رانية مرجية
الحوار المتمدن-العدد: 8349 - 2025 / 5 / 21 - 11:22
المحور:
الادب والفن
ذاتَ مساءٍ…
سألتحقُ بموكبِ الشهداءِ،
وأُحلّقُ في سماءِ العزِّ،
أتزوّجُ حبيبتي هناك،
فلستُ إرهابيًا،
أنا فلسطينيٌّ، فدائيٌّ… أنا.
دنّسوا أرضي،
اغتصبوا حقي،
هدموا بيتي،
قتلوا حلمي،
هدموا مآذنَ المساجد،
أحرقوا أيقوناتِ الكنائس،
أجهضوا زيتونَ قريتي،
وقتلوا ناردين… حبيبتي.
فيا أمّي،
لا تبكيني…
ارفعي الهامة،
وزفّيني بالزغاريد،
وغنّي للوطنِ مواويلَ العزِّ،
أنا شهيدُ الوفاء،
ولستُ آخرَ الشهداء.
من الجنةِ أعانقُ قدسَ أقداسي،
حيٌّ أنا… في العُلا باقٍ،
في القممِ أحلّقُ كالنّسور،
لم أنكثْ عهدًا،
ولا ناردينُ خذلتني.
سجنوها،
لكنها بقيت حرّةً أبيّة،
لم تراقصهم،
لم تحتسِ الذلَّ في كؤوسهم،
اتّقدت نارًا،
شُعلةَ وفاء،
لم تساومْ، لم ترضخْ،
في أقبيةِ العار،
وزنازينِ الذلِّ،
تُغتَصبُ الملائكة…
في "باليرون" قُتلتُ،
لكنّ الشهداءَ لا ينتحرون،
أناديكِ من لحدي،
يا أمّي…
أنا الثائرُ المنتقِم،
شعبُنا ضاقتْ به السبلُ،
لكنّي ما زلتُ أرفعُ كتابَ ربّي،
هذا قرآني،
وهذا إنجيلي،
وهذا صليبُكِ،
أسودٌ من ظُلمِهم،
يا "أبونا حنّا"،
ويا "أمّنا جُو رُجيت"،
ويا أبي الشيخ،
عناقٌ، وقراءةٌ، وصلاة…
ناردين قُتلت،
لكنها لم تساوم،
ناردين، يا أمّي،
لم تتاجرْ بنا يومًا،
نادَتْني من سماءِها السابعة:
يا أحمد،
يا رفيقَ دربي،
اثأرْ لدمي،
ادفعْ مهري،
موعدُنا جنانُ الرب.
أطفالُنا حجّتُنا،
وهناك… هناك الحياة،
لنلبّي نداءَ الشهداء،
تتويجٌ من الربّ،
واحتفالٌ ملائكيّ،
عرسُنا سماويّ،
هو انتقامٌ من الغَصب،
ودفعُ مهرِ الأرض،
ومهرِ الرب،
ومهرِ ناردين…
#رانية_مرجية (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟