تأثر عدة مناطق مغربية بالفيضانات والسكان تكبدوا خسائر مادية مؤلمة


أحمد رباص
الحوار المتمدن - العدد: 8572 - 2025 / 12 / 30 - 00:36
المحور: الطبيعة, التلوث , وحماية البيئة ونشاط حركات الخضر     

استقبل المزارعون المغاربة هطول للأمطار في المغرب منذ بداية العام. واستبشروا خيرا بتوفير الأمطار لقطاع فلاحي استراتيجي في اقتصاد البلاد، حيث أنه المساهم الرئيس في الناتج المحلي الإجمالي للبلاد (14%)، ويعمل به أربعة ملايين مغربي.
ساهمت هذه الأمطار الغزيرة في زيادة مخزونات السدود بعدما أصبحت شبه جافة، وهو ما يعد نعمة لبلد استمر قبل ذلك إجهاده المائي في التزايد، خاصة في المنطقة الجنوبية.
لكن، بعد الأمطار الغزيرة التي شهدتها بلادنا الأسبوع الماضي وبداية الاسبوع الجاري، تضررت العديد من المراكز الحضرية والقروية في المغرب بفيضانات متفاوتة الشدة. ويعتبر إقليم سيدي قاسم من أكثر المناطق إثارة للقلق، حيث تم الإبلاغ عن أضرار جسيمة في عدة جماعات فروية. في شبانات، على وجه الخصوص، تسببت الفيضانات في أضرار كبيرة، مما استدعى تدخل السلطات المحلية لمساعدة السكان وإنقاذ الماشية، كما توضح مقاطع الفيديو المنتشرة على نطاق واسع على وسائل التواصل الاجتماعي.
بإقليم سيدي قاسم شهدت جماعات قروية أضراراً كبيرة بسبب الفيضانات، خاصة في شبانات، حيث تم إنقاذ الماشية.
وفي آسفي، خرج وادي شعبه عن مجراه مرة أخرى، مما أثار مخاوف من تكرار السيناريو السابق.
من جهة اخرى، تأثرت الطريق بين الصويرة وأگادير بالأمطار الغزيرة، مما أدى إلى قطعها وتعطيل حركة المرور بشكل كبير.
ومن الحسيمة، تظهر صور على وسائل التواصل الاجتماعي فيضانات واسعة النطاق غمرت العديد من الشوارع، مع كميات كبيرة من المياه التي أعاقت حركة المرور.
أما في برشيد فقد تدخلت السلطات المحلية لتنظيف قنوات الصرف الصحي بعد فيضانات أثرت على عدة أحياء، وذلك لاستعادة الوضع ومنع حدوث فيضانات جديدة.
كما شهدت مدينة الصويرة في الأيام الأخيرة حالات من الأمطار الغزيرة التي استدعت تعبئة منسقة لعدة مصالح عمومية. تم نشر عناصر من السلطات المحلية والوقاية المدنية. والشركة الجهوية متعددة الخدمات ووكالة الحوض المائي بهدف الوقاية من آثار هذه الأحوال الجوية السيئة والحد من تداعياتها على السكان.
تركزت العمليات الميدانية على صيانة وإعادة تأهيل البنى التحتية لتصريف المياه. شملت هذه العمليات بشكل خاص تطهير وتنظيف شبكات الصرف الصحي، بالإضافة إلى فتح قنوات التصريف ومصارف مياه الأمطار التي كانت مسدودة بسبب الرواسب المتراكمة.
المناطق الأكثر تضرراً، قامت فرق متخصصة بعملية ضخ كميات المياه الزائدة لتجنب الركود المطول ومخاطر الفيضانات.
بالتزامن مع ذلك، قام مديرو الموارد المائية بفتح صمامات سد سيدي محمد بن عبد الله الجازولي، وهي خطوة تهدف إلى تصريف فائض المياه والحفاظ على توازن البنية التحتية خلال فترة الفيضانات.
كإجراء وقائي، قررت السلطات إغلاق المؤسسات التعليمية مؤقتا. كما دُعي السكان إلى تقليل تنقلاتهم غير الضرورية خلال ذروة هطول الأمطار، حرصا على السلامة ولتسهيل تدخل الجهات المختصة.
ختاما، شهد المغرب أمطارا غزيرة غير مسبوقة أدت إلى فيضانات مدمرة، متسببة في خسائر بشرية ومادية كبيرة. والواقع أن تغير المناخ يخلق سيناريوهات غير متوقعة، مع توقع هطول أمطار غزيرة في المستقبل، خاصة في شمال وشرق البلاد.
ويظهر تاريخ الفيضانات في المغرب سلسلة من الكوارث، بدءً من فيضان واد سبو عام 1302. ويشير الخبراء إلى أن المغرب من أكثر الدول عرضة للكوارث الطبيعية، حيث تكبد خسائر تقدر بـ575 مليار دولار. الحكومة تسعى إلى تدبير المخاطر من خلال استراتيجيات جديدة، ولكن الواقع يظهر أن السياسات الحالية غير كافية.
مشاريع الحماية من الفيضانات تعاني من تأخر، كما أن البناء بالقرب من الأودية يشكل خطرا، كما يتضح من مأساة ملعب تارودانت عام 2019. يتطلب الأمر اتخاذ إجراءات حازمة لتنظيم الممرات المائية والتعامل مع الكوارث بشكل فعال.