اتحاد الادباء والثوابت الايمانية وسعدي يوسف


جلال الصباغ
الحوار المتمدن - العدد: 7430 - 2022 / 11 / 12 - 19:47
المحور: الادب والفن     

" اننا لا نريد خدش مشاعر اهلنا وناسنا، ولا نريد ان نزج الاتحاد في قضية هو بعيد عنها، فنحن متمسكون بثوابتنا الايمانية ومقدساتنا ورموزنا التي لا نقبل لا حد مهما كان ان يسيء اليها...."

جاء هذا الكلام في البلاغ الذي اصدره الاتحاد العام للادباء والكتاب في العراق على صفحته الرسمية على فيس بوك بتاريخ 11/ 11/ 2022 بمناسبة الغاءه للجلسة التي كانت مخصصة للشاعر والمترجم سعدي يوسف الذي توفي في لندن في الثاني عشر من شهر حزيران عام 2021. وقد اثارت مواقف الشاعر خصوصا بعد الاحتلال الامريكي للعراق انقساما في اوساط المثقفين، فقد اتهم بالطائفية بسبب تناوله الشخصيات التاريخية الاسلامية بطريقة مغايرة من خلال قصائد يعدها البعض من المحرمات التي لا يجوز الاقتراب منها!

ولا اريد هنا استعراض مواقف سعدي يوسف فالكثير منها قد يدخل في خانة القومية والرجعية، لكن ما يهمنا هو موقف اتحاد الادباء وانسياقه خلف القوى السياسية والدينية والعشائرية الحاكمة في البلاد وخضوعه لنفس منطقها في التعاطي مع مختلف القضايا.

والا ماذا يعني الاتحاد " بثوابتنا الايمانية" سوى انها ثوابت المؤسسة الدينة ... وهل سيدافع هذا الاتحاد عن شاعر او كاتب ينتقد في احدى قصصه او روايته رجال الدين وخرافاتهم وتبريراتهم؟ وماذا لو روج احد الكتاب لنظرية التطور والارتقاء التي تتناقض كليا مع نظرية الخلق التي تتبناها الاديان المختلفة؟ وهل سينصب الاتحاد مقصلة للكتاب غير المؤمنين بثوابته الايمانية هذه؟

ان موقف الاتحاد المتمثل بالغاء الجلسة المخصصة لنتاج سعدي يوسف الادبي تحت ضغط "حراس الفضيلة" والمدافعين عن " الرموز والمقدسات" انما هو تعبير عن التراجع المتفاقم الذي تشهده المؤسسات الثقافية في العراق ، وهو عبارة عن افراغ لهذه المؤسسة من محتواها ودورها، وانسياقها خلف القوى الظلامية التي تحاسب كل من يخرج عن فكرها وتعده هرطيقا يجب محاكمته.