اختلال معايير تحديد الكفاءة
                        
                        
                            
                            
                                 
                                
                        
                        
                            
                                
                                
                                
                                    أحمد رباص
                                
                                
                                
                                
                                
                                
                                
                                    الحوار المتمدن
                                    -
                                    العدد: 8512 - 2025 / 10 / 31 - 18:22
                                
                                
                                المحور:
                                    قضايا ثقافية
                                
                               
                                
                                    
                                    
                        
                        
                              
                            
                            
                              
                        
                        
                        
                            
                                تختل معايير تحديد الكفاءة عند المغاربة، سواء كانوا حاكمين أو محكومين. لكن المثير للدهشة حقا هو أن ما تمارسه الدولة من تهميش للكفاءات نجد الأحزاب اليسارية تعيد إنتاجه في تناقض صارخ مع ما تدعيه في خطابها من إنصاف واعتراف. ويبدو أن هذه الأخيرة مصابة بعدوى تهميش كفاءات المناضلين، وتؤيد، بوعي أو بدونه، ما قاله جون واتربوري في كتابه الشهير حول شبكة علاقات المصاهرة والتقارب بين الأحزاب بيسارها ويمينها لغاية وحيدة وهي حفظ المصالح والامتيازات ومنعها من الخروج عن دائرة العائلات المتعالقة، ولهذا نجد أن التحالف بين الأحزاب المغربية ممكن مهما تعددت بين أمنائها ورموزها الاختلافات والخصومات.
اليسار المغربي ما عندوش حتى معايير موضوعية لتحديد المناضل وتمييزه عن الانتهازي وكيميل بزاف لإضفاء صفات على بعض الأشخاص بلا ما يستحقونها، وقال ليك باغين نتوحدو في جبهة شعبية؟ كيفاش بعض اليساريين أو جلهم يمكن يقولو على شي واحد بأنه صحافي وهو ما كيكتب والو..
ما عرفتش علاش كل الزعماء والقياديين في الأحزاب والجمعيات اليسارية يستنكفون عن الاستشهاد بما يكتبه مواطنوهم المناضلون في صفوفهم. ولهذا، تبقى تصريحاتهم تكرر ذاتها إلى درجة أن سامعيهم  يعرفون مسبقا القاموس الذي ينهلون منه كلماتهم.. شيء واحد يفسر هذا الأمر، وهو أن هؤلاء القادة والرموز لا يريدون أن يستشهدوا بما يقوله ويكتبه غيرهم حتى لا يقوموا بالدعاية لصالحهم.. هل بهذا المزاج العليل وبهذه النفوس المريضة يمكن التقدم إلى الأمام؟
في بداية الألفية الثالثة، أتيحت لي الفرصة وأنا في طريقي إلى المدرسة لأن أقرأ حوارا مع الدكتور عبد القادر الفاسي الفهري أجرته معه جريدة (الاتحاد الاشتراكي) ونشرته ضمن أعمدة الملحق الثقافي. الشيء الواحد الذي بقي راسخا في ذهني هو ظهوره في أقوى لحظات زمنية الحوار شجاعا عندما قال وهو بصدد الإجابة عن أحد الأسئلة إن المناصب المهام عندنا لا تسند بناء على الكفاءة، وإنما على أشياء أخرى..