أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - قضايا ثقافية - رانية مرجية - سليم نزال… سليل القلم المقاوم وأيقونة الفكر المستنير














المزيد.....

سليم نزال… سليل القلم المقاوم وأيقونة الفكر المستنير


رانية مرجية

الحوار المتمدن-العدد: 8361 - 2025 / 6 / 2 - 00:08
المحور: قضايا ثقافية
    


في زمنٍ هجرت فيه الكلمات قداستها، وابتذلت فيه المفاهيم حتى غدت الوطنية مجرّد شعار يلوّح به الطغاة، يخرج من بين الركام رجل يشبه الأنبياء في نبوءاته، ويشبه المقاتلين في جرأته، ويشبه العاشقين في شغفه بوطنه الذي لم يغادره وإن غادره. إنه الدكتور سليم نزال، الفيلسوف الفلسطيني، المفكّر الحر، والكاتب الذي يكتب من منفى القلب، لا منفى الجغرافيا فقط.
بين يافا وحيفا… يولد فكرٌ لا يموت
الدكتور سليم نزال، من بلدة لوبية المهجّرة، لم يحتج إلى خارطة ليتعرّف على فلسطين، كانت في دمه، في لهجته، في كل ما كتب. حاز شهادة الدكتوراه في العلوم السياسية، لكنه لم يختبئ خلفها كما يفعل الأكاديميون المتعالون، بل جعل منها سلاحًا يطلق به رصاصات منطق ضد هرطقات الإعلام الرسمي العربي والدولي. عاش في أوروبا، لكنه حمل فلسطين معه كما يحمل البدويّ زوادته في الصحراء: خبز جاف، وكرامة لا تجف.
كاتب في زمن الخرس الجماعي
مَن يقرأ مقالات سليم نزال، يدرك أنه لا يكتب ليُعجب، بل ليُحرض. يكتب ليوقظنا من سبات السرديات المتكررة التي خدرونا بها منذ النكبة حتى النكسة حتى صفقة العار المسماة سلامًا. في مقالاته نبرة سخرية مرة، لكنها لا تهدف للإضحاك، بل لخلخلة اليقين الكسول. كتب عن فلسطين، وكتب عن سوريا ولبنان والجزائر وتونس والعراق، لكن فلسطين كانت الخيط الأحمر الذي لا ينقطع، حتى في مقالٍ عن النرويج.
من مقالته الشهيرة “النكبة مستمرة ولكننا لم نستمر”، يفكك ببراعة طغيان الخطاب العاطفي الفارغ، ويفضح النخب التي تسلّقت على دم الشهداء لتحصل على امتيازات الـVIP في المؤتمرات الدولية. أما في “الأسطورة والأكاذيب في صراعنا مع الصهيونية”، فهو لا يهادن، ولا يعتذر عن جذرية موقفه، ويطالبنا أن نكون واقعيين لا خنوعيين، أن نفكر لا نكرر.
نضالٌ لا يحتاج إلى بندقية
نضال الدكتور سليم نزال ليس من نوعٍ تصدر له الأوامر ولا يُتلى في نشرات الأخبار، بل هو النضال الثقافي الأكثر صعوبة، لأنه ضد العدو الخارجي والعدو الداخلي معًا. عدو اسمه الجهل، وكسل الوعي، والاكتفاء بالهتاف. يقف دائمًا في وجه التطبيع، لا بتشنج شعاراتي، بل بتحليل رصين يُسقط الأقنعة عن التطبيع اللغوي والتربوي والثقافي.
وحين كتب عن الجزائر، أخت فلسطين، لم يتعامل معها كرمز جاهز بل استحضر عمقها الثوري وأرّخ لبطولاتها بضمير حيّ، مستشهدًا بمقولة العربي بن مهيدي: “ارموا بالثورة إلى الشارع، يحتضنها الشعب.” أما ضظلام الطائفية الذي فرضوه علينا. تحدث عن نازك الملائكة، ومظفر النواب، لا كأسماء بل كذاكرة جماعية محاصرة.
لماذا نحتاج سليم نزال اليوم؟
لأننا في زمن العدم الفكري، نحتاج من يذكّرنا أن الكتابة موقف. أن المقالة ليست فقرة في صفحة ثقافية مهملة، بل صرخة قد توقظ أمّة. ولأننا اليوم نخاف أن نقول “أنا فلسطيني”، نحتاج إلى مَن يكتبها كل يوم بعشرين طريقة، دون أن يتلعثم.
سليم نزال ليس مجرد كاتب، هو ضمير في زمن التنازلات، مثقف عضوي، لا يرتهن لتمويل ولا لمنابر. كتاباته ليست بضاعة للعرض، بل حجارة في وجه كل محتل، وكل فاسد، وكل مثقف مرتزق.
كلمة أخيرة…
يا دكتور سليم، في هذا الليل الطويل من الغربة والعتمة، صوتك أشبه بمئذنة في مدينة محاصرة. نحتاجك، نحتاجك أكثر مما نظن. نحتاجك لنتذكر أن فلسطين ليست جغرافيا فقط، بل موقف. وأن الكتابة ليست مهنة بل التزام. وأن النكبة، ما لم نكتبها بدمنا ووعينا، ستصبح عرضًا مسرحيًا يتكرر بلا جمهور



#رانية_مرجية (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- في حضرة الغياب.. بعد خمسة وعشرين عامًا على رحيل فيصل الحسيني
- تركي عامر… شاعر الجليل الذي لا يعود إلى المرعى
- مريم نجمة… ابنة الشمس والموقف والقصيدة
- سوزان دبيني… بين دفء القصيدة وصوت الوجدان
- -في انتظار اللحظة المُطلقة-
- دينا سليم... حين يكتب الغبار سيرة وطن
- شوقية عروق منصور: صوت فلسطين الأصيل بين الشعر والإعلام والقل ...
- إيمان القاسم سليمان… حين يتحول المايكروفون إلى وطن
- أحمد الطيبي… الطبيب الذي أصرّ أن يبقى قلبه في فلسطين ولسانه ...
- -غطوا رؤوسهم أولًا.. لا طفولتي!-
- نداء الجذور
- ‘ عبلين المجد... عندما تُصبح البلدة قصيدة - قراءة جمالية وجد ...
- القرآن والإنجيل… رسالتان من سماء واحدة لفلسطين واحدة
- رنا بشارة: الجرح الفلسطيني في جسد الفن المعاصر
- وحدة المحبة... طريقنا للحرية
- أصوات غير مرئية، كاميرا لا ترتجف: سامية عرموش تقاوم بالمعرفة
- العنصرية تسقط عند سرير الشفاء
- بسام جابر… ذاكرة الإعلام في الداخل الفلسطيني ومهندس الصوت ال ...
- الحِداد في المسيحية… عبور من الدمع إلى القيامة
- كرم منّير – لأنّ للعدالة قلب، وللخدمة المجتمعية اسم


المزيد.....




- رجل يدّعي هروبه من سجن بأمريكا يتوسل لترامب ومشاهير لمساعدته ...
- خريطة توضح موقع -جسر القرم- الذي فجرته أوكرانيا.. ومدى أهميت ...
- التونسي هشام الميراوي... رجل -طيب سخي- راح ضحية جريمة عنصرية ...
- -نريد لقمة العيش بكرامة-.. فلسطينيون يتحدثون لـCNN بعد مقتل ...
- القصف الإسرائيلي يستهدف الأبراج السكنية في غزة | بي بي سي تق ...
- ما هي مراحل توسعة الحرم المكي عبر التاريخ؟
- أمين عام الناتو: مسألة انضمام أوكرانيا للحلف لا زالت مطروحة ...
- غزة: مقتل العشرات وإستهداف مستشفى في دير البلح والحصيلة الإج ...
- تركيا تثبت أقدامها في سوريا.. دعم للقوات الحكومية وانتشار طو ...
- الحكومة الإسرائيلية مهددة بالانهيار بسبب خلاف الخدمة العسكري ...


المزيد.....

- أسئلة الديمقراطية في الوطن العربي في عصر العولمة(الفصل الساد ... / منذر خدام
- أسئلة الديمقراطية في الوطن العربي في عصر العولمة(الفصل الثال ... / منذر خدام
- أسئلة الديمقراطية في الوطن العربي في عصر العولمة(الفصل الأول ... / منذر خدام
- ازمة البحث العلمي بين الثقافة و البيئة / مضر خليل عمر
- العرب والعولمة( الفصل الرابع) / منذر خدام
- العرب والعولمة( الفصل الثالث) / منذر خدام
- العرب والعولمة( الفصل الأول) / منذر خدام
- مقالات في الثقافة والاقتصاد / د.جاسم الفارس
- مقالات في الثقافة والاقتصاد / د.جاسم الفارس
- قواعد اللغة الإنكليزية للأولمبياد مصمم للطلاب السوريين / محمد عبد الكريم يوسف


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - قضايا ثقافية - رانية مرجية - سليم نزال… سليل القلم المقاوم وأيقونة الفكر المستنير