حوار حول هل نستقبل الغزاوية في مصر


محمد حسين يونس
الحوار المتمدن - العدد: 7822 - 2023 / 12 / 11 - 10:21
المحور: المجتمع المدني     

إذا كنا قد فشلنا.. بعد أن تم جلاء الإسرائيليون عن سيناء في 1982 .. أن نهجر لها مليونان أو ثلاثة من ناس الوادى.. يعيشون هناك .. يعمرون و يزرعون و يصنعون ..و يحمون .. و يقيمون منشئات سياحية .. و تعدينية و مجتمع لا يعاني من الإزدحام .
و تركنا جزءا في بلادنا خاليا تقريبا من السكان لأربعين سنة .. يرتع فية تجار المخدرات و المهربين ..والإرهابيين مستبدلين أمان الكثافة السكانية بحواجز عسكرية تجعل الحركة هناك صعبة إن لم تكن مستحيلة .
و إذا كنا قد فضلنا أن ننفق المليارات علي أبراج العاصمة الصيفية في العلمين .. و أختها الإدارية في الصحراء الشرقية .. و نسينا أبوعجيلة و نخل و سدر الحيطان .. و الحسنة و القسيمة و عيون موسي .
فماذا يضرنا لو أن قوما أخرين تجنسوا بجنسيتنا و أصبحوا مثلنا مصريين .. قاموا بذلك أى سكنوها و عمروها .. و جعلوا منها منطقة مشغولة بالناس حامية للوادى من إجتياح إسرائيل لسيناء.. كما فعلتها مرات عديدة من قبل منطلقة بقواتها عبر طرق الصحراء الخالية حتي ضفاف القناة
يتحدث الناس علي أن هذا يعتبر تصفية للقضية الفلسطينية و مخالف لقرار الجامعة العربية الذى يمنع تجنس الفلسطيني باى جنسية عربية . و أن التهجير القسرى .. جريمة إنسانية .. لا نشارك فيها
الأمر يدعو للتفكير .. هل هناك في الأساس قضية لازالت تشغل الفلسطينيون و تحتاج لتواجدهم علي أرضها التقليدية ..
بمعني هل يأمل أبناء غزة و الضفة الغربية ..وأهالي 1948 المقيمون في إسرائيل واللاجئون في معسكرات الأردن و لبنان و سوريا و فلسطينيو الشتات و المهجر .. في العودة لأراضيهم و طرد المحتل الإسرائيلي ..
و هل يخططون لأن يتم هذا في السنوات القريبة ..لذلك عليهم الإحتفاظ براس جسر ملاصق لقوات العدو تنطلق منه جحافل التحرير .
نحن نسمع الكثير من الشعارات و الهتافات و الأحلام و الخطب الرنانة ..منذ إعتداء العصابات الصهيونية علي السكان في 1947 .. و لكن لم نر خلال ثلاثة أرباع قرن مضت نتائج غير تقلص مساحة الأرض التي يعيش عليها الفلسطينيون .. في مقابل زيادة رقعة إسرائيل ..
فما الذى غير الموقف اليوم .. بحيث نجبرأهل غزة بالقيام بتضحيات كبيرة في مواجهة قوات الغزو الإسرائيلية .. والتمسك برأس جسرهم هذا و توقع أن يقوموا بهجوم مضاد يعيد العلم الفلسطيني ليرفرف علي حيفا و يافا و عكا .. و الجليل والكرمل و القدس ..ا
الأمر بصراحة يحتاج إلي نوع من المعجزات ليحدث .. و قدر من جموح الخيال لنتوقع إنقلاب أمريكا و أوروبا علي الصهاينة و تركهم منفردين في خوض المعارك.
بمعني إذا كانت هناك مخططات للسعي لإعاد السيادة الفلسطينية علي المكان .. بالتفاوض أو الصراع العسكرى .. فما الفرق أن يجرى هذا من غزة أو غيرها .
علي شرط أن يتم إستقبال الوافدين ( إذا ما حدث ) بإتفاق بين جميع الأطراف .. في حل سياسي .. قابل للتفاوض ..وحسابات المكسب و الخسارة لكل من ( مصر فلسطين إسرائيل ) .
المشكلة المحجوبة عن النقاش بيننا.. أن المصريين ( الغزاوية) سيشكلون قوة سياسية ، إجتماعية و عسكرية / إعلامية موحدة و منظمة قد تمثل مشكلة للحكومة المتعودة علي التحكم في ناس مستأنسين مثلنا ..
وقد لا يذهبون للتصويت لقاء حوافز مادية أو معنوية أو كرتونه بها زيت و سكر و مكرونة فيخفضون نسب الحضور .. و يشجعون الأخرين علي قول لا .
بمعني قد تعجز الحكومة عن السيطرة علي القادمين الجدد بالطرق التقليدية (الخوف و غسيل المخ و الرشاوى الصغيرة ).. فهم قد تعلموا و قاسوا و تدربوا علي مقاومة أعتي قوة فاشيستية عسكرية في المنطقة ..و صمدوا لسنين
في نفس الوقت لن تستطيع الحكومة فصل قيادة حماس عن باقي المهاجرين أو عزل إسلوب تفكيرها
وأكيد ستتحول اماكن معيشتهم إلي معسكرات تلفظ فكرة التعمير و البناء .. و تفضل أن تكون قوى ضغط و صراع.... كما حدث من قبل في الأردن (أيلول الأسود 1970 ).. و في لبنان أحداث صبرا و شاتيلا 1982 .
الجزء الثاني من المشكله .. هو علاقة حماس التاريخية بالقوى السلفية المنتشرة بين أهالي سيناء ..مما سيزيد الأمور تعقيدا .... إن إتصالهما يعتبر قبلة الحياة للعناصر الإرهابية التي قضي تقريبا علي نشاطها.
لهذا تخشي الحكومة أن تضطر لقبول مثل هذا الحل
الأمر الأخر الذى يجب أن يوضع في الإعتبار .. أن أى إتفاق ( سلمي ) يتبعه توطين للفلسطينين في جزء من سيناء سيصاحبه حوافز مادية ..بحيث قد تدفع أمريكا و توابعها في دول الخليج و أوروبا مصاريف تعمير و تجهيز مكان للوافدين الجدد .بمبالغ تتراوح بين 10 مليارات دولار إلي 20 مليار ..و إنت و شطارتك في الشحاته .
بمعني تسليم القط مفتاح الكرار.. مصدر جديد للدولارات سيذهب إلي بلاعة خدمة الدين ..وتعديل عجز الموازنة ..و إستكمال مساكن المليارديرات بالعاصمة الإدارية و توابعها كما هي العادة ..و يزيد من مشاكلنا الإقتصادية
و سيجعل المواطنين الجدد في وضع ليس بأفضل من وضعهم اليوم في غزة .. مما سيؤدى إلي مصاعب مستجدة . تمنعهم من حياة طبيعية ..لا تنتهي كما كنا نأمل بتعميرهم لسيناء و تغيير وضعها
الأمر الذى يشغل بال الناس الأن.. أنه لو تم الإتفاق علي نقل الغزاوية لشمال سيناء .. فنحن نحول الصراع الفلسطيني الإسرائيلي .. من داخل حدود فلسطين التاريخية إلي حدود مصر .. أى نهدر أربعين سنة بدون قتال ..و لا نعلم إن كنا في وضع يسمح لنا بجولة صراع مصرى إسرائيلي جديدة أم لا...
إنها حسابات مجهولة للناس العاديين
ننتهي من هذا أن الحكومة لن تنجح في تعميرالمنطقة وجعلها مناسبة للتعمير و الإستيطان الدائم بواسطة المواطنين الجدد .. و لن تروضهم كما روضتنا .. و سيزيد هذا من قوة الإرهاب السلفي المستوطن سيناء ..و لن يحل المشكلة الإنسانية . .
و بذلك فالمصريين حكومة و شعبا لن يستفيدوا من توطين الغزاوية في سيناء .. فضلا عن أنه حل بائس لهم لن يغير حالهم الذى يعيشونه في معسكرات اللاجئين .
إلا أن هناك راى أخر يرى بأن التطعيم الذى سيحدث للمصريين بزيادة مليوني فلسطيني قد يؤدى لحراك إيحابي مفيد .. كما حدث تاريخيا من قبل .. وقد يكون هذا مقنعا ..و لكنه طريق طويل.
السؤال الأن إيه رايك ؟؟. . نفتح الشباك اللي جي منه الريح و لا نقفله ونستريح .
إذا قفلناه .. فماذا سيكون مصير 2.5 مليون بشرى يواجهون الة الحرب الإسرائيلية الأمريكية الأوروبية المتوحشة ..و كبف نغمض العين عن مجازرالإحتلال التي تقشعر لها الابدان مهما كانت خسائر المعتدين ..أو التغاضي عن حقارة إستعراضهم لاسراهم عرايا بدون ملابس إلا ما يستر العورة .. يجلسون علي أرض الشارع مطأطأى الراس في هذا البرد اللعين .
بصراحة .. مش عارف إيه الحل ..و لكن مش مستعد لسماع خطب رنانة من (سعيد ) أخرمعاصر .. تضاهي تلك التي سمعتها من أحمد (سعيد) صوت العرب و محمد (سعيد )الصحاف أثناء سقوط عراق صدام

Usama Sharaf
صباح الخير أستاذنا.. وتحياتى لك ولعقلك الحر الذى يعمل ويفكر خارج الصندوق دائما مهما كان مدى هذا التفكير..
رأيى الشخصى نفتح الشباك اللى جاى منه الريح:
1- ستكون هناك مكاسب مادية، يجب أن يُظهر النظام بعضها على الأقل على البلد حتى يشعر الناس بجدوى التنازل عن الرأى فى الأمر الفلسطينى، سواء بالنزح لسيناء أو بالتوطين داخل مصر، يجب أن يشعر الناس ببعض النتائج الإيجابية ليسكتوا.. انخفاض سعر الصرف.. هدوء للأسعار.. توفر للسلع…. الخ، حتى لو كان لفترة قصيرة، لكن لابد أن يحدث ذلك.
2- قد يؤدى نزوح 2.5 مليون من شعب آخر لقلقلة فكر 100 مليون راكد راقد ميت.. قد يكون إيجابى.
3- الأمر مُخطط له منذ سنوات وليس بجديد.. سيحدث إن عاجلا أو آجلا.. القوة ليست معنا ولن تكون معنا لمنعه.. بمزاجنا أو غصب سيحدث.. فإن جالك الغصب، خليه بجميلة، ونستفيد. .


Edward F.G Bourry
حين ينتهي حكم الموتورين، سواء في الأراضي المحتلة وأيضا في إسرائيل، قد يمكننا مناقشة هكذا أفكار يا أستاذنا.
موتورو العرب الدينيون، مستولون علي العقول، بدعاوي الهوية الدينية. أما موتورو أولاد العم، فيوجعون القلوب بعنفهم وإستعمالهم ما يمتلكونه ويصنعونه من آخر تكنولوجيا في الدمار والقتل، ولا يتركوا أية فرصة لأي سلام طبيعي مبني علي العقلانية. حب الحياة المقدم علي الإستعداد، المستمر والدائم، والغبي، للموت ولو من أجل قضية شريفة، غائب تماما في هذة اللحظة التاريخية!!!! حين يغور الموتورون، قد نفكر في هكذا أفكار...وآلاف غيرها، تكفي لحل ألف صراع قد يبدوا لا حل له!!!!!
- الأفكار كتير صدقني، لكن النوايا طين!!!!بل أزيد علي سعادتك، نعم إستوعبت مصر ملايين المهاجرين، سوريون وعراقيون وسودانيون، هي مسألة وقت، لحين ما يذوبون في شعب وادي النيل المصري.....ماذا سيضيرنا من هجرة جديدة، هي واقعيا مستمرة وقديمة قبل الصراع؟!!
- وبنفس المنطق، ماذا يضير المجتمع الإسرائيلي، لو كان ترك مساحات ومناطق للعرب، وقعوا علي إستقلالها واقعيا في إتفاقيات دولية سابقة. لماذا لا يتركوا ، ما إتفقوا عليه من مناطق للفلسطينيين، دون حصار ودون مضايقات المستوطنين؟! الأرض مقابل السلام هو المبدأ الوحيد الممكن للتعايش بين هذه الشعوب، لكنهم هما الإثنين لا يعلمون ويفضلون جدا، جدا الموتورين وحكمهم وأفكارهم.
-أصبحت قريبا من قناعة فيها شبهة عنصرية، هما الإثنان، شعوب من البدو بثقافات بدو؛ بعنف البدو، شعبين بتوع معيز في خناقة علي مرعي، مثل خناقة لوط وإبراهيم كده!!!!
-لا مكان للعقل الآن يا أستاذنا، الصوت كله للموتورين، حين يشبعون دماء ،قد نرجع لأي حل عقلاني ميني علي الواقع وليس تهويمات الهويات وعنف السلاح المتطور في يد قتلة مدعومين بقوي عالمية.
-إسرائيل مشهورة تكنولوجيا بتحلية مياه البحر، حلنا الوحيد لزيادة مواردنا من المياة، إسرائيل موقعة معانا إتفاقية سلام, هل تبادلنا إسرائيل مصانع مياة وتكنولوجيات إستصلاح الأرض المتميزة لديها، مقابل ٢ مليون غزاوي؟!!
-طب بلاش...مصر تدخل تحكم الغزاوية في أرضهم وهنا نسمح لهم بالعبور السهل وإستعمال مينا ومطار العريش ونجعل غزة منطقة تجارة حرة وتطبيع شامل مع مصر علي أساس التنمية وتبادل التكنولوجيات؟! أفكار بلا عدد، لكنهم يحبون الموت وحكم الموتورين.....
Mostafa El-Tanany
الممالك والامارات الأوروبية استدعت يهود ووطنتهم للاستفادة من حيويتهم التجارية لتنشيط اقتصادها...أعتقد الغزاوية سيضيفون حيوية وحركة أيضا للمجتمع الاقتصادى المصرى كما بفعل السوريون الآن بمطاعهم الأنيقة وخدمة العملاء المتميزة

Dr-Eman Alrefay
-أما عن فكرة تعمير سيناء ، فقد استبدلت بتوطينهم في المدن الجديدة بالداخل المصري في مدينتي العاشر وأكتوبر وذلك تلافيا ً لحدوث أي مما ذكرت سعادتك من خطر إقامتهم في جوار المحتل في سيناء.
-وأما عن الأموال والمكاسب المادية التي سوف تعود على النظام ( وأقول النظام وليس مصر) فلا فائدة مرجوة سوى إطالة عمر هذا النظام العابس بمقدرات الشعب المصري.
-وأما عن القضية الفلسطينية البائسة التي طال أمدها عبر عقود طويلة فلا حل لها سوى المقاومة سواء من الداخل أو الخارج شأنها شأن كل حركات المقاومة في كل البلدان المستعمرة عبر التاريخ ، فمهما طال أمدها سوف يكون الخلاص إن عاجلاً أو آجلاً.


عباس منصور
وهل دعمهم بكل السبل وهم في بلدهم امر مستحيل..وخصوصا اننا معهم في جوار جغرافي وحضاري!؟
محمد يونس
عباس منصور ..حندعم بالكلام قول اللي انت عايزة... الدعم بالسلاح و الطعام لن ترضي عنة إسرائيل المسيطرة تماما يعني لن يغير الدعم من الموقف
عباس منصور
محمد يونس ..كنت يوما عسكريا في تلك الجبهة وتعرف طرق الدعم..وعموما سينا أكبر من مساحة فلسطين التاريخية بخمس مرات..والحركة فيها والمناورات أكثر مرونة وتقع على بحرين كبيرين وصحراء وقارتين..وايديولوجية المقاتلين في غزة الأن يناسبهم ذلك


Mahmoud Helal
دائما نرى الأحداث مع حضرتك بصورة واسعة الزاوية ومتعددة الابعاد عمقا وفكرا وتاريخا و غيره
.. أذا افترضنا نظريا قيام هذه التجربة فا أعتقد حضرتك ذكرت كل المسالب لهذه الفكرة بعد أن مررت أنا على مفاجأة طرح الفكرة من حضرتك !!
.. لكن لعدم الإطالة
.. الا يكون ذلك بمثابة إقامة دولة أخرى على حدودنا ستمتلك الأرض وتستولى على خيراتها ولن تذوب أو تتفاعل مع المجتمع المصري لانها منفصلة جغرافيا ؟؟
.. ثانيا القياس مع الفارق اليهود المهاجرين إلى اسرائيل هاجروا من مجتمعات من اوربا ومن مجتمعات متقدمة فاتوا بثقافة أحدثت الفارق ولم تبدأ دولتهم من الصفر
.. عكس ثقافة الغزواين خصوصا .. هم أنفسهم منفصلين عن نصفهم الآخر فى الضفة ......
.. وتحياتى الدائمة لحضرتك