أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - رانية مرجية - رحلة تطور شخصي وجماعي في إطار التوجيه والعمل الجماعي














المزيد.....

رحلة تطور شخصي وجماعي في إطار التوجيه والعمل الجماعي


رانية مرجية

الحوار المتمدن-العدد: 8350 - 2025 / 5 / 22 - 01:36
المحور: المجتمع المدني
    


مقدمة
في هذه المقالة، أستعرض تجربة مهنية وإنسانية مررت بها خلال مشاركتي في دورة تدريبية في مجال التوجيه والعمل الجماعي. أتت هذه التجربة محمّلة بالدروس، التحولات، والتفاعلات العميقة، سواء على الصعيد الفردي أو الجماعي. استندتُ في تحليلي إلى نماذج نظرية راسخة مثل نموذج توكمان (Tuckman)، ويالوم (Yalom)، وروجرز (Rogers)، وهيرون (Heron)، ونولز (Knowles). تنقسم المقالة إلى قسمين رئيسيين: تحليل تطور المجموعة التي شاركتُ فيها، واستعراض لمساري الشخصي خلال الدورة. الهدف من ذلك هو فهم أعمق للسيرورة التي خضناها، واستخلاص رؤى مهنية وشخصية يمكن البناء عليها مستقبلًا.

الجزء الأول: تطور المجموعة – تحليل عبر نموذج Tuckman
اعتمدتُ في تحليل مسار المجموعة على نموذج توكمان (1965)، الذي يقسّم تطور المجموعات إلى خمس مراحل متسلسلة: التكوين، العصف، التنظيم، الأداء، والاختتام. لكل مرحلة سماتها وتحدياتها، وقد تجسدت بوضوح في اللقاء الذي شاركت فيه.

🌿 "تمر كل مجموعة بمراحل: التكوين، العصف، التنظيم، الأداء، والانتهاء، وكل مرحلة تحمل معها تحديات وفرصًا للنمو، الفردي والجماعي."
(Tuckman, 1965)

1. مرحلة التكوين (Forming):
بدأ اللقاء في مركز "ريان – اللد" بنشاط بصري رمزي، أتاح للمشاركين التعبير عن حالتهم الداخلية بطريقة غير مباشرة، مما كسر الحواجز الأولية وفتح الباب لبناء الأمان. برزت هنا الحاجة للتوجيه والاحتواء، ونجحت الموجهة في توفير بيئة آمنة ومحفزة.

2. مرحلة العصف (Storming):
تم الانتقال إلى نقاش مهني حول "التطبيق الخارجي"، ما أتاح ظهور تباينات في وجهات النظر ومواقف دفاعية. هذه الصراعات عبّرت عن رغبة كل فرد في تأكيد ذاته داخل المجموعة.

🤝 "الديناميكية داخل المجموعة ليست مجرد تفاعل بين أفراد، بل هي شبكة معقدة من الأدوار والمواقف والمشاعر التي تتشكل باستمرار."
(Yalom, 1995)

3. مرحلة التنظيم (Norming):
تم تقسيم المجموعة للعمل ضمن فرق صغيرة، وبرزت أدوار غير رسمية بشكل تلقائي. بدأنا نشهد تواصلاً إيجابيًا، ودعمًا متبادلًا، ونوعًا من التماسك الجماعي.

4. مرحلة الأداء (Performing):
تجلّت النضوج الجماعي خلال جلسات التوجيه، حيث أصبح الأعضاء يشاركون بصدق، ويقدمون تغذية راجعة بنّاءة لبعضهم البعض. برز هنا التحول من التبعية إلى الشراكة والدعم المتبادل.

5. مرحلة الاختتام (Adjourning):
اختُتم اللقاء بمشاعر تأثر وامتنان واضحة، وكان الوداع عميقًا ومعبرًا. شعر الجميع بأنهم جزء من تجربة ذات معنى، مما يعكس نضوجًا جماعيًا حقيقيًا.

🔍 "الإصغاء الحقيقي هو الأساس في بناء علاقة مهنية داعمة، أما المردود البناء فهو أداة للتعلم والتغيير إذا تم تقديمه برغبة صادقة للنمو."
(Rogers, 1961)

خاتمة تحليلية للمجموعة
عكست تجربة اللقاء رحلة جماعية كاملة بحسب مراحل توكمان، وأظهرت كيف يمكن لتوجيه حسّاس وبيئة حاضنة أن تسرّع من تطور المجموعة، وتحوّل التحديات إلى فرص للنمو. لقد كان اللقاء نموذجًا عمليًا على أن العمل الجماعي ليس فقط تنسيقًا مهنيًا، بل تجربة إنسانية عميقة.

الجزء الثاني: مساري الشخصي – نمو داخلي ومهني
1. محطاتي الشخصية خلال الدورة
انطلقت الدورة بمزيج من الترقب والحماس، إلى جانب بعض الحذر الطبيعي. سرعان ما بدأ هذا الحذر يتلاشى مع تطور المناخ الآمن والداعم، خاصة بعد مشاركتي بتجارب شخصية كان لها وقع محفّز على الآخرين، مما عزز لدي الشعور بالانتماء والقبول.

2. التغيرات والتعلم
تعلمت الإصغاء العميق دون أحكام، والوعي بمشاعري، والقدرة على التعاون مع اختلافات المجموعة. اكتسبت مهارات عملية مثل:

طرح أسئلة مفتوحة ومغلقة بفعالية

إعطاء وتلقي مردود بنّاء

استخدام أدوات توجيه كالتقييم الذاتي وبناء الأهداف

🎯 "التقييم الذاتي يُمكّن المتعلم من أن يكون في موقع الفاعل في مسار تطوره، ويعزز من دافعيته الداخلية."
(Knowles, 1980)

3. تجربة التوجيه – نظرة نقدية
قدّم لي التوجيه الفردي نافذة لفحص ذاتي عميق، لكني شعرت في بعض اللحظات بحاجة إلى تحدٍّ أكبر يدفعني إلى خارج منطقة الراحة. هذا التباين ألهمني للتفكير في كيفية تحقيق التوازن بين الاحتواء والتحدي أثناء توجيهي للآخرين.

🌀 "عملية التوجيه ليست تعليمًا من الأعلى إلى الأسفل، بل هي علاقة شراكة تتطلب وعيًا ومرونة من كلا الطرفين."
(Heron, 1990)

4. بين التخطيط والتطبيق – التحولات
دخلت الدورة بهدف تطوير أدواتي المهنية، لكنني أدركت لاحقًا أن الوعي الذاتي هو الأساس. تحوّل تركيزي نحو تنمية حضوري، وتطوير القدرة على إدارة الصراع بشكل غير دفاعي، وبناء أمان جماعي.

5. التعلم من خلال المردود
من خلال المردود، تبلورت لدي نقاط قوة واضحة:

الإصغاء والتعاطف

الحضور الهادئ والداعم

مهارات تواصل إنساني

إلى جانب مجالات تحتاج لتطوير:

تحدي المشاركين بطريقة محفّزة

صياغة أسئلة عميقة وواضحة

وعي أوسع بدوري في العلاقة التوجيهية

خاتمة شخصية
لم تكن الدورة مجرد تدريب مهني، بل رحلة لاكتشاف الذات من جديد. تعلّمت أن التوجيه يبدأ من الداخل: من وعيي بنفسي، ومشاعري، وقدرتي على الحضور الحقيقي. خرجت منها بشعور أعمق بالثقة والاستعداد لخلق مساحات آمنة للآخرين. أؤمن اليوم أكثر من أي وقت مضى أن كل مجموعة، مهما اختلف أفرادها، تحمل بذور التغيير والتطور إذا وُجدت البيئة الداعمة والتوجيه الحكيم.



#رانية_مرجية (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- نُبْضُ شهيدٍ عاشق-
- وغابت التي كانت كلّ الحياة
- الف لا
- “حين يُقدَّر الإنسان، يُدهشك بعطائه”
- الدكتور إبراهيم العلم… علمٌ من أعلام فلسطين يستحق التكريم
- طوبي لعزيزتنا كلنا ام رامي أبو شرخ -زقوت- لأن ابتسامتها لن ت ...
- الأمهات لا يمتْنَ أبدًا
- أمي
- الفنانة التشكيلية جمانة بشارة فرهود (مروشي) – خارج الضوء –
- في ذكرى نصف عام على رحيل صديقتي ايقونة الرملة المهندسة بثينة ...
- عن مجموعة أسماء الياس القصصية ولد الأمل
- سأغني وأغني وأغني-
- ضمَّ الزنبقةَ ولم يبكِ ولم يذرفْ دمعةً –
- كلنا سواسية أمام الرب-
- صلاة -2
- وذرفت العاصفة دمعة
- حفل تأبينيّ نوعيّ مميّز لأيقونة الرملة، طيّبة الذكر، ابنة ال ...
- الفنانة التشكيلية شادية العيسوي شخصية مُميّزة وفريدة من نوعه ...
- إذا اخترق الربيع فجأة جزيئات الضوء –
- الايمان


المزيد.....




- مدير جمعية الإغاثة الطيبة في غزة: رصدنا بعض العائلات على موا ...
- فرق الأمم المتحدة تستعد لتوزيع حمولة 90 شاحنة من المساعدات ا ...
- بسبب تهديد إسرائيلي.. -إنذار جاد- من إيران للأمم المتحدة
- نداء موحّد لمواجهة المجاعة في غزة: أطلقوا القافلة الدبلوماسي ...
- بينما يصرخ -فلسطين حرة-.. شاهد لحظة اعتقال المشتبه به في مقت ...
- سيناتور أمريكي: تكلفة احتجاز المهاجر الواحد في غوانتانامو تص ...
- الأمم المتحدة تحذر من مخاطر -تجدد الصراع-... سوريا إلى أين؟ ...
- الأونروا: 800 طفل فلسطيني خارج المدرسة بعد إغلاق 6 مدارس في ...
- روسيا.. اعتقال مراهقين خططا لعمل إرهابي بتوجيه من استخبارات ...
- الأمم المتحدة: -إسرائيل- اقترحت طريقا واحدا لإدخال المساعدات ...


المزيد.....

- أسئلة خيارات متعددة في الاستراتيجية / محمد عبد الكريم يوسف
- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - رانية مرجية - رحلة تطور شخصي وجماعي في إطار التوجيه والعمل الجماعي