محفوظ بجاوي
الحوار المتمدن-العدد: 8363 - 2025 / 6 / 4 - 22:28
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
أنا مواطن جزائري، لا أنتمي إلا إلى هذه الأرض، ولا أقدم على مصلحة الوطن أي انتماء حزبي أو ولاء أيديولوجي. ولاؤنا الأول والأخير يجب أن يكون للجزائر: أرضًا وشعبًا، حاضرًا ومستقبلًا.
حين أرفع صوتي، أو أكتب، أو أوجّه نداءً، فإنني لا أفعل ذلك من موقع عداء أو معارضة عمياء، بل من موقع المسؤولية التي يفرضها عليّ الانتماء لهذا الوطن، والانحياز لوعيه الجماعي ومستقبله.
رسالتي موجهة إلى من أوكل إليه الدستور أمانة الدولة، لا لأنه فوق النقد، ولكن لأنه في موقع المسؤولية.
إن ما نراه اليوم من انتشار للجهل والترويج للخرافات والانحرافات باسم الدين والعلم، يستوجب الوقوف الجاد والعاجل.
صرنا نرى في الشوارع والأسواق مَن يبيع الوهم للناس باسم الرُقى الشرعية، ومَن يمارس الشعوذة تحت مسميات التراث، ومَن يروّج للخرافة بلباس الدين، في ظل صمت رسمي، وتساهل مجتمعي، وغياب دور الدولة التربوي والثقافي.
لا يُعقل أن نعيش في القرن الواحد والعشرين، وما زالت العقول تُخدّر بما يُشبه الممارسات البدائية، في وضح النهار، على مرأى من الجميع، وكأنها سلعة مسموح بها في فضاء عام من المفروض أن تحكمه المسؤولية.
أنا لا أستجدي إصلاحًا، بل أطالب بحقّي كمواطن: أن تُحمى عقول أبنائنا، أن تُصان المدرسة من التجهيل، وأن تعود الدولة إلى أداء دورها الطبيعي في توجيه الوعي، لا تركه رهينة العبث والتلاعب.
الوطن لا يُبنى بالصمت، ولا يُحمى بالمجاملات، ولا يُصان بالتهليل لأشخاص أو رموز عابرة.
الولاء الحقيقي هو النقد الصادق، والغيرة على مصلحة البلاد، والوقوف في وجه التزييف مهما كان مظهره أو غطاؤه.
الجزائر أكبر من الجميع، وستظل كذلك… فقط إن حافظنا على ما تبقى من ضمائرنا.
مفكر حر وابن الجزائر
#محفوظ_بجاوي (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟