|
نظام التفاهة- الفصل الثالث : الثقافة والحضارة - الحلقة السادسة
سعيد مضيه
الحوار المتمدن-العدد: 7154 - 2022 / 2 / 6 - 14:43
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
نظام التفاهة : تجنيد الفن
في الفصل الأول من مؤلفه نظام التفاهة حلل الدكتور دونو كيف مسخت الرأسمالية العلم والبحث العلمي في الجامعة، نزعت عنهما الموضوعية والمنهجية العلمية ونشدان المعلومة ، كي لا تكشف المعارف والحقائق للجمهور.[أنظر إذا رغبت الرابط ]https://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=745171 وفي الفصل الثالث –الثقافة والحضارة- يحلل الكاتب كيف مسخت الرأسمالية الفنون، حظرت على الفنانين، برسم التمويل والترويج، التطرق الى الواقع الاجتماعي، فحرمت بذلك الفنون من جمالية التعبير عن الحياة الاجتماعية، واحتكرت لنفسها مهمة نشر الوعي الزائف وترويج الثقافة الشعبوية. المفكر الباحث،ألان دونو، يقصر البحث على ترويض الباحثين العلميين والفنانين ووضعهم في قالب التجارة. وهو في الفصل الرابع يهيب لأن نتحرك ، جميعنا، الجمهور والمثقفين الثوريين. غير أن الجمهور مضلل ، وقد يكون مستلبا هدر عقله وتفكيره وإرادته. من الخطأ ان يظن المثقف ان الجمهور بات يشاركه في معارفه ووعيه ، وأنه متحرر مثله من تأثير الدعاية البرجوازية. الثراء يقابله أو يكمله فقر ، وفقر مدقع؛ الثراء عامل انشطار بالمجتمع ، نخب عليا مؤثرة وفاعلة في المجتمع وجموع تتأثر ويراد لها ان تظل سلبية. اكتفى المؤلف بمقاربة إصرار الأثرياء على تجنيد المثقفين وترويضهم للتغطية على فساد الرأسمالية كي ينتجوا أعمالا تتلاءم مع مقتضيات نشاط الرأسمال ؛ "كل من لا يخضع للترويض فإنه لن يعتد به " [270]. " النقود تخدم الفن وتستخدمه في الآن ذاته لتخبر عن نفسه، باعتبارها وسيلة توسطية للتأثير في التفاهة في أعظم حالاتها". [247]. لم يتطرق الباحث الى الظاهرة البارزة في المرحلة، استلاب الجمهور العريض والسيطرة على هيئات التمثيل الشعبي بواسطة الرأسمال السياسي، وكذلك ابتذال الديمقراطية وصعود الفاشية في مجتمعات الرأسمال النموذجية أما الأكاديمي الأميركي، هنري غيروكس، فسلط الضوء على دأب الليبرالية الجديدة على تشويه الوعي الاجتماعي واستلاب الجمهور: "من المستحيل الفصل بين تدهور الثقافة المدنية وانهيار اللغة وتعاظم العنف داخل الولايات المتحدة وبين طاعون رأسمالية الغانغستر. إن مجتمعا تتحكم فيه الليبرالية الجديدة قد منح طاقة جديدة لثقافة الخوف والشك والخطر يتهدد اناسا كثيرين فيما يمحو القدرات الخلاقة للتخيل والذاكرة والتفكير النقدي. فالأميركيون يعيشون في الوقت الراهن نظاما اجتماعيا يجمد القدرة على الأحكام المرشدة. وإذ تنظر شرائح ضخمة من الجمهور بازدراء الى الديمقراطية فإن الآليات المعنوية للغة والمعنى والأخلاق تنهار. وما يبزغ على الأنقاض لامبالاة قاسية تتخذ شتى انماط الاتصالات والتبادل – وتسجيل نهوض سياسات فاشية تزدري القيم الديمقراطية والهويات والعلاقات الاجتماعية. بكل تأكيد يتضح هذا في الوقت الراهن فيما نرى جميع بقايا الميثاق الاجتماعي والمسئولية الاجتماعية وأنماط التضامن التي تدفع الناس للعمل معا تخلي الحيز لشكل من الداروينية الاجتماعية، بتركيزها على العنف والخصخصة والحرب ونماذج من الذكورية المتعاظمة والاحتقار لمن يعتبرون ضعفاء او معارضين أو غير منتجين اقتصاديا. وتناول نفس الموضوع الكاتب باول ستريت في التعليق على واقعة ذات دلالة مقلقة؛ كتب تحت عنوان "تأملات حول ريتنهاوس"، والمذكور -كايل ريتنهاوس - شاب مراهق ، أطلق النار من بندقيته على ثلاثة يشتركون في مظاهرة فقتل اثنين وجرح الثالث، ثم مضى دون أن يعترضه أحد. يكتب باول ستريت: عمل ريتنهاوس فاشية كلاسيكية . احد أنصار ترمب الأشرار في سن المراهقة حضر الى كينوشا بولاية ويسكونسين، يحمل بندقية حربية معبأة بالكامل ، كجزء من الحضور شبه العسكري لمنظمة نازية جديدة ، قصد منه إرهاب المتظاهرين من أجل الحقوق المدنية والعدالة الاجتماعية. قتل بسلاحه اثنين من التمظاهرين وجرح الثالث. نشط الأوباش الفاشيون بالتنسيق والتعاون مع البوليس العنصري بالولاية للتغطية على الجريمة. قدم للمحاكمة، ظهر كايل كأحد أفراد مخالب البوليس العنصري المحلي والميليشيات المسلحة ؛ هذا القاتل ذو الوجه الطفولي مجسدا لنموذج بطاقة فاشية كلاسيكية تدعو للعنف الخارج على القانون باسم القانون والنظام. وكما توقع باول ستريت تمت تبرئة كايل ريتنهاوس، بمسوغ الدفاع عن النفس، مثلما ادعى الفاشي القاتل. نزل قرار القاضي بمثابة الدعوة لعربدة الفاشية بالولايات المتحدة . نعود الى نظام التفاهة ، حيث انطلق دونو من التركيز على خطاب المثقفين. أي خطاب لا يقتصر على البلاغة او دقة التصوير؛الدلالة الرمزية، مهما بدت بليغة ومعبرة، فالخطاب علاقة اجتماعية لمرسله، يندمج الكلام ، أو الرمز الفني، المرسوم او المكتوب أو الشفاهي، مع المكانة الاجتماعية لصاحب الخطاب ليعطي تأثيره. هكذا قارب "ابهة الثراء تكون بحد ذاتها نوعا من العملة التي تجعل الازدراء شيئا مستحقا للاحترام" [251]. "الثراء جواز مرور يسمح باتخاذ وضعية تنطوي على التلطف المتعالي". نحن البشر نمتلك التأثير الروحي، نستثمره؛ غير أنه غير فعال لوحده ؛ يحتاج الى عامل مادي ، والمال أحد عناصر التأثير المادي وأهمها. مؤثران يلتحمان لدى الفرد: روحي ومادي . تبحث الذات دوما عن الانطلاق والتحرر؛ ونظرا لأن ذلك لا يتم بدون احتكاك او صراع فإن "النظم والقوانين والتقاليد هي مؤسسات سلطوية ترغم الذات على ’الكبت ‘ " [248]. الثقافة الدارجة، خاصة ثقافة الشركات، توجب احتواء الحافز الروحي وإلزام الكبت. النقود تخفف وطاة الكبت، ان تكون ثريا يعني أنك يمكن ان تستغني او تقتصد في أفعال الكبت أكثر من الآخرين؛ الأثرياء يمارسون العنف وينكرون ؛ بينما الفقراء يراقبون ويكبتون. " الرجل الثري قادر على أن يتمتع بالضحكات الساخرة التي تتفق حتى عندما يكون في غيرحاجة إليها " [251]، فيما للاقل حظا يظل الكبت نفسه نفقة مستمرة مكلفة...يعني كبح جماح نية ما لمدة طويلة ، من دون تركها تفلت من خلال زلة لسان او هفوة.[250] علاوة على ذلك " تمول النقود صنفا هاما من الكبت : البقاء صامتا – ‘إخرس ، أنا أدفع لك’"[252] جرى تكليف محققين تحري سبب اكتئاب عدد من موظفي إدارة حكومية في ألمانيا : " انتهت الدراسة الى أنهم كانوا يعيشون عذابا سيكولوجيا بسبب وجود فرق كبير بين ما يعرفونه أنه الحقيقة وما يسمح لهم رسميا بالكشف عنه "[252].السخرية في الفن تنفيس للكبت، "تعري الشخصيات المرموقة وتغرقهم بالفكاهة مثلما فعل المخرج بيير فالاردو في فيلم ’زمن المهرجين ‘. اُثرياء وجميع الحاشيية من أسر ومتملقين ومحامين وكتاب ... " جميع أعضاء العصابة هنا : جماعة من الأشخاص المطليين بالكروم ، يرتدون الميداليات ، وربطات العنق ، مقرفون ، مبتذلون ، تافهون بملابسهم الفاخرة ومجوهراتهم الراقية . تفوح منهم رائحة العطر الى درجة الإنتان. انهم أغنياء وحسنو المظهر . إنهم حسنو المظهر الى درجة فظيعة ، بأسنانهم البيضاء الفظيعة ، وبشرتهم الوردية الفظيعة . وهم يحتفلون"[254]. فيلم فالارديه "يرينا الظلم الذي يقع حين يحتقر الأغنياء والفقراء بعضهم بعضا ... الفقراء عندما يرفضون سحر البرجوازية الغامض فإنهم كثيرا ما يدفعون الثمن من خلال كرههم لأنفسهم ... شخصية هاينه تصبح أكثر غلظة وأقل دعابة عندما يصف الأثرياء الذين لا يعون كونهم قد أُفسِدوا بثرائهم باعتبارهم مليونار( تورية منحوتة من مليونير ونار بمعنى مغفل- المترجمة)[255]. للأثرياء تؤول حقوق الملكية الفكرية لتصاميم اللباس والأعمال الأدبية البارعة ، سوف يستحوذون على أحياء كان الفقراء هم من أسبغ عليها العقل والروح بما توفر لهم من وقت قليل. هكذا لديهم خيار شراء الحقوق الحصرية لاختراعات ابتدعتها الأرواح الغنية لأناس واجهوا المتاعب واضطروا للتغلب عليها ."[256 ] الأثرياء يصدقون الأكاذيب التي هم من اطلقها حين يقرأونها في جرائدهم . ولكن كون الشيء مدعاة للضحك هو امر لا يعني بالضرورة أن الضحك هو الشيء الوحيد الممكن بصدده.[257].. يتناول بهذا الصدد قصر عائلة بيسماريه ، " من أغنى العائلات بتشكيل الحياة السياسية في كل من كيبيك ، كندا وفرنسا لعقود" [257]. احتفال بالقصر بمناسبة عيد ميلاد زوجة بول ديسماريه، أطلق عام 2012على يوتيوب من قبل شخص مجهول. يظهر القصر كمكان غير صالح للسكن ... ووراء ما يظهره من اتيكيت خال من الذوق ... ومن مشاهدة رجال المال والشخصيات الثقافية التي تحوم حول الزوجين [258]، يخرج دونو باستنتاجات عن طبقة الثراء متسلطة بدون مقومات دستورية ، يرتدون الأوسمة والميداليات ويستطيعون تسجيل البنوك والشركات التي يسيطرون عليها ويودعونها الجنان الضريبية." هنا نرى ان عناصر السلطة، غير الرسمية ولكن القوية تتسم –للمفارقة – بخصائص بروليتارية : ليس لها صوت ولا اسم، ولا محل إقامة مستقر ، واحيانا لا عضوية رسمية في الجسد السياسي . وفي المجال الاقتصادي تشكل انشطتهم مصير المجتمعات وتملي كيف تؤثر الأيديولوجيا على السياسات العامة؟[260]... هم في مركز يسمح لهم بمراوغة القانون...كما يمكنهم التثبت من أن القوانين قد صاغها وكلاؤهم ، الذين ما هم إلا أعضاء في الجهات التنفيذية بداخل جهاز الدولة "[261] احتفال قصر ديسماريه مناسبة لعرض فن الكيتش(فن رخيص مدمج في حياة عائلة حتى يصبح جزءا من حياة العائلة واثاثها-المترجمة). الأوليغارش لا يتوحد مع الجمهور حتى وإن كان يستهلك –مثلهم – القمامة الثقافية ذاتها.... يستطيع جعل مجتمع كامل يختبر نتائج ذائقته الرديئة من دون مقاومة محتملة، ثم طرح هذه النتائج للجمهور تحت مسمى ‘الثقافة’ "[263] الأثرياء يقررون ماذا يعرض على الجمهور من خلال إعادة الإنتاج التقني للأعمال الفنية . هذا امر قيمه ثيودور ادورنو وماكس هوركهايمر في كتابهما ‘ديالكتيك التنوير’ : "لاحاجة لكل من السينما والإذاعة لأن تتظاهرا بعد الآن لكونهما فنا . حقيقة الأمر هي أنهما لا تعدوان ان تكونا أعمالا تجارية تم تحويلها الى أيديولوجيا ، بهدف تبرير الهراء الذي تنتجانه عن عمد "[264]. يتساءلان: " ما الهدف من ‘السلع ’ الثقافية إلا تشكيل الجماهير الذي يمثلون كتلة الزبائن والداعمين، باعتبار الاثنين لازمين لرأس المال؟"[265] وعن ماركيوز ينقل المؤلف ان تماثل الاستهلاك "لا يعني اختفاء الطبقات . على العكس ، إنه يبين الى أية درجة يشارك المسيطَرعليهم في الاحتياجات والإرضاء الضامنة للإبقاءعلى الطبقات المهيمنة" [266]: موظفة الشركة تقلد ملابس وربما عطور ابنة مدير الشركة؛ عمال الياقات البيضاءسرفون في الاستهلكية ! يقدم ماركيوز مشهدا ثقافيا " يقود المرؤوسين والمسيطَر عليهم من قبل النظم الليبرالية الى تحويل طاقاتهم الروحية باتجاه دعم هيكل اجتماعي كان موجودا قبل أن يوجدوا هم"[266] كيف يتم إغراء الفنان للعمل وفق احتياجات السوق اكثر من الأهداف المرتبطة بعملياته الإبداعية الخاصة؟ من يعرفون كيف يراكمون المال يجهلون كل شيء عداه؛ "تصبح المسألة مناطة بالفنانين الذي يكون عليهم ان يتعلموا التأقلم ... وبالممولين يرون أنفسهم وكأنهم هم الخالقون الحقيقيون ، باعتبار انهم هم من جعل الفن ممكنا ، لا يمولون فقط، بل هم يستنفدون أنفسهم من اجله أيضا من خلال العمل أعضاء مجالس إدارة لإدارة جميع هياكله"[267]؛ يشتهرون ليس وفقا للمعيار الجمالي ، بل بما تلاءم مع خطة العمل التجاري. الخلق هو خلق الإيراد، وليس خلق القيم الجمالية. " كلية التجارة التي يحتمل ان يكون مجلس إدارتها مرؤوسا من قبل عضو من الأوليجارشية ، سوف تعمل على التثبت من أن هذه الأفكار يتم التعبير عنها بلغة من الشعر التجاري المناسب لمزاعم النظام ، مع مقررات دراسية تركز على ‘قرارات الإدارة’ المتعلقة ب ‘ التحليل الاقتصادي للصناعات الثقافية’. الضغط الاجتماعي قوي للسير في هذا الاتجاه . أيُّ رائد أعمال (مقاول) / فنان ينطلق بجدية باتجاه ‘الثقافة الموسسة ، الحوكمة ، توزيع الموارد ، العلاقات بين الفنانين والمديرينن وديناميكيات السلطة بداخل هذه المؤسسات وحولها’ "[268]. لا يضير ان يكون الممول حفار قبر للثقافة . جاء في وثيقة السياسة الثقافية لحكومة كيبيك للعام 1992 أن "تطوير الصناعات الثقافية يقوم على كل من التفوق الإبداعي والقدرة التنافسية للأعمال".[269] يصل بعض الفنانين الى قناعة بان" أرباح الشركة الثقافية التي ‘تشارك في الاقتصاد’ هي مجدية اكثر من أفكارها الجمالية ، ذلك انه أيا ما كانت هذه الأفكار فإنها ستكون مقبولة بالنهاية من قبل الجمهور المستهدف من قبل حملة دعائية جيدة التصميم".[269] هكذا يتم تشويه الذائقة الفنية للجمهور الواسع، كي يسهل عليهم تبني ا أيديولوجية مستغليهم.تجد البعض من العمال او الفنانين يدافع عن تصرفات رب العمل ، حيث يضمرون أن يرقوا الى مكانتهم أرباب عمل. الفنان الذي لم يتدرب في مجال المقاولات يحرم من الاطلاع على السجلات المالية، لتجنب اطلاعه على الحيل وتلاوين الخدع الملازمة للنشاط التسويقي. يود المستثمرون لو أصبح الفنانون جمهورا سلسا يصفق لشعوذاتهم." [272] وهذا صعب للغاية " فكم من فنان لا يمكن هزيمته، أدرك أن الخبراء الذين يعينهم مجلس الإدارة لا فهم لديهم لموضوعات مؤسستهم ، وأن الموظفين ذوي الأجور المنخفضة هم الغراء الذي يبقي على شيء ملتصقا من دون أن يتفكك. وسرعان ما يفهم الفنان انه لا يوجد ما يسمى قدرة على الإدارة مستقلة عن الممارسة ...كثيرا ما حدث ان إداريين غير أكفاء قاموا بلوم الفاننين المقاومين ، بصوت عال ، لكونهم ‘يتحدّون السلطة’، مع ما يلي ذلك من قرارات لاحقة ، عادة ما يظهر معها ان مقاومة الفنانين كانت مبررة تماما "[272]. لا يرى دونو علما يحيط بالممارسات التجرية للرأسمال، عبارة الاقتصاد الراسمالي مفبركة، وتعمد الكاتب صياغة عنوان الفصل الثاني " "التجارة والمال". أيا ما كان المجال محل البحث فإن الاقتصاد لا يعود الى أي اختصاص بعينه، الأمر الذي يشهد عليه استخدام هذه الكلمة في جميع الممارسات الثقافية والحقول المعرفية"[276]."ما إن تم إطلاق المفهوم حتى وجد لفظ ‘الاقتصاد’ نفسه في قالب الكتابات العائدة الى عدة حقول معرفية من علم الاجتماع لجابرييل تارد الى النظريات اللغوية لألجيرداس جوليان جريماس، فالنقد الأدبي لجيرارد جينيت ثم فلسفة هيرمان لوتر .... هذا النقد الراديكالي للاقتصاد...يساعدنا على فهم كيف ان "الاقتصاديين" الرسميين – المصرفيين بالمعنى الضيق، يسجنون الفكر ضمن الحدود الضيقة لتخصصهم."[276] ان مبدأ الاستقرار الاقتصادي، بالمعنى البيولوجي لكلمة ‘ اقتصادي’ ، هو التقليل -لأقصى حد ممكن- من الإنفاق الذي ينطوي عليه أي عمل يتعلق بالتأقلم على التغيير. إن هذا يفسر السبب وراء كون من يعرضون انفسهم كخبراء اقتصاديين لديهم قدرة ضعيفة جدا على تصور هوية الشيء في ذاته؛ الشيء المدرك، الاستثناء،غير المعتاد: إن أي شيء لا يستطيع هؤلاء إدخاله ضمن نموذجهم الأعمى سوف يرفض باعتباره عديم القيمة او حتى بدعوى الخطورة"[277]. فهم انتقائيون لا يكتفون بالرفض؛ يقاومون بضراوة ، ينبذون كل ما يتعارض مع تصوراتهم القاصرة. "يذكرنا الفن بانه ليس هناك شيء من قبيل الفن المقتصِر، حكرا، على التفكير الاقتصادي . فلكل منا طريقة متعمدة للإدارة ، وهي تجعلنا على علاقة جيدة بالغير . هذه هي السلطة التي تعيدنا الجماليات اليها : إن معنى الاقتصاد ذاته هو على المحك هنا"[278].
#سعيد_مضيه (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
نظام التفاهة-الحلقة الخامسة
-
نظام التفاهة: التجارة والمال - الحلقة الرابعة
-
نظام التفاهة – الفصل الأول :-المعرفة- والخبرة - الحلقة الثال
...
-
نظام التفاهة-2
-
نظام التفاهة -حلقة اولى
-
بالتعليم والعلوم اكتسبت كوبا المناعة ضد الأوبئة والحصار الام
...
-
مفهوم الثورة في النظرية العلمية للماركسية
-
جدل السياسة والثقافة في نضال التحرر الوطني
-
استعمار ثقافي أشد فتكا بالقيم الوطنية والإنسانية من الاستعما
...
-
الصهيونية تواجه بالإرهاب الفكر المعارض
-
في يوم التضامن مع الشعب الفلسطيني - يهود متضامنون
-
الولايات المتحدة وإسرائيل .. عنصرية في اكناف الفاشية
-
العلاقة العضوية التي يتجاهلها القائمون على القضية الفلسطينية
-
الصهيونية محاطة باستنكار المثقفين وهيئات حقوق الإنسان
-
سماء وسبعة بحور
-
سماء وسبعة بحور -2من3
-
سماء وسبعة بحور..رواية ناجي الناجي -1من3
-
الانعتاق من استرقاق الأبارتهايد، او كارثة التهجير الجماعي!
-
قوة ضاربة للفاشية
-
في غياب الحاضنة العربية للمقاومة الفلسطينية
المزيد.....
-
مسؤول إسرائيلي يوضح لـCNN الهدف من الغارات على الضاحية الجنو
...
-
انفجارات في بيروت بعد توجيه الجيش الإسرائيلي تحذيرا إلى سكان
...
-
زيادة الطلب على الكهرباء.. هل تشكل حلا لأزمة الصناعة الخالية
...
-
لبنان: تقارير تتحدث عن استهداف الخليفة المحتمل لنصرالله
-
ليبيا.. 120 مرشحا للانتخابات البلدية قيد الملاحقة الجنائية
-
الجيش الإسرائيلي يصدر أوامر إخلاء جديدة لسكان منطقة الحدث في
...
-
إيران تهدد.. ردنا مدمر حال انتقام إسرائيل
-
-أكسيوس-: إسرائيل استهدفت هاشم صفي الدين رغم مكوثه داخل أعمق
...
-
السنيورة يتحدث لـRT عن مستقبل لبنان بعد اغتيال نصر الله وتحو
...
-
الحكومة الفلسطينية تطالب بتحرك دولي عاجل بعد مقتل العشرات إث
...
المزيد.....
-
دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية
/ سعيد الوجاني
-
، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال
...
/ ياسر جابر الجمَّال
-
الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية
/ خالد فارس
-
دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني
/ فلاح أمين الرهيمي
-
.سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية .
/ فريد العليبي .
-
الخطاب السياسي في مسرحية "بوابةالميناء" للسيد حافظ
/ ليندة زهير
-
لا تُعارضْ
/ ياسر يونس
-
التجربة المغربية في بناء الحزب الثوري
/ عبد السلام أديب
-
فكرة تدخل الدولة في السوق عند (جون رولز) و(روبرت نوزيك) (درا
...
/ نجم الدين فارس
-
The Unseen Flames: How World War III Has Already Begun
/ سامي القسيمي
المزيد.....
|