أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - قضايا ثقافية - رانية مرجية - المسرح الفلسطيني في أراضي ال48: من الخشبة إلى الحكاية الجماعية














المزيد.....

المسرح الفلسطيني في أراضي ال48: من الخشبة إلى الحكاية الجماعية


رانية مرجية

الحوار المتمدن-العدد: 8365 - 2025 / 6 / 6 - 09:19
المحور: قضايا ثقافية
    


في مسرحٍ بلا ستارة، وسط واقعٍ سياسيٍّ محكوم بالتمزق والهويات المتنازعة، يقف الممثل الفلسطيني في أراضي الـ48، لا ليؤدي دورًا فحسب، بل ليحرس ذاكرة، ويُعيد تشكيل الوعي. هنا، في قلب المدن المهجّنة والقرى التي ما زالت تنزف صمتًا، بات المسرح فعلًا ثقافيًا، ومقاومةً ناعمةً، وجسرًا بين ما كان وما يجب أن يكون.
جذور تمتد إلى ما قبل النكبة
لم يكن المسرح غريبًا عن المجتمع الفلسطيني قبل نكبة 1948، لكن النكسة التي أحدثها التهجير والاقتلاع أوقفت عجلة الإبداع طويلًا، أو على الأقل، أجبرته على التواري. ومع ذلك، بدأ المسرح يتسلل مجددًا من بين الأنقاض، خاصة في مدن الداخل كحيفا والناصرة ويافا، حيث نجحت بعض المبادرات الفردية والمؤسسات الثقافية الوليدة في بعث الحياة في الخشبة من جديد.
مسرح بلا دولة… لكنه مليء بالوطن
أبرز ما يميز المسرح الفلسطيني في أراضي الـ48 هو كونه يعمل خارج سياق دولة حاضنة أو مؤسسة ثقافية وطنية جامعة. لا وزارة ثقافة فلسطينية تدعمه، ولا دولة مستقلة تحمي خطابه. ورغم ذلك، بل ربما بفضله، استطاع هذا المسرح أن يبني لنفسه هوية خاصة، متأرجحة بين الداخل والخارج، بين المحلّي والكوني، بين النكبة والنكسة والنهوض.
من هنا يمكن فهم التحولات التي طرأت على مضامين العروض المسرحية، حيث تحولت المسرحيات من النصوص الواقعية البسيطة إلى أعمال درامية عميقة تطرح قضايا الهوية، اللغة، التهجير، والعلاقة مع “الآخر” الإسرائيلي، وأيضًا العلاقة مع الذات الفلسطينية المنقسمة بين الداخل والشتات.
مسارح تصنع الذاكرة
من مسرح “الحنين” إلى “الميدان” في حيفا، ومن “مسرح عكا” إلى مبادرات “مسرح السيرة” و”الخشبة” في الناصرة، يمكن رصد حراكٍ فنيّ متنوع، يحاول أن يكون منصّة للأصوات المهمشة، ومرآةً لواقع الداخل الفلسطيني المركّب.
ولعلّ تجربة مسرح الميدان، الذي أسسته مجموعة من الفنانين الفلسطينيين عام 1994، تُعدّ الأبرز من حيث المهنية والرسالة. فقد قدم هذا المسرح أعمالاً أثارت جدلاً سياسيًا واسعًا، لا سيما تلك التي تناولت الأسرى الفلسطينيين، والتهجير القسري، والمقاومة الثقافية.
سؤال اللغة والهوية
يطرح المسرح في الداخل سؤال اللغة بحدة: هل نكتب ونمثل بالفصحى أم بالعامية؟ وهل نخاطب الجمهور الفلسطيني في الداخل فقط أم نترك أبوابنا مفتوحة للجمهور اليهودي أيضًا؟ هذه التساؤلات لا تندرج ضمن جدالات لغوية بل تعكس مأزق الهوية في ظل واقع سياسي ملتبس.
في كثير من الأحيان، كانت اللغة العامية الفلسطينية هي الأداة الأقرب لوجدان المتلقي، لكن بعض الأعمال سعت إلى كسر هذا القالب، والانفتاح على الفصحى، بل وحتى على العبرية، ليس تطبيعًا، بل مواجهة وتفكيكًا للغة الخصم.
المسرح كمساحة شفاء
لا يمكن تجاهل الدور العلاجي الذي يؤديه المسرح في مجتمع يعيش تحت القهر القومي والثقافي. إن الجلوس في قاعة مسرح مظلمة والاستماع إلى قصة تشبه حياتك، تحمل ملامح وجهك، وتتحدث بلسانك، هو في حد ذاته شكل من أشكال الاستعادة النفسية. ولهذا، لم يكن غريبًا أن نشهد تطورًا في المسرح التربوي والعلاجي في مدارس وكليات الداخل، ليصبح أداة لتمكين الشباب ومواجهة العنف المجتمعي.
نحو مسرح حرّ، لا مُستَلب
المسرح الفلسطيني في أراضي الـ48 لا يطلب إذنًا من أحد، ولا يرضى بالقوالب الجاهزة. إنه يسائل الاحتلال، ويعرّي التواطؤ، ويخاطب الإنسان قبل المتفرّج. لكنه، في ذات الوقت، يصارع للبقاء وسط تقلّص الموارد، وانعدام الدعم الرسمي، والرقابة السياسية التي تتربص بكل جملة خارجة عن “الإجماع” الإسرائيلي.
ومع ذلك، يواصل هذا المسرح النبيل صعوده. لا بالمنح والدعم، بل بما تبقى من إيمانٍ بالخشبة، وبأن الفلسطيني، وإن مُنِع من امتلاك الأرض، لا يمكن منعه من رواية الحكاية



#رانية_مرجية (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- غزة… حين تُغني الجراح بصوت البحر
- “العربي الجيّد”… ذلك الذي لا يُسمع له صوت ولا يُرى له وجه
- أنا القدس أنا الناصرة أنا الرملة ورام الله
- كنيستي الأرثوذكسيّة
- جميل السلحوت… راوي الجرح الفلسطيني ومؤرّخ الهامش المقدسي
- حين يبتسم الألم: قراءة نقدية في قصتي -إيش يعني مهرّج طبي؟- و ...
- منار حسن… حين تكتب المرأة الفلسطينية كي لا تُمحى
- المرأة التي تكتب من حبر الرحيل والنار: في حب ووجع مريم نجمه ...
- جبل الزيتون لا ينحني قصة للأطفال
- سليم نزال… سليل القلم المقاوم وأيقونة الفكر المستنير
- في حضرة الغياب.. بعد خمسة وعشرين عامًا على رحيل فيصل الحسيني
- تركي عامر… شاعر الجليل الذي لا يعود إلى المرعى
- مريم نجمة… ابنة الشمس والموقف والقصيدة
- سوزان دبيني… بين دفء القصيدة وصوت الوجدان
- -في انتظار اللحظة المُطلقة-
- دينا سليم... حين يكتب الغبار سيرة وطن
- شوقية عروق منصور: صوت فلسطين الأصيل بين الشعر والإعلام والقل ...
- إيمان القاسم سليمان… حين يتحول المايكروفون إلى وطن
- أحمد الطيبي… الطبيب الذي أصرّ أن يبقى قلبه في فلسطين ولسانه ...
- -غطوا رؤوسهم أولًا.. لا طفولتي!-


المزيد.....




- دخل منطقة محظورة.. سائق توصيل طلبات ينتهي به المطاف على مدرج ...
- -تصميم- فرنسي على الاعتراف بدولة فلسطينية... وشكوى ضدّ إسرائ ...
- الشركات الأمريكية تتمسك بالصين رغم الرسوم الجمركية المرتفعة ...
- بنعبد الله يستقبل وفدا عن عن الجمعية المغربية لحماية المال ا ...
- مودي يفتتح أعلى جسر سكة حديد في العالم يربط كشمير بباقي الأر ...
- لحظة رعب في السماء.. طفلان ينجوان بأعجوبة من قلعة مطاطية طائ ...
- ترامب: وفد أمريكي يجري في لندن يوم 9 يونيو مفاوضات تجارية مع ...
- -إنجاز طبي في مكة-.. استخدام روبوت في عملية جراحية دقيقة بال ...
- رغم شهداء المساعدات.. واشنطن تدعو العالم لدعم -مؤسسة غزة الإ ...
- الى الامام العدد 248


المزيد.....

- أسئلة الديمقراطية في الوطن العربي في عصر العولمة(الفصل الساد ... / منذر خدام
- أسئلة الديمقراطية في الوطن العربي في عصر العولمة(الفصل الثال ... / منذر خدام
- أسئلة الديمقراطية في الوطن العربي في عصر العولمة(الفصل الأول ... / منذر خدام
- ازمة البحث العلمي بين الثقافة و البيئة / مضر خليل عمر
- العرب والعولمة( الفصل الرابع) / منذر خدام
- العرب والعولمة( الفصل الثالث) / منذر خدام
- العرب والعولمة( الفصل الأول) / منذر خدام
- مقالات في الثقافة والاقتصاد / د.جاسم الفارس
- مقالات في الثقافة والاقتصاد / د.جاسم الفارس
- قواعد اللغة الإنكليزية للأولمبياد مصمم للطلاب السوريين / محمد عبد الكريم يوسف


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - قضايا ثقافية - رانية مرجية - المسرح الفلسطيني في أراضي ال48: من الخشبة إلى الحكاية الجماعية