أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم - سعيد مضيه - بالتعليم والعلوم اكتسبت كوبا المناعة ضد الأوبئة والحصار الامبريالي















المزيد.....

بالتعليم والعلوم اكتسبت كوبا المناعة ضد الأوبئة والحصار الامبريالي


سعيد مضيه

الحوار المتمدن-العدد: 7111 - 2021 / 12 / 19 - 10:24
المحور: اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم
    


فيدل كاسترو: وطننا سوف يضم في المستقبل كوكبة متميزة من رجال الفكر والباحثين والعلماء

مايك ويتني طبيب أطفال متقاعد يعمل حاليا صحفيا ومحللا سياسي يعيش في ماينه بالولايات المتحدة، نشر يوم 16 ديسمبر /كانون اول الحالي مقالة عن كوبا ومنجزاتها في مجال البحوث العلمية ، خاصة الدوائية. جاء فيها:
يلعب التعليم دورا مركزيا في النموذج الكوبي للاشتراكية . يتجلى في الأداء الناجح تكريس الحكومة الثورية الكوبية للمعرفة العلمية والرعاية الصحية للجميع. ولم يك هكذا حظ الولايات المتحدة .
لقد نفذ الكوبيون بكل إخلاص ارتداء الأقنعة والتباعد الاجتماعي وإجراء الفحوص والحجر الصحي. وانتجت مختبرات البحث العلمي والإنتاج الكوبية خمسة مطاعيم ضد الوباء. وفي الثالث من ديسمبر تلقى 90.1 بالمائة من الكوبيين الجرعة الأولى من
اللقاحات، و82.3 بالمائة تلقوا جميع الجرعات؛ ولا يتفوق على كوبا في هذا المضمار سوى سبع دول هي تشيلي والإمارات المتحدة، البرتغال ، جزر كايمان ، سينغافورة، بروناي وقبرص الشمالية، ولم ينتج اي منها لقاحاتها. انتجت كوبا لقاحات منها اللقاحان عبد الله وسوبيرانا 02 وفرت الحماية لتسعين بالمائة ممن تلقوها.
لا تتطلب المطاعيم الكوبية درجات حرارة منخفضة للحفظ، كما هو الأمر بالمطاعيم الأميركية ؛ حيث يمكن نقلها الى المناطق الفقيرة بالخدمات. ارسلت كوبا المطاعيم أوهي تستعد للإرسال الى كل من فييتنام وفنزويلا وإيران ونيكاراغوا . ويجري العلماء الكوبيون حاليا تجارب لتطوير مطعوم (سوبيرانا بلاص- زائد) لتأمين المناعة ضد الفيروس المتحور، أو ميكرون.
إن منجزات كوبا في إنتاج المطاعيم تعتبر ميزة بارزة في ضوء نقص المعدات والموارد والعناصر المدخلة بسبب الحصار الأميركي المفروض. تختلف أميركا وكوبا من حيث فرضيات إنتاج المطاعيم وغيرها من مجالات الصحة العامة . فإنتاج المطاعيم في كوبا خدمة للمصلحة العامة، خالصة وبسيطة ؛ بينما في الولايات المتحدة مولت الحكومة شركات الإنتاج بمبلغ 18 مليار دولار لتحقيق أرباح ضخمة عام 2021. حصل تعاون في الولايات المتحدة بين العلماء وشركات الصيدلة الكبرى في تطوير المطعوم، غير أن الشركات تحتكر لنفسها حق ملكية الاختراع.
في الولايات المتحدة تشيع حالات رفض الحقائق العلمية وخبرات البحث العلمي؛ صناعة الخرافة تفضي الى رفض الأمصال.وتسود بالولايات المتحدة الخلافات بصدد وضع الكمامة والتباعد الاجتماعي. ونتيجة انتشار الخرافات بلغت نسبة الإصابة بالولايات المتحدة 14.9 لكل مائة ألف مقابل 8.5 لكل مائة آلف في كوبا. وتفاوتت نسبة الوفيات بسبب كوفيد-19 في البلدين من 240.8 الى 73.31 بالترتيب لكل مائة الف من سكان البلدين .
يخرج المراقب من هذه المعطيات بخلاصة مفادها ان التصدي للمرض في أي مجتمع متوقف على إمكانات الوحدة والتعلم. تظهر خبرة كوبا الحديثة ان اهتماما مديدا قد بذل لتطوير الدراسة حيث أثمرت التقدم العلمي. في القرن التاسع عشر ، وكما ورد في أحصائية ،" أدخل القس الكاثوليكي ،فيليكس فاريلا، كوبا ميدان التفكير العلمي ، كاول مبادئ الاستقلال الوطني". وكما أورد فيليب فورنر في مقالة نشرها بمجلة "مونثلي ريفيو - نيويورك 1978" كان جوزيه مارتي ، البطل الوطني وقائد الاستقلال الوطني ، يدرّس في غواتيمالا عام 1878. وهناك كتب "إن معرفة القراءة هي معرفة كيف تتصرف. ومعرفة الكتابة هي معرفة كيف تصعد. وتلك الكتب الأولى تضع تحت تصرف الرجل الأرجل والأذرع والأجنحة". وفيما بعد قال : " أن تدرس قوى الطبيعة وأن تتعلم كيف تسيطر عليها تعدان أقرب السبل مباشرة لحل المسائل الاجتماعية". صادف اقتحام قوات كاسترو قلعة مونكاد عام 1953 الذكرى المئوية لميلاد مارتي (1853) ، وأعلن كاسترو انهم جيل المائة عام لمارتي ورسالته التعليمية ، فقد باتت الرسالة بأيد امينة.
الثقافة العلمية تتغلغل في الحياة الاجتماعية
في 16 ديسمبر 1960 أبلغ فيدل كاسترو اجتماعا لمكتشفي الكهوف (سبيلونكرز)قائلا ، " اننا ندرس عوارض الطبيعة لكننا لا ندرس العوارض الهائلة للبشرية". دعا كاسترو الى دراسة الطبيعة وأعلن " إن مستقبل بلدنا يجب ان يكون بالضرورة مستقبل رجال العلم ، يجب ان يكون مستقبل رجال الفكر". أبدى ملاحظة أن "الكثيرين من أفراد شعبنا لا يحصلون على ثقافة العلم، وليس سوى 5%من اطفال المزارعين يدرسون حتى الصف الخامس." ولا حظ أيضا ان" دراسة إحصائية جرت قبل الثورة اظهرت أن حوالي 26 % من الكوبيين اميون. ونظمت حملة كبرى لمحوالأمية عام 1961، الذي أطلق عليه‘عام التعليم’، حيث جند قرابة المائة ألف من الشبان ممن لم يبلغوا العشرين، وأغلبيتهم عاشوا في المدن والبلدات ، تلقوا دروسا في تعليم الكبار ، وتوجهوا الى الأرياف وعلموا المزارعين المهمشين القراءة والكتابة . عاش المدرسون في بيوت المزارعين . حتى اليوم لم تنجز الأهداف، يشارك عشرون الف متطوع من عمال المصانع وأعداد كبيرة من المدرسين النظاميين. وقريبا جدا ستكون كوبا من بين الأعلى بين الدول من حيث نسبة مجيدي القراءة والكتابة.
وفي 22 ديسمبر 1961خاطب فيدل كاسترو متطوعي حملة محو الأمية الذين التقوا به في هافانا وقال: نحن مصممون على ان نبدأ، يوجد الكثير من فرص العمل ، عمل للجميع ونحن مزمعون على ان نرى إن كنا سنملأها ... انتبهوا لهذه الخيارات ..." أبرز فرص بعثات دراسية من بين عشرات آلاف التلامذة للتدرب على التدريس بالمدارس الابتدائية، ومدارس ثانوية أساسية ومدارس ما قبل الجامعة ومدارس العمال المحليين ومدارس الفنون والموسيقى.
حث كاسترو متطوعي محو الأمية على أداء خدمات " خبراء تقنيين ... أساتذة لغة جامعيين ، مهندسين ، فيزيائيين خبراء اقتصاد ، مهندسين مدنيين وتقنيين اختصاصيين. "إننا نحول القلاع الى مدارس ..ونملأ جزيرتنا بمدرسين ، بحيث أن وطننا في المستقبل سوف يضم كوكبة ممتازة من رجال الفكر والباحثين والعلماء".
في وقت لاحق حث الدكتور اوغستين ليج، رئيس المركز الكوبي لعلم المناعة الجزيئي ، منذ ان تأسس المركز عام 1994، على وجوب " تغلغل مكثف للأسلوب العلمي في ثقافتنا العامة". يتوجب للعلم ان " يتحول الى ثقافة وطنية لعموم الكوبيين".
امتدح ليج العلماء الشبان العاملين في المؤسسات الطبية البيولوجية الكوبية على " قيمهم المعنوية والتزامهم المجتمعي ورؤية ما يتوجب ان تكون عيه الأمور". اوضح مراده بالقول ، "الشبان قادوا الحملة لمواجهة مرض كوفيد وصناعة الأمصال". اجرى ليج استعراضا للمؤسسات الكبرى للبحث والإنتاج ، وذكر مركز هندسة الجينات وتقنية البيولجي المؤسس عام 986، ومؤسسة فينلي للأمصال (1991)والمركز الذي يديره، وكل من هذه المراكز يضع على عاتقه تنفيذ البرامج البحثية والتطوير والإنتاج. مؤسسة بيو كوبا فارما (المنتجات الصيدلانية البيولوجية في كوبا ) التي انشئت عام 2013 ، تقدم الخدمات ل 34 هيئة عن طريق تقديم تسهيلات التسويق الدولي لمنتجاتها من مواد توفر المناعة ، ادوية كيمو ثيرابي، مضادات حيوية ، اجهزة اختبار، معدات طبية وغيرها . .
ولاحظ ليج في كوبا " العلم صيرورة اجتماعية "وان " من يصنع العلم هي المجتمعات البشرية وليس الأفراد". يتخيل ليج "عناية طبية مجانية متوفرة للجميع وتطورا علميا في التكنولوجيا البيولوجية وفي صناعة الأدوية قاعدة للتكامل الاجتماعي."
وفي رأيه ان التطور الاقتصادي " والرفاه المادي وحماية النمط الكوبي للبناء الاجتماعي لا تتوفر إلا في اقتصاد ذي تقنية متطورة" . كوبا، بدون الطلب الداخلي أو الموارد الطبيعية التي تدخل في تطوير الاقتصاد ، فإنها تعتمد على " العلوم والتقاني". يرى ليج ان النسيج الاجتماعي مهم، مثال ذلك عندما " يصدّرمختبر مبتكر تابع لشركة عابرة الجنسيات امصاله للخارج ترتفع الأسعار وتكاليف الرعاية الطبية وتتسع الفروقات داخل المجتمع ؛ فالعملية تساعد في زيادة ثروات الشركات الخاصة".
يشير ليج الى اتساع الفجوات بين الفقراء والأغنياء في العالم وبات يتوجب علينا الدفاع عن منجزاتنا . نقوم بذلك من خلال دمج الثقافة والفكر العلمي والعلوم بالاقتصاد، بحيث من خلالها تستطيع منجزاتنا الاجتماعية إحداث عتلة التطور الاقتصادي".
وفي وقت مبكر نشر ليج على التواصل الاجتماعي ان " ثقافة كوبا العلمية تشيع تحليل المعلومات وتطرح فرضيات جديدة بصدد الواقع ، وتخضع الفرضيات لمبضع النقد ... وترفض البدع والتصورات اللاعقلانية والعلم المزيف والخرافة"، وفي نهاية المطاف " فنحن بحاجة الى العلوم والتكنولوجيا لتطوير اقتصادنا ، ولكن أيضا للحفاظ على طابعه الاشتراكي وتوطيده.
ختم ما يك ويتني مقالته بالملاحظة التالية: كتب عالم فيزياء واجتماع مؤخرا في صحيفة نيويورك تايمز معبرا عن اهتمامه برفض المطاعيم بالقول، " لم يعد ينظر الى الصحة العامة مشروعا جماعيا قائما على مبدأ التكافل الاجتماعي والالتزام المتبادل؛ أقدمت الحكومات على تقليص الموازنات وخصخصة الخدمات الأساس، إلا أنها تُغرق في بحر النسيان حقيقة ان تفتح وانتعاش الفردية لدينا مقرون بالوجود الجماعي".
لم تنس كوبا هذه الرسالة المتفق عليها . بالطبع كوبا هي الممارس النموذجي لما ينادون به.



#سعيد_مضيه (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مفهوم الثورة في النظرية العلمية للماركسية
- جدل السياسة والثقافة في نضال التحرر الوطني
- استعمار ثقافي أشد فتكا بالقيم الوطنية والإنسانية من الاستعما ...
- الصهيونية تواجه بالإرهاب الفكر المعارض
- في يوم التضامن مع الشعب الفلسطيني - يهود متضامنون
- الولايات المتحدة وإسرائيل .. عنصرية في اكناف الفاشية
- العلاقة العضوية التي يتجاهلها القائمون على القضية الفلسطينية
- الصهيونية محاطة باستنكار المثقفين وهيئات حقوق الإنسان
- سماء وسبعة بحور
- سماء وسبعة بحور -2من3
- سماء وسبعة بحور..رواية ناجي الناجي -1من3
- الانعتاق من استرقاق الأبارتهايد، او كارثة التهجير الجماعي!
- قوة ضاربة للفاشية
- في غياب الحاضنة العربية للمقاومة الفلسطينية
- هل بالإمكان تفكيك السلسة الشيطانية ؟-6
- اليس بالإمكان أبدع مما كان ؟-5
- أليس بالإمكان أبدع مما كان ؟-4
- اليس بالإمكان أبدع مما كان؟_3
- أليس بالإمكان أبدع مما كان ؟-2
- أليس بالإمكان أبدع مما كان ؟-!


المزيد.....




- البنتاغون: أي مشاركة لنا في إسقاط صواريخ روسيا فوق أوكرانيا ...
- تفاصيل عن مقتل 3 مصريين برصاص الجيش المكسيكي على حدود غواتيم ...
- الزعيم كيم يهدد الولايات المتحدة وكوريا الجنوبية بالأسلحة ال ...
- عنصر بأمن السلطة الفلسطينية يعتدي على مراسل الجزيرة بطولكرم ...
- -كان في مخبأ عميق تحت الأرض-.. شكوك بشأن مصير هاشم صفي الدين ...
- بيان يتحدث عن خطط لحماس في الضفة وإسرائيل
- مسؤول إسرائيلي يوضح لـCNN الهدف من الغارات على الضاحية الجنو ...
- انفجارات في بيروت بعد توجيه الجيش الإسرائيلي تحذيرا إلى سكان ...
- زيادة الطلب على الكهرباء.. هل تشكل حلا لأزمة الصناعة الخالية ...
- لبنان: تقارير تتحدث عن استهداف الخليفة المحتمل لنصرالله


المزيد.....

- قراءة ماركس لنمط الإنتاج الآسيوي وأشكال الملكية في الهند / زهير الخويلدي
- مشاركة الأحزاب الشيوعية في الحكومة: طريقة لخروج الرأسمالية م ... / دلير زنكنة
- عشتار الفصول:14000 قراءات في اللغة العربية والمسيحيون العرب ... / اسحق قومي
- الديمقراطية الغربية من الداخل / دلير زنكنة
- يسار 2023 .. مواجهة اليمين المتطرف والتضامن مع نضال الشعب ال ... / رشيد غويلب
- من الأوروشيوعية إلى المشاركة في الحكومات البرجوازية / دلير زنكنة
- تنازلات الراسمالية الأميركية للعمال و الفقراء بسبب وجود الإت ... / دلير زنكنة
- تنازلات الراسمالية الأميركية للعمال و الفقراء بسبب وجود الإت ... / دلير زنكنة
- عَمَّا يسمى -المنصة العالمية المناهضة للإمبريالية- و تموضعها ... / الحزب الشيوعي اليوناني
- الازمة المتعددة والتحديات التي تواجه اليسار * / رشيد غويلب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم - سعيد مضيه - بالتعليم والعلوم اكتسبت كوبا المناعة ضد الأوبئة والحصار الامبريالي