أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سعيد مضيه - سيمور هيرش في استقصاءاته الصحفية-6















المزيد.....

سيمور هيرش في استقصاءاته الصحفية-6


سعيد مضيه

الحوار المتمدن-العدد: 7190 - 2022 / 3 / 14 - 11:42
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


لغز تفجيرات أيلول ومنعطف السياسات الأميركية بقيادة تشيني
"الولايات المتحدة ليست بحاجة الى الديبلوماسية " عبارة أوردها بطرس بطرس غالي في مذكراته وهو يعلق على إصرارالولايات المتحدة على رفض تجديد ولايته أمينا عاما للأمم المتحدة، عقابا له على نشر تقرير لجنة الأمم المتحدة لتقصي مجزرة قانا ، الذي أدان إسرائيل باقتراف المجزرة؛ الولايات المتحدة الأميركية تمارس سياستها الخارجية بالعنف المسلح والعقوبات. عشرون سنة فقط من تاريخها، الذي قارب القرون الأربعة عاشتها الولايات المتحدة الأميركية بدون عدوان مسلح في الخارج. وهذا ما عثر عليه سيمور هيرش في تقصياته:
"وصل الى مكتبي صباح أحد الأيام صندوق كبير حملته لي خدمات فد إكسبرس لا يحمل اسم المرسل . كان الصندوق مليئا بوثائق تتعلق بوكالة المخابرات المركزية، ولم يكشف عنها النقاب خلال جلسات استماع اللجنة الفرعية؛ وبطبيعة الحال عرفت من قام بإرسالها. أوضحت الوثائق الضغط المستمر لاغتيال فيدل كاسترو، وجاء ذلك الضغط من جاك كندي [415]. كما انها كشفت ان كندي قد عرف بالضبط ماذا كان نكسون يخطط في ذلك الخريف ضد كاسترو، وهو غزو الجزيرة يقوم به المنفيون الكوبيون المتواجدون في فلوريدا.[416]
كانت آخر مقالة لي قدمتها لصاحبي رَمِنك(رئيس تحرير نيويوركر)، قبل هجوم 11 سبتمبر، تدور حول سلسلة من نشاطات الفساد والرشوة، التي ارتكبتها شركة موبيل للنفط، شركة عملاقة استفادت كثيرا من سقوط الاتحاد السوفييتي حين انخفضت أسعار النفط بصورة غير مسبوقة او معقولة خلال فترت الفوضى التي سادت البلاد. قدمت موبيل رشاوى كبيرة للمسئولين السوفييت السابقين من الذين تمكنوا من وضع أيديهم على بلايين الدولارات[430].
"برز تشيني(نائب الرئيس بوش) كقائد لنخبة الليبراليين الجددد ابتداءً من 11 سبتمبر ، وعمل كافة ما بوسعه لتقويض رقابة الكونغرس على الحكومة. تلقيت المزيد من المعلومات من مصادري الداخلية حول مد سيطرته على البيت الأبيض، ولكن للمرة الثانية ، كانت قدرتي محدودة للكتابة عما أعرفه لخوفي على مصادري...أصبحت على علم بهدف تشيني، وهو السيطرة على أهم عملياته العسكرية والمخابراتية، والحد الى أقصى قدر ممكن كيلا يعرف الكونغرس عنها أو يتدخل فيها. [438] "تم الاتفاق مع بعض السجناء بإطلاق سراحهم مقابل الانضمام الى المقاومة لكي يكونوا جواسيس لكشف خطط الهجوم ووضع المتفجرات على جانبي الطرق لتتصيد المدرعات الأميركية وتفجيرها. لا أدري إن كانت فكرة تحويل السجناء الى جواسيس هي التي تحولت الى هذا الصنف من الاعتداءات الجنسية".[446]
"إن احتقار الجنود للسجناء والشعور أن باستطاعتهم أن يفعلوا ما يشاءون كان بوحي من القيادة العليا. ذكرْتُ ذلك في مقابلة إذاعية ، وأضفْتُ في تلك اللحظة أن أي شخص يستمع الى هذه المقابلة ويعرف شيئا عما جرى في سجن أبو غريب عليه ان يتصل بي. [448] "يسعدني القول ان تقاريري عن أبو غريب قد غيرت مجرى الحرب واوقفت ممارسة التعذيب.ولكن الحرب لم تتوقف ، كما كان الحال في قصة ماي لاي ، التي لم تضع هي الأخرى نهاية لحرب فييتنام ولا لوحشيتها .."[450]
"بدات ادرك أن 8أو 9 أشخاص من المحافظين الجدد ، الذين كانوا خارج إدارة بيل كلينتون قد نفذوا انقلابا سهلا وسيطروا على حكومة الولا يات المتحدة (إدارة بوش) بيسر. كان أمرا مذهلا ان أشهد بنفسي كيف أن الدستور هش بهذا القدر. ... أمضيت العديد من الساعات إثر هجمات 11 سبتمبر وانا أتحدث مع بَيرل، (ريتشارد بيرل -أحد صقور المحافظين الجدد) وهي الأحاديث التي ساعدتني لفهم ما سيحدث في المستقبل القريب. لقد تناقشنا منذ مطلع الثمانينات ؛ لكنه قطع تلك العلاقة عام 1993، لنشري مقالة بمجلة نيويوركر عن حماسه منقطع النظير لإسرائيل وعن سلسلة اجتماعات عقدها مع رجل أعمال عربي للحصول على عقد بمليارات الدولارات في بلد ذلك الرجل. رد بيرل في وقتها بتهديدي بإقامة دعوى ضدي امام المحاكم الأميركية ، وأطلق علي لقب إرهابي ، وتراجع عن التهديد"[438].
هنا يصدر عن هيرش ما لا يتفق مع إصراره على الوصول الى الحقيقة ! توقف هيرش عند التقرير الرسمي لتقصي التفجيرات التي دشنت عهدا جديدا للعدوانية الأميركية؛أبرز ما لوحظ في الدقائق الأولى بعد الانفجار أن البرج السابع بدأ ينهار قبل أن تصدمه الطائرة ، وأن وقود الطائرات يعطي حرارة 16 ألف درجة وفولاذ البرجين ينصهر عن 26 الف درجة ، فمن أين تم الحصول على الفرق؟ هنا بزغت الشكوك في تقرير الللجنة التي عينتها إدارةبوش، وهنا نعرف أن تشيني بات صاحب القرار. وهنا نستدل ما المقصود حين يردد هيرش مرارا "لا أستطيع صراحة أن أجازف وأضحي بمستقبل أولئك الذين زودوني بتلك الأسرار" . ولماذا الخوف ، وممن حتى تعذر على هيرش الإفصاح عن حقيقة تفجيرات 11ايلول ، التي كانت منعطفا حادا باتجاه العدوان في الخارج؟
".. ربما ما كان بإمكان أجهزة المخابرات الوصول الى حقيقة الهجمات ، كما ذكر ؛ غير أنه ( مسؤول مكتب التحقيقات) كان على ثقة أن ما ساعد هؤلاء (يقصد التسعة عشر من الشرق الأوسط) على تنفيذ عملهم الإجرامي هو قلة التعاون بين أجهزة المخابرات في البلد... نظرت الى صديق قديم عمل مديرا لإحدى محطات الوكالة في الشرق الأوسط ويعرف الكثير عن الإرهاب أكثر مني، سألته عن سبب وجود احتقار كبير لمكتب التحقيقات الفيدرالي، حتى بعد حدوث تفجيرات 11 سبتمبر. أذهلني جوابه حين قال :‘ألم تدرك ذلك يا ساي ! مكتب التحقيقات قادر على أن يمسك بمن يسرقون المصارف، ونحن نسرق المصارف’. ثم أضاف : ‘ ومكتب الأمن القومي ؟ هل تتوقعني حقا ان أتحدث او أثق بمن يهتمون بمظهرهم ويطلبون التحديق بأحذيتهم بنية اللون ؟’ صدمت ، بل دهشت من رده الساخر ، وضحكت كثيرا لذكر الأحذية بنية اللون."[433-34].
" كما هو متوقع مضى بوش وتشيني في خططهما لشن الحرب على أفغانستان في مطلع شهر اكتوبر . كشفت في مقالة نشرتها بعد أسابيع قليلة من ذلك أن 12 فردا من القوات الخاصة المسماة قوة دلتا ، قد أصيبوا بجراح بعضها خطيرة بسبب قرار متهور أصدره الجنرال تومي فرانك ، القائد المسؤول عن تلك الحرب... قوبل الحادث باستنكار وزير الحرب، رامسفيلد وكوندوليسا رايس... ثم اتصل بي ضابط آخر ذو علاقة وثيقة بقيادة وحدة دلتا للعمليات الخاصة ، وعبر عن استيائه لأن إدارة بوش تكذب بشكل علني دائم. " [435-36].
طوال التاريخ الأميركي ، باستثناء عشرين عاما والولايات المتحدة تخوض حروبا عدوانية في الخارج، وفي العقود الأخيرة ركزت الضربات على أقطار الشرق الأوسط: " لأول مرة تضرب مدينة رئيسة في الشرق الأوسط بالصواريخ، التي بلغ عددها 23 ، انحرف منها ثلاثة عن أهدافها وأصابت مبنى للشقق السكنية في بغداد ، ادت لمقتل 8 أشخاص... بالرغم من الموت اعتبر الرئيس كلينتون ، الذي امر بضرب الصواريخ، ‘رئيسا لا يخشى استخدام القوة دفاعا عن القيم الأميركية’ " [404]. اما الحقيقة، " فإن قلة حكمة كلينتون في قرار ضرب بغداد بالصواريخ صاحبها سيل من التقارير حول خطة اغتيال الرئيس بوش المزعومة... عرفت أثناء وجودي بالكويت ان القصة فيها ثقوب...في حفل عشاء حضره كولن باول رئيس الأركان العامة اخبر الجنرال نينا براون انني صحفي كذاب افتقر الى الأمانة واختلق القصص... ضحكْتُ وقلت لها هذا وسام شرف ..."[405] . "شكك في مصداقية رواية الاغتيال المزعومة صحفي بصحيفة بوسطن كلوب استطاع الحصول على تقرير المخابرات المركزية. أشار التحليل الى ‘ ان حكومة الكويت قد طبخت تلك القصة ’ لتجديد الادعاء باستمرار التهديدات القادمة في العراق." [406] .سعى هيرش للحصول على تقرير البيت الأبيض الذي يدين العراق؛ رد عليه ساندي بَرغر، نائب مستشار الأمن القومي بسؤاله لماذا أمضيت وقتا طويلا للنظر في هذه المسألة الجانبية؟ . قلت له إنها ليست قضية جانبية ، وقد ذهب ضحية القصف 8 قتلى مدنيين . الأمر الذي أزعجني أكثر قوله ‘ إهدأ يا ساي ، كانوا ثمانية أشخاص فقط!’" [406]
وامر كلينتون بضرب مصنع ادوية في السودان." نشرت مقالتي الأولى تحت إدارة رَمِنك لمجلة نيويوركر عام 1998، وبدات من حيث انتهيت قبل اعوام بتحدي المنطق والمبررالعام الذي ادعته إدارة كلينتون لضرب مركز بغداد بصواريخ توما هوك عام 1993. كان هدف كلينتون هذه المرة تدمير مصنع الأدوية في ضواحي الخرطوم. جاء قراره هذا إثر إفادته أمام محلفين فيدراليين كبار بيومين حول علاقته الغرامية بلوينسكي.. كان كافة الضباط الكبار ومسئولي المخابرات ، الذين اعرفهم ما زالوا في مناصبهم، خلال السنوات الأربع الماضية التي قضيتها وانا أصارع في إعداد كتابي ومن ثم الفيلم الوثائقي عن جون كندي . شعرت بوجود غضب بينهم دون استثناء لقراركلينتون بدك المصنع بالصواريخ.[423]. لم يستلهم المنفذذون مصالح وطنية ؛ إنما أغراضا خاصة تنم عن أنانية تفرط بالصالح العام. "اصبح هؤلاء المطلعون على خفايا الأمور بسرعة اكثر من ‘مصادر’ ؛ أصبحوا أصدقاء وظلوا كذلك حتى بعد أن تركوا الخدمة الحكومية... لم يعرف بضرب المصنع سوى رئيس الأركان المشتركة ،هيو شَلتُن، وعلمت انه تلقى التعليمات من ساندي بَرغر ، لم يبلغ شلتن قادة الأركان الآخرين ولا وكالة المخابرات العسكرية بالخطة. فاحت رائحة الشكوك وفهم الضباط رفيعو المستوى والمسؤولون في الجيش والمخابرات أن العملية كانت بفعل تطلعات بَرغر ، الذي توقع أن يصبح مدير مكتب الرئيس" [424] " أنهيت مقالتي باقتباس تصريحات موظف سابق رفيع المستوى في الخارجية الأميركية ‘ إن نجاته من المحنة كانت اهم شيء يشغل باله دائما ’ حسب قول الموظف المذكور ، الذي أضاف:‘لو لم يكن كلينتون واقعا في تلك الورطة لما أقدم على تلك المغامرة "[425].
رجعت أكتب عن نشاط المخابرات المركزية في العراق من خلال لجنة الأمم المتحدة يونيسكوم، مهمتها النظر في قضية سلاح التىدمير الشامل، الكيماوية والنووية. الهدف المناقض هو تظاهر الوكالة باهتمامها المشترك مع بعثة الأمم المتحدة للحصول على معلومات حول سلاح صدام. في الحقيقة كانت الوكالة نجمع المعلومات التي ستسهل عليها اغتيال القائد العراقي.... تم إشعاري مرة تلو أخرى من قبل اولئك الذين عملوا معه ، عن السلوك الشاذ لجنرال اسمه مككافري. هو قائد جرئء شارك في حرب 1991 وتقاعد عام 1996 ، عينه كلينتون مديرا لمكتب البيت الأبيض لمكافحة المخدرات. حدثني جنرال بأربعة نجوم عن مككافري ان القضية تتعلق بتحطيم رتل دبابات عراقي منسحب إثر انتهاء الحرب، وبعد تلقيه تأكيدا بسلامة المرور، وهو يعود من الكويت الى بلاده"[428]. جمع هيرش معلومات أكثر من جنرالات اعلى رتبة ونشر مقالة " لم تؤثر لدفع الحكومة لإجراء تحقيق رسمي بشأن الموضوع. ان تحقيق النصر على صدام عام 1991 كان ينظر اليه على أنه نهاية وصمة عار لحقت بالجيش الأميركي في هزيمة حرب فييتام. ولم تكن هناك نية لتخريب فرحة العسكر المنتشية بذلك الانتصار الرخيص. لم يذهب مككافري الى المحكمة ليطلب مني تعويضا ماليا، بالرغم من شكواه المريرة مني. تُرِكت وحيدا أصارع الانطباع أن امريكا لا يعنيها القتل غير المسوغ للأسرى والجنود العراقيين العائدين الى بلادهم بعد توقيع اتفاق وقف النار. ذكرني ذلك بقاعدة جرى اتباعها في فييتنام .‘هم فقط كوك!’ كان الأميركيون يطلقون اسم كوك على الفييتناميين؛ وإذا اغتيل أحد او اغتصبت امراة، فلا يشكل ذلك جرما او انتهاكا للقوانين أو الاستخفاف بها. الحقيقة اني أدركت تلك القاعدة ولمستها منذ عقود ماضية حين كنت انقل اخبار حريق منجم نجم عنه موت خمسة أشخاص سود في شيكاغو، لصالح جريدة اخبار اليوم"[429] فضحت تقريرا سريا اللغاية عن ان العراق قد استعمل غاز الأعصاب في حربه مع إيران. كانت الولايات المتحدة قد ساعدت على شراء معدات مختبرية لإنتاج هذا الغازفي العراق من ألمانيا الغربية. فضحت الدور السري للمخابرات المركزية في تزويد حكومة جنوب إفريقيا العنصرية بالمعلومات عن قادة المؤتمر الوطني الإفريقي في المنفى ... وأدى الى اعتقال قادة المنظمة داخل البلاد....". [385]
"وكشفْتُ فضيحة التعاون مع نورييغا، سمح للقوات العسكرية ومخابراتها للعمل بحرية وبشكل سري من قواعد أقيمت في بنما . وبالمقابل اشاح الأمريكيون بوجوههم عن دور الجنرال المفضوح في عمليات تهريب المخدرات والسلاح. نشرت مقالتي في الوقت الذي كان فيه نورييغا يستعد لإلقاء خطاب في جامعة هارفرد ، مما تسبب له وللجامعة في نوع من الإحراج"[386].
تناول هيرش موضوعا حساسا بالنسبة للأميركيين يتعلق يسلوك الرئيس بوش الأب؛ وكان قد أفلت من فضيحة "إيران كونترا"، بسبب تقاعس الكونغرس عن تقديم إدارة ريغن للمساءلة. " ‘غالبا ما نتخذ مواقف نلتزم بعزة النفس في معاملاتنا الخارجيية . لم نسمح لأسرة الرئيس بعقد صفقات خاصة، كما لم نقبل بَغْشيش من أحد، بخلاف ما جرى من وجود أبناء الرئيس ووزير خارجيته في الكويت لتقبل الصدقات’ . هذا ما جاء على لسان أحد كبار المسئولين في البنوك الأميركية حين زرت الكويت بعد زيارة الرئيس (بوش الأب)... تمت الزيارة بعد حرب الخليج الأولى ، قوبلوا (حاشية الرئيس) بهدايا ساعات رولكس الذهبية . وبطبيعة الحال كانت هناك أهداف خفية أخرى تتعلق بمنشئات النفط الكويتية التي طالها خراب الحرب. وعهد لوزير خارجية الولايات المتحدة، جيمس بيكر، مهمة الحصول على عقود لإعادة بنائها بملايين الدولارات، وأن تقوم شركة أنرون التي يشغل عضوية مجلس إدارتها بالمهمة. كما أن ابن الرئيس ، مارفن بوش، شارك بتمثيل شركتين في ولاية تكسس متخصصتين في بناء أجهزة الحفر واستعملتا اسم بوش للحصول على عقود يسيل لها اللعاب."[404] .
"كتبت مقالة في مطلع عام 1999عكستُ فيها وجهة نظر مخالفة لأجهزة المخابرات الأميركية عن القرار المحتمل، الذي قد يصدرعن كلينتون بالاستجابة لطلب إسرائيل بالعفو عن جوناثان بولارد. ... حين بدأتُ طرح الأسئلة دعاني احد مسئولي المخابرات للتحدث عن الموضوع. كانت الوكالة تحت إدارة جورج تينت .[427] "وصلت المركز واخذني مسؤول اعرفه بالاسم فقط الى غرفة صغيرة في الطابق السابع ، حيث يوجد مكتب المدير تينت. أجلسني وغاب ليعود بفنجان قهوة ويحمل مجلدا ضخما. احتوى المجلد على مواد سرية مختومة للحفظ لم يطلع عليها احد بأمر من القاضي الفدرالي الذي تولى محاكمة بولارد. الأمر الذي أذهلني هو أنه كان واضحا ان سرقة بولارد كانت للوثائق المتعلقة بكيفية تجسس اميركا على خصمها الاتحاد السوفييتي.... وكما كتبت فيما بعد فإن أغلب الوثائق التي اطلعت عليها لم تتعلق بأسرار المخابرات الأميركية وتقديراتها وتوقعاتها ، لكن ركزت فقط على كيفية حصول أميركا على ما حصلت عليه من معلومات يطلق عليها مجتمع المخابرات اسم ‘المصادر والوسائل’. هناك سلسلة من الوثائق التي حصل عليها بولارد تكشف كيف استطاعت وحدة الإشارات البحرية السرية في منطقة المتوسط من متابعة الغواصات السوفييتية وتحركاتها داخل مياه البحر المذكور منذ اجتيازها لمنطقة مضيق جبل طارق . تكشف وثائق أخرى كيف استطاعت وحدة الإشارات من التقاط الإشارات السوفييتية بشكل عام. وهناك وثيقة سرية مطولة تتالف من ستة أجزاء عنوانها الدليل الأميركي لالتقاط إشارات الراديو في الاتصالات اللاسلكية[ راسين]. احتوى الدليل ، الذي لم تكن لدي فكرة عن وجوده، على معلومات عن مدى بعد وعمق أية إشارة لاسلكية للأصدقاء والخصوم، فأطلقت عليه اسم ‘ الكتاب المقدس لالتقاط الإشارات’. أخبرني أحد العاملين السابقين في وكالة الأمن الوطني (ناسا)أن الدليل يعطي المعلومات عن كيفية جمع الإشارات اللاسلكية في أي مكان او بقعة حول العالم.... تمكنت من ضبط مصداقية المعلومات التي وقعت في متناولي... لقد أتاحوا لي الفرصة لأن أطلع على وثائق فريدة حصل عليها بولارد وسلمها الى الإسرائيليين .كانت كل صفحة تقريبا قراتها مليئة بالملاحظات التي تدل على انها بالغة الأهمية. سرغضب رجال المخابرات والبنتغون ونسائها أنهم اعتقدوا أن حكومة إسرائيل كانت تتبادل المعلومات، التي يوافيها بها بولارد، مع موسكو لقاء سماح الدوائر المعنية هناك لليهود بالهجرة، خاصة من ذوي الكفاءات والاختصاصات والخبرة، التي تحتاجها إسرائيل. لم يظهر تأكيد لذلك الاعتقاد ل كنه كان شائعا بين كافة الذين قيموا ما فعله بولارد وشاهدته بأم عيني".[426-27]
"قررت إدارة بوش تشيني ان تتعاون مع جماعات التطرف السني في الشرق الأوسط،...ومضيت في إصراري ، حيال اعلان تشيني الرغبة في مهاجمة إيران، ورغم شكوك زملائي في أجهزة الإعلام ، ان المخابرات الأميركية ليس لديها أدلة على أن إيران تمتلك برنامجا نوويا ... كتبت ان مساعدة إسرائيل سرا من قبل إدارة بوش تشيني وتقديم العون المخابراتي والسلاح لها خلال حرب 2006 ضد حزب الله في لبنان ، تسببت في اندحار استراتيجي لإسرائيل، وألغت قدرتها على ردع أي هجوم عربي في المستقبل.[450] "وكتبت عن جهود مماثلة لتقديم المعلومات المخابراتية والسلاح لإسرائيل خلال هجومها على قطاع غزة عام 2008... انتهت تلك الحرب في 19 يناير 2009 بعد أن حذر الرئيس المنتخب أوباما حكومة إسرائيل سريا انه إذا استمرت حربها خلال مراسيم تنصيبه في اليوم التالي فسيطلب منها علنا وقف تلك الحرب .[451]
يتبع لطفا الحلقة الأخيرة



#سعيد_مضيه (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- سيمور هيرش في استقصاءاته الصحفية -5
- سيمور هيرش في استقصاءاته الصحفية -4
- سيمور هيرش في استقصاءاته الصحفية-3
- سيمور هيرش في مذكرات استقصاءاته-2
- سيمور هيرش في مذكرات استقصاءاته .. -1
- التضامن الأممي ..نستثمره ام نتفيأ بظله؟
- ماذا يكمن خلف صخب الدعاية المتصاعد حول أكرينا؟
- نظام التفاهة - الفصل الثالث :: التفاهة إلهاء وإفساد – الحلقة ...
- نظام التفاهة- الفصل الثالث : الثقافة والحضارة - الحلقة الساد ...
- نظام التفاهة-الحلقة الخامسة
- نظام التفاهة: التجارة والمال - الحلقة الرابعة
- نظام التفاهة – الفصل الأول :-المعرفة- والخبرة - الحلقة الثال ...
- نظام التفاهة-2
- نظام التفاهة -حلقة اولى
- بالتعليم والعلوم اكتسبت كوبا المناعة ضد الأوبئة والحصار الام ...
- مفهوم الثورة في النظرية العلمية للماركسية
- جدل السياسة والثقافة في نضال التحرر الوطني
- استعمار ثقافي أشد فتكا بالقيم الوطنية والإنسانية من الاستعما ...
- الصهيونية تواجه بالإرهاب الفكر المعارض
- في يوم التضامن مع الشعب الفلسطيني - يهود متضامنون


المزيد.....




- فيديو لرجل محاصر داخل سيارة مشتعلة.. شاهد كيف أنقذته قطعة صغ ...
- تصريحات بايدن المثيرة للجدل حول -أكلة لحوم البشر- تواجه انتق ...
- السعودية.. مقطع فيديو لشخص -يسيء للذات الإلهية- يثير غضبا وا ...
- الصين تحث الولايات المتحدة على وقف -التواطؤ العسكري- مع تايو ...
- بارجة حربية تابعة للتحالف الأمريكي تسقط صاروخا أطلقه الحوثيو ...
- شاهد.. طلاب جامعة كولومبيا يستقبلون رئيس مجلس النواب الأمريك ...
- دونيتسك.. فريق RT يرافق مروحيات قتالية
- مواجهات بين قوات التحالف الأميركي والحوثيين في البحر الأحمر ...
- قصف جوي استهدف شاحنة للمحروقات قرب بعلبك في شرق لبنان
- مسؤول بارز في -حماس-: مستعدون لإلقاء السلاح بحال إنشاء دولة ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سعيد مضيه - سيمور هيرش في استقصاءاته الصحفية-6