أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - رانية مرجية - وصايا لعصر تائه














المزيد.....

وصايا لعصر تائه


رانية مرجية

الحوار المتمدن-العدد: 8378 - 2025 / 6 / 19 - 12:03
المحور: الادب والفن
    


نحن نعيش في زمنٍ يركض. كل شيء فيه يلهث: الوقت، العلاقات، الأخبار، وحتى المشاعر. عصرٌ تختلط فيه الحقائق بالهواجس، وتُمحى الحدود بين الحياة والتمثيل، بين الإنسان والآلة، بين الحب والتسليع.
في هذا العصر، لا بد من بوصلة. لا بد من وصايا تحرسنا من الانهيار البطيء.
إليكَ – وإليكِ – عشر وصايا كتبتها لنفسي أوّلًا، ثم للعالم… علّها تضيء عتمة هذا الزمن.

1. كن إنسانًا قبل أن تكون ناجحًا
النجاح جميل، لكنه ليس مقياسًا للكرامة. لا تجعل صورتك تسبق حقيقتك.
ولا تفرّط بإنسانيتك في سبيل “العلامة الزرقاء” أو تصفيق عابر.

2. احمِ روحك من التلوث البصري والروحي
قل لا لشاشة تسرق منك النهار والليل.
اختر ما تراه، ما تسمعه، ما تقرأه، كما تختار طعامك.
فالأرواح أيضًا تتسمم.

3. تذكّر أن السكينة أعظم من الشهرة
قد يعرفك الملايين، وتبقى غريبًا عن نفسك.
ابحث عن سلامك الداخلي، لا عن عدد المتابعين.

4. كن بطيئًا أحيانًا… في عالمٍ مسعور السرعة
خذ وقتك لتأكل. لتقرأ. لتُحب. لتبكي.
الحياة ليست ماراثونًا. إنها رقصة – يجب أن تُعاش بإيقاع القلب، لا نبض السوق.

5. لا تخجل من حزنك
الحزن ليس عيبًا. هو لغة أخرى للوعي.
في زمن الوجوه الضاحكة المزيّفة، من الشجاعة أن تقول: “أنا موجوع… لكني أقاوم.”

6. ازرع شجرة أو فكرة أو محبة
اترك أثرًا. لا تكن رقمًا إضافيًا في القطيع.
ازرع شيئًا ينمو بعد رحيلك، مهما كان صغيرًا.

7. اختر معاركك جيدًا
ليس كل صمت ضعفًا، ولا كل صراخ بطولة.
وفر طاقتك لما يستحق.
وتذكر أن بعض الانتصارات تأتي بالانسحاب.

8. حبّ نفسك دون أن تُعظّمها
ليس نرجسية أن تهتم بذاتك، لكن لا تكن صنمًا تعبده.
نحن بشر… نخطئ، نضعف، نتعلّم.
تواضع، فهذا ما يجعل منك إنسانًا أجمل.

9. استعد علاقتك بالدهشة
لا تجعل العادي يميت قلبك.
تفاجأ بوردة. بضحكة طفل. بمطر خفيف.
من لا يندهش، مات روحيًا، ولو كان حيًا بيولوجيًا.

10. لا تنسَ أن الموت حقيقي… فاحيَ بصدق
قد تموت فجأة. نحن لا نُعطى ضمانًا بالعمر.
فأحب الآن. سامح الآن. قل الحقيقة الآن.
عِش كما لو أنّ اليوم هو القصيدة الأخيرة.

خاتمة
ليست هذه النصائح قوانين، ولا وصايا سماوية.
إنها مجرّد محاولات يائسة – وربما جميلة – لحماية ما تبقّى من أرواحنا في زمن يسلبنا أرواحنا بهدوء.
عِش كما أنت، لا كما يريد هذا العالم الاستهلاكي أن تكون.
واحفظ قلبك… فإنّه أكثر ما فيك صدقًا وضعفًا وجمالًا.



#رانية_مرجية (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- يا مَن كُسِرَ قلبه ولم يصرخ، الربُّ معك!
- ثلاث نَفَسات… وإلهٌ واحد لا شريك له
- كيف تفقد وزنك؟
- قلمي
- ⟡ صلاة الأرواح وأهازيج الغياب ⟡
- كيف تصبح وزيرًا في دولة عربية؟
- قراءة في حكمة الفناء من منبر الإنسان الباحث
- “حين تُقصف الهشاشة: ذوو الإعاقة بين نيران الحرب وصمت الدولة”
- حين يغيب الضوء، نبقى نحن”
- الكتابة الإبداعية… حين نداوي الجرح بالحبر
- لن يكون ردًا إيرانيًا… اطمئنوا!
- قناع الغفران… وشروخ في قلب الربّ
- التجسير وفضّ النزاعات: صرخة من قلب المجروحين
- جورج حبش… الحاضر رغم الغياب
- جسرُ القلوب
- ما دام ضميرك صاحي ومعك، اكتب…
- حرية حرية… وإلّا؟
- الكلاب أوفى من البشر… وهل في الأمر مبالغة؟
- أذهب إلى المقبرة كل يوم… لأنني لا أجدني بين الأحياء
- موج بحر يافا


المزيد.....




- سينمائيون إسبان يوقعون بيانًا لدعم فلسطين ويتظاهرون تنديدا ب ...
- وفاة الفنانة التركية غُللو بعد سقوطها من شرفة منزلها
- ديمة قندلفت تتألق بالقفطان الجزائري في مهرجان عنابة السينمائ ...
- خطيب جمعة طهران: مستوى التمثيل الإيراني العالمي يتحسن
- أعداء الظاهر وشركاء الخفاء.. حكاية تحالفات الشركات العالمية ...
- طريق الحرير.. القصة الكاملة لأروع فصل في تاريخ الثقافة العال ...
- جواد غلوم: ابنة أوروك
- مظاهرة بإقليم الباسك شمالي إسبانيا تزامنا مع عرض فيلم -صوت ه ...
- ابتكار غير مسبوق في عالم الفن.. قناع يرمّم اللوحات المتضررة ...
- طبيبة تمنح مسنة لحظة حنين بنغمةٍ عربية، فهل تُكمل الموسيقى م ...


المزيد.....

- الرملة 4000 / رانية مرجية
- هبنّقة / كمال التاغوتي
- يوميات رجل متشائل رواية شعرية مكثفة. الجزء الثالث 2025 / السيد حافظ
- للجرح شكل الوتر / د. خالد زغريت
- الثريا في ليالينا نائمة / د. خالد زغريت
- حوار السيد حافظ مع الذكاء الاصطناعي. الجزء الأول / السيد حافظ
- يوميات رجل غير مهزوم. عما يشبه الشعر / السيد حافظ
- نقوش على الجدار الحزين / مأمون أحمد مصطفى زيدان
- مسرحة التراث في التجارب المسرحية العربية - قراءة في مسرح الس ... / ريمة بن عيسى
- يوميات رجل مهزوم - عما يشبه الشعر - رواية شعرية مكثفة - ج1-ط ... / السيد حافظ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - رانية مرجية - وصايا لعصر تائه