رانية مرجية
الحوار المتمدن-العدد: 8372 - 2025 / 6 / 13 - 09:13
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
لا تقلقوا.
ولا تتسرّعوا في شراء الشموع وتخزين الطحين.
الرد الإيراني الذي تنتظرونه منذ سنوات – ذلك “الردّ المزلزل” الذي وُعِدنا به مع كلّ شهيد من علماء إيران أو قادة “محور المقاومة” – لن يأتي، أو على الأقل، لن يكون كما تتخيلونه.
أحداث الأمس؟ نعم، سمعنا الضجيج، وشاهدنا البيانات، ورأينا من جديد “أصابع الاتهام” تتلوى في الهواء مثل دخان قذيفة ضائعة.
لكن على أرض الواقع؟ كل شيء هادئ.
الأسواق لم تغلق.
والمحلل السياسي الذي بشّرنا بـ”ردّ قاسٍ في الزمان والمكان المناسبَين” عاد ليشرب قهوته على الهواء، ويبتسم، وكأن شيئًا لم يكن.
في هذه المنطقة، اعتدنا على مسرحيات الردود.
كلّ ضربة تُقابل بوعود.
وكلّ شهيد يُقابل بصمت استراتيجي طويل المدى، حتى يصبح الردّ مجرّد ذكرى تُستهلك في المناسبات.
أما إسرائيل، فتواصل استعراض عضلاتها، تعرف حدود اللعبة، وتجيد قراءتها بدقّة:
تعرف متى تضرب، ومتى تصمت، ومتى تُسلّم الميكروفون للمتحدث باسم محور الممانعة كي يُطمئن الجماهير أن “الردّ قادم… ولكن ليس الآن”.
دعوني أكون أكثر وضوحًا:
“لن يكون ردًا إيرانيًا”.
لأن إيران ليست بحاجة لردّ عسكري مباشر.
تكفيها بيانات وتصريحات وخطابات تتلوها الأبواق من اليمن إلى لبنان.
تكفيها شاشات تُعيد وتكرّر صور الشهداء، وتُذيع أناشيد الانتقام، وتنسى، سريعًا، أن الشعوب تنتظر أفعالًا لا أقوالًا.
اطمئنوا، إذن.
لن تُقصف تل أبيب، ولن تُغلق السفارات، ولن يرتجف العالم.
الردّ قد يكون تغريدة نارية، أو بيانًا غاضبًا، أو صمتًا طويلًا يُترجم لاحقًا إلى صفقة أو تفاهم جديد.
في هذه المنطقة، الردّ الحقيقي الوحيد…
هو الصمت الشعبي القاطع،
هو الوعي بأننا وقود صفقات لم تُعلن،
هو إدراكنا أن القادة يتصارعون على الميكروفون،
ونحن من ندفع الثمن.
فـاطمئنوا، ما دام الردّ مؤجّلًا دومًا إلى “الزمان والمكان المناسبين”…
فنحن بألف خير
#رانية_مرجية (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟