مع تحول كورونا الى خطر عالمي داهم / التضامن الأممي في مواجهة انانية الارباح وخطاب الكراهية


رشيد غويلب
الحوار المتمدن - العدد: 6524 - 2020 / 3 / 27 - 20:18
المحور: ملف: وباء - فيروس كورونا (كوفيد-19) الاسباب والنتائج، الأبعاد والتداعيات المجتمعية في كافة المجالات     

أدى تفشي وباء كورنا إلى خلق اطر جديدة للعمل الدولي المشترك. صور ناصعة للتضامن الأممي في جانب، وانانية الارباح والكراهية في الجانب الآخر. في حين تبدو الدول الاعضاء في الاتحاد الأوربي، وخصوصا الاكثر تطور، مترددة وغير مبادرة الى تقديم العون الانساني للشقيق الأوربي، تبادر الصين وكوبا وروسيا الى تقديم المساعدة.
وطلبت ايطاليا، البلد الأكثر تضررا من الوباء في اوربا، من الاتحاد الأوربي المساعدة، لكنها لم تجد اذنا صاغية. لقد كان من اول قرارات خلايا الأزمة في المانيا وفرنسا، البلدان اللذان يلعبان دورا محوريا في الاتحاد، منع تصدير المنتجات الوقائية.
وفي 12 اذار الحالي، أرسلت رئيسة البنك المركزي الأوروبي كريستين لاغارد إشارة إلى الأسواق المالية بأنها لن تساعد إيطاليا. فارتفعت أسعار الفائدة على السندات الحكومية الإيطالية على الفور. ولايزال الرفض المستدام، خصوصا من قبل المانيا، لفكرة اصدار سندات اوربية، لاغراض التمويل التضامني داخل منطقة اليورو.
وانتقد مفوض شؤون الصناعة في الاتحاد الأوروبي تييري بريتون بشدة حظر تصدير معدات الوقاية الطبية. وقال "إن التضامن الأوروبي وأنظمتنا الصحية على المحك"، منتقدا قصر النظر في إصدار قرار الحظر. واكد، إن خطورة انتشار الوباء الجاري في إيطاليا اليوم يمكن أن تؤثر غدا على دول أوروبية أخرى غد، ويجب أن يكون المرء قادرا على الاعتماد على التضامن. وانتظرت وزارة الخارجية الالمانية حتى 14 اذار لتعلن تغيير في المسار، لتجعل تصدير المعدات الطبية الضرورية ممكنا، بشرط: " تلبية الاحتياجات الحيوية في ألمانيا".

مصادرة مساعدات طبية

لقد صادرت جمهورية التشيك وبولندا إمدادات طبية أرسلتها الصين إلى إيطاليا. وكما ذكرت صحيفة "لا ريبوبليكا" في 21 اذار، صادرت السلطات في براغ بشكل تعسفي شحنة ضخمة من 110 آلاف قناع، وفي تقارير جرى الحديث عن 680 ألف قناع، بالإضافة الى مصادرة الآلاف من أجهزة حماية الجهاز التنفسي التي أرسلتها الصين إلى إيطاليا. وبعد احتجاجات شديدة اللهجة من قبل وزارة الخارجية الإيطالية، أعلنت السلطات التشيكية أخيراً أنها ستطلق الإمدادات الطبية المتجهة إلى روما.وفي الوقت نفسه تم أيضًا إيقاف تسليم 23 ألف قناع مرسلة من الصين عبر الاراضي البولندية. وتعليقا على ما يحدث قال وزير الخارجية الايطالي لوجي دي مايو: لن تنسى إيطاليا من ساعد في أوقات الحاجة، بينما قامت دول أخرى بتخزين المعدات الطبية والأقنعة الواقية أو منع نقلها إلى إيطاليا". اما رئيس منطقة ليغوريا الايطالية جيوفاني توتي فقد قال: "عندما ينتهي كل شيء، سنتذكر من كان هنا ومن لم يكن ".

مساعدات من الصين
وكوبا وروسيا

وتتلقى إيطاليا الآن الدعم من الصين وكوبا وروسيا على شكل معدات طبية ووقائية واطباء ومعالجين. ووصلت ايطاليا، في 12 اذار الجاري، اول بعثة طبية صينية، والى جانبها حمولة جوية تضمنت 31 طناً من المواد الطبية، 1,8 مليون جهاز تنفس، و700 جهاز طبي متنوع، بضمنها 30 من المعدات الجراحية، واجهزة تنفس خاصة بحالات العناية المركزة. وجاءت المساعدة الصينية تلبية لطلب وزير الخارجية الايطالي لويجي دي مايو.
ووصل في 19 اذار الى مدينة ميلان فريق آخر مكون من 37 طبيبا ومساعدا صينيا، وبرفقتهم 20 طنا من المواد الوقائية، تضمنت أكثر من 400. ألف قناع، و5 آلاف بدلة واقية، ومعقمات وادوات عمل مساعده، وسيستمر ارسال المزيد من الطواقم الصحية، المواد الطبية.
وتعهدت روسيا بتزويد 13 دولة بانظمة فحص طورها مركز علوم الدولة للفيروسات والتكنولوجيا الحيوية. وقالت وزارة الدفاع في موسكو إن أول تسع طائرات قد أقلعت إلى إيطاليا. وان "بالإضافة إلى ذلك، هناك قرابة 100 مختص بعضهم خبراء وزارة الدفاع في مجال علم الفيروسات وعلم الأوبئة".

كاسترو يعود الى الواجهة

الدور الكوبي الفاعل في ممارسة التضامن الأممي الملموس مع الشعوب المتضررة من الوباء، اعادت خطب واقوال لزعيم الثورة الكوبية الراحل فيدل كاسترو الى الواجهة. لقد قارن فيها بين يلده المحاصر، وزعيمة الراسمالية العالمية، حيث أكد خلو بلاده من الاسلحة النووية والكبمباوية والبايلوجية، ولا تسقط اطنان القتابل على رؤسس مواطني الدول الاخرى، ولا تمارس ضريات استباقية، لكنها ترسل العلماء والاطباء لمساعدة الفقراء حيث ما تكون حاجة باختصا: "لاقنابل بل اطباء". حيث وصل 52 من الأطباء والممرضات الكوبيين لدعم زملائهم الإيطاليين في مكافحة الوباءن ويعملون الان في منطقة لومباردي الأكثر تضررا في ايطالياء. وقال جوليو جاليرا، مسؤول الصحة والرعاية الاجتماعية في حكومة لومباردي الإقليمية، إن المساعدين الكوبيين " متخصصون للغاية وسبق لهم ان كافحوا إيبولا في افريقيا ويعرفون كيفية علاج هذا النوع من المرض". وستبقون في إيطاليا لمدة ثلاثة أشهر.
ويعمل الأطباء والممرضون الكوبيون حاليًا بتكليف من حكومتهم في 60 دولة، ويقدمون مساهمات عاجلة للرعاية الصحية. وقال خورخي ديلجادو رئيس التعاون الطبي بوزارة الصحة للتلفزيون التلفزيون الكوبي "تلقينا رسائل من متطوعين مستعدين للذهاب إلى أي مكان من العالم للمساعدة ".