أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - سعيد مضيه - يوم الأرض في التصدي لاحتلال اقتلاعي















المزيد.....

يوم الأرض في التصدي لاحتلال اقتلاعي


سعيد مضيه

الحوار المتمدن-العدد: 7206 - 2022 / 3 / 30 - 12:40
المحور: القضية الفلسطينية
    


اندماج الصهيونية ومشروعها بفاشية الليبرالية الجديدة وعولمتها


نظام الأبارتهايد الاقتلاعي
تكفل الصندوق القومي بمهمة إخفاء جريمة التهجير واغتصاب الأرض عن طريق نسج الروايات المختلقة كي يقدم البلاد قطعة من اوروبا، أدخل مرويات تعرضها الدعايات . وتشاء المعالم المتجذرة إلا أن تفضح الكذب؛ أحيانا كثيرة نبتت أشجار التين والصبار واللوز والزيتون من جديد، شواهد على وجود قرية عربية في الماضي. وأحيانا كانت شجرة زيتون تنبثق من ساق شجرة الصنوبر.
تحفظ الذكريات عن اينشتاين انه وجه رسالة عتاب الى صديقه لويس رابينوفيتش، الذي أيد قيام دولة إسرائيل، تضمن العتاب رؤية نبوئية، إذ قال:"ألم يخطر ببالك ان ‘الحجاج’ الذين قدموا من انجلترا لاستعمار هذه البلادش (يقصد الولايات المتحدة الأميركية) قد أتوا لتحقيق مشروع مماثل لمشروعنا؟ هل تعرف أيضا كيف أصبح هؤلاء الناس بعد فترة قصيرة استبداديين وعدوانيين وغير متسامحين؟" رفض اينشتين عام 1952 عرضا لتولي منصب رئيس الدولة ، وفسر موقفه "سيتعين علي ان أقول للشعب الإسرائيلي أشياء لا يحب سماعها". وقبيل وفاته كتب لصديق: "سأظل مقيما هنا (الولايات المتحدة)عازلا نفسي كلية عن الآخرين، ان كل ما أحاول عمله في المجال الإنساني يتدهوربشكل ثابت الى كوميديا سخيفة". كل هذا لم يمنع صحيفة نيويورك تايمز من ان تكتب في نعي اينشتين "إن دولة إسرائيل التي كرس اينشتين حياته من أجل إعادة إنشائها...." وعلى غرارها كتبت جميع صحف التيار المسيطر بالولايات المتحدة.
وصرح نوعام تشومسكي في مقابلة صحفية انه انتسب للحركة الصهيونية وتراس منظمتها الشبابية ولكن وفقا لمبدأ عدم قيام دولة؛ ذلك ان "دولة يهودية لم تطرح إلا في مؤتمر بالتيمور بنيويورك عام 1942، وحينذاك اعتبرنا القرار غلطة. في العام 1953 توجهت للإقامة في كيبوتس هزاريا على بعد نصف ساعة من حيفا . أعجبتني الحياة هناك؛ عملت مع شخص أكبر مني سنا، وشاهدت كومة حجارة ، سألته ولم يجب. فيما بعد، في غرفة الطعام اختلى بي وقال ‘كانت هنا قرية عربية ، وهي صديقة لنا؛ طردوا سكانها وهدموا البيوت’. لا أدري كم قرية لحق بها مثل هذالدمار. اعتقدت عام 1947 ان الأمر مجرد غلطة ، حيث استقبل الوسط الذي اعيش فيه قرار التقسيم تراجيديا محزنة".
زرعت أربع غابات شاسعة ، منها غابة بيريا في منطقة صفد وتغطي نحو 20000 دونم فوق ست قرى ، وحديقة رامات منشيه جنوبي بيريا وتغطي أراضي ثماني قرى. وغابة على منخفضات القدس على 4500 دونم تحيط القدس بحزام أخضر، ثم غابة صطاف فوق أراضي قرية صطاف من أجمل المواقع في جبال القدس. وتزعم المرويات الإليكترونية أنه جرى إحياء الطرق والمعالم القديمة؛ وابتكر الصندوق القومي أسماء مثل بستانوف ( منظر بستان ) كدعاية سياحية للمواقع [بابه:259-61]
شرعوا عام 1953 يقرون القوانين التي تخولهم استملاك الأراضي : قانون الصندوق القومي منح مكانة كمالك للأرض نيابة عن الدولة , وقانون أراضي إسرائيل ، وقانون سلطة أراضي إسرائيل، والأخيران تم إقرارهما عام 1960[بابه:139]. وأقر الكنيست قانون الاستيطان الزراعي عام 1967، بموجبه منع تأجير الأراضي التي يملكها الصندوق لغير اليهود. "والهدف منع الفلسطينيين من استعادة ملكيتهم لأراضيهم أو أراضي شعبهم". يتوجب إبقاؤه مهمشا ريثما تتوفر ظروف اقتلاعه بالتهجير القسري.
ثمة من لاحظ عنصرية النظام وانتقدها منذ البداية. أشار لورنس دافيدسون، استاذ التاريخ بجامعة ويست تشيستر، بولاية بنسلفانيا، ان "التربية في إسرائيل تكشف عن وجهها المظلم؛ بدل ان يوظف الهولوكست لترويج حقوق الإنسان ومعارضة الاضطهاد، فإن الرسالة الخاصة بمدارس إسرائيل تروج ان اليهود ضحية وأن ‘ إسرائيل وجيشها القوي هما الحائل الوحيد بوجه الإبادة على أيدي غير اليهود’ ".
في جميع نواحي الحياة ، خاصة مجالات البناء و التربية والصحة وخدمات المجالس البلدية، كان هناك تمييز ضد العرب وصم إسرائيل بنظام الابارتهايد. تتعمد السلطة المماطلة في إعطاء تراخيص البناء ، وبعد انتظار سنوات يضطر المواطن، وقد تضخمت الأسرة، وتفرع عنها أسر، لبناء البيت الذي يظل عرضة للهدم . عشرات آلاف الأسر العربية داخل إسرائيل وفي القدس الشرقية باتوا غير آمنين على بيوت بنوها بمدخراتهم المالية ولا توفر لهم السكن ، أي ألأمان . يراد ان يترك الواقع تأثيرا نفسيا بأن الإقامة بالمكان مؤقتة وعلى كف عفريت.
وكاتب تقدمي آخر هو جوناثان كوك يقيم في إسرائيل، تؤرقه مظاهر الأبارتهايد الإسرائيلي ، وراح يفضح أستارها. كتب عن خطف الأطفال مواليد أسر اليهود الشرقيين، واليمنيين على وجه الخصوص. ذلك أن بن غوريون خشي ان يعرفوا أصلهم ويعودوا إليه؛ فهم عرب ديانتهم يهودية أهدتهم الرجعية العربية الى إسرائيل. تم اختطافهم من اقسام الولادة بالمستشفيات والادعاء انهم توفوا ، وفي الحقيقة أرسلوا كي يتربوا عند أسر من اليهود الأوروبيين او الأميركيين.
وكتب جوناثان كوك عن أراضي بدو النقب . معروف ان إسرائيل طردت تسعين المائة من بدو النقب الى الدول العربية المجاورة؛ لم يبقى سوى عشرة بالمائة يحرمون من البقاء على اراض عمروها وافتلحوها . "يشكل النقب ثلثي مساحة إسرائيل وقد أممت الدولة أراضيه وحولتها إلى ممتلكات خاصة لليهودية العالمية. غير أن اليهود رفعوا شكاوى إلى المحكمة تتعلق بما مساحته تسعمائة ألف هيكتار من الأراضي الموروثة عن أجدادهم.
استقطبت قضية العقبي اثنين من خبراء الجغرافيا. من جهة يدافع عن الدولة البروفيسورة روث كارك من الجامعة العبرية بالقدس وتدعي أن بدو النقب ظلوا قبائل رحل لم يرتبطوا بالأرض. كانت الأرض مواتا وانتقلت إلى دولة إسرائيل تلقائيا بانتقال سلطة الدولة إليها. وبناء عليه فالبدو عنصر طارئ او غزاة (الرواية تتكرر في مختلف المناسبات!!).
يدافع عن قضية العقبي خبير الأراضي أورين ييفتاحئيل، من جامعة بن غوريون في بئر السبع، ويرد بأن نظاما وطيدا لتملك أراضي النقب وزراعة الأراضي قائم في المنطقة قبل قيام الدولة. ورغم عدم وجود سجلات فقد أقر للبدو حق استخدام الأرض من قبل العثمانيين والانتداب البريطاني ؛ في عام 1921 وقع وينستون تشرشل ، وكان وزير مستعمرات، اتفاقا مع البدو في منطقة بئر السبع يعفيهم من تسجيل أراضيهم وأنشأ محكمة قبلية لفض النزاعات. واستطاع ييفتاحئيل استخراجها من بين وثائق مكتب السجلات العامة في لندن. واحتفظ العقبي بكمية كبيرة من الوثائق التي ورثها ، والتي تبين أن والده قد افتلح الأرض ودفع بانتظام ضريبة العشر إلى السلطات العثمانية ثم البريطانية. ولديه نسخة من معاهدة وقعت عام 1948 بين ست عشرة عشيرة بدوية منها عشيرته من جهة وبين الجيش الإسرائيلي يتعهدون بالولاء مقابل ضمان مواصلتهم العيش على أراضيهم. قال البروفيسور ييفتاحئيل أن معارك البدو يجب أن تقارن بمعارك السكان الأصليين في أستراليا وكندا جنوب إفريقيا والهند والبرازيل. شأن تلك الشعوب يكافحون من أجل الاعتراف ب "عنوانهم الوطني". اما محاكم إسرائيل فمرجعيتها ليس القانون الإنساني وليس الوثائق المحكمة.

بقي سكن العقبي وجيرانه غير شرعي ومن ثم حرموا من مشاريع المياه والكهرباء وبقية الخدمات؛ الخيار الوحيد المعروض عليهم كي يحيوا حياة شرعية الانتقال إلى إحدى المدن الحكومية السبع التي أقيمت في عقد السبعينات، وكلها مدرجة في أسفل القائمة من حيث القيمة الاجتماعية الاقتصادية في إسرائيل.
قارن الوزير في جنوب إفريقيا ، روني كاسلرز، وهو يهودي ، بين النظام البائد في جنوب إفريقيا والنظام السائد في إسرائيل ، وقال ان التماثل قائم في "استخدام القوة والقانون للاستيلاء على الأراضي".
وعزز الكاتب آرثور غولدبيرغ، الذي سجن مع مانديلا ، فكرة التماثل بين نظامي ابارتهايد في جنوب افريقيا وإسرائيل التي "تمثل كل ما كان يحاربه في جنوب إفريقيا... الفيدرالية الصهيونية والمجلس اليهودي للبرلمانيين في جنوب إفريقيا كانا يكرمان طوال عقود، رجالا مثل القاضي بيرسي يوتار ، الذي حكم بالسجن المؤبد المناضل نيلسون مانديلا عام 1963". وأضاف " في حالات نادرة كان يخرج أحد اليهود عن القطيع للتنديد بسياسة التمييز العنصري، كان القطيع يقابل ‘المرتد’ بالتهميش والاستنكار والنبذ كما لو‘ عرض الطائفة للخطر’ ".
نزعة العدوان المسلح
أمعنت سلطات إسرائيل في اغتصاب الأراضي ، وأمعنت أيضا في توتير الأجواء مع دول المواجهة؛ ثلاث مرات في أوائل خمسينات القرن الماضي فكر بن غوروين احتلال الضفة ولم تكن الاوضاع مواتية. نقل شاريت عن بن غوريون رفضه لمشروع معاهدة مع اميركا فهي"تمثل عقبة أمامنا... ستكتف ايدينا وتمنعنا من حرية الحركة". كان مستعدا لرشوة ضابط عسكري يبدا حربا لتستغلها إسرائيل لاحتلال سيناء أو لبنان حتى الليطاني او الضفة الغربية. ثم انفجرت حرب حزيران، التي جرى الإعداد لها وإقرار النظم الاقتصادية والسياسية للأراضي المحتلة في العام 1963. دحض الباحث غوي لارون ، في مؤلفه " حرب الأيام الستة : تحطيم الشرق الأوسط" ادعاء الميديا الإسرائيلية ان الهجوم الإسرائيلي استباق لحرب عربية تهدف القضاء على إسرائيل: "لم تجد الأكذوبة من يتحداها غير رابين رئيس أركان الجيش، إذ صرح لصحفي فرنسي أن ‘الفرقتين اللتين بعثهماعبد الناصر الى سيناء في 14 ايار 1967، لم تكونا كافيتين لشن حرب ضد إسرائيل، هو عرف بذلك ونحن أيضا عرفناه’ . أما عيزرا فايتسمان نائب رئيس الأركان فقد أبلغ إحدى الصحف ‘ لم يلح خطر الدمار’؛ وبالمثل قال ماتي بيلد عضو هيئة الأركان في مقالة كتبها عام 1972،‘ الادعاء الذي اشيع حول خطر حرب يتهدد إسرائيل بالزوال عام 1967 كان مجرد خدعة ولدت وطورت بعد الحرب’ ".
احتلال تؤازره الليبرالية الجديدة
أضمر عدوان حزيران وضع الشعب لفلسطيني تحت حصار مشدد لا راي له في ما يخطط له. وضع السكان تحت نظام أبارتهايد وضمت الضفة بدون إعلان. وكان اتفاق أوسلو خدعة من شمعون بيرس لخلق حالة من عملية سلام زائفة تغطي حملة استيطان موسعة في أراضي الضفة. عمليا اسفر الاتفاق عن إجحاف بحقوق الشعب الفلسطيني وبقيت قضية الأرض تحت تصرف إسرائيل. حاول عرفات تعديل الإجحاف في مؤتمر كامب ديفيد عام 2000 وجوبه بمقاومة شرسة اتبعها إيهود باراك بأكذوبة تقديم "عرض سخي رفضه عرفات" لأنه يرفض السلام. والعرض المزعوم يبقي على المستوطنات والطرق الموصلة اليها وتبقي سيطرة إسرائيل على المياه الجوفية والحدود والفضاء. اما التجمعات السكنية العربية (البانتوستانات حسب التعريف الجنوب إفريقي) فتبقى معازل متناثرة بين مستعمرات كولنيالية يهودية. والغريب أن قيادة عرفات لم تفضح الأكذوبة، واستمر التعامل بها ردحا من الزمن.
جاء اغتيال رابين ليثبت لكل مطلع محايد عبثية التفاوض مع القيادة الإسرائيلية من موقف ضعف، وسخف الوساطة الأميركية. "السياسة الأميركية خلال ال 35 سنة الأخيرة زعزعت السلام في الشرق الأوسط...ولم تكن صادقة في وساطتها بين الطرفين الفلسطيني والإسرائيلي. " هذا ما أورده المؤرخ الأكاديمي رشيد الخالدي ، في مؤلفه " عرابو الخداع : كيف قوضت الولايات المتحدة فرص السلام في الشرق الأوسط"، مستندا الى ما برز في الوثائق المفرج عنها .
بانفراد أميركا بالقيادة الكونية عام 1991حدث داخل الإدارة الأميركية انقلاب نظمه ديك تشيني وزعامة المحافظين الجدد عزل الكونغرسر عما ينفذرمن سياسات وتطلع لتنفيذ مغامرات عدوانية في الخارج. صدر بيان القرن الأميركي يحلم بالسيطرة الأميركية الكونية مدة قرن من الزمن؛ إحدى المقالات مقدمة للبيان تضمنت التمني بحدوث بيرل هاربر جديدة تعطي الولايات المتحدة حرية شن الحروب العدوانية في أرجاء المعمورة. وقدم المحافظون الجدد بحثا لنتنياهو عام 1996 ، وكان يخوض انتخابات الكنيست، تضمن البحث مشورة بإدراج عدم الانسحاب من الضفة؛ وغدا مبدأ في الاستراتيجية الإسرائيلية. كان ذلك مؤشرا على اندماج الهيمنة الأميركية بموجب عولمة الليبرالية الجديدة مع مشروع تهويد كامل الأرض الفلسطينية. كان للاندماج تأثيره السلبي ، ولكن على المدى البعيد يدمج نضال الشعب الفلسطيني مع مجمل الحركات المناهضة لعولمة وفاشية الليبرالية الجديدة. تحققت أمنية المحافظين الجدد وأنصارهم في إسرائيل بحدوث تفجيرات 11أيلول. علق نتنياهو بابتهاج ان الحادث مفيد لنا .
وفي الأقطار العربية كافة سُمِح لاقتصاد الليبرالية الجديدة وثقافتها بالتغلغل، انضوت الأنظمة في إطار العولمة، ما أحكم الحصار حول الشعب الفلسطيني وهو يواجه الزحف الاستيطاني وتهديد التهجير. مع هذا انظر بازدراء الى الأنظمة الأبوية العربية ؛ في العقد السادس من القرن المضي قال بن غوروين " نحن لا نواجه خطرا على الإطلاق من العرب خلال ثماني الى عشر سنوات . وفي آذار 2015 استمع آلاف الإسرائيليين في ساحة بتل أبيب الى مدير الموساد السابق، الجنرال مائير داغان يقول "إسرائيل دولة محاطة بالأعداء ، لا يخيفني هؤلاء الأعداء ، فأنا أخاف من قيادتنا ... من عدم وجود رؤية ومن ضياع الطريق... لا أريد دولة ثنائية القومية ولا أريد أن نتحول الى دولة ابارتهايد..". لم يفصح داغان عن عطف على الفلسطينيين؛ بل ركز على ضرورة إقصائهم. أما السياسة البديلة فقد تقصدت كل الأقطار العربية بالحركات الإرهابية وبالفتن الداخلية؛ بينما تسدر إسرائيل في نهج أبارتهايد شديد الشراسة والضراوة، يزدري إنسانية شعب فلسطين ويتنكر لحقه في البقاء فوق أرض وطنه.
نظام الأبارتهايد ، كما جسده كوك، " مصالح ومؤسسات وصناعات امنية متعددة ازدهرت في ظل الاحتلال وفوق أراض مصادرة من مالكيها العرب. بات الاحتلال اكثر من استيطان؛ جوهر المشكلة ان الاحتلال مشاريع اقتصادية يديرها مستوطنون..المتطرفون المتمسكون بصهيونيتهم مجموعات مدينية بالضفة لن يتخلوا ببساطة عن المستوطنات ... فهي تدر عليهم فوائد جمة جرى نهبها من مالكيها العرب، تعتمد على مياه سرقت ايضا ... والاحتلال يوفر أراض تختبر عليها اسلحة المتقدمة وتنتج وسائل المراقبة والرصد والتجسس التي تدر الأرباح الجزيلة وتعزز العلاقات مع دول استبدادية يمينية، وترفع قيمة إسرائيل حليفا استراتيجيا للامبرطورية الامبريالية.
إسرائيل ذات حول وطول : خمسمائة موظف لدى غوغول نددوا في أكتوبر2001 بدعم شركتهم لحكومة إسرائيل وجيشها . في مذكرة مرفوعة الى الإدارة احتجوا على إبرام عقد بقيمة مليار ومائتي الف دولار بين شبكة خدمات غوغل / امازون وحكومة إسرائيل، أطلق عليه اسم مشروع نيمبوس، بموجبه توفر الشبكة خدمات فوق السحب للجيش الإسرائيلي والحكومة ، بحيث " يسمح لهما بالمراقبة وجمع معطيات تنتهك القانون عن شعب فلسطين وتقدم تسهيلات لتمدد المستوطنات غير الشرعية فوق الأرض الفلسطينية". أعلن عن المشروع عام 2018 ودخل حيز التنفيذ في أيار 2021، في الأسبوع الأول من حرب إسرائيل على قطاع غزة المحاصر.
وفي شهر آذار وقع المئات من موظفي غوغل على مذكرة يحتجون فيها على طرد موظفة كبيرة بالشركة ،أرييل كورين ، التي عملت بنشاط في جمع التواقيع على مذكرة اكتوبر المتضمنة الاحتجاج على مشروع نيمبوس. عملت كورين مديرة قسم تسويق منتج غوغل للتعليم، وعملت بالشركة لمدة ست سنوات. وهي غير مرحب بها في شركة مثل غوغل متورطة مباشرة في أنشطة عسكرية وامنية متعددة . وقالت في بيان نشرته في شهر أكتوبر ،" بالنسبة لي كموظفة يهودية في غوغل أشعر بإحساس عميق بالمسئولية الأخلاقية العالية ؛ فعندما تعمل لدى شركة فإنك تملك الحق بأن تكون مسئولا عن الطريقة التي بها يستخدم جهدك". لكن، في عصرنا ، عصر العسكرة والتجسس والاعتراف الوجاهي بالمراقبة ، فإن تعبير المرء عما يجول بعقله وجسارته في الكفاح من أجل حقوق الإنسان وغير ذلك من الحريات الأساسية لم يعد خيارا متاحا.

من جماع ما تقدم يستنتج أن خلاص شعب فلسطين مما يدبر ضده لا يتم بإجراء منفرد، كأن يتحقق بتدخل دول الامبريالية ؛ لن يتحقق اتفاق على حل وسط تتنازل بموجبه إسرائيل عن بعض الأراضي أو الامتيازات المتاحة لها بالقوة العسكرية. الخلاص ليس رهن عمليات عنف تحدث بين فترة وأخرى ولا حتى من خلال اشتباك مسلح وحرب طاحنة؛ فلدى إسرائيل رؤوس نووية مركبة على غواصات في عرض البحر ، ولديها حلفاء يهبون لنجدتها، مثلما هبوا لنجدة أكرانيا. الخلاص يتحقق من خلال تحرك ثوري يستهدف إسرائيل والليبرالية الجديدة معا ، يلتقي في تياره روافد حركات التحرر الوطني العربية وكل الفئات المتضررة من نهج الليبرالية الجديدة وفاشيتها .



#سعيد_مضيه (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- يوم الأرض-1
- وحشية أميركا في العراق فاقت بكثير ما تقوم به روسيا في أكراني ...
- المسئولون عن غزو العراق مجرمو حرب يعاقبون روسيا!
- سيمور هيرش في استقصاءاته الصحفية- الحلقة الأخيرة
- سيمور هيرش في استقصاءاته الصحفية-6
- سيمور هيرش في استقصاءاته الصحفية -5
- سيمور هيرش في استقصاءاته الصحفية -4
- سيمور هيرش في استقصاءاته الصحفية-3
- سيمور هيرش في مذكرات استقصاءاته-2
- سيمور هيرش في مذكرات استقصاءاته .. -1
- التضامن الأممي ..نستثمره ام نتفيأ بظله؟
- ماذا يكمن خلف صخب الدعاية المتصاعد حول أكرينا؟
- نظام التفاهة - الفصل الثالث :: التفاهة إلهاء وإفساد – الحلقة ...
- نظام التفاهة- الفصل الثالث : الثقافة والحضارة - الحلقة الساد ...
- نظام التفاهة-الحلقة الخامسة
- نظام التفاهة: التجارة والمال - الحلقة الرابعة
- نظام التفاهة – الفصل الأول :-المعرفة- والخبرة - الحلقة الثال ...
- نظام التفاهة-2
- نظام التفاهة -حلقة اولى
- بالتعليم والعلوم اكتسبت كوبا المناعة ضد الأوبئة والحصار الام ...


المزيد.....




- تحليل لـCNN: إيران وإسرائيل اختارتا تجنب حربا شاملة.. في الو ...
- ماذا دار في أول اتصال بين وزيري دفاع أمريكا وإسرائيل بعد الض ...
- المقاتلة الأميركية الرائدة غير فعالة في السياسة الخارجية
- هل يوجد كوكب غير مكتشف في حافة نظامنا الشمسي؟
- ماذا يعني ظهور علامات بيضاء على الأظافر؟
- 5 أطعمة غنية بالكولاجين قد تجعلك تبدو أصغر سنا!
- واشنطن تدعو إسرائيل لمنع هجمات المستوطنين بالضفة
- الولايات المتحدة توافق على سحب قواتها من النيجر
- ماذا قال الجيش الأمريكي والتحالف الدولي عن -الانفجار- في قاع ...
- هل يؤيد الإسرائيليون الرد على هجوم إيران الأسبوع الماضي؟


المزيد.....

- المؤتمر العام الثامن للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين يصادق ... / الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين
- حماس: تاريخها، تطورها، وجهة نظر نقدية / جوزيف ظاهر
- الفلسطينيون إزاء ظاهرة -معاداة السامية- / ماهر الشريف
- اسرائيل لن تفلت من العقاب طويلا / طلال الربيعي
- المذابح الصهيونية ضد الفلسطينيين / عادل العمري
- ‏«طوفان الأقصى»، وما بعده..‏ / فهد سليمان
- رغم الخيانة والخدلان والنكران بدأت شجرة الصمود الفلسطيني تث ... / مرزوق الحلالي
- غزَّة في فانتازيا نظرية ما بعد الحقيقة / أحمد جردات
- حديث عن التنمية والإستراتيجية الاقتصادية في الضفة الغربية وق ... / غازي الصوراني
- التطهير الإثني وتشكيل الجغرافيا الاستعمارية الاستيطانية / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - سعيد مضيه - يوم الأرض في التصدي لاحتلال اقتلاعي