محفوظ بجاوي
الحوار المتمدن-العدد: 8340 - 2025 / 5 / 12 - 21:48
المحور:
سيرة ذاتية
الغربة ليست بُعدًا جغرافيًا فقط، بل اغترابٌ عن كل ما كنت تسند عليه قلبك ذات يوم.
أعيش هنا… لا صديقَ طفولة، لا جارًا يمرّ كل صباح بابتسامته المعتادة، لا وجهًا مألوفًا في المقهى، لا دكّان يعرف نبرة صوتي…
حتى المسجد، حتى السوق، حتى الطريق… لا ذاكرة لي فيها، ولا لأحدٍ فيها ذاكرة عني.
وإن خطرت لي العودة، أعود إلى منفى آخر… وطن تغيّر، وجوهٌ غابت، أزقّةٌ أصبحت غريبة، وأصواتٌ كانت جزءًا من روحي اختفت.
لا مكان يخصني كما كان، ولا حضن يشبه الماضي.
أعيش شيخوخةً بلا صوت، بلا دفء…
كل ما حولي بارد، كل شيء صامت… حتى الخوف يهمس لي كل ليلة: ماذا لو مرضت؟
من سيطرق بابك؟ من سيتذكّرك؟
تخيفني الأخبار، وتقلقني ضوضاء المستشفيات، وتُرعبني فكرة أن أرحل فجأة… ولا أحد يعلم.
ووسط كل هذا، وحدها المعرفة تربّت على كتفي.
وحدها الكتابة تنقذني من الانهيار، وتمنحني ما يشبه الحياة.
لو لم أكتب، لو لم أفكر… لفقدت صلتي بالعالم.
ما أقسى أن تعيش جسدًا حاضرًا، بروحٍ تائهة بين وطنين…
ولا أحد منهما ينتظرك.
#محفوظ_بجاوي (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟