أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - رانية مرجية - لا تعتذر














المزيد.....

لا تعتذر


رانية مرجية
كاتبة شاعرة ناقدة مجسرة صحفية وموجهة مجموعات

(Rania Marjieh)


الحوار المتمدن-العدد: 8365 - 2025 / 6 / 6 - 11:32
المحور: الادب والفن
    


لا تعتذر…
أنك بقيت في أرضك،
تأكل الزعتر من يد أمك
وتشرب القهوة على روح جدك
تُصلّي بالعربية في كنيسة
تُقرع أجراسها منذ ما قبل يسوع
ولا تُذبح قرب مذبحها الخراف
إلا إن كنتَ فلسطينيًّا.
لا تعتذر…
أنك لم تهرب حين قالوا لك: “اهرب!”
وأنك لم تسلك البحر
ولم تركب نعشًا إلى المنفى
بل فتحت صدرك للعاصفة،
وصرت العاصفة.
لا تعتذر…
إن بقيت شوكة في حلق الجنرالات
ومسمارًا في نعش الصمت العالمي
ووصمة في جبين الأنظمة
ولا تنسَ…
أنهم يخافون القصيدة أكثر من القنبلة
لأن القصيدة لا تنفجر مرةً
بل ألف مرة… في ضمير الغافلين.
لا تعتذر…
إن كتبت اسمك على جدار المدرسة
ووشمت اسم حيفا على زندك
ووقفتَ كالصخرة في جنازة شهيد
لا تنكسر ولا تنحني
بل تقول بصوت عتيق كالأرض:
“أنا هنا… لم أذهب، ولن أذهب”
فالذاهبون هم هم،
والباقون… نحن.
لا تعتذر…
إن نادوك باسمي:
“المتخلفة”
“الباقية”
“الخطأ التاريخي”
أو “عار البقاء”
قل لهم:
“أنا الحقيقة التي تفضح أكاذيبكم”
“أنا الشاهد الذي نجا من المجزرة”
“أنا الناقوس الذي لم يسكت”
“أنا، الفلسطينيّ الأرثوذكسيّ
ابن كنيسة المهد وسعير والنبي إلياس،
أنا مَن يُصلب كلّ فجر، ويقوم كلّ ظهيرة”
لا تعتذر…
إن نبتت من قدميك شجرة لوز
ومن كفيك نار
ومن صوتك غناء لا يُرْضِيهم
فأنت منذ البداية،
منهم… لستَ.
لا تعتذر…
لأنك ما زلت تحيا
في وطن مكتوب على لافتات القبور
وفي رزنامة الجدة
التي ما زالت تنتظر
على عتبة دارها المفتوحة
وأبواب قلبها الموصدة.
لا تعتذر…
أنك لم تُصفِّق للحاكم
ولم تُبايع القاتل
ولم تركع لصورة
ولا لتمثال
ولا لبيان ختامي يطلب منك أن تخرس.
لا تعتذر…
إن علمتَ أطفالك أن العدالة ليست شعارًا
بل طلقة
وأن الكرامة لا تُهدى
بل تُنتزع
وأن بيت لحم وحيفا وعكا
ليست مدنًا في كتب التاريخ
بل جرح مفتوح
ينزفُ فيك… كلما ابتسمت.
لا تعتذر…
لأنك حين تنظر إلى المرآة
لا ترى لاجئًا، ولا رقمًا
بل ترى وجه الأرض،
بعيون القدس،
وجبهة رام الله،
وصدر الجليل.
لا تعتذر…
لأنك البقيّة الباقية
في كتاب يمزّقونه كل يوم
ويقرؤونه سرًّا كل مساء.
لا تعتذر…
بل ارفع رأسك
وواصل السير
فأنت لم تكن خطأ
أنت كنت وما زلت
الصحيح الوحيد…
في معادلة خائنة



#رانية_مرجية (هاشتاغ)       Rania_Marjieh#          


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المسرح الفلسطيني في أراضي ال48: من الخشبة إلى الحكاية الجماع ...
- المرأة الأرثوذكسية بين الموروث والحداثة
- غزة… حين تُغني الجراح بصوت البحر
- “العربي الجيّد”… ذلك الذي لا يُسمع له صوت ولا يُرى له وجه
- أنا القدس أنا الناصرة أنا الرملة ورام الله
- كنيستي الأرثوذكسيّة
- جميل السلحوت… راوي الجرح الفلسطيني ومؤرّخ الهامش المقدسي
- حين يبتسم الألم: قراءة نقدية في قصتي -إيش يعني مهرّج طبي؟- و ...
- منار حسن… حين تكتب المرأة الفلسطينية كي لا تُمحى
- المرأة التي تكتب من حبر الرحيل والنار: في حب ووجع مريم نجمه ...
- جبل الزيتون لا ينحني قصة للأطفال
- سليم نزال… سليل القلم المقاوم وأيقونة الفكر المستنير
- في حضرة الغياب.. بعد خمسة وعشرين عامًا على رحيل فيصل الحسيني
- تركي عامر… شاعر الجليل الذي لا يعود إلى المرعى
- مريم نجمة… ابنة الشمس والموقف والقصيدة
- سوزان دبيني… بين دفء القصيدة وصوت الوجدان
- -في انتظار اللحظة المُطلقة-
- دينا سليم... حين يكتب الغبار سيرة وطن
- شوقية عروق منصور: صوت فلسطين الأصيل بين الشعر والإعلام والقل ...
- إيمان القاسم سليمان… حين يتحول المايكروفون إلى وطن


المزيد.....




- تحقيق يكشف: مليارديرات يسعون لتشكيل الرواية الأمريكية لصالح ...
- زيارة الألف مؤثر.. بين تسويق الرواية والهروب من الحقيقة
- إبادة بلا ضجيج.. اغتيال الأدباء والمفكرين في غزة
- -سماء بلا أرض- للتونسية اريج السحيري يتوج بالنجمة الذهبية لم ...
- جدة تشهد افتتاح الدورة الخامسة لمهرجان البحر الاحمر السينمائ ...
- الأونروا تطالب بترجمة التأييد الدولي والسياسي لها إلى دعم حق ...
- أفراد من عائلة أم كلثوم يشيدون بفيلم -الست- بعد عرض خاص بمصر ...
- شاهد.. ماذا يعني استحواذ نتفليكس على وارنر بروذرز أحد أشهر ا ...
- حين كانت طرابلس الفيحاء هواءَ القاهرة
- زيد ديراني: رحلة فنان بين الفن والشهرة والذات


المزيد.....

- زعموا أن / كمال التاغوتي
- خرائط العراقيين الغريبة / ملهم الملائكة
- مقال (حياة غويا وعصره ) بقلم آلان وودز.مجلةدفاعاعن الماركسية ... / عبدالرؤوف بطيخ
- يوميات رجل لا ينكسر رواية شعرية مكثفة. السيد حافظ- الجزء ال ... / السيد حافظ
- ركن هادئ للبنفسج / د. خالد زغريت
- حــوار السيد حافظ مع الذكاء الاصطناعي. الجزء الثاني / السيد حافظ
- رواية "سفر الأمهات الثلاث" / رانية مرجية
- الذين باركوا القتل رواية ... / رانية مرجية
- المسرواية عند توفيق الحكيم والسيد حافظ. دراسة في نقاء الفنون ... / د. محمود محمد حمزة
- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة. الطبعة الثانية / د. أمل درويش


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - رانية مرجية - لا تعتذر