أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - بن سالم الوكيلي - أنين القباب في وادي الجني الأسود رواية رمزية – شاعرية – رؤيوية – بلغة أسطورية مشفرة














المزيد.....

أنين القباب في وادي الجني الأسود رواية رمزية – شاعرية – رؤيوية – بلغة أسطورية مشفرة


بن سالم الوكيلي

الحوار المتمدن-العدد: 8379 - 2025 / 6 / 20 - 13:23
المحور: الادب والفن
    


في ليل لا يشبه الليل، حين انقلبت الموازين وسكتت الأنهار عن جريانها، كانت أرض "سَواد السَّواد" ترتجف من صمت أقدم من اللغة. هناك، بين ندب الرمال وصهيل الغيوم، اشتعلت حرب لم تعلنها الأبواق، بل كتبتها كف "زفرائيل" ـ حارس بوابة الأرواح الزجاجية في مملكة الجني الأعظم.

الناي يبكي في شقوق الجبال، والمآذن تحدث السماء عن عيون اقتلعت في الخفاء...
وكانت "المرآة النازفة" ـ روح الأرض ـ تنذر بولادة أخرى، حيث لا مكان للضوء إلا من داخل الظلمة.

في الغرب، حيث تموت الحقيقة في بئر بلا قاع، كانت أمريكا العتيقة، بثوبها الممزق وخطبها المكرورة، ترسل فزاعاتها إلى السماء، تبحث عن نجمة أخيرة تبرر بها وجودها. خلف ستار الدخان، وقف "كاهن الصمت"، يهمس في أذن العالم:

"آن أوان التبديل... آن أن يستفيق الغبار."

وفي الشرق، تحركت الوحوش النائمة.

تنين الزمان المخمي (الصين) نفض عن جفنه رماد الانتظار،
نمر القطب ذو العظام المجنحة (روسيا) خرج من الجليد يجر وراءه أطياف الحرب الباردة، ثعبان الياقوت الناري (باكستان) التف حول كوكبة من السحب، أما كوريا ذات القلوب الثلاثة، فقد أرسلت شبحا رقميا يبني جيوشا من الظلال.

اجتمعوا عند مفترق الأرواح، هناك حيث تقاس الحقيقة بماء النوايا. رفعوا أكفهم نحو سماء بلا سقف، ورددوا تعاويذ بلغة أقدم من النار:

"لينطق الحجر، ولتفتح بوابة النفاق."

في المقابل، تقف إسرائيل على شفير هاويتها، مدينة ذات سبعة وجوه، كل منها يحمل غضبا مختلفا. وفي صدرها، قلب من زجاج يتشقق تحت همس طهران...

إيران، السيدة ذات الوشاح الأسود والعين التي لا تغمض، أطلقت نسور الطيف العاشر، جند الأرواح التي حبست في قصائد الرعاة، فخرجوا يحملون الرايات التي لا تقرأ.

الحرب هنا ليست صاروخا أو قنبلة... بل آية تقرأ بالدم، وشجرة تنبت في الأحلام.
أطفال القدس يراسلون أطفال قم برسائل طي الخيال، والنساء ينشدن بلغة الجني:

"عودوا إلى النبع... لقد ماتت العقول، وحكمت القلوب."

وفي قلب العاصفة، يظهر "الظل الأبيض" ـ التحالف الجديد، خماسية الروح الشرقية، يتقنون لغة النار والماء والتراب والريح، وحرف خامس لا يقال، بل يشم كرائحة جثة خرافية.

أما الغرب، فقد ظل يمسك خرائطه الممزقة، يراوغ، يبتسم، لكنه لا يعلم أن المرآة نطقت:

"سقط البيت الأبيض في الغيب، وتحطمت نجمة النسر."

وفي آخر المشهد، من عمق الصمت، نسجت نبوءة جديدة:

"سيولد عصر لا ترفع فيه الأسلحة بل الأرواح، وستهزم الأمم التي لم تحفظ حكاياتها."

ثم تشققت الأرض في وادي الجني الأسود.
ارتفعت من باطنها سبع قباب زجاجية، كل قبة تمثل طبقة من وعي الأرض:
القلق، التحكم، الذهول، الخيانة، الدم، الحق، والنسيان.

وفي وسط القباب، بزغ الطفل المضيء، الذي لا يبكي ولا يضحك.
اسمه سراج السهاد، ولد من رحم الحكاية لا من جسد.
كل من رآه، نسي لماذا جاء.

اقترب من القبة السابعة ـ قبة النسيان ـ وحين لمسها، انفجرت السماء بلون لا اسم له.
ظهر من الضوء كيان يدعى سيدة الحكاية المفقودة، امرأة من دخان الذاكرة، تحمل كتابا بلا كلمات، وقلبا مكتوبا عليه "ربما".

قالت بصوت يشبه المطر في صحراء الموتى:

"أيها الراقصون في حفلة النسيان،
لقد وصلتم إلى مفترق الرمز،
إما أن تعودوا إلى رواياتكم وتصلحوها...
أو يعاد نسج هذا الكون بدونكم."

فانحل الجمع...
وتلاشت الجيوش في طيف لا يحتفظ به، وعادت الأرواح إلى المرايا، وصمتت القباب.

لكن الطفل ظل يضيء.

تمت.



#بن_سالم_الوكيلي (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حبر الندبة في عقدة القمر (بنبض الحرف الأخير، وتنهيدة الحكاية ...
- حبر الندبة في عقدة القمر (بحنجرة الرمل، وتنهيدة الحكاية الثا ...
- حبر الندبة في عقدة القمر(بصوت الغياب، وتنهيدة الحكاية الثاني ...
- الاستدعاء الشفهي: حين تتحول الإجراءات إلى فصول من العبث الإد ...
- حبر الندبة في عقدة القمر (بلسان العفاريت، وتنهيدة الحكاية ال ...
- -الذين لم يصفق لهم… لكنهم يستحقون الوطن-
- -خرائط على جثث الطيور-
- كرمة بن سالم تروي... حين تتكلم القرى ويسكت بعض المسؤولين
- -الريح التي لا تعرف الحدود-
- الكبش الذي نجا من السكين: مرثية القيم في زمن الأضاحي المزيفة
- قلب مطفأ داخل آلة
- دوار الكرامة... لا ماء يباع، ولا صمت يشترى
- -كرمة بن سالم... حين تصلي الأرض ويرق قلب السماء-
- قلب على الموج: ملحمة مادلين
- لحم الحقيقة
- -علينا ان نتخيله سعيدا-
- -وادي الأوهام.. حين غنى الأمل في وجه الخديعة-
- -مرآة في زمن العمى-
- في زمن الغبار، كان إنسانا
- 🌿 -غرسة في التراب الغريب- 🌿


المزيد.....




- -الزمن المفقود-.. الموجة الإنسانية في أدب التنين الصيني
- عبور الجغرافيا وتحولات الهوية.. علماء حديث حملوا صنعاء وازده ...
- -بين اللعب والذاكرة- في معرض تشكيلي بالصويرة المغربية
- مفاجأة علمية.. الببغاوات لا تقلدنا فقط بل تنتج اللغة مثلنا
- بيت المدى يستذكر -راهب المسرح- منذر حلمي
- وزير خارجية إيران: من الواضح أن الرئيس الأمريكي هو من يقود ه ...
- غزة تودع الفنان والناشط محمود خميس شراب بعدما رسم البسمة وسط ...
- شاهد.. بطل في الفنون القتالية المختلطة يتدرب في فرن لأكثر من ...
- فيلم -ريستارت-.. رؤية طبقية عن الهلع من الفقراء
- حين يتحول التاريخ إلى دراما قومية.. كيف تصور السينما الصراع ...


المزيد.....

- الصمت كفضاء وجودي: دراسة ذرائعية في البنية النفسية والجمالية ... / عبير خالد يحيي
- قراءة تفكيكية لرواية -أرض النفاق- للكاتب بشير الحامدي. / رياض الشرايطي
- خرائط التشظي في رواية الحرب السورية دراسة ذرائعية في رواية ( ... / عبير خالد يحيي
- البنية الديناميكية والتمثّلات الوجودية في ديوان ( الموت أنيق ... / عبير خالد يحيي
- منتصر السعيد المنسي / بشير الحامدي
- دفاتر خضراء / بشير الحامدي
- طرائق السرد وتداخل الأجناس الأدبية في روايات السيد حافظ - 11 ... / ريم يحيى عبد العظيم حسانين
- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري
- إعدام عبد الله عاشور / عقيل الخضري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - بن سالم الوكيلي - أنين القباب في وادي الجني الأسود رواية رمزية – شاعرية – رؤيوية – بلغة أسطورية مشفرة