالاً. اليوم، نعيش في عالمٍ تُنظّمه مؤسسات وقوانين مدنية، لا أعراف قبلية.
من هذا المنظور، يمكن القول إن العلّة التي اقتضت الحجاب – أي الخوف على المرأة من الانكشاف الجسدي أو المعنوي – قد زالت أو ضعفت إلى حد كبير. ومع زوال العلّة، يُعاد النظر في الحكم، لا من باب التجرؤ على النص، بل من باب تفكيك الظروف التي أُنتج فيها، كما يُفترض أن يُفعل في أي قراءة عقلانية ومرنة للتراث.
إن الحجاب اليوم، بالنسبة لكثيرين، تحوّل إلى رمز ثقافي أو هوية جماعية، أكثر من كونه التزامًا دينيًا حتميًا. وقد أصبح – في بعض السياقات – أداة ضغط اجتماعي أو وسيلة لتحديد "المرأة الجيدة" حسب معيار جماعي موروث، لا فعلًا حرًا نابعًا من قناعة شخصية.
وهنا تكمن الخطورة: حين يتحوّل الحجاب من خيار فردي إلى واجب مفروض بالقهر أو الخوف أو الخجل أو العُرف، يغدو قيدًا لا عبادة، ويُسقط جوهر الحرية التي هي شرط أصيل لأي فعل تعبدي صادق.
هذا لا يعني بالضرورة نفي الحجاب أو الإساءة له، بل وضعه في إطاره التاريخي وفهمه كجزء من تطور اجتماعي أوسع، تمامًا كما تغيرت الكثير من العادات والأنظمة في الإسلام بتغير السياقات، دون أن يُعد ذلك خروجًا عن الدين أو تمردًا عليه.
في دول مثل السويد أو اليابان أو كندا، لا ترتدي النساء حجابًا، ولكنهن يعشن في مجتمع منظم يحترم الجسد والحرية والخصوصية أكثر من مجتمعات تُكثر من المظاهر الدينية بينما تغرق في الفساد والتحرش والنفاق الاجتماعي. هل العبرة بالمظهر أم الجوهر؟
الخلاصة:
الحجاب لم يعد ضرورة حضارية كما كان في السابق، وعلّة وجوده الأولى قد تلاشت بانصهارها في التطور العمراني والتكنولوجي الحديث. لذلك، فإن الحجاب يمكن أن يُفهم اليوم على أنه عادة اجتماعية أو ممارسة رمزية، لا فرضًا دينيًا مطلقًا. ومثل أي عادة، يبقى حق الفرد في ممارستها أو تركها مكفولًا، طالما أن الحرية والاحترام المتبادل هما القاعدة.



#محفوظ_بجاوي (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- متى نتوقف عن الأدعاء بأن - الغرب منحل اخلاقيا -؟
- حينما يهدر الوطن ثرواته باسم العظمة
- الجزائر بين من حرروها... ومن حكموها: الحقيقة التي لاتقال
- بين الجهل بالأرض وادعاء الوصاية على السماء: مأزق من لا يعرف ...
- النقد البناء ليس خيانة بل واجب وطني
- في حضرة الخوف....يولد الصمت وتنطفىء الأحلام
- من إستهلاك السلع إلى احتضار الفكر : حين نقتني كل شيء ونعرض ع ...
- التحرر من أسر الماضي: الطريق نحو نهضة حقيقية
- حين يُقصى العقل،وتُستبدل المعرفة بالوهم... يصبح الصمت جريمة.
- الممنوعات باسم الفضيلة: كيف تصنع القيود مجتمعا خائفًا ومقموع ...
- التعليم في أوطاننا... بين التلقين والجمود
- خراب العقول حين تغيب الفلسفة
- جذور ثابتة وهوية لا تُشترى: الجزائر وطن ضارب في التاريخ لايم ...
- الطاعة و الخضوع بين التنشءة والواقع الإجتماعي: قراءة في مواق ...
- في يوم الطالب:من جيل التحرير إلى جيل البناء... هل مازلنا أوف ...
- السياحة الدينية في الجزائر: كنوز مهدرة وفرص ضائعة
- لماذا أنا متشائم؟
- العقل المتهم... والدجل المحصَّن
- في المرآة لا أحد
- لم أُخلق لأربح بل لأصمد: قصة تشاؤم بلا هزيمة


المزيد.....




- “تحديث ثمين” تردد قناة طيور الجنة على الأقمار الصناعية بإشار ...
- شاهد.. مسيرات حاشدة في محافظات يمنية تبارك انتصار الجمهورية ...
- عيد النائمين السبعة: قصة مسيحية تنبئ الألمان بالطقس
- الاحتلال يعتقل شابا من -الأقصى- ويبعد أحد حراس المسجد
- 45 ألفا يؤدون صلاة الجمعة في المسجد الأقصى
- ما مستقبل المسيحيين في سوريا في ظل السلطة الجديدة؟
- خطيب الأقصى: ظهور نتنياهو في أنفاق المسجد تحد لإثبات السيادة ...
- الأرجنتين: القضاء يعتزم محاكمة مسؤولين إيرانيين سابقين غيابي ...
- خطوات تثبيت تردد قناة طيور الجنة على القمر الصناعي نايل سات ...
- تردد قناة طيور الجنة الجديد 2025 شغله على نايل وعرب سات بكل ...


المزيد.....

- السلطة والاستغلال السياسى للدين / سعيد العليمى
- نشأة الديانات الابراهيمية -قراءة عقلانية / د. لبيب سلطان
- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - محفوظ بجاوي - الحجاب: عادة اجتماعية أم فريضة دينية؟