أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - رانية مرجية - أحمد الطيبي… الطبيب الذي أصرّ أن يبقى قلبه في فلسطين ولسانه في وجه الظالمين














المزيد.....

أحمد الطيبي… الطبيب الذي أصرّ أن يبقى قلبه في فلسطين ولسانه في وجه الظالمين


رانية مرجية

الحوار المتمدن-العدد: 8356 - 2025 / 5 / 28 - 12:41
المحور: الادب والفن
    


في وطنٍ يضيق بأبنائه ويتّسع للجلاد، وفي زمن تتناقص فيه القامات وتتزايد فيه الأقنعة، يخرج علينا رجل لا يشبه إلا نفسه، رجل يحترف المواجهة كما يحترف الصدق، ويحمل فلسطين في قلبه كما يحملها في صوته ويده وموقفه. هو الدكتور أحمد الطيبي، السياسي والطبيب، ابن الطيبة، وابن فلسطين، الذي لم يُؤسرَل، ولم يُروّض، بل آمن أن الكرامة لا تتجزأ، وأن فلسطين لا تختصر في شعار، بل تُترجم في السلوك، في التصويت، في التصريح، وفي الاصطفاف الأخلاقي مع الحقّ مهما كان الثمن.
من الطب إلى السياسة… انتقال من علاج الجسد إلى مداواة الجرح الوطني
لم يكن أحمد الطيبي رجل سلطة، بل كان رجل موقف. دخل السياسة من بوابة الطب، من لمس الجراحات النازفة، لا من شهية الزعامة.
حين اختار العمل السياسي، لم يتخلَّ عن ضميره الإنساني، بل حمَله معه، ليظلّ في كل خطاب، في كل جلسة كنيست، في كل مواجهة مع وزراء اليمين، صوتًا لا يتهدّل ولا يلين.
لم يُخفِ فلسطينيته لحظة. لم يُساير المؤسسة. لم يحترف اللغة الرمادية. بل قالها مرارًا وتكرارًا: “أنا فلسطيني أولًا، عربي دائمًا، وعضويتي في الكنيست لا تعني ولاءً، بل اشتباكًا”.
الكنيست ليس ملاذًا… بل ساحة اشتباك
منذ دخوله البرلمان، رفع الطيبي سقف الخطاب. لم يكن معارضًا باهتًا، ولا نائبًا وظيفيًا، بل كان “المُشاغب النبيل”، او " النائب المشتبك"كما سمّاه البعض، ذاك الذي يعرف متى يصفع بالصوت، ومتى يصمت بحكمة، ومتى يُحرج المؤسسة التي حاولت احتواءه مرارًا، وفشلت.
أوقف جلسات، قاطع رؤساء حكومة، شَهَر الحقيقة بوجه الكذب المؤسسي، تحدى العنصريين، وسُجّلت له مواقف لا تُعدّ ولا تُحصى:
• دافع بشراسة عن القدس وقالها أمامهم: “القدس لنا، شاء من شاء وأبى من أبى”.
• وقف في وجه مشاريع تهويد النقب، واللد، والرملة، ويافا، والشيخ جراح.
• حين حاولوا تمرير قانون القومية، مزّقه أمام الكاميرات قائلاً: “هذا قانون أبرتهايد، وسنُسقطه بإرادة الشعب”.
صوت المهجّرين، الفقراء، والطلاب
أحمد الطيبي لم يكن نائب نخبة. بل كان ابن الميدان، يدخل البيوت، يزور العائلات الثكلى، يقف مع الطلبة، يترافع عن المسحوقين، ويستغل منصبه في الكنيست لأقصى درجة من أجل الناس الذين لا يعرفهم، لكنه يشعر بهم كما يشعر الطبيب بألمه حين يعجز عن تخفيف وجع مريضه.
قدّم آلاف الطلبات لطلاب الجامعات، تدخل في عشرات الحالات الإنسانية، من غزة إلى الضفة إلى الداخل. فتح أبوابه، وترك هاتفه مفتوحًا على مدار الساعة، لأنه يعتبر أن النائب الحقيقي يجب أن يكون في خدمة الناس لا فوقهم.
فارس اللغة، لا يُجارى في خطابه
ما يميّز الدكتور الطيبي ليس فقط وضوح مواقفه، بل بلاغته التي تحوّلت إلى حالة خاصّة داخل الكنيست.صمم على ادخال اللغة العربية في خطاباته رغم صراخ العنصريين.
هو شاعرٌ في السياسة، وخطيب في زمن التلعثم، وعبقري في توظيف اللغة كسلاح مقاومة.
خطبه تُنقل مباشرة لأنها توجع، لا تُنسي الناس قضاياهم بل تذكّرهم بها.
قالها أمام الكنيست، ببساطة وبلاغة: “نحن هنا قبل شارون، وقبل نتنياهو، وقبل بن غفير، وسنبقى هنا بعدهم جميعًا… لأننا أصحاب الأرض، لا ضيوفها”.و" احنا صحاب البلد".
بين غزة والضفة… بين النقب وعكا
لم يفصل الطيبي بين فلسطين وفلسطين. لم يتعامل مع الداخل كقضية منعزلة، بل ربط نضال الجماهير الفلسطينية في الداخل بنضال شعبها في الضفة وغزة والقدس.فقال: "المسجد الاقصى مكان صلاة للمسلمين فقط. نقطة. "
دافع عن غزة تحت القصف كما دافع عن حق الفلسطينيين في العودة، واجه المؤسسة الإسرائيلية حين هدمت أم الحيران، وحين هجّرت الناس في اللد والرملة ويافا، وكان صوته مدوّيًا:
“النكبة لم تنتهِ، وأنتم تُعيدون تمثيلها يوميًا، ولكننا لن نغيب”.
لا يهادن، ولا يسعى لرضا الإعلام العبري
أحمد الطيبي، على خلاف كثيرين، لا يسعى للتلميع لانه لامع. لا يهمّه أن يكون محبوبًا في الإعلام العبري. لا يصيغ مواقفه بما يتناسب مع “الرأي العام الإسرائيلي”، بل يصيغها على مقاس المظلوم.
يرتدي كوفيته في الكنيست لا لالتقاط صورة، بل ليقول: “أنا أنتمي لأمة تنزف، وسأبقى شاهدًا على الدم مهما حاولتم طمسه”.
ختامًا…
في زمنٍ تُشترى فيه المواقف، وتُباع فيه القيم، يبقى أحمد الطيبي علامةً فارقة، رجلًا لا يُهادن، لا يُساوم، لا يُغيّر جلده، ولا يهرب من الميدان.
هو من القلة القليلة التي ما زالت تقول “لا” بوجه قوي، في زمن أصبحت فيه الـ”نعم” سلعةً رخيصة.
هو النائب الذي لو خُيّر بين الكرسي والكرامة، لاختار الكرامة، ولو خُيّر بين التصفيق والخسارة، لاختار الخسارة إن كانت تُنقذ المبدأ.
أحمد الطيبي ليس فقط نائبًا في الكنيست، بل حالة وعي وطنية، رجل رفض أن يصير موظفًا لدى الاحتلال، فصار سيفًا في خاصرته



#رانية_مرجية (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- -غطوا رؤوسهم أولًا.. لا طفولتي!-
- نداء الجذور
- ‘ عبلين المجد... عندما تُصبح البلدة قصيدة - قراءة جمالية وجد ...
- القرآن والإنجيل… رسالتان من سماء واحدة لفلسطين واحدة
- رنا بشارة: الجرح الفلسطيني في جسد الفن المعاصر
- وحدة المحبة... طريقنا للحرية
- أصوات غير مرئية، كاميرا لا ترتجف: سامية عرموش تقاوم بالمعرفة
- العنصرية تسقط عند سرير الشفاء
- بسام جابر… ذاكرة الإعلام في الداخل الفلسطيني ومهندس الصوت ال ...
- الحِداد في المسيحية… عبور من الدمع إلى القيامة
- كرم منّير – لأنّ للعدالة قلب، وللخدمة المجتمعية اسم
- التصرف بمهنية: وعيٌ يتجاوز النوايا
- “ولادة من رماد الخيبة”
- حين تُغتال اللغة وتُغتصب القيم: صرخة في وجه الواقع
- رحلة تطور شخصي وجماعي في إطار التوجيه والعمل الجماعي
- نُبْضُ شهيدٍ عاشق-
- وغابت التي كانت كلّ الحياة
- الف لا
- “حين يُقدَّر الإنسان، يُدهشك بعطائه”
- الدكتور إبراهيم العلم… علمٌ من أعلام فلسطين يستحق التكريم


المزيد.....




- إيشيتا تشاكرابورتي: من قيود الطفولة في الهند إلى الريادة الف ...
- فرقة موسيقية بريطانية تؤسس شبكة تضامن للفنانين الداعمين لغزة ...
- رحيل المفكر السوداني جعفر شيخ إدريس الذي بنى جسرًا بين الأصا ...
- -ميتا- تعتذر عن ترجمة آلية خاطئة أعلنت وفاة مسؤول هندي
- في قرار مفاجئ.. وزارة الزراعة الأمريكية تفصل 70 باحثًا أجنبي ...
- -بعد 28 عاما-.. عودة سينمائية مختلفة إلى عالم الزومبي
- لنظام الخمس سنوات والثلاث سنوات .. أعرف الآن تنسيق الدبلومات ...
- قصص -جبل الجليد- تناقش الهوية والاغتراب في مواجهة الخسارات
- اكتشاف أقدم مستوطنة بشرية على بحيرة أوروبية في ألبانيا
- الصيف في السينما.. عندما يصبح الحر بطلا خفيا في الأحداث


المزيد.....

- يوميات رجل مهزوم - عما يشبه الشعر - رواية شعرية مكثفة - ج1-ط ... / السيد حافظ
- . السيد حافظيوميات رجل مهزوم عما يشبه الشعر رواية شعرية مك ... / السيد حافظ
- ملامح أدب الحداثة في ديوان - أكون لك سنونوة- / ريتا عودة
- رواية الخروبة في ندوة اليوم السابع / رشيد عبد الرحمن النجاب
- الصمت كفضاء وجودي: دراسة ذرائعية في البنية النفسية والجمالية ... / عبير خالد يحيي
- قراءة تفكيكية لرواية -أرض النفاق- للكاتب بشير الحامدي. / رياض الشرايطي
- خرائط التشظي في رواية الحرب السورية دراسة ذرائعية في رواية ( ... / عبير خالد يحيي
- البنية الديناميكية والتمثّلات الوجودية في ديوان ( الموت أنيق ... / عبير خالد يحيي
- منتصر السعيد المنسي / بشير الحامدي
- دفاتر خضراء / بشير الحامدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - رانية مرجية - أحمد الطيبي… الطبيب الذي أصرّ أن يبقى قلبه في فلسطين ولسانه في وجه الظالمين