أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سعيد مضيه - سيمور هيرش في مذكرات استقصاءاته-2















المزيد.....

سيمور هيرش في مذكرات استقصاءاته-2


سعيد مضيه

الحوار المتمدن-العدد: 7178 - 2022 / 3 / 2 - 13:23
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


توحش الامبريالية أو عار اميركا
"... ثم سُمِع صوت طفل يبكي، وراقب جنود كالي طفلا كان في الثالثة او الرابعة، حمتْه امه بجسدها وغطته حتى لا تصيبه الإطلاقات . زحف الطفل الباكي المغطى بالدماء وخرج من الخندق، فتلاقت عيناه بعيني ميدلّو، وبدأ يركض في حقل الرز. طلب كالي من ميدلو ان يرديه؛ لكن ميدلو الذي اغرورقت عيناه بالدموع حين رأى الطفل وجها لوجه، رفض الأمر. ركض كالي خلف الطفل واطلق النار عليه من مسدسه، فتفجر رأسه وخر صريعا في اوحال الحقل"...
"جنون اصيب بها الجنود وضباطهم وهم يجدون متعة في تمزيق أجساد الأطفال الغضة بحراب بنادقهم الحادة جدا، واستعمال القنابل شديدة الانفجار ، التي تبعثر أشلاءهم المتطايرة في الهواء."
اختزل جنديان من المفرزة التي قادها الضابط وليم كالي واقترفت جريمة ماي لاي بالفييتنام. نسل جرائم المستوطنين الأوروبيين بالقارة الجديدة . الأرض البكر والثراء الموعود حوّل "المتطهرين" القادمين من إنجلترا الى وحوش كاسرة. هكذا تغير الحرب طباع البشر. وهذا ما استله، من خلف القرون، الدكتور محمد جياد الأزرقي، مترجم مذكرات سيمور هيرش الى العربية، حفر في أعماق المجتمع الأميركي الراهن ، عن جذر التوحش في السياسات الأميركية: "حين وصل كريستوفر كولومبوس عام 1492 كان عددهم [ السكان الأصليون]ما بين 40 و90 مليونا، وحين جاء الإسبان وجدوا 50 قبيلة هندية في الغرب بما فيها شعب بيبلو وكومانتشي وبيمان ويمان، وكانت لهم لغاتهم المتنوعة. جلب الأوروبيون معهم الأمراض كالجدري والحصبة والطاعون والكوليرا والتيفوئيد والدفتيريا والسعال الديكي والملاريا وبقية الأوبئة التي كانت تحصد أرواح السكان الأًصليين. فمثلا كانت السلطات البريطانية توزع عليهم الأغطية الحاملة للأمراض عمدا بهدف نشر الأمراض بينهم.[11] .هؤلاء هم "المتحضرون" يخصون للعرق الأبيض حق الحرية والسيادة.بهذا التاريخ غير المشرف ترفع الإدارة الأميركية جهيرتها دفاعا عن الحرية ، ولكن في اكرانيا!
يكتب هيرش: " علمت ، وانا أعد تحقيقي الصحفي عن مذبحة ماي لاي ـ أواحر 1969بأن قتل المدنيين (الفييتناميين) الغاشم قد بدأ في وقت مبكر ، بالضبط خلال أيام من وصول قوات مشاة البحرية الأميركية لشواطئ دانانغ ، مارس 1965. آنذاك حدثت مذابح جماعية لم يخبر عنها في حينه. "إن نشر قصة من موقع الحدث عن قتل المدنيين غير المبررأواسط عام 1965 نظر إليه وكانه إشارة لعدم الإخلاص للبلد، وتجاهلته بشكل مباشر العديد من الصحف الكبرى"[218].
قصة خفية دارت حول المحافظة على طياري البحرية في حرب فييتنام . كانت الولايات المتحدة تنفق قرابة المليون دولار لتدريب كل طيار يجيد الهبوط والإقلاع على ظهر حاملات الطائرات. [108]وحين بدا معدل خسارة الطيارين بإسقاط طائراتهم يتزايد لوحظ ان الطيارين يطلبون إحالتهم على التقاعد بشكل متزايد وغير متناظر مع سرعة إعداد من ينوب عنهم.[109]
كان آرثر سيلفيستر، السكرتير الإعلامي لوزارة الدفاع، قد أمر كافة الضباط الكبار والمسئولين المدنيين في البنتاغون أن يشعروه بأية زيارة يقوم بها أي من المراسلين . يعني هذا من الناحية العملية ، انه لو ذهبْتُ الى جنرال معين يوم الثلاثاء وحصلت منه على معلومات وكتبت عنها في اليوم التالي، فإن مكتب سيلفرستون سيكون على علم بذلك، سواء ذكرت اسم الجنرال ام لم أذكره، وسيعرف مصدر معلوماتي لكتابة تقريري... بات عليّ أن أزور عددا من الجنرالات والأدميرالات لعدة أيام بأعذار واهية لغرض التعتيم على مصدر معلوماتي[113].
جهدت الصحف لتبرير جرائم الحرب الأميركية."جرت مناقشة حامية في البرلمان البريطاني حول جرائم كالي، التي توسعت مجلة تايمز بنشرها والتعليق عليها. في الحقيقة أن تايمز كانت المنبر الإعلامي الوحيد الذي أرسل مراسلا الى قرية ماي لاي والقرى المجاورة، التي كانت قبل الحرب منطقة حقلية زاهية بتجمعاتها الفلاحية على ساحل بحر الصين الجنوبي. يبدو أنه نقل بالطائرة الى منطقة لتجميع الناجين من المذبحة، وكتب تقريرا مطولا نشر يوم الحميس 13 نوفمبر / تشرين ثاني، أتى فيه على شهادات الناجين الذين اكدوا مقتل 567 ضحية من الشيوخ والنساء والأطفال على يد القوات الأميركية. برزت شكوك واسعة حول قصتي اثارتها بعض الصحف ، بما فيها واشنطون بوست، التي اتت على المصاعب الجمة التي يواجهها الجنود الأميركيون، وهم يخوضون حرب عصابات ضد عدو "يتظاهر بأنه يضم فلاحين خلال النهار ومقاتلين في الأوقات الأخرى". [207].
" نيل شيهان ترك وكالة أسوشييتدبرس ليعمل بصحيفة تايمز اللندنيةعام 1964.عيّن لأشهر قليلة مراسلا في البنتاغون.، توطدت العلاقة فيما بيننا...لم أكن أتصور مبلغ ذهوله ، باعتباره مراسلا حربيا لا يخشى مجابهة تصرفات حكومته، حين وجد ان "الصحفييين في قاعة إعلام البنتاغون ضعفاء متخاذلين"[118]. اولئك الصحفيون يجدون الجسارة لكي يتضامنوا مع حرية أكرانيا!
تحت عنوان عار أميركا – الفصل العاشر من مذكراته، تحدث هيرش عن مذبحة ماي لاي. يقول انه اتصل بعدة مجلات لنشر قصته عن المجزرة واعتذرت عن النشر ."شعرت بالألم يعصرني للرقابة التي فرضها زملائي عليّ، ويريدون إلزامي على الإقرار بها...شعرت بالحاجة الى محام ليراجع ما كتبت خوفا من أن يقيم علي أحد دعوى ويجرجرني الى المحاكم مطالبا بتعويضات مالية"[200]. اتصل بزميل سابق في كلية الحقوق التي لم يكمل هيرش الدراسة فيها، وهو ناقد لحرب فييتنام. قرأ المحامي القصة واقترح بعض التعديلات الطفيفة ، "وأخبرني أن مكنتب المحاماة سيقف الى جانبي إن تعرضت لأية مشكلة قانونية[200].
تلك هي الدلائل على المجتمع الأميركي "المفتوح" و"الديمقراطي" ، لا يضن على احد الحق في حرية التعبير عن الضمير !!
طبيعي ان تستنفر صحف التيار الرئيس بالولايات المتحدة كل الذرائع لتسويغ جرائم الحروب الامبريالية. لكن ، لماذا نشر الجيش غسيله الوسخ حول جريمة كالي؟ الجواب عند رايدنأور. فمن هو راينأور؟ يقول ديفيد أوبِست، مسئول وكالة ديسباتش وصديق لهيرش: أسرع سيمور الى التلفون وبدا يستقصي عن الشاب...ثم. خطط أن يستقل الطائرة الى لوس أنجلس لمقابلة رون(رايدناور). ويكتب سيمور:
"وصلت يوم الاثنين الى القسم الداخلي لكلية كليرمونت حيث سكن رون أيدناور؛ ذهبنا سوية لتناول لغداء. من المدهش ، وربما ليس من المدهش انني أول صحفي يقابله وجها لوجه...تحدثنا لمدة خمس ساعات. لم يكن مشاركا في الهجوم على قرية ماي لاي ولم يساهم في المذبحة....ذكر انه كان في طائرة مروحية حامت حول منطقة ماي لاي أواخر شهر مارس / آذار 1968، ولا حظ خرابا غير معهود. كتب فيما بعد :‘ لم أسمع تغريدة طائر’. توفرت لديه فيما بعد معلومات مباشرة عن الجريمة حصل عليها من خمسة أفراد من فصيل كالي... كتب رايدنأور رسالة مفصلة من الفي كلمة ضمنها أسماء ورتب الضباط والجنود، الذين ساهموا في ارتكاب المجزرة، وبعثها الى اكثر من 30 مسئولا في واشنطون، منهم الرئيس نيكسون و 15من مجلس الشيوخ وخمسة أعضاء يمثلون ولاية اريزونا في مجلس الشعب والى وزارة الخارجية والبنتاغون ورئيس أركان القيادة الموحدة. أنكر 22 مسئولا ممن ذكروا انهم استلموا رسالة رايدنأور، لكن الرسالة فعلت فعلها. اتصل به ضابط من وزارة الدفاع وقال نحن ندقق في المعلومات. لم ينتظر؛ قرر نشر القصة في عدة صحف ومجلات. أعطاني رون أسماء وعناوين الشهود الذين تحدث معهم. اقترح علي أن أقابل اثنين من هؤلاء ، هما مايكل تَري ومايكل بَرنهارت. تسرح الأول من الجيش، والثاني موجود في ثكنة عسكرية داخل الولايات المتحدة .
ودعت رون وتمكنت من حجز مقعد على طائرة ستغادر في وقت متأخر من المساء الى صولت ليك سيتي . أدركت انني عثرت على صديق مدى الحياة ، شجاع وكريم اسمه رايدناور، الذي أصبح فيما بعد صحفيا ونال جائزة جورج بَولك عام 1987[210] . يود هيرش مقابلة مايك تَري ، الذي يقيم يصولت ليك سيتي.
هنا يختبر معدن الرجل: شجاع يتجشم المخاطر بحثا عن الحقيقة ، لا يردعه مانع أو عقبة دون ان يلاحق إجحافا بإنسان او شعب، بغض النظر عن العرق أو اللون او الدين. التقصي الصحفي لديه نضال متواصل ضد الظلم والعدوان. مثابر لا يكل او ييأس في التقصي. كتب عنه الدكتور الأزرقي بمقدمته للكتاب: انطلق هيرش من عبارة وردت في تقرير صحفي التيمز الراحل ‘ إن عصابات الجريمةالمنظمة يقودها 9 إيطاليين ويهودي واحد’، "وهذا ما جعل هيرش يعد تحقيقا صحفيا ينشره في أربعة أجزاءعن ذلك اليهودي المسمى كورشاك. ‘ ما كنت أتابع ضابط مخابرات رفيع المستوى، بل شخصا مدفونا بعمق داخل الدوائر الرسمية الأميركية في واشنطون...كان هدفي أبعد من المحامي كورشاك ، صانع الصفقات لدى الشركات الاحتكارية ، التي ساعدته ووفرت له الحماية "[36و37].
استأجر هيرش سيارة من المطار وتوجه الى حيث يقيم تري في مدينة تبعد45 ميلا الى الجنوب."هبت عاصفة ثلجية شديدة وانا أقود سيارة استأجرتها في المطار على طريق مظلم متعرج تغطيه الثلوج في منطقة جبلية لا أعرف عنها شيئا. حين وصلت المدينة بعد جهد جهيد كانت الأضواء مطفأة. قدت سيارتي على غير هدى حتى عثرت على محطة وقود ، فحصلت على معلومات حول كيفية الوصول الى العنوان.... كان تصريح تري لي قد تصدر السطور الأولى على الصحف حول العالم. قال:‘ يمكن القول انني كنت شيئا أشبه بحندي نازي". قال ذلك وهويصف الخندق الذي رموا فيه النساء والأطفال والشيوخ، وبداوا بإطلاق النار عليهم وإبادتهم جميعا . سجلت ملاحظاتي لفترة ساعات ، وهو يستعيد ما جرى ذلك الصباح الحزين"[211].
رجع سيمور الى مدينة صولت ليك ومنها طار الى فيلادلفيا واستأجر سيارة توجه الى قاعدة دكسي في نيو جيرسي، لمقابلة مايكل بَرنهارت. "كذّب ، كما فعل قبله رايدناور، وتَري قصة رستي كالي المفبركة حول هجوم مزعوم . كشف الثلاثة تفاصيل مرعبة عن الحادت جنون اصيب بها الجنود وضباطهم وهو يجدون متعة في تمزيق أجساد الأطفال لغضة بحراب بنادقهم الحادة جدا، واستعمال القنابل شديدة الانفجار ، التي تبعثر أشلاءهم المتطايرة في الهواء."[212] .
كنت على ثقة بأنه توجد قصة أخرى ، كما اعتقدت ستضع حدا لمقاومة الحقيقة حول ما جرى في ماي لاي. برز اسم باولو ميدلّو أثناء الحديث مع تري وبرنهارت ، يعيش في قرية بولاية إنديانا.، والذي افرغ مخازن رصاص بندقيته الأوتوماتيكية مرة تلو أخرى بامر من كالي، في أجساد النساء والأطفال الذين تم تجميعهم على الطريق الفاصل بين حقول الرز، ثم تم الإجهاز عليهم جميعا... داس ميدلو في صباح اليوم التالي على لغم تسبب في بتر قدمه اليمنى، أخذ يولول ‘لقد انتقم الرب مني وسينتقم منك أيضا ، أيها الملازم كالي’..."[213].
يكتب هيرش : "أمضيت ساعات طويلة وانا أتصل بمكتب معلومات ولاية إنديانا؛ بدأت بمدن الشمال بحثا عن اسم ميدلو، فوجدوا اسما مشابها في قرية، اتصلت بالرقم مباشرة فتبين انه فعلا منزل ميدلو، وأن المراة التي ردت على المكالمة هي امه، قالت انها لا تمانع ان أحضر لزيارتهم.... لا أذكر كيف وصلت؛ أعتقد انني طرت الى إنديانَا بوليس عن طريق شيكاغو، وقدت لمدة ساعتين سيارة استأجرتها وتوجهت شرقا. وصلت الى حقل ميدلو في منتصف النهارتقريبا.[213] . كوخ متداعي مسنود سقفه بألواح متداعية.
استقبلته الأم وقالت :‘أرسلت لهم ولدا يافعا غرا، فجعلوا منه قاتلا’. "بدا لي باول وكانه آلة تبدأ الحركة بالضغط على زر وتتوقف بالضغط على الزر ثانية...قال انه قتل العدد الأكبر(تلقى الأمر من كالي) وأفرغ مخزن بندقيته الذي يحتوي على 17إطلاقة أربع او خمس مرات حتى خيم الصمت على كل من كان بالخندق. ثم سمع صوت طفل يبكي، وراقب جنود كالي طفلا كان في الثالثة او الرابعة، حمتْه امه بجسدها وغطته حتى لا تصيبه الإطلاقات . زحف الطفل الباكي المغطى بالدماء وخرج من الخندق، فتلاقت عيناه بعيني ميدلو، وبدأ يركض في حقل الرز. طلب كالي من ميدلو ان يرديه؛ لكن ميدلو الذي اغرورقت عيناه بالدموع حين رأى الطفل وجها لوجه، رفض الأمر. ركض كالي خلف الطفل واطلق النار عليه من مسدسه، فتفجر رأسه وخر صريعا في اوحال الحقل"[214-15].
امضى هيرش بقية الليلة في كوخ ميدلو، يسجل ما سمعه. سمع من زوجة ميدلو ان الحياة اصبحت صعبة بعد رجوعه .استيقظت في إحدى الليالي على صراخ طفلها الذي ولد أثناء غياب والده. اندفعت الى غرفته ووجدت بول ممسكا به ويهز الطفل المرعوب هزا عنيفا. وتكررالحادث اكثر من مرة . لم يضيع الوقت اتصل هيرش بصديقه ديفيد أوبِست، بوكالة ديسباتش وتم الاتفاق على إجراء مقابلة مع ميدلوعلى شاشة محطة سي بي إس ، على ان تدفع الفضائية اجرة سفر ميدلو مع زوجته بالطائرة الى نيويورك وتأمين إقامتهما ليلة واحد بفندق فخم . وافق ميدلو على العرض. وجد سيمور وديفيد أن من غير اللائق عرض مبلغ مالي على ميدلو حفذلك يعتبر رشوة تلقي الشكوك على الإفادة.
" لقد غيرت اعترافات بول ميدلو امريكا بالطريقة التي كنا ، انا وديفد أوبِست نريدها. ظهر بول ميدلو على شاشة تلفزيون سي بي إس يوم 24 نوفمبر، وفي نفس اليوم أعلن البنتغون عن التهم الموجهة الى كالي بقتل109 مواطنا فييتناميا بالعمد.اختار نيكسن ان يعلن في نفس اليوم ان اميركا ستوقف من جانبها استعمال الأسلحة الجرثومية، حتى في حالات الرد الانتقامي"[317].
" كان مقررا أن القي محاضرة في جامعة تولين بمدينة نيو أورليانزفي فصل الشتاء. قبل ذلك التاريخ نشرت صحيفة بيكايون تايمز ، صحيفة المدينة الصباحية على صفحتها الأولى مقالة طبعت عنوانها باللون الأحمر، إشارة الى المتعاطف الشيوعي الذي سيلقي محاضرة بالجامعة بعد أيام. وطبعا اعتبرت ذلك مسألة احتجاج ضد مجيئي الى الجامعة المذكورة. زادت المقالةالاهتمام بمحاضرتي كثيرا، ووجدت نفسي أتحدث الى ‘بحر من المستمعين’،لاحظت بينهم عددا من محاربي فييتنام، لآنهم لبسوا سترات فاقعة اللون وتحمل شارات( في في أيه دبليو)[ مقاتلون سابقون مناهضون للحرب في فييتنام]. خطرت لي فكرة . بدات بسؤال إن كان بين الحضور في وحدة الطائرات المروحية في معارك فييتنام خلال الفترة1968- 69 بالقرب من كوانغ كاي القريبة من ماي لاي. رفع عدد ايديهم وطلبت من أحدهم ان يأتي ويقف بجانبي على المسرح، وشرعت أوجه له الأسئلة:
-أليس حقيقة ان بعض طياري المروحيات في ذلك الوقت، وبعد إنجاز مهامهم، يبداون بملاحقة الفلاحين في حقولهم؟ وإذا شاهد طيار واحدا من هؤلاء هل يبدأ بالطيران المنخفض؟ وطبعا سيبدأ الفلاح المرعوب الهروب من الحقل، وتطير المروحية على ارتفاع منخفض جدا أكثر فأكثر، ويحرف الطيار زاوية طيرانها قليلا لكي تقطع ريش/ أذرع المحرك رأس ذلك الضحية؟ خيم على الحضور سمت مطبق! قال انه لم يفعل ذلك بنفسه. اكدت له ان سؤالي ليس عنه ، بل عما تفعله الحرب بالناس الخيرين احيانا .
قلت هل لديك فكرة عمن يمسح ريش المحرك ويزيل الدم عنها قبل الرجوع الى القاعدة؟
بدأ الرجل يعطي جوابا تفصيليا. ...وجدت نفسي أقول يدفع الطيار أو مساعده بعض المال لأحد الفييتناميين لمسح الدم من الريش.. ما أحببت إطلاقا حواري مع ذلك الجندي، الذي كان بالغ الأمانة؛ لكنني أردت بطريقة ما ان أكيل الصاع صاعين لمن كتب المقالة عني في صحيفة بيكايون تايمز [222].
لم تنته مهمة هيرش في هذا السياق؛ لا بد من البحث عن الملازم كالي، الموجود في قاعدة ما . حنكة ورباطة جأش وعناد ساعدت هيرش في مهمته.
يتبع لطفا



#سعيد_مضيه (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- سيمور هيرش في مذكرات استقصاءاته .. -1
- التضامن الأممي ..نستثمره ام نتفيأ بظله؟
- ماذا يكمن خلف صخب الدعاية المتصاعد حول أكرينا؟
- نظام التفاهة - الفصل الثالث :: التفاهة إلهاء وإفساد – الحلقة ...
- نظام التفاهة- الفصل الثالث : الثقافة والحضارة - الحلقة الساد ...
- نظام التفاهة-الحلقة الخامسة
- نظام التفاهة: التجارة والمال - الحلقة الرابعة
- نظام التفاهة – الفصل الأول :-المعرفة- والخبرة - الحلقة الثال ...
- نظام التفاهة-2
- نظام التفاهة -حلقة اولى
- بالتعليم والعلوم اكتسبت كوبا المناعة ضد الأوبئة والحصار الام ...
- مفهوم الثورة في النظرية العلمية للماركسية
- جدل السياسة والثقافة في نضال التحرر الوطني
- استعمار ثقافي أشد فتكا بالقيم الوطنية والإنسانية من الاستعما ...
- الصهيونية تواجه بالإرهاب الفكر المعارض
- في يوم التضامن مع الشعب الفلسطيني - يهود متضامنون
- الولايات المتحدة وإسرائيل .. عنصرية في اكناف الفاشية
- العلاقة العضوية التي يتجاهلها القائمون على القضية الفلسطينية
- الصهيونية محاطة باستنكار المثقفين وهيئات حقوق الإنسان
- سماء وسبعة بحور


المزيد.....




- فضيحة مدوية تحرج برلين.. خرق أمني أتاح الوصول إلى معلومات سر ...
- هل تحظى السعودية بصفقتها الدفاعية دون تطبيع إسرائيلي؟ مسؤول ...
- قد يحضره 1.5 مليون شخص.. حفل مجاني لماداونا يحظى باهتمام واس ...
- القضاء المغربي يصدر أحكاما في قضية الخليجيين المتورطين في وف ...
- خبير بريطاني: زيلينسكي استدعى هيئة الأركان الأوكرانية بشكل ع ...
- نائب مصري يوضح تصريحاته بخصوص علاقة -اتحاد قبائل سيناء- بالق ...
- فضيحة مدوية تحرج برلين.. خرق أمني أتاح الوصول إلى معلومات سر ...
- تظاهر آلاف الإسرائيليين في تل أبيب مطالبين نتنياهو بقبول اتف ...
- -فايننشال تايمز-: ولاية ترامب الثانية ستنهي الهيمنة الغربية ...
- مصر.. مستشار السيسي يعلق على موضوع تأجير المستشفيات الحكومية ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سعيد مضيه - سيمور هيرش في مذكرات استقصاءاته-2