أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سعيد مضيه - سيمور هيرش في استقصاءاته الصحفية-3















المزيد.....


سيمور هيرش في استقصاءاته الصحفية-3


سعيد مضيه

الحوار المتمدن-العدد: 7181 - 2022 / 3 / 5 - 11:42
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


مثال استلهمته إسرائيل أم هي الغريزة العدوانية؟
تطالع في مذكرات سيمور هيرش تلك الفقرات المتعلقة بمكافأة القيادات العسكرية على جرائم القتل الجماعي والاغتصاب والتدمير العشوائي بفيتنام، فيتبادر للذهن ما أورده إيلان بابه في السياق ذاته، في كتابه "ألتطهير العرقي في فلسطين"؛ فارق التهجيرواغتصاب الأملاك المنقولة وغير المنقولة هو نصيب الفلسطينيين.كما أن عدد المتعاونين مع بابه في تقصياته أقل من أضرابهم بالولايات المتحدة ؛ وهذا العدد الضئيل كاد يتلاشى في الأوقات اللاحقة بفعل التربية الهادفة.
أورد بابه على صفحة220: "شموئيل لاهيس اعدم خمسة وثلاثين شخصا؛ أحيل الى المحاكمة، وأصبح لاحقا المدير العام للوكالة. القائد العسكري دوف برمياهو ، الذي شارك في التطهير العرقي ما بين أيار ويوليو 1948، كان واحدا من الذين راعهم ما أدركوه لاحقا من عمليات أدت الى التطهير. شرع في الاحتجاج بشدة على الأعمال الوحشية التي كان يشاهدها او يسمع عنها ؛ كان هو من قدم لاهيس الى المحاكمة، وحكم على لاهيس بالسجن سبعة أعوام؛ لكن رئيس الدولة عفا عنه على الفور تقريبا وأعتقه، وارتقى لاحقا الى مناصب عليا في الحكومة". أخضعت مراكز الاعتقال( لفلسطينيين أثناء الحرب وبعدها) لحراسة جماعة الأرغون وشتيرن( بقيادة الفاشيين بيغن وأتباعه). كانوا لا يتورعون عن أعمال القتل لأتفه الأسباب."... أدين ضابط سابق في الهاغاناه يدعى بيسكا شدمي يقتل سجينين فلسطينيين، بقي بالجيش لتوكل اليه مهمة إرهابية في كفر قاسم عام1965، حيث أمر بقتل تسعة وأربعين من سكانها، وأدين بدفع قرش غرامة!!.... تكشفت جرائمه عن سمتين ما زالتا موجودتين حتى الآن : من يدانون بارتكاب جرائم ضد العرب من الأرجح ان يستمروا في شغل مناصب ذات تأثير كبير في حياة الفلسطينيين؛ والثانية ان لا يحاكمون على جرائمهم... كتب ضابط في الجيش اقلقه ما شاهده في معسكرات الاعتقال ،‘ ان السلوك البربري الوحشي الذي تكشف عنه هذه الحالات ‘يقوض الانضباط العسكري’."[230] . يشغله فقط الغيرة على الانضباط العسكري وليس قتل المدنيين الفلسطينيين! تطرق بابه الى حالات الاغتصاب في القرى والمدن المحتلة، وكتب : " كان بن غوريون يسمع ويكتفي بتسجيلها ، نشرت صحيفة هآرتس في 29 تشرين اول 2003 أن اثنين وعشرين جنديا شاركوا في عملية اغتصاب بربرية لفتاة اختتمت بالقتل، وكان أقسى حكم أنزل بالمعتدين سنتا سجن لمن قتل الفتاة. سجلت الحادثة في مذكرات بن غوريون.[238].
نعود الى ما كتبه هيرش في استقصاءاته، لنجد التماهي بين جرائم الحرب. التقصي الصحفي أو الفكري مهمة كل من يمتهن الإعلام ؛ يتوجب عليه البحث عن الحقيقة وإيصالها الى الجمهور. ونظرا لأن المال يفسد الباحثين عن المعرفة ، والأغلبية الساحقة من المسئولين في جميع بلدان العالم يضيقون بالنقد، فإن الإغراءات تلوح للصحفيين والمثقفين الباحثثين ؛ فيقايضون الحقيقة والوعي العام بامتيازات خاصة أو على الأقل ابتسامة المسئولين، ويرددون كالببغاوات ما يصدر عن المسئولين. فرضت نفسها مهنة صحفي التقصي تتأبى على الإغراءأو الترهيب، تخترق الحواجز المانعة وتكشف ما يحرص المسولون على إخفائه . في هذا الصدد كتب سيمور:
أتصل بي في مطلع عام 1970 ضابط كبير شارك في التحقيق الموسع، الذي طلبه الجيش حول مذبحة ماي لاي. كان مقتنعا بوجود تستر على الجريمة، وأن بإمكان منتسبي فصيل كالي أن يعطوا تفاصيل أكثر عن الأهوال التي يصر العقداء والجنرالات، في خط تسلسل الرتب العسكرية الأعلى لفصيل كالي ، الذين يصرون على إنكار معرفتهم بحصول المذبحة. أخبرني الضابط أن لديه شك قليل في أن التحقيق المبدأي الذي أعقب المجزرة كان حافلا بالأكاذيب، التي تم قبولها دون إثارة أي سؤال على كافة مستويات الفرقة العسكرية، وأنه يريدأن يفصح عن الحقيقة. [227]
لقد تم وضع ما توصلت اليه هيئة بيرز للتحقيقات في 40 مجلدا من الشهادات والاستنتاجات وسلمت في مارس / آذار 1970 او وضعت تحت الرعاية السرية، ولم يسمح لأحد الاطلاع عليها . قرر أحد أصدقاء هذا الضابط ان يأتي إليّ بتلك المجلدات من مكتب الطباعة في البنتغون. كانت زوجته تأتي بسيارتها للعمل في مكتبها وسط مدينة واشنطون، ونقلتها اليّ خلال صباحات بعض أيام العمل الأسبوعية في الأشهر القليلة التالية. نقلتها جزءً ا فجزءًا حسب تسلسلها الرقمي. اعيد جزءًا وأتسلم جزءًأ. استأجرت ماكنة استنساخ ورحت أنسخها . فعلت ذلك في نفس الوقت الذي كنت اكتب فيه تقاريري ، وأراجع مخطوطة كتاب ماي لاي. [227-28]
قرأت المقالات وازدادت مشكلتي لأن الأدلة واضحة والمحققون لم يقوموا بواجبهم عند اطلاعهم على المذبحة التالية بعد 16 مارس 1968مباشرة. كانت وحدة تشارلي بقيادة مدينا واحدة من ثلاث وحدات تكونت منها فرقة برافو للعمليات السريعة بقيادة باركر ، والتي كانت نشطة في ذلك اليوم . صدرت الأوامر للفرقة بمهاجمة قرية ماي خي 4 . حل بهذه القرية ما حل بالتي قبلها ، ولكن على مستوى أقل. أحرق جنود هذه الفرقة واغتصبوا وقتلوا كيفما شاءوا ، رغم انه لم تكن هناك أدلة على وجود قوات معادية في القرية أو محيطها .... "[228].
أمضيت الشهور التالية وأنا أحاول استيعاب محتويات الأجزاء الأربعين من تقريرهيئة بيرزعن ماي لاي’، التي لم يطلع عليها الرأي العام بعد. استطعت التوصل الى بعض الاستنتاجات المرعبة بعد التمعن بأكثر من 400 شهادة امام الهيئة المذكورة . اوصت الهيئة بتوجيه تهم إجرامية بحق 14ضابطا ، بينهم اللواء صموئيل كستر، قائد الفرقة الأميركية الحادية عشر، فرقة برافو، باعتباره مسئولا عن تصرف القوات التي تحت إمرته، بمن فيهم النقيب أرنست مدينا ، قائد وحدة تشارلي. تمت تبرئة مدينا في المحكمة العسكرية، ورقي الجنرال كستر وأصبح قائد الأكاديمية العسكرية في وست بوينت، وقت بدأْتُ انشر تقاريري في وكالة ديسباتش، وان مشاركته في الفضيحة قد زادت من الكابوس الذي عاشه الجيش والبنتغون ، والرئيس نيكسون، الذي استمر في تصعيده للحرب . الضابط الوحيد الذي حوكم عسكريا وحكم عليه وفق قرار محلفين من أقرانه وقضى وقتا خلف القضبان هوالملازم وليم كالي. حكم على كالي بالسجن مدى الحياة مع الأشغال الشاقة لقتله عمدا 22 مواطنا مدنيا من الفييتناميين. صدر الحكم في يوليو/ تموز 1971. امر الرئيس نيكسون بنقله في اليوم التالي من السجن العسكري في لفننوت بولاية كانزاس الى الإقامة الجبرية في قاعدة بننغ. اطلق سراحه في فبراير1974 من الإقامة الإجبارية خلال النظر في استئناف الحكم. قررت محكمة الاستئناف تثبيت الحكم، فأعيد كالي الى السجن العسكري ذاته بتاريخ 13 يوليو1974، وأطلق سراحه بتاريخ 25 سبتمبر/ أيلول1974، بموجب أمر العفو الصادر من الرئيس نيكسون. هكذا امضى كالي خلف القضبان ثلاثة أشهر و13 يوما فقط جزاء قتل 22 مدنيا بدم بارد.[هامش 233]. لقد فشل نظام العدالة العسكرية ، لأن عددا من الجنرالات الذين أصابتهم شرور الفضيحة استمروا في الخدمة واستمرت حرب فييتنام بعنفها الذي استهدف المدنيين. استمر إحصاء اعداد الفتلى من الجانبين كمؤشر على نجاحها ...في شهادة كستر أمام الهيئة نشر مكتبه 7 صفحات احتوت على ‘معايير استخدام الأسلحة النارية واستعمالاتها في مناطق تواجد المدنيين’ ؛ غير أن إصدار تلك التعليمات لم يكن أكثر من تمثيلية سمحت للنظام ان ينظر الى القتل والاغتصاب وحرق الممتلكات وغيرها من جرائم الحرب كمخالفة للتعليمات فقط. اختار القادة في ماي لاي وغيرها من مناطق فييتنام سلوكا واحدا تكرر المرة تلو الأخرى خلال تلك الحرب ، وهو النظر الى قتل المدنيين ليس باعتباره جريمة حرب وتحمل المسئولية المهنية عن تنفيذها... [233] .
البينات تترى على جرائم أخرى بقيت مجهولة . "اتصل بي محارب سابق في فييتنام شغل وظيفة جندي كاتب في مقر الفرقة الأميركية في يوليو1969 ، حين هاجمت طائرات مروحية امريكية قريتين فقتلت 10 مدنيين وجرحت 15 آخرين في منطقة هادئة لم تصلها الحرب. أصدر اللواء لويد رمزي قائد عام الفرقة ، بناء على شكوى من فييتناميين ثلاث رسائل توبيخ لثلاثة من الطيارين الأربعة . لقد ارتكب هؤلاء مخالفة للتعليمات... رقي الضابط رمزي الى رتبة مارشال، أصبح الأن هو الضابط المسئول عن عمليات الانضباط العسكري في كافة وحدات الجيش الأميركي. ... كان الجندي قد استنسخ ملفات الجنود الثلاثة وحملها معه الى ولاية ساوث داكوتا . أعطاني الجندي الكاتب نسخ الملفات المذكورة... تطلب الأمر مني عدة أشهر لأصل الى الجنرال رمزي وبعض الطيارين الذين شاركوا في الهجوم. كتبت مقالة في 12 ألف كلمة لمجلة نيويوركر ، ختمت المقالة باقتباس من محام عسكري رفيع قال بأن ضباطا من قبيل رمزي قد وجدوا أنفسهم أسرى ‘ نظام للقواعد والتعليمات ليس لها علاقة بما يجري في فييتنام . إنها أشبه بالوصايا العشرة موجودة ولا احد يريد ان يعيرها انتباها... لقد وقعنا في فخ نظام وضعناه لأنفسنا."[234] .
من بين شهود هيئة بيرز كان القس كارل إي كروسوَل من الكنيسة الأسقفية، عمل مع الفرقة الأميركية وقت مذبحة ماي لاي، واستقال إثر المذبحة. قال أمام هيئة التحقيق:" لقد اصبحت على قناعة ان القضية قدر تعلق الأمر بالجيش الأميركي ، لا يوجد شيء حول قتل مدنيين فييتناميين. انا آسف لأن هذا الادعاء مثار للسخرية؛ ولكن هذه هي الطريقة التي يجري عليها النظام". ... التقينا في ابرشيته في مدينة إمبوريا بولاية كانزاس. اخبرني أنه نقل أواخر عام 1967 للعمل مع كتيبة مشاة كانت في طريقها الى ساحة الحرب في فييتنام على ظهر سفينة حربية . اضطرت السفينة ان تخفف من سرعتها بسبب الأمطار الغزيرة والرياح العاتية . نادى العقيد المسئول عن الرحلة القس كروسوَل وقال :‘ ابانا ، لماذا لا تطلب من صاحبك ان يفعل شيئا حول هذا الطقس؟ ضحك الضباط الذين كانوا حوله؛ تذكر القس ما قاله في حينه، ‘ لا أعتقد ان الرب في عجلة ليساعدنا ان نسرع في الوصول الى فييتنام كي نقتل البشر’. اطبق الصمت على الحاضرين، وفي ذلك المساء رفعوا اسم كروسوَل من قائمة الحضور الى مائدة العقيد القائد لتناول العشاء".[247]
رأى سيمور ان من الضروري مقابلة الملازم أول كالي ، ولكنه مجهول الإقامة برعاية القيادة العامة للجيش. ادرك أن مجرم الحرب، الملازم أول كالي، موقوف برسم المحاكمة، وأدرك في ذات الوقت ان العقوبة لن تكون بقدر الجريمة. يعرف القضاة ما عرف ب " تعليمات معايير استخدام الأسلحة النارية واستعمالاتها في مناطق تواجد المدنيين" ، التي لم يلتزم بها أحد. فضل سيمور هيرش طرح قضية كالي على الرأي العام ، كي يعي ما هي الحرب.وكلفه الأمر مشقة منهكة ووقتا من التجوال بقاعدة تبلغ مساحتها قدر مساحة مدينة نيويورك.
" جاء التلميح الأول يوم الأربعاء22 أكتوبر، حين تحدث معي محام شاب كتب مقالا انتقد الحرب بمجلة فلج فويس. قال ان الجيش يستعد بقاعدة بيننغ في جورجيا لمحاكمةعسكرية حول مقتل 22 مدنيا في فييتنام[175]. ... كانت محاضرتي عن أخطار الحرب الكيماوية والجرثومية قد مكنتني من الاتصال بقادة الحركة المناهضة للحرب في أماكن مختلفة من البلاد. ...تلقيت تقريرا تضمن مقتطفات من الصحف والمجلات الأميركية الصادرة بين عامي 1966و 1967 شملت القتل الروتيني لأسرى الحرب والقتلى من النساء والأطفال والشيوخ برمي القنابل اليدوية عليهم بعد ان يفروا هربا ويلتاذوا بأكواخهم.[176] . بعد إلقاء محاضرتي في بيركلي عام 1969 تقدم مني جو نيولاند ، استاذ الكيمياء العضوية في جامعة كاليفورنيا، كان قد زار فييتنام لصالح محكمة براتراند رسل حول جرائم الحرب التي عقدت جلساتها في كوبنهاغن، والتقى بثلاثة عسكريين اطلعوا على جرائم الحرب. قال أحد العسكريين الشهود "غالبا ما تكون ‘لحظات جنون’ شارك خلالها جنود اميركيون بما فيهم مسئولو المدافع المثبتة على الدبابات بإطلاق النيران على تلك القرى، وصبوا ‘جحيما عنيفا ‘على كل شيء يتحرك في تلك القرى، ‘افترضنا وجود قوات الفيتكونغ بينهم، حتى يثبتوا عكس ذلك’. لم أجد دليلا على أن الإعلام قد بذل جهدا لمتابعة ما ورد في الشهادة واتهاماته . الرد المألوف هو الهجوم السام من قبل سالزبيرغر، المعلق بصحيفة نيويورك تايمز على محكمة رسل/ الفيلسوف وعالم الرياضيات الحاصل على جائزة نوبل والبلغ من العمر 96 عاما. كتب سولزبيرغر ‘إن رسل قد تجاوزعمر ضميره’ بمعنى أنه ‘أصيب بالخرف، هو وأقرانه الذين نصبوا ما يسمونه محكمة’ "[177].
كيف الوصول الى كالي؟ ما بذله سيمور من جهود حثيثة ، وما بحثه في السجلات أو سافر من أجله الى مختلف الجهات يفصح عن رجل معني بالحقيقة ويحترم جمهوره ويقدر مهنته. كان من الأفضل ذكر تفاصيل الجهود لو سمح المجال، على أن تؤجل لحلقة لاحقة إن استدعى الأمر. باختصار غير مخل قام بالمهام التالية:
-مراجعة "المحكمات العسكرية كافة ، التي جرت حديثا في كافة المعسكرات الأميركية حول العالم والموجودة سجلاتها في مكتبة البنتاغون"، بدون جدوى؛
هو لا يبدأ حين الحديث بالقضية التي جاء من أجلها ، ويضبط نفسه وهو يصغي الى حديث يتعتلق بقضيته موضع التقصي، كي لا يشعر المتحدث انه مهتم بالموضوع؛
- صدفة التقى بضابط كبير عرفه سابقا نسب ليكون مدير المكتب العسكري للجنرال ويستمورلند الذي عاد لتوه من فييتنام. التقى صحفي تقصي مع ضابط شريف.
-انطلاقا من حديث الضابط راجع أشرطة الصحف المسجلة فعثر على الصفحة 38 من صحيفة نيويورك تايمزالصادرة يوم الأثنين 8 سبتمبر/ أيلول، معلومات عن ضابط مشاة يبلغ من العمر 26 عاما ، اسمه وليم .ل. كالي، الابن، من مدينة ميامي، متهم بارتكاب جرائم قتل ‘ عدد من المدنيين’ دون أن يثير الخبر اهتمام احد من الصحفيين !
- في مكتب صديقه العامل في مكتب ريفرز، عضو لجنتي الخدمات العسكرية بالكونغرس، تحدث عن كالي فحذره صديقه انها قضية خطرة لا يقترب منها.
- اتصل بمكتب الاستعلامات في قاعدة بيننغ ، وسأل "سؤالا بريئا عن الضابط المسئول عن التوجيه في محاكمة كالي العسكرية" اجيب ب "كذبة مفضوحة"، وشعر بأن "قصة وليم كالي ، الذي أجهل مكان تواجده، سيكون لها تأثير على تغيير قواعد اللعبة. كنت عازما على أن أكون أول صحفي يعثر عليه"
-. توجه الى صديق قديم ، المحامي كوان، تخرج حديثا من كلية القانون بجامعة ييل... . طلب منه اسم محامي كالي. "اتصل بي كوان بعد يومين، وأخبرني ان اسم المحامي هو لِتمر، ولم يزد على ذلك شيئا".
- وجد محام بذلك الاسم في واشنطون في دليل تلفونات العاصمة، أبلغه عن محام آخر اسمه جورج لتِمر، وهو قاض متقاعد في محكمة الاستئناف العسكرية.
- اتصل به هاتفيا ورد بأنه فعلا محامي للضابط كالي ، وان "قضيته إجهاض للعدالة". اتفقا على الالتقاء في مكتب المحامي في مطلع نوفمبر .
-.لم يكن بحوزته ما يكفي لسداد أجور السفر، حيث مكتب المحامي على الساحل لغربي؛ توجه الى فِلِب شتيرن، المناهض المعروف للحرب بواشنطون، خصص بعض الأموال لمنح تستخدم لإجراء تقارير صحفية استقصائية. حصل منه على ألف دولار، "منحة مؤسسة الصحافة الاستقصائية".
-وصل مكتب لتمر في حدود العاشرة. كانت لوحة اتهام الجيش لوليم كالي الإبن ، بالقتل المتعمد لمائة وتسعة أشخاص، "وصفهم من أصل آسيوي شرقي زاد من ألمي". "طرت عائدا الى واشنطون يتملكني شعور بأنه يجب أن أعثر على كالي والمكان المحتمل هو قاعدة بيننغ".
-وصل قاعدو بيننغ الكبيرة بحجم مدينة نيويورك وبدأ البحث. كان يدعي أنه يريد مساعدة كالي الواقع في ورطة وهو بريئ . طاف على السجون، ولم يجد اسمه على قائمة ؛ اتصل من هاتف عمومي بأندية القاعدة يسأل، حتى الظهيرة لم يعثر على كالي. .. ساعات قطع خلالها مسافة 100 ميل تقريبا؛ وراجع محطات تزويد الوقود ودليل الضباط في قاعة المشاة ولم يتلق ما يفيد عن كالي؛ قرر التوجه الى مركز الادعاء العسكري، كان خاليا إلا من عريف ، اختفت ابتسامته حين سمع اسم كالي . طلب منه الانتظار ريثما يتصل بالعقيد المسئول . "استدرت وبدأت امشي لكن العريف بدى عليه الاضطراب واخبرني اني لا أستطيع مغادرة المكان. ركضت بأقصى سرعتي الى خارج المكتب باتجاه الشارع، لأنني ما كنت ارغب أن يطردني العقيد من القاعدة قبل إكمال مهمتي".
- تناول همبرغر وشرب كولا في كافتيريا القاعدة. .تذكَّر ان دليل الهاتف بالقواعد العسكرية يحدّث كل أربعة شهور . اتصل بعاملة الهاتف وطلب منها ان توصله بالمراقب. عرف من العاملة ان اسم كالي ورد بالإضافات وأبلغته اسم كالي ورقم هاتفه ومكان إقامته .
- دخل غرف النوم بالطوابق الثلاثة للبناية ، ولم يجد غير شاب يغط في نوم عميق ، أيقظه وعرف انه ليس من يبحث عنه ، وعرف منه انه يسلم الرسائل الواردة لكالي الى صديقه سمِتي في مقر الفيلق. رافقه في سيارته ليدله على مقر الفيلق، وأعاده هيرش الى موقعه .
-التقي بسمِتي ، الذي تطوع بإحضار ملف كالي.نسخ منه لائحة الاتهام ، ثم توجه الى منزل كالي . وجد ثلاثة ضباط برتبة ملازم ثان أخبره أحدهم المفاجأة : "ضابط صغير متهم بجريمة قتل جماعي متخف في جناح لسكن كبارضباط الجيش!"...وصلت من واشنطون الخامسة من صباح ذلك اليوم، وها اني متعب وجائع في الثامنة مساء. دله الضابط على شقة كالي . تبادل معه الحديث و"عرف موقفي من الحرب ، واعترف بحزن ان حرب فييتنام قاتلة لا يمكن الانتصار فيها ، وهذا ما أضعف ولاءه للجيش، الذي علمه كيف يكون طيارا ماهرا....".
حضر كالي من رحلة الى البحيرة؛ " صافحته واخبرته انني جئت لأنقل قصته. رد :‘ صحيح اخبرني المحامي ان اتوقع منك زيارة’. صعدنا الى شقته ، وانا وجها لوجه مع هذا الوحش الذي صرع بمدفع رشاش الأطفال والشيوخ. لكنني وجدت نفسي امام شاب مهزوخائف، قصير القامة ونحيل شاحب الوجه". سهر معه حتى الصباح ".... ملآت دفتر ملاحظاتي وكانت أكثر الاقتباسات ليست من مصلحته . إن روايته لما جرى في قرية ماي لاي ازدادت تناقضا كلما أطنب في الحديث عنها ".
كان الوقت متأخرا او ربما مبكرا للنوم . قدت سيارتي صوب مطار كولمبوس ، واستقللت اول طائرة مغادرة الى واشنطون. شرعت خلال وجودي في الطائرة بوضع هيكل القصة التي سأكتبها . لدي نسخة منقولة بالضبط من لائحة الاتهام ومقابلة مستفيضة مع اللاعب الرئيس . كنت على وعي بأنه يجب علي ان أضع مشاعري الشخصية حول الحرب جانبا حين اكتب قصتي هذه.... سأحاول الآن أن اروي قصة تقول ان الأميركييين لم يقاتلوا بشرف أو بتعقل أفضل مما فعل اليابانيون و الألمان في الحرب العالمية الثانية. لم أكن متأكدا مما سيحدث ، لكنني اعرف انها لن تكون قصة سهلة.



#سعيد_مضيه (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- سيمور هيرش في مذكرات استقصاءاته-2
- سيمور هيرش في مذكرات استقصاءاته .. -1
- التضامن الأممي ..نستثمره ام نتفيأ بظله؟
- ماذا يكمن خلف صخب الدعاية المتصاعد حول أكرينا؟
- نظام التفاهة - الفصل الثالث :: التفاهة إلهاء وإفساد – الحلقة ...
- نظام التفاهة- الفصل الثالث : الثقافة والحضارة - الحلقة الساد ...
- نظام التفاهة-الحلقة الخامسة
- نظام التفاهة: التجارة والمال - الحلقة الرابعة
- نظام التفاهة – الفصل الأول :-المعرفة- والخبرة - الحلقة الثال ...
- نظام التفاهة-2
- نظام التفاهة -حلقة اولى
- بالتعليم والعلوم اكتسبت كوبا المناعة ضد الأوبئة والحصار الام ...
- مفهوم الثورة في النظرية العلمية للماركسية
- جدل السياسة والثقافة في نضال التحرر الوطني
- استعمار ثقافي أشد فتكا بالقيم الوطنية والإنسانية من الاستعما ...
- الصهيونية تواجه بالإرهاب الفكر المعارض
- في يوم التضامن مع الشعب الفلسطيني - يهود متضامنون
- الولايات المتحدة وإسرائيل .. عنصرية في اكناف الفاشية
- العلاقة العضوية التي يتجاهلها القائمون على القضية الفلسطينية
- الصهيونية محاطة باستنكار المثقفين وهيئات حقوق الإنسان


المزيد.....




- عداء قتل أسدًا جبليًا حاول افتراسه أثناء ركضه وحيدًا.. شاهد ...
- بلينكن لـCNN: أمريكا لاحظت أدلة على محاولة الصين -التأثير وا ...
- مراسلنا: طائرة مسيرة إسرائيلية تستهدف سيارة في البقاع الغربي ...
- بدء الجولة الثانية من الانتخابات الهندية وتوقعات بفوز حزب به ...
- السفن التجارية تبدأ بالعبور عبر قناة مؤقتة بعد انهيار جسر با ...
- تركيا - السجن المؤبد لسيدة سورية أدينت بالضلوع في تفجير بإسط ...
- اشتباك بين قوات أميركية وزورق وطائرة مسيرة في منطقة يسيطر عل ...
- الرئيس الصيني يأمل في إزالة الخصومة مع الولايات المتحدة
- عاجل | هيئة البث الإسرائيلية: إصابة إسرائيلية في عملية طعن ب ...
- بوركينا فاسو: تعليق البث الإذاعي لبي.بي.سي بعد تناولها تقرير ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سعيد مضيه - سيمور هيرش في استقصاءاته الصحفية-3