التعليم في خدمة التخلف والرجعية


جلال الصباغ
الحوار المتمدن - العدد: 7266 - 2022 / 6 / 1 - 10:03
المحور: التربية والتعليم والبحث العلمي     

نشر الموقع الإعلامي لكلية التربية في الجامعة المستنصرية خبرا مفاده استضافة الكلية لأحد العلماء، ليتبين فيما بعد ان هذا العالم هو السيد سامي البدري أحد رجال الدين، الذين تحرص جميع الجامعات في العراق على استضافتهم بشكل دائم.

كان موضوع محاضرة السيد يدور حول سفينة نوح؛ إذ يحاول السيد تفنيد الاراء السابقة بشان هذه الاسطورة، مؤكدا ان سفينة نوح قد رست في جبال النجف!! ولا نعلم ولا يعلم الحاضرون عن اي جبال يتحدث هذا العلامة، ولا يهمنا بالمحصلة ما توصل إليه السيد من نتائج فهو يعزز أسطورة بإضافة اسطورة اخرى، بالمناسبة فإن من حضرو الجلسة هم عميد كلية التربية والمعاون العلمي لرئيس الجامعة المستنصرية ورئيس مركز الدراسات في الجامعة وغيرهم من الأسماء.

ان العمل على إنعاش الفكر الديني والخرافي والطائفي داخل الجامعات أمر تعمل عليه السلطة بشكل ممنهج منذ الاحتلال ولغاية الآن، فصور رجال الدين والشخصيات والرموز تملأ المداخل والممرات، بل إن اسماء القاعات الرئيسية غالبا ما تكون بأسماء رجال دين مثل قاعة الصدر او الحكيم، بدلا من أن تكون بأسماء المنظرين والعلماء الذين أثروا الساحة العلمية خلال عقود من الزمن.

كما أن الطقوس الدينية من اللطم إلى التشابيه إلى الطبخ وغيرها من الممارسات تجري كل عام ويساهم فيها ويرعاها رؤساء الأقسام وعمداء الكليات ورؤساء الجامعات.

ان محاولة إضفاء العلمية على الخرافات والطقوس، ومحاولة حشر رجال الدين في كل قضية انما هو تعبير عن تبعية الجامعات إلى الأحزاب والطوائف. وقد أصبح معروفا لدى الجميع أن مناصب التعليم العالي من الوزير مرورا برؤساء الجامعات وعمداء الكليات وصولا إلى رؤساء الأقسام، أغلبهم ينتمون وينفذون اجندات الأحزاب والتيارات التي جاءت بهم.

ان هيمنة أحزاب طائفية وقومية على السلطة خرب كل شيء في البلاد، والتعليم أحد هذه الأركان الذي تحول إلى مجرد واجهات لتسويق الجهل والرجعية والتخلف.