محفوظ بجاوي
الحوار المتمدن-العدد: 8372 - 2025 / 6 / 13 - 09:15
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
في ظل التحولات التي تعرفها الجزائر، ووسط هذا الحراك المجتمعي الذي لا يهدأ، تتعالى أصوات نقدية صادقة، لا تُحرّكها المصالح ولا تغذيها الطموحات الشخصية، بل تنبع من حرص عميق على مستقبل الوطن، وإيمانٍ راسخ بأن الإصلاح لا يتحقق بالصمت، بل بالمواجهة العقلانية للأخطاء، وبالقول المسؤول حين يستدعي المقام ذلك.
نحن لا ننتقد طلبًا لمنصب أو سعياً وراء نفوذ. نقدُنا نابع من إحساس بالواجب، ومن رغبة في رؤية جزائر قوية، مستقلة فعلًا لا شعارًا، وفية لتضحيات أبنائها، وعادلة في توزيع الفرص والمواقف والقرارات.
في الدول التي تحترم نفسها، يكون النقد وسيلة تقويم، لا تهمة جاهزة. أما في مجتمعات مأزومة، فغالبًا ما يُصوَّر الناقد كعدو، والمختلف كمخرب. وهذا منزلق خطير يجعل من الوطنية مجرد تصفيق، ويحوّل الحرية إلى ديكور مفرغ من المضمون.
الدستور الجزائري نفسه يكفل حرية التعبير، ويميز بوضوح بين الرأي الهادف والمساس بمصالح الدولة. ولعلّ من أكبر الأخطار اليوم أن تُكمّم الأفواه باسم "الاستقرار"، بينما التحديات الحقيقية تُترك دون مواجهة.
إن النقد البنّاء ليس خيانة، بل أحد أرقى صور المسؤولية الوطنية. وهو ضرورة لحماية الدولة من الانحراف، وردّها إلى جادة الصواب حين تزيغ، ودافع لتصحيح المسار من داخل البيت لا من خارجه.
وفي النهاية، لا خوف على وطن يُنصت لأصوات أبنائه، بل الخوف كل الخوف من وطن لا يسمع إلا نفسه.
#محفوظ_بجاوي (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟