أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - قضايا ثقافية - رانية مرجية - ما دام ضميرك صاحي ومعك، اكتب…














المزيد.....

ما دام ضميرك صاحي ومعك، اكتب…


رانية مرجية

الحوار المتمدن-العدد: 8370 - 2025 / 6 / 11 - 11:36
المحور: قضايا ثقافية
    


ما دام ضميرك صاحيًا ومعك، اكتب، ولا تخشَ في الحبر لومة لائم. اكتب ولو بكيت، ولو نُفيت، ولو اتهموك بالتطاول على المسلمات. اكتب لأن الكتابة، حين تكون صادرة من ضمير صاحٍ، ليست ترفًا، بل فعل مقاومة، وشهادة، ونافذة مفتوحة نحو الله.
في عالمٍ مُثقلٍ بالضجيج، حيث تُخدَّر الضمائر تحت وابل من الشاشات والإعلانات والتفاهة، يصبح للضمير قيمة نادرة، ويصبح للكاتب الصادق دور النبيّ. ليس نبيًا يبشر بالخلاص، بل نبي يفضح الزيف، ويُعرّي القبح، ويمسح عن المظلومين دموعهم بكلماتٍ من نور.
الكتابة ليست مهنة للترف الفكري، بل هي امتحان يومي للإنسان في إنسانيته. فحين تكتب، تُعيد ترتيب الكون، تُضيء عتماتك الداخلية، وتصرخ نيابة عن من لا صوت لهم. وكل كلمة لا تمر عبر الضمير، تتحول إلى رصاصة طائشة، أو صمت متواطئ، أو زخرف لا حياة فيه.
أما الضمير، فذاك الصوت الخافت الذي يوقظك في الهزيع الأخير من الليل ليقول لك: “ما كتبته لا يشبهك… امحُه واكتب ما يشبهك، ما يليق بك، ما يعكس صورتك في مرآة الروح.” والروح لا تكذب.
حين نكتب بضمير، نواجه أنفسنا أولًا. نُزيل عنها الأقنعة، ونتجرّد من خوفنا، ونسمح لنور الحقيقة أن يتسلّل من الشقوق التي أحدثها القمع والتزييف والتعب. الكتابة الصادقة لا تهادن، لا تبحث عن تصفيق، ولا ترتدي الأزياء الفكرية السائدة. إنها تسير عارية في شوارع الكلمات، تصفعنا بحقيقتها وتُبكينا، لكنها تشفينا.
أنا لا أخاطب الكتّاب فقط، بل أخاطب الإنسان في كلٍّ منّا. فكل فعل يومي هو شكل من أشكال الكتابة: كيف تحب، كيف تعتذر، كيف تتضامن، كيف تصمت حين يجب الكلام، أو تتكلم حين يُفرض الصمت. ما دام ضميرك صاحي، فأنت تكتب، حتى لو لم تمسك قلمًا.
قد تُحاصرك الأصوات العالية، ويُقال لك إن الحقيقة نسبيّة، وإنّ الصدق يُضعفك، وإن الضمير وهمٌ شاعريّ تجاوزه الزمن. لا تصدقهم. فلو كان الضمير وهمًا، لما خافوا منه إلى هذا الحد. ولو كانت الكلمة الصادقة بلا أثر، لما سجنوا الشعراء، ولا أحرقوا الكتب، ولا أسكتوا الصحف.
ما دام ضميرك صاحي ومعك، اكتب، لأن الكتابة بضمير ليست فقط مقاومة، بل صلاة. والصلاة التي تخرج من القلب، تصل… دائمًا تصل



#رانية_مرجية (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حرية حرية… وإلّا؟
- الكلاب أوفى من البشر… وهل في الأمر مبالغة؟
- أذهب إلى المقبرة كل يوم… لأنني لا أجدني بين الأحياء
- موج بحر يافا
- قصيدة في عيد العنصرة-العنصرة… حين تتكلّم الروح
- متى تنتهي الحرب؟
- الإنسان الحضن… حين يكون التواضع لغة القلوب
- لا تعتذر
- المسرح الفلسطيني في أراضي ال48: من الخشبة إلى الحكاية الجماع ...
- المرأة الأرثوذكسية بين الموروث والحداثة
- غزة… حين تُغني الجراح بصوت البحر
- “العربي الجيّد”… ذلك الذي لا يُسمع له صوت ولا يُرى له وجه
- أنا القدس أنا الناصرة أنا الرملة ورام الله
- كنيستي الأرثوذكسيّة
- جميل السلحوت… راوي الجرح الفلسطيني ومؤرّخ الهامش المقدسي
- حين يبتسم الألم: قراءة نقدية في قصتي -إيش يعني مهرّج طبي؟- و ...
- منار حسن… حين تكتب المرأة الفلسطينية كي لا تُمحى
- المرأة التي تكتب من حبر الرحيل والنار: في حب ووجع مريم نجمه ...
- جبل الزيتون لا ينحني قصة للأطفال
- سليم نزال… سليل القلم المقاوم وأيقونة الفكر المستنير


المزيد.....




- إسرائيل تعلن عن أول وفاة جراء الهجوم الإيراني
- إصابة نائب تركي باعتداءات على نشطاء -قافلة الصمود- في مصر
- وسائل إعلام إيرانية: سماع دوي انفجارات في طهران.. واشتعال ني ...
- مسؤول إيراني لـCNN: سنستهدف قواعد أي دولة ستدافع عن إسرائيل ...
- شاهد.. دمار واسع في تل أبيب خلفه الهجوم الإيراني
- -التايمز-: إسرائيل لم تبلغ بريطانيا بنيتها ضرب إيران لأنها ل ...
- خبير طاقة مصري يكشف أسوأ سيناريو بعد الضربة الإسرائيلية للمن ...
- الحرس الثوري الإيراني: الضربات الصاروخية استهدفت 150 موقعا إ ...
- خبير عسكري مصري يكشف سبب قوة تأثير صواريخ إيران فرط الصوتية ...
- وزير خارجية الإمارات يجري اتصالات موسعة مع عدة دول لتجنب الت ...


المزيد.....

- أسئلة الديمقراطية في الوطن العربي في عصر العولمة(الفصل الساد ... / منذر خدام
- أسئلة الديمقراطية في الوطن العربي في عصر العولمة(الفصل الثال ... / منذر خدام
- أسئلة الديمقراطية في الوطن العربي في عصر العولمة(الفصل الأول ... / منذر خدام
- ازمة البحث العلمي بين الثقافة و البيئة / مضر خليل عمر
- العرب والعولمة( الفصل الرابع) / منذر خدام
- العرب والعولمة( الفصل الثالث) / منذر خدام
- العرب والعولمة( الفصل الأول) / منذر خدام
- مقالات في الثقافة والاقتصاد / د.جاسم الفارس
- مقالات في الثقافة والاقتصاد / د.جاسم الفارس
- قواعد اللغة الإنكليزية للأولمبياد مصمم للطلاب السوريين / محمد عبد الكريم يوسف


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - قضايا ثقافية - رانية مرجية - ما دام ضميرك صاحي ومعك، اكتب…