أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سعيد مضيه - ديمقراطية برسم التصفية في حاضرة الامبراطورية الامبريالية















المزيد.....

ديمقراطية برسم التصفية في حاضرة الامبراطورية الامبريالية


سعيد مضيه

الحوار المتمدن-العدد: 7230 - 2022 / 4 / 26 - 10:05
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


الولايات المتحدة دولة تحكمها الاحتكارات. والاحتكار لا يقتصر على المجال الاقتصادي، بل يسري في عروق المجتمع ويتحكم في الثقافة والسياسية، وأهم من كل هذا يمتلك منابر الميديا الاحتكارية، ذات التأثير الأضخم والأوسع على وعي الجماهير داخل الولاياتالمتحدة وعلى صعيد العالم. فللإعلام دور كبير في فرض الموافقة على السياسات الرسمية ، كما قال نوعام تشومسكي في كتاب حمل العنوان "فرض الموافقة". تطورت امبريالية ميديا من صحف ومنابر أخرى تمولها الاحتكارات تؤثر في جمهور واسع تكيف وعيه ومعارفه بما يلائم سيطرة الاحتكارات . هذه المنابر لا تلتزم بالحقيقة ولا تحترم حق الجمهور في معرفة الحقيقة ؛ أطلق عليها الاسم ميديا ، والكلمة لاهوتية جمع ميديوم مُبلّغ الرسالة.. رسالة أصحاب السلطة، او ما يطلق عليهم الإستابلشمنت، وتقابل في العربية ملأ القوم، أصحب الحول والطول،أصحاب االقرار.
الكاتب الأميركي ليونارد غودمان، جاوز الواجهة الزائفة للوضع في الولايات المتحدة، ليكشف الخفايا . تحت العنوان "إياك ان تُستغفَل وتصدق ان الاحتكارات الراسمالية تتمسك بالأخلاق"، قدم الكاتب وقائع عديدة وترك القارئ يحكم بنفسه؛إحدى الوقائع:
"اعلنت كل من أمازون، اميريكان اكسبرس، بلو كروس بلو شيلد، بريتش بتروليوم، بلاك روك، داو كاميكالز، غولدمان ساخس وغيرها من الشركات الكبرى مساندتها لمحاكمة ترامب وإدانته، وذلك من خلال وقف الهبات المقدمة للجمهوريين الذين رفضوا الاعتراف بالكلية الانتخابية. ان اعتقدْتَ أن تلك الشركات اتخذت موقفا اخلاقيا ضد ترمب ، أو من اجل حماية ديمقراطيتنا الدستورية فلا تنخدع. فهذه الشركات اشترت ممثلينا صفقة واحدة، ودمرت بذلك ديمقراطيتنا. حصل أصحاب الشركات من إدارة ترامب على تخفيضات ضريبية وتعطيل المراقبة الحكومية وإنقاذ من الإفلاس؛ والآن يريدونه أن يترك المنصب، وهم لا يهمهم إن كان الرئيس من الحزب الجمهوري أو الديمقراطي، فهم يملكون كلا الحزبين ويتحكمون فيهما".

واقعة اخرى تناولت قضية الأمن المنحاز كليا ضد الفراء والسود والأقليات؛ تقصير أمن الكونغرس في منع اقتحام المبنى رغم ان المنطقة مساحتها ميلان مربعان/ مقابل التعسف حيال مظاهرات شعبية: يقول" مظاهرات حياة السود مهمة، ما ان تضخمت حتى برزت المخاوف من أن يهاجموا النصب التذكارية والمعالم؛ تم على عجل إحضار وحدات الحرس الوطني . لكن لدى أحداث الكونغرس صدرت دعوات لجلب الحرس الوطني ورفض الطلب أو جرى تأجيله."
وكاتب آخر هو جيفري سنت كلير، استعرض عدة قضايا في السياسات الأميركية في مقالة نشرها في الرابع من آذارالماضي، عنوانها " الكراهية والحرب ، إنها العملة ". أشار الى لغز في التعليم الجامعي الأميركي . فقد استغرب " وجود48 جامعة كبرى بالولايات المتحدة تبيع شهادات عالية في الدبلوماسية ودراسات القانون الدولي، ومن الواضح انها لم تخرج ولو دبلوماسيا واحدا يجري مفاوضات سلمية ، مثل مانديلا أو برتراند راسل او داغ همرشيلد. والأنكى أن ترامب اجهز على حركات السلام بالولايات المتحدة. التعليم والتربية تخدم الاستابلشمنت، فطالما المؤسسة لا تحتاج ديبلوماسيين فالجامعة لا تخرج ديبلوماسيين. فسر اللغز دبلوماسي مصري انتخب سكرتيرا عاما للأمم المتحدة. عبر بطرس بطرس غالي عن قصور الدبلوماسية في الولايات المتحدة، حيث علق في مذكراته بالقول إن الولايات المتحدة ليست بحاجة لدبلوماسيين ، فلديها هراوات التدخل العسكري والعقوبات . علق بذلك على منع الولايات المتحدة تجديد منصبه أمينا عاما للأمم المتحدة، لأنه بادر بالإعلان عن تقرير لجنة تحقيق في مجزرة قانا ادان إسرائيل، فعاقبته الدبلوماسية الأميركية ضد أربعة عشر مندوبا في مجلس الأمن وافقا غلى تجديد ولايته!!

أحيانا بدل العقوبات تقدم الولايات المتحدة مساعدات سخية لإسرائيل أو لنظام زيلينسكي في أكرنيا، ونقل سنت كلير قول نانسي بيلوسي رئيسة مجلس النواب الأميركي أن الكونغرس سوف "يزود أكرانيا بأي مساعدة اقتصادية تحتاجها البلاد" ، وعلق متسائلا " هل تحتاج بيلوسي غزوا أجنبيا كي تقدم للأميركيين ‘كل مساعدة اقتصادية يحتاجونها’ ؟" الا يكفي الكساد الاقتصادي ووباءً كورونا ، القاتل بالجملة؟

في الولايات المتحدة ظاهرتان متناقضتان طورتهما ثورة المعلومات . فمن جهة ظهرت احتكارات سوشيال ميديا ، جزء عضوي من الاستابلشمنت، تجني البلايين من الأرباح السنوية مقابل خدمات اليكترونية على شبكات التواصل الاجتماعي، وبيع الأكاذيب والتلفيقات للرأي العام. و تطورت مواقع تواصل اجتماعي تتقصى كل ما تخفيه او تزوره وسائل الميديا الرئيسة المرتبطة بالاستابلشمينت. برز طيف واسع من الصحفيين الاستقصائيين امثال سيمور هيرش وكريس هيدجز وجوناثان كوك وجوليان أسانغ وجون بيلغر وغيرهم فضحوا الكثير من اكاذيب السياسات الأميركية، خاصة مؤسسة ويكيليكس التي أسسها أسانغ . ويكابد هذا الصحفي اضطهادا شرسا داخل سجن رهيب لأنه كشف جرائم أخفتها العدوانية الأميركية ، منها جرائم في العراق وأخرى في أفغانستان. وبخلاف كل القوانين قشت محكمة استئناف أميركية تسليمه الى أميركا لتحاكمه بتهمة الخيانة وتحكم بسجنه مائة وخمسين عاما!! ضرب القضاء البريطاني عرض الحائط احجاجت خبراؤ الفانون والصحفيين وحقوق الإنسان ممن تضامنوا مع أسانج، حيال صمت المنابر الإعلامية الكبرى في العالم.

وساهم كريس هيدجز بأدوار بارزة في الكشف عن جوهر السياسات الأميركية الطبقية الموالية لمصالح الاحتكارات. ويكابد كريس هيدجز في الوقت الراهن التضييقات عليه وعلى امثاله من الصحفيين وكتاب التقصي. في تقرير صحفي يكشف النقاب عن جهود منابرالسوشيال ميديا لإسكات الانتقادات الموجهة للسياسات الرسمية ، وتنظم مراقبة متجنية ضد الروايات المعارضة بصدد أكرانيا ، والحزب الديمقراطي الحاكم والحروب في الشرق الأوسط ودولة الاحتكارات. نشر التقرير على موقع (ستشير بوست)، ونقله موقع كونسورتيوم نيوز في الثامن عشر من إبريل الحالي. جاء في التقرير ان "النخب التقليدية تمارس الضغوط على أجور العمال ويعجزون عن كبح جماح التصخم المتصاعد، والأزمة الاقتصادية تطل برأسها الى جانب المخاطر البيئية . وتظهر النخب ايضا عجزا عن إدخال إصلاحات اجتماعية وسياسية من شأنها تخفيف المعاناة واسعة الانتشار. وحاليا يواجه المجتمع الأميركي مكارثية جديدة اكثر تطورا من السابقة(منتصف الخمسينات).
بتفصيل يكتب هيدجز : أسقط اليوتيوب تسجيلات ست سنوات من عروض قدمْتُها على التلفزيون الروسي، آر تي ، رغم انه ما من واحد من العروض يتعلق بروسيا؛ ليس سرا اختفاء عروضي ؛ فقد منحت صوتا لكتاب ومعارضين ، امثال نوعام تشومسكي وكورنيل ويست ، ولمنتقدي العسكرة معظمهم محاربون قدامى نددوا بجرائم الحرب، وكلك نشطاء من حياة السود مهمة وأكستنيغشن ريبيليون واحزاب صغيرة وحركة إلغاء السجون. كما حوت التسجيلات التنديد بجرائم الأبارتهايد الإسرائيلي، وغطت فصولا من حملة التضامن مع جوليان أسانغ.
كل من يتحدى السلطة يغامر بأن يوضع تحت الرقابة. وفي ندوة نظمها موقع كونسورتيوم نيوز، وشاركت فيها، قدم السياسي البريطاني جورج غالاوي موجزا لما واجهه في الخامس عشر من إبريل. مما قاله غالاوي :
"تلقيت تهديدا بوضع قيود على سفري إذا واصلت النشر التلفزيوني، الذي أمارسه منذ عقد من الزمن. ( يقدم غالاوي برنامج "كلمة حرة" على فضائية الميادين مرتين في الشهر) دمغوني زورا "ميديا الدولة الروسية"، عندما قدمت عرضا على ميديا الدولة الروسية. لم تلصق بي التهمة إلا بعد أن انهيت تقديم العروض هناك ، لأن الحكومة اعتبرت ذلك جريمة". صفحتي على تويتر كسبت 47 ألف صد يق، يزدادون ألفا كل يوم؛ فجأة، مثل قطار اصطدم بمصد، حين برزت قصة إيلون موسك، (ملياردير ، مهندس ومخترع أسس عدة شركات )، عبرت فيها عن وجهة نظر بأنه من الأوليغارشية بدون شك ، لكن أفضله على ملوك السعودية ، الذين تبين فيما بعد أنهم مالكو أسهم في تويتر . هبط أصدقاء صفحتي حتى لتكاد تتلاشى .
وشارك بالندوة سكوت ريتر، عمل مفتشا ضمن لجنة الأمم المتحدة للبحث عن أسلحة الإبادة الشاملة بالعراق ، وخدم من قبل ضابط استخبارات بالأسطول البحري؛ فضح أكذوبة وجود أسٍلحة إبادة شاملة بالعراق قبيل غزو العراق عام2003 . حاليا شطبت صفحته على تويتر بعد أن قدم رواية مضادة لرواية حكومة أكرانيا حول مجزرة بوتشا. العديد من الضحايا تلقوا الرصاصات بالرأس، وجدت أيديهم مقيدة من الخلف وعلى ذراع كل منهم شريط أبيض يشير انه من لجنة تقديم المواد التموينية . قتلوا بتهمة التعاون مع الروس. بالندوة ندد ريتر بإجراء تويتر:
طوال ثلاث سنوات جمعت أربعة آلاف صديق على تويتر، وكانت حصيلة مقبولة؛ وبعد النشر عن حقيقة ما جرى في اوتشا قفز الرقم الى أربعة عشر ألفا. اوقف اتصالي على الموقع، ثم أعيد الاتصال وإذا بعدد الأصدقاء يرتفع الى ستين ألفا؛ اوقفت ثانية وقفز الرقم الى مائة ألف. جاءني الأمر على صفحات : عليك أن تشطب، عليك أن تشطب ، وشطبوني على الموقع، ويا لسخافة العذرالذي قدموه: كنت متحيزا ، وكنتَ مزعجا وانت تقول ما تعتقده الحقيقة .
يواصل ريتر: لم تكن لدي النظرة الحصيفة في أكرانيا كما كان الأمر بالعراق . ولكن تقنية المراقبة كضابط استخبارات تنطبق على الحالة الأكرانية؛ وليس لك إلا أن تستنتج بان الشرطة المحلية هي الفاعل ، ولديّ كل العناصر المؤيدة. لا يحبون المتعاونين مع الروس ، وهذا ما قالوه على الانترنت. مدير البوليس امر الشرطة في بوتشا ، وهذه هي البّينة. الجثث المتناثرة بالشوارع بأشرطة بيضاء على الأذرع كانوا يحملون وجبات الطعام. هل من معطيات لم ألاحظها ؟ قطعا لا. كضابط استخبارات اعتمد المعطيات المتوفرة . قدمت تقييمي بناء على المعطيات ؛ اما تويتر فقد اعترض"
.
حادثتان محوريتان استنفرتا عالم البيزنيس للضغط على منابر السوشيال ميديا : الأولى نشر وثائق مصنفة على ويكيليكس التي أنشاها جوليان أسانغ؛ والثانية انتخاب ترمب رئيسا. حزبا الحكم لم يستعدا للأمر؛ يمارسان جرائم حرب ، فساد، لامبالاة فظة إزاء محنة الجمهور والتمركز الحاد للثروة ، كلها طعنت في مصداقية حزبي الحكم اللذين لم يعرفا توجهات الرئيس الجديد . لم يتوقعا انتخاب ترمب ، الأمر الذي أثار لديهما الخوف على مواقعهما؛ بالنتيجة جمع الحزبان الجمهوري والديمقراطي قواهما وطالبا بالمزيد والمزيد من الرقابة على السوشيال ميديا.
حتى النقاد الهامشيون توجب إسكاتهم. الدكتورة جيل شتاين مرشحة نائبة رئيس عن حزب الخضر في انتخابات 2016 فقدت حوالي نصف المتعاملين على السوشيال ميديا إثر ظهورها على شبكة الإنترنت لمدة 12 ساعة أثناء الحملة الانتخابية. اتهمها أحد أنصار هيلاري كلينتون مع ترمب أنهما رصيد روسي. طوال ثلاث سنوات ولجنة الاستخبارات بمجلس الشيوخ تجري تحقيقات حول ستاين. أثناء الندوة تحدثت شتاين عن خطر يهدد حرية الكلام : "نحن نمر بلحظة شديدة الخطورة . لا يقتصر التهيد على حرية الصحافة وحرية التعبير؛ إنما الخطر يطال الديمقراطية بكل أبعادها. تم إقرار 36 قانونا تحكم بالسجن عشر سنوات عقوبة الاشتراك في مظاهرة غير مرخص لها . يختلف الأمر من ولاية لأخرى؛ وعليك بمعرفة القانون في ولايتك إن أردت الاحتجاج. اجيز لسواق السيارات صدم ودهس من يسد الشارع بمظاهرة احتجاجية!
اول دليل على ان الصحفيين لا يتم تهميشهم وحسب –يقبل المرء التهميش إذا ما تحدى السلطة القائمة ومارس صحافة مستقلة- لكن فرض الرقابة على المنشورات تم في نوفمبر / تشرين ثاني 2016، بمبادرة من كريغ تيمبيرغ مراسل تكنولوجي بصحيفة الواشنطون بوست. نشر قصة صحفية عنوانها "البروباغندا الروسية تساعد في نشر’ أخبار ملفقة‘ أثناء الانتخابات، يقول الخبراء". وفي متن الخبر يذكر أسماء 200 موقع اليكتروني منها تروث ديغ الذي اكتب عليه مقالة أسبوعية زعم انها " تروج البروباغندا الروسية".
محللون بدون أسماء تطلق عليهم، إمعانا في الاستخفاف، " مجموعة من الباحثين ذوي خلفية سياسية وعسكرية وتكنولوجية أجنبية"، يتبعون "المنظمة " المجهولة (بروب أور نت) وجهوا اتهاماتهم.. وإذا بالقائمة تضم مائتين من المواقع الإليكترونية، منها ويكيليكس، تروث أوْت ، بلاك أجندا ريبورت ، نيكد كابيتاليزم(الرأسمالية العارية)، كاونتر بانش ، أنتي وور. كوم،(موقع مناهض للحروب) كونسورتيوم نيوز ، ومؤسسة رون باول( كلها مواقع إليكترونية مستقلة تنقل تقارير صحفية استقصائية ، تنشر ما تخفيه ميديا السلطة) . جميع هذه المواقع ، قيل عنها، انها لعبت، بذكاء أو بغبا، دور وكيل روسيا. لم تقدم ضد أحد منها بينة تدين؛ إذ لا توجد بينات ارتباط بروسيا . والمؤشر المشترك الوحيد انها جميعا انتقدت قيادة الحزب الديمقراطي. لم يتصل تيمبرغ بأي من المواقع قبل توجيه اتهاماته؛ رفض، هو وصحيفة واشنطون بوست، الكشف عن هوية العاملين خلف (بروب اور نت). عملت بالتدريس في مدرسة الصحافة بجامعة كولومبيا؛ ولو أي من تلاميذي أو تلميذاتي كتب مثل حكاية تيمبرغ لفشل في امتحان التخرج.
كل ما في الأمر أن النخب كانوا بأمسّ الحاجة الى تفسير لفشل هيلاري كلينتون وضعف شعبيتهم. قالوا أن الحكايات الملفقة قد وضعها الروس بالسوشيال ميديا من أجل انتخاب ترومب( وفيما بعد اتهم ترمب نفسه السلطات المسئولة بالتزوير ضده!!). جميع نقاد الحزب الديمقراطي من اليسار أو اليمين باتوا وكلاء روسيا .
أرسيت قاعدة يتم النسج على منوالها، إذ بدأت تختفي صفحات ومواقع . عام 2018 شطب كل من فيسبوك ، آبل ، يوتيوب و سبوتيفاي الصفحات والقنوات الخاصة بأليكس جونز ، منظّر المؤامرات وموقعه الإليكتروني (إنفو وورز). شرعت كل من تويتر ، غوغل ، فيسبوك و يوتيوب تستخدم تهم التأثير الأجنبي للبدء في توجيه رسائل إليكترونية لإسكات النقاد. للوليد بن طلال أسهم كبيرة في تويتر، وهو رئيس الشركة القابضة بالسعودية، التي رفضت عرض إلون موسك الأخير لشراء المنبر. يصعب إيجاد نظام اكثر استبدادا من السعودية ، او اكثر عداءً للصحافة .
مواقع اجتذبت عشرات او مئات الآلاف من المتعاملين فجأة وجدت نفسها في الحضيض؛ قرر "بروجيكت اول" ، التابع لموقع غوغل، استئصال "الأخبار الملفقة" ، واستخدم " تحديثات الغوريثمات لشطب مواقع " وتشطب المواد المعادية". هبطت حركة مواقع مثل أنتر نيت بنسبة 63 بالمائة، الديمقراطية الآن بنسبة 36 بالمائة ، أحلام مشتركة بنسبة 37بالمائة ، تروث أوت بنسبة 25 بالمائة ، ذا إنترسيبت بنسبة 19 بالمائة ويكيليكس شطبت نهائيا عن الشبكة العنكبوتية. كتب محررو ماذر جونزعام 2019 انهم فقدوا حوالي ستمائة ألف مشاهد على فيسبوك خلال 18 شهرا. موقع (تروث ديغ) ، الذي انشر عليه مقالا اسبوعيا تبين له ان كلمة مثل "الامبريالية"، تنزل على غوغل، ومنها مقالاتي، من شانها ان تهبط بعدد الأصدقاء فقد هبط المطالعون لمقالاتي خلال 12 شهرا من سبعمائة ألف الى مائتي ألف.
غير ان إزاحتنا - والكلام ما زال لحريس هيدجز-على الهامش لم يعد كافيا ، خاصة مع بروز دلائل على فقدان الحزب الديمقراطي مقاعد في الانتخابات النصفية في نوفمبر القادم وهبوط شعبية بايدن في استطلاعات الرأي.الآن يجب شطبنا نهائيا. باتت تختفي عشرات المواقع والكتاب ورسائل الفيديو الأقل شهرة. فيسبوك حظرت كتابات ، ويوتيوب حظر موضوعا ادعى أن "محتواه يطرح ادعاءات كاذبة تنشر اكاذيب واخطاء وكليشيهات تغير من نتيجة انتخابات الرئاسة الأميركية يحظر نشرها على يوتيوب" . وقالت تولسي غابارد أنها بعد أن نشرت في 13 آذار ان الولايات المتحدة مولت مختبرات اكرانية والقت على بايدن مسئولية الغزو الروسي لأكرانيا فقد أُ لغي برنامجها على موقع تويتر.
هذه المواقع الإ ليكترونية تكسب الملايين من بيع معلوماتنا الشخصية الى الشركات الكبرى ووكالات الإعلانات ومؤسسات العلاقات العامة السياسية. هي تعرف كل شيء عنا ، ولا نعرف شيئا عنها .انها تهيئ لميولنا ومخاوفنا وعاداتنا وتحيزاتنا، و تسكت أصواتنا إذا لم نتجاوب معها. سوف لن توقف الرقابة مسيرة أميركا باتجاه المسيحية الفاشية. حاولَت من قبل ألمانيا فايمار( أخر سلطة جمهورية قبل النظام النازي). إبعاد الفاشية النازية عن طريق فرض قوانين صارمة ضد الكراهية . وفي عشرينات القرن الماضي اضطهد قادة الحزب النازي الألماني ، ومنهم جوزيف غوبلز(رجل الدعاية لنظام هتلر) بسبب دعاية الكراهية ؛ جوليوس سترتشر الذي سجن عدة مرات واوقفت جريدته المناهضة للسامية وغرم مرارا ؛ لكنه، شان السجناء الذين يقضون أحكاما بالسجن بسبب اشتراكهم في هجوم السادس من يناير (2020)، أو مثل ترمب رفعت الاضطهادات من شعبيتهم طالما فشلت السلطة الحاكمة في معالجة البؤس الاقتصادي والاجتماعي.
هناك تماثلات عديدة مع ثلاثينات القرن الماضي(حين قهرت النازية ألمانيا ومضت تقهر البشرية جمعاء)، بما في ذلك سلطة البنوك الدولية لتجميع الثروات بأيدي قلة من الأوليغارشيين مقابل فرض أجراءات تقشف قاسية على الطبقة العاملة في العالم كله .
إن إغلاق المدن في مجتمع فاسد متعفن كمنع الأكسجين عن مصاب بمرض خطير ؛ فذلك يعجل الوفاة بدلا من تأجيلها او منعها .



#سعيد_مضيه (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حال الديمقراطية في أرجاء الامبراطورية الامبريالية
- هشام شرابي المفكر الماركسي-3
- هشام شرابي المفكر الماركسي-2
- الشيوعيون سعوا لتجنب النكبة ولم ينصاعوا لموقف سوفييتي
- هشام شرابي المفكر الماركسي - الحلقة الأولى
- كيف نقلم التناقضات بين نضالات توجب التحالف والوحدة
- داخل روسيا يحسم الصراع حول أكرانيا
- متاهة قوى التغيير الاجتماعي .. مازق التحرر الوطني
- يوم الأرض في التصدي لاحتلال اقتلاعي
- يوم الأرض-1
- وحشية أميركا في العراق فاقت بكثير ما تقوم به روسيا في أكراني ...
- المسئولون عن غزو العراق مجرمو حرب يعاقبون روسيا!
- سيمور هيرش في استقصاءاته الصحفية- الحلقة الأخيرة
- سيمور هيرش في استقصاءاته الصحفية-6
- سيمور هيرش في استقصاءاته الصحفية -5
- سيمور هيرش في استقصاءاته الصحفية -4
- سيمور هيرش في استقصاءاته الصحفية-3
- سيمور هيرش في مذكرات استقصاءاته-2
- سيمور هيرش في مذكرات استقصاءاته .. -1
- التضامن الأممي ..نستثمره ام نتفيأ بظله؟


المزيد.....




- شاهد: تسليم شعلة دورة الألعاب الأولمبية رسميا إلى فرنسا
- مقتل عمّال يمنيين في قصف لأكبر حقل للغاز في كردستان العراق
- زيلينسكي: القوات الأوكرانية بصدد تشكيل ألوية جديدة
- هل أعلن عمدة ليفربول إسلامه؟ وما حقيقة الفيديو المتداول على ...
- رئيس هيئة الأركان المشتركة الأميركية يتهرب من سؤال حول -عجز ...
- وسائل إعلام: الإدارة الأمريكية قررت عدم فرض عقوبات على وحدات ...
- مقتل -أربعة عمّال يمنيين- بقصف على حقل للغاز في كردستان العر ...
- البيت الأبيض: ليس لدينا أنظمة -باتريوت- متاحة الآن لتسليمها ...
- بايدن يعترف بأنه فكر في الانتحار بعد وفاة زوجته وابنته
- هل تنجح مصر بوقف الاجتياح الإسرائيلي المحتمل لرفح؟


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سعيد مضيه - ديمقراطية برسم التصفية في حاضرة الامبراطورية الامبريالية