أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - رانية مرجية - ‘ عبلين المجد... عندما تُصبح البلدة قصيدة - قراءة جمالية وجدانية في نص الأديب زهير دعيم‘














المزيد.....

‘ عبلين المجد... عندما تُصبح البلدة قصيدة - قراءة جمالية وجدانية في نص الأديب زهير دعيم‘


رانية مرجية
كاتبة شاعرة ناقدة مجسرة صحفية وموجهة مجموعات

(Rania Marjieh)


الحوار المتمدن-العدد: 8355 - 2025 / 5 / 27 - 11:29
المحور: الادب والفن
    


حين يكتب زهير دعيم عن عبلين، لا يكتب عن بلدة في الجليل فقط، بل عن امرأة من نورٍ وطين،

عن فسيفساء من البساطة والكرامة والقداسة،

عن بقعة لا تشبه إلا ذاتها.

لقد قرأتُ "عبلين المجد" فسمعتُ تراتيل،

ورأيتُ أيقونة تتهجّى الأرض بلغتها الأم،

وشعرتُ بأنّ زهير لم يكن يكتب، بل كان يُصلّي.

نصّه ليس وصفًا لعبلين، بل انغماس في روحها،

هي ليست خلفية شعرية، بل بطلة تتقدّم،

تنهض من بين السطور،

وتفتح ذراعيها كما تفعل الأمّهات حين يعدن الأبناء من التيه.

زهير دعيم يُحبّ بعيني طفلٍ يرى الأشياء للمرة الأولى،

ويكتب بعقل شاعر يرى الذاكرة استمرارًا للجغرافيا.

هو لم يكتفِ برسم لوحة، بل جعل عبلين نفسها الريشة واللون واليد.

كلّ صورة في نصّه، مشبعة بالجمال الخام:

جبال، تلال، وديان، شمس، عاصفة، وكنائس،

لكنها لا تأتي كزينة لغوية، بل كملامح هوية حيّة نابضة.

يقول:

"أعشق سهولك وواديك وتلالك السمراء التي مرّ فوقها يسوع."

كم هو نادر هذا العشق الذي يرى في التفاصيل مقدّسًا،

وفي الأرض حكاية لا تخضع للخرائط ولا للحدود،

بل فقط للإيمان العميق بأنّ المكان ذاكرة لا تموت.

نصّ زهير دعيم يستحق أن يُقرأ ببطء،

أن يُتأمل كما تُتأمل الجداريات القديمة في كنائس الجليل،

وأن يُحفظ كما نحفظ أسماءنا الأولى…

لأنه لا يمدح بل يحنّ،

لا يجمّل بل ينتمي،

ولا يصف عبلين كزائر، بل يحتضنها كابن وفيّ.

وهنا تكمن فرادة النصّ:

زهير لا يبحث لعبلين عن مظاهر المدن الكبيرة،

بل يرى عظمتها في كونها "تحتضن الحضارة في ثوب من الأصالة"،

وفي أنها لا تملك قصورًا، لكنها تملك ما هو أسمى:

الناس، البسطاء، الكادحين، الطيبين،

الذين يجعلون من التراب صلاة، ومن الزعتر نشيدًا،

ومن عرق الجباه تاجًا لا يسقط.

ككاتبة فلسطينية أؤمن بالمكان كامتداد للروح،

قرأت عبلين زهير دعيم كما قرأت الرملة في قلبي،

ورام الله في صوتي،

فوجدتُ فيها نبضًا يشبه الوطن الذي نحلم به:

متجذرًا، جميلًا، شريفًا،

لا يتكلّم كثيرًا،

لكنه حين يتنفّس… يملأ الدنيا شعرًا.

زهير دعيم قدّم لنا نصًا لا يُقرأ فحسب،

بل يُلامس ويُشَمّ ويُعانَق،

نصًّا يُمكن أن نعلّقه على جدران القلب،

كما نعلّق صورة أمّنا الأولى.

*تحية لعبلين التي أشرقت بحروفه،

وتحية لقلبه الذي لم ينسَ أن الحبر قد يتحوّل صلاة،

حين يُكتَب بمحبة صافية لا تشوبها الحاجة إلى التصفيق.



#رانية_مرجية (هاشتاغ)       Rania_Marjieh#          


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- القرآن والإنجيل… رسالتان من سماء واحدة لفلسطين واحدة
- رنا بشارة: الجرح الفلسطيني في جسد الفن المعاصر
- وحدة المحبة... طريقنا للحرية
- أصوات غير مرئية، كاميرا لا ترتجف: سامية عرموش تقاوم بالمعرفة
- العنصرية تسقط عند سرير الشفاء
- بسام جابر… ذاكرة الإعلام في الداخل الفلسطيني ومهندس الصوت ال ...
- الحِداد في المسيحية… عبور من الدمع إلى القيامة
- كرم منّير – لأنّ للعدالة قلب، وللخدمة المجتمعية اسم
- التصرف بمهنية: وعيٌ يتجاوز النوايا
- “ولادة من رماد الخيبة”
- حين تُغتال اللغة وتُغتصب القيم: صرخة في وجه الواقع
- رحلة تطور شخصي وجماعي في إطار التوجيه والعمل الجماعي
- نُبْضُ شهيدٍ عاشق-
- وغابت التي كانت كلّ الحياة
- الف لا
- “حين يُقدَّر الإنسان، يُدهشك بعطائه”
- الدكتور إبراهيم العلم… علمٌ من أعلام فلسطين يستحق التكريم
- طوبي لعزيزتنا كلنا ام رامي أبو شرخ -زقوت- لأن ابتسامتها لن ت ...
- الأمهات لا يمتْنَ أبدًا
- أمي


المزيد.....




- ورشة برام الله تناقش استخدام الذكاء الاصطناعي في غرف الأخبار ...
- أسماء أحياء جوبا ذاكرة نابضة تعكس تاريخ جنوب السودان وصراعات ...
- أنقذتهم الصلاة .. كيف صمد المسلون السود في ليل أميركا المظلم ...
- جواد غلوم: الشاعر وأعباؤه
- -الجونة السينمائي- يحتفي بـ 50 سنة يسرا ومئوية يوسف شاهين.. ...
- ?دابة الأرض حين تتكلم اللغة بما تنطق الارض… قراءة في رواية ...
- برمجيات بفلسفة إنسانية.. كيف تمردت -بيز كامب- على ثقافة وادي ...
- خاطرة.. معجزة القدر
- مهرجان الجونة يحتضن الفيلم الوثائقي -ويبقى الأمل- الذي يجسد ...
- في روايته الفائزة بكتارا.. الرقيمي يحكي عن الحرب التي تئد ال ...


المزيد.....

- المرجان في سلة خوص كتاب كامل / كاظم حسن سعيد
- بيبي أمّ الجواريب الطويلة / استريد ليندجرين- ترجمة حميد كشكولي
- قصائد الشاعرة السويدية كارين بوي / كارين بوي
- ترجعين نرجسة تخسرين أندلسا / د. خالد زغريت
- الممالك السبع / محمد عبد المرضي منصور
- الذين لا يحتفلون كتاب كامل / كاظم حسن سعيد
- شهريار / كمال التاغوتي
- مختارات عالمية من القصة القصيرة جدا / حسين جداونه
- شهريار / كمال التاغوتي
- فرس تتعثر بظلال الغيوم / د. خالد زغريت


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - رانية مرجية - ‘ عبلين المجد... عندما تُصبح البلدة قصيدة - قراءة جمالية وجدانية في نص الأديب زهير دعيم‘