بشاير الكارثة ..كيلو اللحمة بخمسميت جنية


محمد حسين يونس
الحوار المتمدن - العدد: 7872 - 2024 / 1 / 30 - 11:11
المحور: مواضيع وابحاث سياسية     

قفلي علي كل المواضيع ..لم يعد هناك أهم من المنحدر الذى نتدحرج عليه
حزين ..و خائف و عاجز عن الفعل .. أرى أمامي بشاير كارثة ستحل قريبا .. و لا أستطيع التعبير عنها بوضوح .. أو شرح تطوراتها أو الفكاك منها .
عملة بلدى تنهار .. و ينهار معها قيمة ما إدخرته لمواجهة الأيام .... و ما أحصل علية كمعاش ..
لقد أصبحت الشقة بملايين الجنيهات ..و كيلو اللحم بخمسمائة جنية ..و كيلو الجبنة بتلتميت جنية..
يترتب علي ذلك جوع ..وإنتعاش عمليات النصب بكل أنواعها بما في ذلك الإلكتروني ..و تغير القيم و الأخلاق لتسود الوصولية و الإنتهازية و الفهلوة .. و توحش المؤسسات الحكومية في جمع الأتاوات .. بالإضافة إلي إنعدام الأمن سواء بين الناس أو بسبب قهر الحكام و أدواتهم .
لا أريد أن أتحول بعد ستين سنة عمل في الفاعل .. لعالة أنتظر العطف من الابناء و الأقارب من الذين لا زالوا قادرين علي الكسب بالقياسات المستجدة .. أو الذين يعيشون في الخارج و يكسبون باليورو ..و الدولار .
الحلاق .. الذى كان يرفع أجرة كل شهرين بمفدار عشرة جنيهات منذ زمن الصب في المصلحة و الإصلاح الإقتصادى .. بعد الحلاقة أعطيته أمس مائتي جنية ..و إنتظرت الباقي .. ارجع لي مائة ..اخر أجر دفعته من شهر كان ستين جنية .. فنظرت له بإستغراب ..
علق بإبتسامة صفراء ((أصبحت الأجرة مائة )) .. يعني زود أربعين جنية أكتر من ثلثي القيمة السابقة .. لم أناقشه .. تركت المحل و أنا افكر .. ترى كم سيكون ثمن الحلاقة الشهر القادم .
هل في نهاية عمرى .. سيصبح علي أن أبحث عن وسيلة أزيد بها دخلي ليتوافق مع هذا الغلاء ..و التصاعد في الاسعار ..
بكلمات أخرى .. هل علي أن ابحث عن عمل .. يضيف لي راتب أواجه به مستجدات الإصلاح الإقتصادى ..و التعويم للعملة و الإجراءات التي تتم ببجاحة منقطعة النظير . . من يعرف لمسن في الخامسة و الثمانين عمل فليتفضل ..و يدلني .
عندما حصلت علي بكالوريوس الهندسة .. قلت لنفسي لقد خطوت الخطوة التي تجعلك لن تحتاج في مستقبل حياتك .. فالمهندس في كل العصور و الأزمان و الأنظمة ..في مكان متقدم بالنسبة لمجتمعه ..
لم أكن أدرى أنه سيأتي يوما .. نتحول فيه إلي جمهورية من جمهوريات الموز .. لا يطفو علي السطح فيها إلا حثالة البشر من اللصوص .. و النصابين .. و الفتوات ..وتجار المخدرات ..و المليونيرات و المليارديرات الذين أثروا فجأة بطرق غير مفهومة .
رغم أنني .. لا ألتزم بتربية أطفال وتكلفة مدارسهم و لبسهم ..و دروسهم و ترفيههم و العابهم و مرضهم وصحتهم ..
أوبالإنفاق علي أسرة و دفع أجرة منزل .. أو شراء عفش و معدات جديدة للبيت .. ومعاشي .. يغطي بالكاد نفقاتي الشهرية بما في ذلك الأدوية.. فهل ساستغني قريبا عن بعض من إحتياجاتي .. لضيق ذات اليد ...و إنخفاض القيمة الشرائية للعملة المحلية
قد أكون من غير المتخصصين في الإقتصاد و إدارة الأموال .و بصراحة لا أفهم الكلام المجعلص الذى يقولة مستر معيط تمهيدا للمصايب اللي بيعملها .. .
و قد أكون من الغفلة بحيث لا أرى أمامي المستقبل المشرق الذى يبشر به المطبلتية ..
و لكن ..في تصورى المتواضع و بعقلي محدود الإمكانيات ما يحدث في مصر ليس إصلاحا ..و لن يؤدى إلا لكارثةلمن هو ليس من الشلة . مصيبة يا ناس ..حاسين بيها .. و لا أنا ببالغ في الرعب
قيمة الدولار الأن حسب ما أسمع بسبعين جنية في السوق السوداء القيمة التي يحسب عليها سعر كل السلع المستوردة .. فلو وصل ( قريبا ) لمائة جنية فلا أمل في أن يعيش في هذا المكان إلا من يعرفون من أين تؤكل الكتف .. من هؤلاء الذين وجدوا لأنفسهم كرسي من كراسي إتخاذ القرار ... أو مجلسا قريبا منه .
إحساسي يشبة ما شعر به الذين لم يركبوا مع النبي نوح في سفينته .. وظلوا يجاهدون للنجاة من الطوفان ..و هم يرون المختارين تطفو فلكهم فوق الأمواج لانهم كانوا من الذين إصطفاهم صاحبها ليشكلوا بعد فناء الجميع مستقبل الحياة علي هذه الأرض ..
المشكلة أن المصطفين .. في سفينة النظام .. هم الأكثر نجاسة و خبثا..و إنحدارا .. فكيف سيكون مستقبلك يا مصر
حزين .. و خائف .. و عاجز عن الفعل .. أمام التسونامي الذى يغرق بلدنا . . و مش فاهم الناس اللي راحت تقول نعم للإستمرار.. كانوا إيه .. 45 مليون منوم .و لا مسطول .. و لا سرقاه السكينة ..ولا فهمه علي قده .